المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يعقوب حياتي: نعم هناك «حزب الله» كويتي وأنصار لتنظيم القاعدة



جون
11-14-2006, 07:20 AM
... النهار لا يحتاج إلى دليل!

حوار: حسين الحربي


بين القاعدة وحزب الله، والدوائر والعراق وايران وشؤون شتى شرق وغرب، الدكتور يعقوب حياتي النائب الاسبق الشهير وعضو الهيئة الاستشارية لقادة مجلس التعاون معربا عن سيل متدفق من الآراء التي تراوحت بين التفاؤل والتشاؤم وما بينهما تجاه الوضع العام، ليجيب عبر هذا اللقاء الشامل عن جملة من الاسئلة المحمولة اليه من «الرأي العام» طارقا ملفات ساخنة وقضايا مهمة في الشأنين الداخلي والخارجي.

وفي المستهل اكد حياتي انه عندما ينتقد العمل الخيري فإنما يهاجم المنطقة المجهولة الخفية فيه مع كل الاحترام للعمل الخيري الواضح والمكشوف.

وفي معالجته للتساؤل عن وجود أنصار لتنظيم القاعدة او حزب الله في الكويت قال ان «النهار لا يحتاج إلى دليل فالناطق الرسمي بلسان القاعدة كان كويتيا سحبت منه الجنسية» مستنكرا في الوقت نفسه القول بعدم وجود حزب الله في الكويت لأن من يقول ذلك «اما هو من الخيال او انه من حزب الله»، وفي معرض الرد اشار الدكتور حياتي الى ان بعض التجمعات في الكويت هي امتداد لوجود خزبي خارجي ضاربا على ذلك المثل بالحركة الدستورية الاسلامية التي هي فرع لجماعة الاخوان المسلمين.

ونبه حياتي الى ان ضعف الدولة وعدم سيادة القانون سببان لما يمكن وصفه الظاهرة الفوضوية التي تظهر فيها التنظيمات والافكار المتطرفة، ليسخر في الوقت نفسه من التكتلات السياسية وتجمع الكتل لأن «هذه التكتلات شيء من الكرتون يذهب باول نفخة مع الريح».

وشكك خلال الحديث بمشروع الدوائر الخمس «لأن التقسيمات الفئوية والقبلية فيه موضوعة بالمسطرة والقلم»... مبينا ان طرفين سيخسران بسببه هما المرأة والمستقلون داعيا الى قيام لجنة من القضاء والنواب والوزراء السابقين لوضع التصور المأمول حول الدوائر، وجها نقدا عنيفا للنزول الى الشارع في المسألة بظل وجود برلمان ومؤسسات دستورية.

واعتبر حياتي ان العمل السياسي في الكويت غير صحي لأنه يقوم على التربص والتصيد، وحذر من ان الدولة مقبلة على ازمة كبيرة جدا «حيث للبعض اهدافه الخاصة التي يلبسها ثوب الاستجوابات التي هي نفق رعب للوزراء» وقال بأن الاستجوابات المقدمة منذ العام 1985 في معظمها كانت تهدف الى طرح الثقة بالوزير المستجوب منذ البداية وقبل الخوض في الاستجواب.

ووصف حياتي الذي «اخترع مصطلح وزير تأزيم» أنه (نائب فاسد) ورأى في السياق نفسه ان «البرلمان الآن من اكبر مكامن الفساد، اما مكامن فساد الحكومة فهي تقليدية ومعروفة ومكتشفة» وتناول الحديث قضايا متشعبة تتصل بولاية الفقيه ونظرته الى حزب الامة والوضع العراقي وكذلك الايراني وشعبية الوزارة التي رأى ضرورة التدرج قبل الوصول اليها ليخلص في ختام الحديث الى التحذير من مغبة وقوع مواجهة ايرانية - اميركية ستجلب الكوارث على شعوب المنطقة لا الولايات الاميركية واصفا من يقول غير ذلك بالرومانسي، محذرا ايضا من وقوع حرب أهلية في العراق...

وهنا نص الحوار:

• دائما ما تردد في مجالسك الخاصة ان ما يحصل داخل الكويت من ازمات ستكون له انعكاسات اخطر من الغزو... كيف تفسر ذلك؟

- الكويت دولة قائمة على الحب واصل هذا الحب هو الوحدة الوطنية وثروة الثروات بالكويت ليس النفط وانما التعايش المتمثل بالوحدة الوطنية، قوة هذا الوطن العزيز قد تتماثل في ضعف الوطن العزيز، يعني ان مكمن القوة قد يكون هو مكمن الضعف ولذلك اذا حرص الكويتيون على الوحدة الوطنية فسوف يعيشون ويستمرون اذا تهاونوا بالوحدة الوطنية فسينطبق عليهم مثل حضارات سادت ثم بادت.

• هاجمت الجمعيات الخيرية وقلت أن هناك دولة جمعيات فهل ما زلت عند رأيك؟

- في العمل الخيري هناك المعلوم وهناك المجهول وانا مناصر جدا للمعلوم في العمل الخيري ومتسائلا ومهاجم جدا للمجهول في هذا العمل.
المعلوم في العمل الخيري منطقة اضاءة والمجهول فيه منطقة مظلمة ولذلك في هذه المنطقة المظلمة لا يكون العمل عملا خيريا، سمي العمل ما شئت، ولا اتصور احدا ان يهاجم العمل الخيري، فالخير من مشتاق الاقتراب الى الله سبحانه وتعالى ولا يتصور ان اهاجمه بحال من الاحوال، ولكنني اهاجم بقسوة وبعنف المنطقة المجهولة في ما يسمى العمل السياسي الذي هو على الجانب الآخر، لذلك هناك منطقتان معلومتان وانا معهما من الالف الى الياء لأنهما يقعان في دائرة الاضاءة ودائرة الشفافية والمعرفة، الفلس يخرج عارفا مدخله واعرف مدخله وهذا هو العمل الخيري الذي يقوم على عنصرين هما عنصر المال وابتغاء وجه الله سبحانه وتعالى.
ويقوم بهذه المسألة رجال اخيار نعتز ونفتخر بهم لكن منطقة مجهولة مظلمة في هذا العمل الذي لا نسميه عملا خيريا وهي محل التساؤل، ولذلك انا اميز وعندي موقف دائما من المنطقة المعلومة فأنا من اشد المناصرين لها لأنها منطقة واقعة تحت السيطرة القانونية والمنطقة المجهولة فهي التي يحدث فيها الانفلاتات والاختراقات.
• ما المنطقة المجهولة حسب تصورك؟
- هي التي لا اعلم بها عن كيفية مسار الفلس الذي عبارة عن عنوان المال الوحدة الصغيرة للمال، اعلم المخرج (بضم الميم) لكني لا اعلم المخرج (بفتح الميم).
• قلت ان لبعض الاحزاب في الكويت وجودا خارجيا وان اللقاءات السرية نهجنا، فهل تعتقد ان لزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن انصارا واتباعا واحبابا في الكويت؟
- «لا يحتاج» النهار الى دليل عندما تطلب الدليل عن النهار سيكون الطرف الآخر في الموقف العاجز، تطلب من الآن الدليل عن النهار وليس يصح في الافهام شيء اذا احتاج النهار الى دليل! واؤكد بنسبة مليار في المئة ان هناك انصارا واحبابا لزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن وليس ادل من ذلك بأن الناطق الرسمي لتنظيم القاعدة هو «كويتي» وانه اسقط عن الجنسية الكويتية، اما بخصوص الاحزاب فالكويت فيها تجمعات فرعية لا احزاب اصلية، خذ مثلا حركة الاخوان المسلمين لهم تنظيم داخل الكويت باسم الحركة الدستورية وايضا حزب الله الخارجي سواء أكان في ايران او لبنان له تنظيم داخل الكويت وهذا اوضح صورتين وايضا اكرر كذلك بأن في شأن هذه المسألة النهار لا يحتاج الى دليل.
• من المسؤول عن تنامي ظاهرة الارهاب والعنف والتطرف والاعجاب بابن لادن؟
- دائما الباطن يكون مرحليا محل اعجاب يعني الرئيس العراقي السابق صدام حسين في يوم من الايام كان معبودا عند بعض الجماهير وكان محل اعجاب لا انه كان يمثل الباطن الذي له جولة وصولة، في هذه المرحلة ويتم تنامي الاعجاب اما تنظيم القاعدة على وجه التحديد فهو فكر رمزي يعتمد على انماء الذات واكفاء الآخرين بالقوة وهناك كثير من الاشخاص بهذا الاتجاه وهو اتجاه من مشتقات الفوضوية في العالم... المدرسة الفوضوية سائدة في كل الحضارات واحيانا تطغى واحيانا تزول وفكر القاعدة ينتمي الى الفكرة او المدرسة وكثير من الناس يتذمرون من القانون فيعجبون بالفوضوية، والقاعدة فكر فوضوي لأن هناك بل دعني اتكلم بشيء من الفلسفة، المدرسة الفوضوية قائمة وممتدة عبر التاريخ واحيانا تنتشر وتسود الدولة التي تختص فيها سيادة القانون واحيانا تتضاءل وتسكن ولا تسكت فهناك فرق كبير بين السكون والسكوت الذي يعتبر حالة صمت، والسكون حالة ترقب، ولذلك عندك حالات من القاعدة في حالة سكون اي عندما يأتي المشير سترى هذه الحالات، وانا اعتبر المسؤول الاول عن تنامي الارهاب هي الدولة لأن هذه الظاهرة تنجم عن ضعف الدولة وخوف الدولة اللذين هما عاملان اساسيان في تنامي مثل هذه الظواهر ايضا في اسباب اخرى مرتبطة في لغة الحوار، لغة الحوار قد تكون في الدولة القانونية لغة رائجة وهي بالضرورة في الدولة البوليسية لغة متنفية، فهذه الجماعات في الدول البوليسية لا وجود لها لكنها تنمو في الدول التي تعتمد مبدأ الحوار، وفي الفكر الفوضوي لا يؤمنون بالحوار واذا آمنوا بالحوار فإنهم يفعلون ذلك لمرحلة فقط وحتى يصلوا الى مرحلة إلغاء الآخرين وانماء الذات، عندما تنمو ذواتهم يلغون الآخرين، لكن المسؤولية الاولى والاخيرة في هذه المسألة تقع على عاتق الدولة.
• الامتحان الذي سقطت فيه تكتل الكتل في انتخاب اللجان النيابية هل يعني ان القبلية هي المنتصر الاول والاخير في اللعبة السياسية؟
- هذه التكتلات من وجهة نظري هي تكتلات كرتونية، يعني مع اول نفخة تذهب مع الريح.
• الدوائر الخمس هل هي الافضل وهل ستؤدي دورها بدعم الوحدة الوطنية وتخفيف ما امكن من التمايز الطائفي؟
- هذا خبز لا اكلة، وهناك من يرى ان نظام الدوائر الخمس يخفف من الطائفية والقبلية وصور الرشاوى وستساهم بالزج بالعنصر النظيف في العملية السياسية والبرلمانية.
انا في شك كبير، ولو تنظر في تقسيم الدوائر على ضوء الدوائر الخمس ستجد أنها تقسيمات طائفية وتقسيمات فئوية وقبلية موضوعة بالمسطرة والقلم وبالتالي سيضيع معها عنصران هما العنصر المستقل والانثوي، الانثى ستضيع في هذا الزخم الطائفي الصرف، واعتقد بأن موضوع الدوائر الخمس وربطه بالاصلاح مسألة ما لها علاقة لا من قريب او بعيد، بل هي كمن يشخص المرض ويقرر دواء مختلفا، الاصلاح عبارة عن نهج يبدأ الفا في المنزل وينتهي ياء بالمدرسة اما القول أن الاصلاح من خلال تعديل الدوائر فهذا اعتبره كلاما فارغا ولا قيمة له وسوف تكشف الايام بأن الدوائر الخمس كما الدوائر الـ 25 بشيء من التخفيف من درجات الفساد، وانا مع الشرعية في البلد وانا اتحفظ تماما ان تتولى سلطة تشكيل سلطة اخرى وما حدث في الدوائر الخمس فإن الحكومة هي التي تقدمت ووافقها المجلس وهذه مسألة غريبة جدا وكيف يمكن التأمين للحكومة والحكومة ماضيها في العشر دوائر وماضيها بـ الـ 25 دائرة وماضيها في الخمس دوائر كيف يتم التأمين؟ يجب على الحكومة ان ترفع يدها كليا عن هذه المسألة لأن مسألة التشكيل مرتبطة بالسلطة التشريعية التي يتعين ان تتولاها مباشرة ودون تدخل من السلطة الاخرى.
الاشكالية الثانية تقع داخل السلطة التشريعية حيث الكل يشرع لذاته لذلك يتصف القانون في هذا الخصوص بالخصوصية والتحديد لا بالعمومية والتجريد واذا انحسرت خاصة العمومية والتجريد عن القانون اصبح قانونا غير دستوري، والامثل بوجهة نظري ان يحدث شيء من الاتفاق ما امكن بين السلطتين عبر تشكيل لجنة محايدة حيث ستقدم هذه اللجنة المحايدة من الذين غادروا لذواتهم بتشكيلات مختلفة من قضاة سابقين وأعضاء سابقين ووزراء سابقين وباتفاق السلطتين على التعاون.
اما الآن فما الذي حدث؟ جماعة فوضوية تمردت على القانون ونادوا بما نادوا باسم (نبيها خمس) وباسم العدالة ونزلوا الى الشارع بظل مؤسسة دستورية قائمة وبرلمان واوجدوا ما يسمى ليس بثقافة الشارعية واوجدوا آفة التمرد على القانون والآن كل جماعة من خمسة او ستة اشخاص ينزلون الى الشارع وهذا ينشئ حالة خطرة في الكويت سوف ندفع ثمنها غاليا وهي حالة التمرد على القانون واللافت للنظر انه داخل التحركات كل يغني على ليلاه او على لبناه، وداخل هذه التكتلات هناك قيادات لها اهداف في بالها وهناك من يرى الامور من اجل المصلحة العامة وهناك من لا ينظر إلا الى مصلحته الخاصة القائمة على الانانية.

جون
11-14-2006, 07:21 AM
• الدكتور يعقوب حياتي الذي تردد اسمه في اكثر من «بورصة» ترشيحات لمنصب وزاري في التشكيل الحكومي الاخير... لماذا غاب عن التشكيل؟ ولصالح من؟
- لدي اسبابي الخاصة وعرضتها على صاحب القرار وأنا اميل دائما الى اكون طائرا مغردا خارج القفص. والوزراء الذين قبلوا الدخول في الحكومة لهم قناعتهم وانا لي اسبابي الخاصة وهمومي الخاصة ولي مشاكلي الخاصة وانا قلت مرارا وتكرارا بأنني لا اصلح وزيرا.
• ومن السؤال «الحاضر» ننتقل الى الرؤية السياسية للدكتور حياتي، كيف ترون العمل السياسي اليوم؟ وكيف تقرأون التعاون بين الحكومة ومجلس الأمة في زحمة الاستجوابات التي تهدد اكثر من وزير؟ ثم كيف ترون الاستجوابات. هل هي تفعيل لمادة دستورية أم في غالبيتها لأغراض شخصية يصفها البعض بـ «الكيدية» احيانا؟
- الذي اشاهده اليوم هو ارهاصات العمل السياسي وشواهده في الكويت ومظاهره غير صحية لأنها تقوم على مسألة التربص والتصيد فلا التشكيلة الوزارية محل ارضاء للشعب الكويتي ولا التعاون بين السلطتين تعاون مريح ولذلك فإن العمل السياسي عمل غير صحي لأن النوايا في الاصل نوايا تربصية وهذه الاجواء لا يتحملها الانسان الذي يريد ان يعمل، لذلك الانسان يحرص في الابتداء والانتهاء على صون كرامته الآدمية وتقديمها على اي مكسب سياسي، بالكويت الذي يحدث الآن والذي اشاهده واعتقده ان الدولة مقبلة على ازمة كبيرة جدا هي ازمة مواجهة بين السلطتين لا اهداف في رأس البعض، البعض عنده اهداف معينة ويلبس هذه الاهداف ثوب الاستجوابات وعرف بأن هذه الاستجوابات الآن تشكل اداة رعب للوزراء ومن خلال نفق الرعب يعبر الى اهدافه الخاصة هذه ليست استجوابات هذه عمليات طرح ثقة ألبست لبس الاستجوابات تماما شأن ذلك القاضي الذي يكتب الحكم قبل ان يقرأ الملف لذلك لو وضعت الاستجوابات في مسارها فهي عملية دستورية غاية في الصحية، لكن استعرضت الاستجوابات من بعد الـ 85 كلها او غالبيتها فأجدها عملية طرح ثقة تأخذ شكل الاستجوابات بمعنى ان العشرة الذين يتقدمون بطلب سحب الثقة، اسماؤهم مسجلة يوم الاستجواب، مع ان العملية هذه يجب ان تتم بعد الاستجواب او اثناء الاستجواب، انا من الذين تعايشوا مع هذه المسألة واعرف كل ابجديتها وادبياتها، لذلك انا ما دخلت الاستجواب بل كنت في طرف المدافع لا انا اعرف ان المستجوب يريد تحقيق اهداف خاصة ويريد ان يطرح الثقة، ولذلك هذه ليست استجوابات بل عمليات طرح ثقة، من هنا تحدث عملية الجرعات السياسية فوق المقرر، ولو وقع الاستجواب في اطاره وحدوده فإني ارحب بأن يشهد كل يوم استجوابا لوزير لكن ما تراه اليوم هي عمليات طرح ثقة وليست استجوابات.
وهل تتصور لقاض ان يصدر حكمه قبل ان يقر الملف، في عالم القانون هذا الشيء مستنكر جدا ولكن هذا الشيء في عالم السياسة مرغوب جدا لذلك انا فشلت في عالم السياسة وارجو ان اكون من الناجحين في عالم القانون.
• مصطلح «وزير تأزيم» بات يتردد كثيرا في الآونة الاخيرة حتى بات من شروط التعاون، كما نرى على الساحة السياسية حاليا، بين النواب والحكومة ان «تطير» الاخيرة وزراء التأزيم، والى اي مدى يرى خطوط الانسجام بين السلطتين، حتى لا نقول التنافر، واي توصيف تراه وتستقر عليه لهذه العلاقة؟
- وزير تأزيم مصطلح خلقه نائب فاسد فلماذا لا ينظر النائب الى نفسه قبل ان يوجه التهمة الى الآخرين هذا الاصطلاح من الذي اخترعه؟ اعتقد انه نائب فاسد. البرلمان الآن من اكبر مكامن الفساد في الكويت مع الاسف الشديد اما مكامن الفساد في الحكومة فهي تقليدية معروفة ومكتشفة... هناك مكمنان اساسيان في الفساد في الكويت الحكومة والبرلمان.
• كيف يقر الدكتور الحالة السياسية للشيعة؟
- من أثقل الاصطلاحات على قلبي القول بهذه الطائفة الفلانية او المنطقة الفلانية، ليس حديثنا عن المواطن الكويتي، للأسف ان مشروع الوطن انحسر في هذه النتوءات السياسية القبلية والطائفية والمذهبية والفئوية انا اريد للأصل ان ينمو فاقترب معه واتعانق واتعاشق معه.
الاصل هو الوطن لأنه الابتداء والانتهاء اما هذه النتوءات وهذه التشرذمات فأنا اتسامى فوقها... وللأسف ان مشروع الوطن فشل وهذا احمله للدولة كمسؤولية، لا احد يتكلم الآن عن المواطنة الكويتية بل الكلام عن الفئوية، والطائفية ويتكلمون عن الامراض ولا يتكلمون عن الصحة، الوطن هو الصحة هذه الحالات هي امراض ولكن عندما تأتي وتنزل الى الساحة السياسية لا يستطيع احد ان يلج بوابة البرلمان إلا من خلال هذه الاطروحة التي تنال من صحة الوطن.
• كثرت في الآونة الاخيرة الاحاديث ان لم نقل الاشاعات عن وجود «حزب الله» في الكويت، هل هو موجود فعلا؟ ام انه كما قال احد السياسيين الشيعة «نسج خيال»؟
- من قال ان وجود حزب الله في الكويت هو نسج من الخيال، انا اقول له انت الذي تعتبر نسجا من الخيال او انت من حزب الله، وارد واقول لا يحتاج النهار الى دليل.
• بصراحة، هل تعتقد ان مؤيدي نظرية «الولي الفقيه» بين الشيعة في الكويت هم اكثر من غيرهم داخل الطائفة؟ وما رأيك شخصيا بالنظرية؟
- موضوع ولاية الفقيه له بعد في الفكر الشيعي، الفكر الشيعي فيه اصل وفيه استثناء، اذا نظرت داخل المنظومة الايرانية تجد أن موضوع ولاية الفقيه قضية سائدة، ولو خرجت خارج المنظومة الايرانية تجد موضوع ولاية الفقيه قضية استثنائية، في الفكر الشيعي اصل واستثناء وهذا الاخير داخل ايران اصبح اصلا بينما خارج ايران يعتبر استثناء فقواعد الفقيه الشيعي في مسألة ولاية الفقيه محل اختلاف. والايرانيون لهم نظرة سياسية وغير الايرانيون لهم نظرة شرعية.
• كيف تقرأ انتخابات 2006؟ والمقصود هنا فوز النائب عدنان عبدالصمد في دائرة الرميثية وسقوط النائب السابق سيد حسين القلاف، وفوز احمد لاري في الدائرة الاولى وسقوط النائب والوزير السابق الدكتور يوسف الزلزلة؟
- لا اريد ان اسمي بأسماء معينة، وسمة الانتخابات ومن يعرفها فهي التغيير، ولهذا الناخبون رأوا التغيير وهذا القرار محل احترام، لأنني جزء من العملية الانتخابية فان العملية الديموقراطية اذا كانت لصالحي ارتقي بها واعتلي بشأنها واقول فيها المعلقات العشر وعندما تأتي العملية الانتخابية لغير صالحي فإني اهجوها واغتاظ منها، التغيير سمة الانتخابات دون ان اسمي اسماء معينة.
• هل انت من مؤيدي تأسيس الاحزاب السياسية في الكويت التي يقول الكثيرون انها موجودة بالفعل في صورة التيارات والكتل السياسية القائمة؟ وماذا في رأيك ستضيف الاحزاب، في حال قيامها الى الحياة السياسية في الكويت؟
- فلسفة الاحزاب قائمة في العالم الغربي، اما فلسفة الاحزاب في العالم الثالث والعربي والاسلامي ومنطقة الخليج فكلها احزاب تقوم على الفردية وفقدان الرؤى والبرامج فهي عندما تصل الى سدة الحكم توظف كل مقدرات الدولة لصالح الحزب ولصالح الفردية وقس على ذلك وقاعدة علمية من هنا الانسان المستقل يتهيب من هذه الاحزاب لأن ماضيها دموي ولهذا اعطني حزبا في العالم الثالث او العالم العربي او الاسلامي وصل الى الحكم ولم يلغ الآخرين بالدم، وهذا عكس العالم الغربي عندما يصل يوظف كل مقدرات الحزب لخدمة الدولة لا يفرق بين مؤيد ومعارض من هنا نجد أن العملية الحزبية في العالم المتحضر عملية في غاية الانسيابية بينما هذه الافكار في العالم الثالث والعالم الاسلامي والعالم العربي ومنطقة الخليج في غاية التعثر من هنا يتهيب الانسان في تبني فكرة الاحزاب مع أن الأحزاب في الأصل لا يمكن إلا أن تكون ضرورة سياسية لتحقيق البرامج لكن هذا من الناحية النظرية. خذ مثلاً «حزب البعث» ماذا فعل بشقيه القطري والدولي... ماذا فعل؟... لذلك أنا شخصياً أرى فكرة الحزب في عقل المواطن في العالم الثالث لم تصل إلى مرحلة النضج وهناك فرق كبير بين فكرة الحزب لدي الفرد في العالم الثالث وفكرة الحزب لدى الفرد في العالم المتحضر
• ما رأيك في حزب الأمة؟ هل تراه شرعيا؟ من وجهة نظر سياسية أولاً من وجهة نظر قانونية ثانيا؟
- اطلاق كلمة الحزب على حزب الأمة فيها كثير من التجاوز. فهو تجمهر لمجموعة من الناس... لأن الحزب يفترض وجود اطار قانوني يجوز ذلك فهذه الجماعة كأنها سبقت ميلاد القانون... فهم عبارة عن مجموعة من الناس تجمعوا تجمعهم رؤية مشتركة في فهم قضايا معينة. لكن قانونيا ليس هذا حزبا لان الحزب يجب أن ينشأ في ظل وجود قانون قائم
• هل يؤيد الدكتور يعقوب حياتي أن يكون رئيس الوزراء شعبيا؟ ولماذا في حال التأييد وأيضاً في حال الامتناع؟
- البعض يرى أن شعبية رئاسة الوزراء مسألة قد تؤدي إلى الاستقرار... البعض الآخر يرى أن شعبية رئاسة الوزراء مسألة قد تهدد الاستقرار... وأنا إلى الآن ما كونت رأيا حيث كان سؤال «الرأي العام» مفاجئاً جداً لي... وأقول ان البعض يرى الأمر عاديا ومن يعارض يراه مهددا للاستقرار لأن نظرته تقليدية إلى المناصب السيادية المقررة للأسرة الحاكمة. وكلا الاتجاهين له حججه... الآن هذه المسألة ليست سهلة في الكويت فإذا كانت الآن بعض المواقع السيادية مثل وزارات الدفاع والخارجية والداخلية إلى الآن سيادية... أنت تصف هذه الأمور حتى بشيء من التدرج وصولا إلى مسألة رئاسة الوزراء... ومن أخطر ما يمكن هو حرق المراحل... وصعب هو الآن الحصول على منصب وزير شعبي لبعض المناصب فكيف برئاسة الوزراء... لقد تدرجنا ابتداء من وزارة الإعلام التي كانت في يوم من الأيام من وزارات السيادة فأنكسر هذا الاحتكار فإذا تم كسر احتكار الوزارات الأخرى يكون من المنطقي جداً أن تطرح هذه الفكرة ليتم بحث أين المصلحة فيها.
• وما رأيك بموضوع اسقاط القروض؟
- من الناحية النظرية مسألة اسقاط قروض هي جزء من عملية هدر المال العام في الكويت حيث اصبح هذا المال العام منكوبا و هذا يعطي الطرف الآخر الذي ينادي باسقاط القروض الحجة ... موضوع المناخ... موضوع الاستثمارات الخارجية ... الناقلات ... الفساد ... المديونيات الصعبة والمعونات التي تعطى لدول الخارج.
• وماذا عن اسقاط قروض العراق؟
- هذا الموضوع يجب ألا يضيع مع هذه القضايا ويجب ألا نخلط ... يعني لا يأتي أحد الأشخاص ويحتج باسقاط القروض عن العراق ويقول ما اسقطوا قروضنا في الكويت لأن المسألتين منفصلتان ... هناك اعتبار كبير جدا في موضوع العراق ... العراق والكويت منتقطتان متقاربتان وما يحدث في العراق يحدث في الكويت وما يحدث في الكويت قد لا يتأثر به العراق لكن ما يحدث بالعراق يصيبنا نحن بشظايا ... لا أتكلم عن دولة بعيدة عنا بل أتكلم عن دولة فيها الإرهاب على مسافة ساعتين ... وموضوع العراق يجب أن يترك لمجلس الأمة أن يقرر وعلى الحكومة أن تأخذ المصلحة العامة لهذه المسألة.
• بعض أعضاء المجلس ربط اسقاط ديون العراق باسقاط قروض الكويتيين؟
- أعتقد أن من حق النواب أن يكونوا مع هذا التوجه في اسقاط القروض عن المواطنين ولكن يجب ألا يزج بموضوع قروض العراق ... والعلاقة الكويتية العراقية فهذه المسألة يجب أن تعطى عناية خاصة.
وليس للحكومة حجة في مواجهة اسقاط القروض لأن سياساتها اليومية في تعاملها مع قضايا الفساد وهدر المال العام والسرقات والنكبات التي حلت بالمال العام والاستثمارات والناقلات أعطت الطرف الآخر الحجة بأن يتفوق على حجة الحكومة.

• كيف تقرأ الوضع السياسي في المنطقة وتحديدا بالنسبة للعراق وإيران؟
- أنا أعتقد على الكويت أن تولي مسألة العراق أهمية فوق القصوى يعني التعامل مع الشأن العراقي يجب أن يكون في ذروة الأوليات لأن الحالة الكويتية - العراقية الجغرافية حالة خاصة جداً والسوابق الكويتية العراقية سوابق خاصة جداً وعلى الدولة أن توجه اهتمامها لهذا الأمر، وشخصياً لم ألمس مثل هذا المطلوب. الكويت يجب أن تتحرك ضمن منظومة دول الخليج في وضع متفجر جداً في ما يسمى بالملف النووي الإيراني ولا تكتفي بدور المتفرج يجب أن تتحرك مع الشرعية الدولية لأن الملف النووي الإيراني ملف متفجر جداً وإيران سوف تكون الضحية وشعوب المنطقة سوف يكونون من الضحايا والرمي بكافة الأثقال في تجنب مواجهة بين أميركا والتي تستند بالشرعية الدولية وبين النظام الإيراني ... وعندما تحدث المواجهة لا سمح الله ستكون هناك كارثة على شعوب المنطقة ولن تتأثر الولايات المتحدة الأميركية لأنه لا يوجد تكافؤ والكلام الذي نسمع هو من قبيل الرومانسية. ولذلك أتمنى على دول الخليج أن ترمي بثقلها في هذه المسألة... هي لا ترمي بثقلها في هذه المسألة لماذا؟ ... حتى لا تتهم بأنها توالي إسرائيل ... وقضية حيازة اسرائيل لقدرات نووية هو خارج قدرات دول مجلس التعاون والدول العربية كلها. ولذلك الذي أقدر أن أتحاور فيه مع النظام الإيراني من خلال مبدأ الحوار. وهذا هو المبدأ الذي أؤمن به وأدعو إلى الحوار دائماً بين الشرعية الدولية من جانب وبين دول الخليج من جانب آخر وبين النظام الإيراني ولا شيء ينقذ هذه المنطقة إلا الحوار.

• وهل العراق مقبل على حرب أهلية نواتها حرب طائفية؟ وإلى أي مدى يؤثر ذلك على المحيط والمقصود دول الجوار العراقي بشكل عام والكويت تحديدا؟ وهل نال الشيعة في العراق حقوقهم «المهدورة» على امتداد حكم صدام حسين على حساب السنة؟

- لا أتكلم عن حالة طائفية... السؤال هل نال العراقي حقوقه في ظل نظام البعث العراقي؟ ... الخطأ الكبير الذي يحصل الآن أن صدام حسين حتى هذه الساعة على قيد الحياة ووجوده على قيد الحياة يعطي الطرف الإرهابي فرصة الأمل من أن يعود مرة ثانية إلى الحكم ... يجب أن يقتص منه من خلال المحاكمة وتنفيذ الحكم. لكن اذا حدثت حرب أهلية أو طائفية ستكون كارثة على المنطقة كلها وليس العراق فقط ودول الجوار ومنها الكويت لقرب الحدود وكذلك إيران وسورية وسيصبح الأمر بمثابة زلزال ... الحرب الأهلية زلزال ووباء ... وهذا الذي يهدف اليه صدام حسين ونظام البعث العراقي وأرجو أن تتظافر الدول جميعاً لمنع هذا الزلزال المقبل.

• في بعض الأنشطة السياسية الكويتية، وتحديدا من «ساحة الإرادة» انبرى أحد النواب بالهجوم على بعض أطياف الشيعة في العراق، متهما إياهم بالعمل ضد السنة، هل في هذا مدلول ما؟
- أرجو أن أستحضر مصلحة بلدي في هذه المسألة ... مثل هذا الطرح يخدم من؟ ... الإنسان محكوم بالمنفعة وأي سلوك يحقق المنفعة أنا وراءه وأي سلوك يحقق الضرر أنا أتجنبه ... لنطبق هذين المعيارين ... المنفعة والضرر وسنجد أن الضرر يطال الجميع وكذلك المنفعة تفيد كل الاطياف.

العراق الآن بحاجة إلى نجدة والذي يستطيع فاليتقدم ومن لا يستطيع فالسكوت أكرم .

• في الشق الإيراني، هل تعتقد أن إيران تتدخل في الشأن العراقي من منظور طائفي، وهل تعتقد أن المفاعل النووي الإيراني يهدد منطقة الخليج بالفعل؟ وهل ترى أيضاً وجوب أن يكون هناك دور سياسي خليجي لمعالجة المشكلة، وهل ستتعرض إيران إلى ضربة عسكرية، أميركية أو إسرائيلية، أو الإثنتين معا؟ وكيف سيكون رد الفعل الإيراني؟
- ان آمال السلام والسلامة للمنطقة لا تتحقق إلا بالحوار وأمن العالم الآن متشابك ولا تستطيع أن تقول أمن أميركا ينفصل عن أمن العالم أو أمن جنوب أسيا ينفصل عن أمن العالم وهناك حالة من التشابكية في موضوع الأمن. والقضية في هذه المسألة ليست قضية حق وباطل، بل ضعف وقوة.

والذي يملك مقومات القوة يفرض قانونه والذي يملك مقومات الضعف ليس له إلا أن يستسلم. ولذلك العلاقة الخليجية الدولية الاميركية محكومة في هذه الرؤية على القوة والضعف،
والحق والباطل. أنا أدعو دون ان أدخل في مجالات خارج اختصاصاتي أن دول المجلس ترمي بثقلها في هذه المسألة وتنصح نفسها وتنصح إيران وأميركا والشرعية الدولية. ولكن ما هي قدرتهما وامكاناتهما ... ولهذا يجب أن تتحرك، إلى الآن التحرك ليس على مستوى حجم التحدي أو حجم الخطر ... كما ان لدي احساسا بان دولنا لا تحس بالخطر ولكن من يقول بأن هناك تكافؤا بين القوة الدولية والقوة الخليجية الإيرانية ... أعتقد أنه يعيش في عالم من الرومانسية.

• ما تقييمكم لعمل الهيئة الاستشارية لقادة مجلس التعاون هل هي خطوة لبرلمان خليجي؟
- هذه الخطوة يجب أن تستكمل... دول مجلس التعاون العباءة الديموقراطية لدينا ... السعودية لديها عباءتها الديموقراطية والامارات كذلك والبحرين والكويت لهما عباءتهما الديموقراطية الواضحة جداً وقطر ايضاً لها عباءتها الديموقراطية ولذلك يجب أن تستكمل هذه الدول مجالس الديموقراطية حتى ننتقل ... أنا لا أقصد مجلسا برلمانياً خليجيا ودولة من الدول لا يوجد فيها برلمان ... المسألة الأولية الأساسية التي يمكن البناء عليها أن تنتقل الهيئة الاستشارية من هذه الحالة حتى لا ننتظر التعيينات بمراسيم بل تكون صادرة من البرلمانات الخليجية