زوربا
11-14-2006, 06:24 AM
د.عبد الحميد الأنصاري
* كاتب قطري
يحكم البيئة الثقافية للمجتمعات العربية ثلاثة خطابات: خطاب تربوي تعليمي, وخطاب اعلامي وخطاب ديني, اما الخطاب التعليمي فهو تلقيني احادي انتج عقلية منغلقة يسهل انزلاقها للتعصب, وخرج جيوشا من العاطلين يفتقدون المهارات اللازمة لسوق العمل.
واما الخطاب الاعلامي فلايزال خطابا تعبويا يغذي المشاعر والعدائية والصراعات ويتبنى لغة الشحن العاطفي والتهييج والاثارة, كل همه كسب المشاهد العاطفي عبر تصيد سيئات الآخر وتضخيمها, في تنافس غير صحي, الفائز فيه الاكثر تهييجا وإثارة.
واما الخطاب الديني - التقليدي والسلفي والصحوي - فهو خطاب مأزوم فشل في صيانة مجتمعاتنا وشبابنا من امراض التطرف والتشدد والغلو والانغلاق.
واذ لا امل في ترشيد الاعلام, ولا يبدو في الافق ما يدعو للتفاؤل بشأن اصلاح التعليم, فلا يبقى الا المراهنة على تجديد الخطاب الديني بوصفه الاكثر فاعلية وقبولا في ارتقاء الثقافة المجتمعية.
وهنا نطرح تساؤلات ثلاثة: الاول: ما أهمية تجديد الخطاب الديني?
ان تجديد الخطاب الديني, ضرورة ملحة لعبور فجوة التخلف, والتجديد خاصية هذا الدين, وان الله يبعث لهذه الامة من يجدد لها امر دينها, وعندنا ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم - وقد كان التجديد مسعى اساسيا في مسيرة الثقافة العربية والاسلامية منذ فجر الاسلام - اعلان باريس - وما قامت حضارتنا وامتدت الا بفكر وخطاب متجددين وحين توقف التجديد ران على العقل الاسلامي الصدأ,عبر ألف عام, فالحاجة ملحة الآن لإعادة تشغيل طاقات التجديد بخطاب ديني منفتح على العصر وقادر على مواجهة التحديات وتحمل المسؤوليات,ومن السخف ان يقال ان الآخر يملي علينا ويطالبنا بالتجديد فلنؤجل او نرفض نكاية به, فهذا عبث لا يلتفت اليه, لأن هذا الخطاب المأزوم قد أزمن واستطال وعمق الخلاقات والانقسامات المذهبية والطائفية وشحن شبابنا بثقافة معادية للحضارة.
اما السؤال الثاني: فما أزمة الخطاب الديني الراهن? ان أزمة الخطاب الديني تكمن في عجزه عن تحقيق (3) مهام اساسية:
1- تحصين مجتمعاتنا ضد امراض التطرف وجراثيم فكر العنف.
2- تفعيل القواسم المشتركة بين الاديان والمذاهب.
3- تقديم صورة ايجابية عالمية للاسلام.
ويرجع هذا الفشل اوالاخفاق الى جملة من العناصر والسمات, منها:
1- النزعة الماضوية التي لازمت الخطاب الديني وجعلته اسيرا للماضي, يعيد انتاج مقولات الفقهاء ويبحث في الماضي حلولا لمشكلات الحاضر, متوجسا من التغيرات المجتمعية, قلقا من التطورات المستقبلية, غير منفتح على ثقافة العصر وعطاءاته الانسانية.
2- تمجيد التاريخ والتغني بالامجاد والمآثر والانتصارات والرموز والابطال عبر انتقاء لحظات مضيئة في التاريخ مع تجاهل تام لألف عام من مظالم واستبداد وانقسامات وحروب دامية ضد بعضنا وضد الشعوب الاخرى, ظنا بأن اي نقد للتاريخ هو نقد للدين مع انه تاريخ بشر حافل بما يوجب النقد والنقض والتصحيح ولا قداسة للافراد مها عظمت مكانتهم.
3- الصبغة الذكورية: خطابنا الديني محكوم بإرث ثقافي ينتقص من المرأة اذ يراها (انثى) مصدر الفتنة والغواية لا (انسانا) له كامل الحقوق, ولذلك يفرض عليها وصاية الرجل ليرشد تصرفاتها, ومع ان المرأة المعاصرة وصلت الى مناصب قيادية الا ان منطق الخطاب الديني قائم على اعلوية الذكر وحقه في منعها من قيادة السيارة او السفر او العمل او الخروج - مفتي استراليا شبه المرأة باللحم المكشوف الذي يغري القطط, وطردت باريس اماما دعا لضرب الزوجات. المرأة في الخطاب الديني لها مهمتان: اسعاد الرجل وتربية اولاده!
4- السمة الاقتصادية: الخطاب الديني, خطاب إقصائي للآخر المختلف - مذهبا او طائفة - اذ هو مشكوك في عقيدته, فالعقيدة الصحيحة واحدة, اصحابها ناجون, اما بقية الفرق الاسلامية فهي ضالة او منحرفة او مبتدعة.
5- النزعة الاتهامية: النغمة السائدة في الخطاب الديني هي لوم الآخر واتهامه, اذ يصور العالم مؤامرة على المسلمين وغزوا ثقافيا وعولمة خبيثة بدءا بالفتنة الكبرى على يد (ابن سبأ) مرورا بحكماء صهيون وانتهاء بالصليبية الحاقدة بزعامة اميركا.
والغرب شيطان لا يريد خيرا للمسلمين وهو عدو متربص علينا ان نحذره وهو مادي وإباحي يريد افسادنا, بل ان الخطاب الديني اتهامي لكل من يختلف معه في شأن سياسي او اجتماعي او اقتصادي بأنه عميل يخدم مخططات الغرب.
6- الاطلاقية: الخطاب الديني خطاب مطلق يعتقد أنه يملك الحقيقة المطلقة, لا يؤمن بنسبية المعارف والحقائق الانسانية.
7- التحريضية: الخطاب الديني, خطاب تعبوي تحريضي دائما, حرض شبابنا للالتحاق بالمجاهدين في العراق وافغانستان وفلسطين.. الخ, ووصف تفجير النفس ولو في المدنيين والاطفال في تلك البلاد بأنه (اسمى) صور الجهاد ولم يتورع نحو التحريض ضد كتاب ومتعففين وفنانين بالتشكيك فيهم ومصادرة انتاجهم وملاحقتهم, ولم يعرف المجتمع الخليجي هذا الاسلوب التحريضي التهييجي الا بعد غزو الاسلام السياسي.
8- التبرير: يفسر الخطاب الديني, الطرح الارهابي بأنه جاء كرد فعل للظلم الاميركي والغربي, ولذلك يلتمس مبررات متعددة للارهابيين وهي اما مبررات سياسية - فلسطين والعراق والكيل بمكيالين - او اقتصادية مثل البطالة او اجتماعية: خروج المرأة والتبرج والاختلاط وشيوع المنكرات او اعلامية: المسلسلات والحفلات الغنائية او يعلل العمل الارهابي بمظالم الانظمة العربية وتبعيتها للخارج. وكل هذه المبررات هراء, وذلك التفسير او التعليل خطأ سياسي ومعرفي لأن الارهاب فعل قائم بذاته له ايديولوجيته وأهدافه, وجدت تلك المبررات او لم توجد والا ما تفسير ظهور الخوارج القدامى? الارهابيون ابناء بررة لخطاب ديني متعصب, هم نتاجه - قبل الاحتلال وبعده - وهم جميعا يسقون من منبع مسموم واحد هو (المنبع التكفيري).
9- تغييب دور العلم والعقل: يتجاهل الخطاب الديني العلم والعقل فيما يحاول اقناع الناس بأن الزلازل والاعاصير, عقوبة الهية للذنوب والمعاصي, ما ذنب الاطفال والابرياء?!
10- عدم الواقعية: ينشد الخطاب الديني (المثاليات) ويتجاهل الواقع, يتحدث عن التسامح ولا يلاحظ ان المسلمين يفتقدون الحد الادنى للتسامح فيما بينهم فضلا عن الآخرين, يتباهى بحرية العقيدة ولا يسمح ببناء معابد لأصحاب الديانات الاخرى, يثير المعارك حول امور فرعية خلافية - النقاب, الموسيقى, اللحية, الاختلاط - ولا يغضب لانتهاك الحريات, يدعو لمسيرات المقاطعة والاحتجاج والغضب ولا يدعو لمسيرات ضد التعذيب الممارس في سجون عربية!! هل سمعت خطابا دينيا ضد التعدي على حقوق الانسان?! لا يمل الحديث عن تكريم الاسلام للمرأة ولكنه لا يقول لنا لماذا انقلب المجتمع ضد المرأة ومارس التمييز ضدها?!
الآن:
السؤال الثالث: هل يمكن تجديد الخطاب الديني?
لا يمكن تجديد الخطاب الديني الا بتجديد الفكر الديني المحاصر بثالوث (سلفية تكفيرية/ صحوية/ اخوانية/ تراثية ماضوية) وأهم عناصر التجديد:
1- إحياء النزعة الانسانية المغيبة في الخطاب الديني واحتضان الانسان لكونه انسانا مكرما من قبل خالقه: مسلما او غير مسلم, ذكرا او انثى, سنيا او شيعيا, سلفيا او متصوفا.
2- التركيز على القواسم المشتركة بين الاديان والمذاهب واضاءة اوجه الشراكة النافعة وتجنب الخلافات والنفخ فيها.
3- الانفتاح على واقع المجتمعات وآفاق المعرفة الانسانية وأفق المقاصد الشرعية.
4- تعزيز قيم المواطنة والانتماء وإعلاء حقوق الانسان واحترام التعددية.
5- اعادة الاعتبار لمفهوم الجهاد الاسلامي بعد ان شوهه دعاة التطرف وذلك بتبني مفهوم انساني رحب للجهاد, فالجهاد الحق هو ان نحيا ونعمر وننتج ونتقدم في سبيل الله.
6- تفكيك تحالف السلطة الدينية مع السلطة السياسية التي توظف الخطاب الديني لأهدافها.
7- اعادة تثقيف الأئمة والخطباء وتطوير المناهج الدينية وتخصيبها بأفكار المجددين.
8- تبني المنهج النقدي وإشاعته والانفتاح على المعارف الانسانية.
9- التمييز بين تاريخ المسلمين والاسلام, وعدم الخلط بين الدعوي والسياسي, والفصل بين ما هو رأي فقهي وما هو اصل شرعي.
* كاتب قطري
يحكم البيئة الثقافية للمجتمعات العربية ثلاثة خطابات: خطاب تربوي تعليمي, وخطاب اعلامي وخطاب ديني, اما الخطاب التعليمي فهو تلقيني احادي انتج عقلية منغلقة يسهل انزلاقها للتعصب, وخرج جيوشا من العاطلين يفتقدون المهارات اللازمة لسوق العمل.
واما الخطاب الاعلامي فلايزال خطابا تعبويا يغذي المشاعر والعدائية والصراعات ويتبنى لغة الشحن العاطفي والتهييج والاثارة, كل همه كسب المشاهد العاطفي عبر تصيد سيئات الآخر وتضخيمها, في تنافس غير صحي, الفائز فيه الاكثر تهييجا وإثارة.
واما الخطاب الديني - التقليدي والسلفي والصحوي - فهو خطاب مأزوم فشل في صيانة مجتمعاتنا وشبابنا من امراض التطرف والتشدد والغلو والانغلاق.
واذ لا امل في ترشيد الاعلام, ولا يبدو في الافق ما يدعو للتفاؤل بشأن اصلاح التعليم, فلا يبقى الا المراهنة على تجديد الخطاب الديني بوصفه الاكثر فاعلية وقبولا في ارتقاء الثقافة المجتمعية.
وهنا نطرح تساؤلات ثلاثة: الاول: ما أهمية تجديد الخطاب الديني?
ان تجديد الخطاب الديني, ضرورة ملحة لعبور فجوة التخلف, والتجديد خاصية هذا الدين, وان الله يبعث لهذه الامة من يجدد لها امر دينها, وعندنا ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم - وقد كان التجديد مسعى اساسيا في مسيرة الثقافة العربية والاسلامية منذ فجر الاسلام - اعلان باريس - وما قامت حضارتنا وامتدت الا بفكر وخطاب متجددين وحين توقف التجديد ران على العقل الاسلامي الصدأ,عبر ألف عام, فالحاجة ملحة الآن لإعادة تشغيل طاقات التجديد بخطاب ديني منفتح على العصر وقادر على مواجهة التحديات وتحمل المسؤوليات,ومن السخف ان يقال ان الآخر يملي علينا ويطالبنا بالتجديد فلنؤجل او نرفض نكاية به, فهذا عبث لا يلتفت اليه, لأن هذا الخطاب المأزوم قد أزمن واستطال وعمق الخلاقات والانقسامات المذهبية والطائفية وشحن شبابنا بثقافة معادية للحضارة.
اما السؤال الثاني: فما أزمة الخطاب الديني الراهن? ان أزمة الخطاب الديني تكمن في عجزه عن تحقيق (3) مهام اساسية:
1- تحصين مجتمعاتنا ضد امراض التطرف وجراثيم فكر العنف.
2- تفعيل القواسم المشتركة بين الاديان والمذاهب.
3- تقديم صورة ايجابية عالمية للاسلام.
ويرجع هذا الفشل اوالاخفاق الى جملة من العناصر والسمات, منها:
1- النزعة الماضوية التي لازمت الخطاب الديني وجعلته اسيرا للماضي, يعيد انتاج مقولات الفقهاء ويبحث في الماضي حلولا لمشكلات الحاضر, متوجسا من التغيرات المجتمعية, قلقا من التطورات المستقبلية, غير منفتح على ثقافة العصر وعطاءاته الانسانية.
2- تمجيد التاريخ والتغني بالامجاد والمآثر والانتصارات والرموز والابطال عبر انتقاء لحظات مضيئة في التاريخ مع تجاهل تام لألف عام من مظالم واستبداد وانقسامات وحروب دامية ضد بعضنا وضد الشعوب الاخرى, ظنا بأن اي نقد للتاريخ هو نقد للدين مع انه تاريخ بشر حافل بما يوجب النقد والنقض والتصحيح ولا قداسة للافراد مها عظمت مكانتهم.
3- الصبغة الذكورية: خطابنا الديني محكوم بإرث ثقافي ينتقص من المرأة اذ يراها (انثى) مصدر الفتنة والغواية لا (انسانا) له كامل الحقوق, ولذلك يفرض عليها وصاية الرجل ليرشد تصرفاتها, ومع ان المرأة المعاصرة وصلت الى مناصب قيادية الا ان منطق الخطاب الديني قائم على اعلوية الذكر وحقه في منعها من قيادة السيارة او السفر او العمل او الخروج - مفتي استراليا شبه المرأة باللحم المكشوف الذي يغري القطط, وطردت باريس اماما دعا لضرب الزوجات. المرأة في الخطاب الديني لها مهمتان: اسعاد الرجل وتربية اولاده!
4- السمة الاقتصادية: الخطاب الديني, خطاب إقصائي للآخر المختلف - مذهبا او طائفة - اذ هو مشكوك في عقيدته, فالعقيدة الصحيحة واحدة, اصحابها ناجون, اما بقية الفرق الاسلامية فهي ضالة او منحرفة او مبتدعة.
5- النزعة الاتهامية: النغمة السائدة في الخطاب الديني هي لوم الآخر واتهامه, اذ يصور العالم مؤامرة على المسلمين وغزوا ثقافيا وعولمة خبيثة بدءا بالفتنة الكبرى على يد (ابن سبأ) مرورا بحكماء صهيون وانتهاء بالصليبية الحاقدة بزعامة اميركا.
والغرب شيطان لا يريد خيرا للمسلمين وهو عدو متربص علينا ان نحذره وهو مادي وإباحي يريد افسادنا, بل ان الخطاب الديني اتهامي لكل من يختلف معه في شأن سياسي او اجتماعي او اقتصادي بأنه عميل يخدم مخططات الغرب.
6- الاطلاقية: الخطاب الديني خطاب مطلق يعتقد أنه يملك الحقيقة المطلقة, لا يؤمن بنسبية المعارف والحقائق الانسانية.
7- التحريضية: الخطاب الديني, خطاب تعبوي تحريضي دائما, حرض شبابنا للالتحاق بالمجاهدين في العراق وافغانستان وفلسطين.. الخ, ووصف تفجير النفس ولو في المدنيين والاطفال في تلك البلاد بأنه (اسمى) صور الجهاد ولم يتورع نحو التحريض ضد كتاب ومتعففين وفنانين بالتشكيك فيهم ومصادرة انتاجهم وملاحقتهم, ولم يعرف المجتمع الخليجي هذا الاسلوب التحريضي التهييجي الا بعد غزو الاسلام السياسي.
8- التبرير: يفسر الخطاب الديني, الطرح الارهابي بأنه جاء كرد فعل للظلم الاميركي والغربي, ولذلك يلتمس مبررات متعددة للارهابيين وهي اما مبررات سياسية - فلسطين والعراق والكيل بمكيالين - او اقتصادية مثل البطالة او اجتماعية: خروج المرأة والتبرج والاختلاط وشيوع المنكرات او اعلامية: المسلسلات والحفلات الغنائية او يعلل العمل الارهابي بمظالم الانظمة العربية وتبعيتها للخارج. وكل هذه المبررات هراء, وذلك التفسير او التعليل خطأ سياسي ومعرفي لأن الارهاب فعل قائم بذاته له ايديولوجيته وأهدافه, وجدت تلك المبررات او لم توجد والا ما تفسير ظهور الخوارج القدامى? الارهابيون ابناء بررة لخطاب ديني متعصب, هم نتاجه - قبل الاحتلال وبعده - وهم جميعا يسقون من منبع مسموم واحد هو (المنبع التكفيري).
9- تغييب دور العلم والعقل: يتجاهل الخطاب الديني العلم والعقل فيما يحاول اقناع الناس بأن الزلازل والاعاصير, عقوبة الهية للذنوب والمعاصي, ما ذنب الاطفال والابرياء?!
10- عدم الواقعية: ينشد الخطاب الديني (المثاليات) ويتجاهل الواقع, يتحدث عن التسامح ولا يلاحظ ان المسلمين يفتقدون الحد الادنى للتسامح فيما بينهم فضلا عن الآخرين, يتباهى بحرية العقيدة ولا يسمح ببناء معابد لأصحاب الديانات الاخرى, يثير المعارك حول امور فرعية خلافية - النقاب, الموسيقى, اللحية, الاختلاط - ولا يغضب لانتهاك الحريات, يدعو لمسيرات المقاطعة والاحتجاج والغضب ولا يدعو لمسيرات ضد التعذيب الممارس في سجون عربية!! هل سمعت خطابا دينيا ضد التعدي على حقوق الانسان?! لا يمل الحديث عن تكريم الاسلام للمرأة ولكنه لا يقول لنا لماذا انقلب المجتمع ضد المرأة ومارس التمييز ضدها?!
الآن:
السؤال الثالث: هل يمكن تجديد الخطاب الديني?
لا يمكن تجديد الخطاب الديني الا بتجديد الفكر الديني المحاصر بثالوث (سلفية تكفيرية/ صحوية/ اخوانية/ تراثية ماضوية) وأهم عناصر التجديد:
1- إحياء النزعة الانسانية المغيبة في الخطاب الديني واحتضان الانسان لكونه انسانا مكرما من قبل خالقه: مسلما او غير مسلم, ذكرا او انثى, سنيا او شيعيا, سلفيا او متصوفا.
2- التركيز على القواسم المشتركة بين الاديان والمذاهب واضاءة اوجه الشراكة النافعة وتجنب الخلافات والنفخ فيها.
3- الانفتاح على واقع المجتمعات وآفاق المعرفة الانسانية وأفق المقاصد الشرعية.
4- تعزيز قيم المواطنة والانتماء وإعلاء حقوق الانسان واحترام التعددية.
5- اعادة الاعتبار لمفهوم الجهاد الاسلامي بعد ان شوهه دعاة التطرف وذلك بتبني مفهوم انساني رحب للجهاد, فالجهاد الحق هو ان نحيا ونعمر وننتج ونتقدم في سبيل الله.
6- تفكيك تحالف السلطة الدينية مع السلطة السياسية التي توظف الخطاب الديني لأهدافها.
7- اعادة تثقيف الأئمة والخطباء وتطوير المناهج الدينية وتخصيبها بأفكار المجددين.
8- تبني المنهج النقدي وإشاعته والانفتاح على المعارف الانسانية.
9- التمييز بين تاريخ المسلمين والاسلام, وعدم الخلط بين الدعوي والسياسي, والفصل بين ما هو رأي فقهي وما هو اصل شرعي.