مرتاح
11-13-2006, 05:00 PM
السماح لـ «ستاربكس» بافتتاح مقهى في رواق «لونغ بيتش»
كاليفورنيا: لاري غوردون*
من المتوقع أن تفتح شركة «ستاربكس» مقهى لها وسط الرواق الذي تم تجديده وتحويله إلى مكتبة عامة في ولاية كاليفورنيا بمدينة لونغ بيتش. وسيكون الافتتاح في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل. وكانت جامعة جنوب كاليفورنيا قد ابتدأت بمقهى يقدم ساندويتشات في الطابق الأرضي لمكتبتها التاريخية العامة: دوهني ميموريال. كذلك هو الحال مع جامعة سانتا كلارا، ومعهد بومونا في كاليفورنيا وكلية ولاية فريسنو التي تخطط هي الأخرى كي تفتح مقاهي في مكتباتها العامة.
وقال رومان كوتشان رئيس مكتبة لونغ بيتش: «نحن نريد أن نحول المكتبة إلى مكان يرغب الطلبة فيه البقاء أطول فترة ممكنة وجعل المكتبة مركز ثقل الحرم الجامعي مثلما كان الحال قبل سنوات كثيرة». بل وحتى الكليات التي لم تضع بعد أي خطط مباشرة في هذا المجال، فإن أمناء المكتبات يعيدون النظر في ما كان محظورا في السابق، مثل تناول مشروب أو أكل قطعة ساندويتش. مع ذلك فهم ما زالوا يتخوفون من انسكاب مشروب البيبسي فوق لوحات الحروف غالية الثمن أو أن تتسرب فتات الأطعمة إلى غرفة المراجع. لكنهم اليوم أصبحوا يرون طلبة الجامعات وهم يحملون معهم زجاجات ماء وأكواب قهوة جنبا إلى جنب مع هواتف الجوال. ويرى المسؤولون وقوع تخريب كبير حينما تتم استعارة الكتب خارجيا وتعود حاملة فوق متنها آثار سباغيتي أو بقايا أطعمة أخرى.
وبادر كوتشان إلى إلغاء قائمة من المحظورات المتعلقة بالطعام والشراب من مكتبة لونغ بيتش التابعة لولاية كاليفورنيا منذ عدة سنوات مع إبقاء قدر من التقنين في القيام بأنشطة من هذا النوع مع كتاب نادر أو في مناطق تواجد الكومبيوترات.
وأضاف: «نحن ببساطة لا نقلق حاليا حول الأشياء إلا إذا طلب شخص ما بيتزا أو دجاج كنتاكي. ومن وقت إلى آخر يطلب الطلبة وجبة عشاء صينية بالكامل. وعلينا في هذه الأحوال أن نرفض ذلك».
وتعكس التحولات النظرة الجديدة للمكتبات الجامعية في عصر الانترنت. فالكثير منها ما عادت تستقطب الأكاديميين. بدلا من ذلك أصبحت حسب وصف بعض أمناء المكتبات غرف جلوس المواقع الجامعية حيث يحتشد الطلبة في جماعات صغيرة أمام شاشات الكومبيوتر للعمل على مشروع مشترك. فمع توفر خدمات الانترنت والكومبيوترات المرتبطة بنظام الانترنت بدون أسلاك أصبح الطلبة في غنى كبير عن المكتبات، حسبما قال هارولد شليفر رئيس مكتبة معهد بومونا في كاليفورينا. وأضاف «على المكتبات أن تغير من أسلوبها كي تجعل الناس يأتون إليها».
وفي الجزء المهمل من مكتبة جامعة جنوب كاليفورنيا تم إنشاء مساحة للدراسة توفر خدمات تقديم وجبات طعام صغيرة، وهذا بفضل المليون دولار الذي جاء كتبرع من ثريا ويونس نازاريان. وأصبح الشاي والقهوة والساندويتشات المتأتية من محل يعرف باسم ليترا تي يقع بجوار المبنى الجامعي وفيه طاولات وكراس وخدمات انترنت لاسلكية. ومنذ افتتاح المقهى في مارس (اذار) الماضي أصبح الأساتذة يلتقون بطلبتهم كي يتناولوا معهم شايا وكعكا. وقالت مارجي شويتز-كوبرن رئيسة مكتبات جامعة جنوب كاليفورنيا «إنها مساحة جميلة حقا للجلوس والعمل. وأظن أن ذلك يجذبك أكثر للمكتبة».
مع ذلك ما زالت هناك حدود تفرضها جامعة جنوب كاليفورنيا إذ أن هناك مناطق داخل المكتبة يمنع فيها إدخال الطعام ويسمح بجلب زجاجة ماء فقط أو مشروبات ذات رؤوس لولبية من البلاستك تمنع تسرب الماء منها.
لكن هذه السياسة غير مطبقة بشدة. ففي غرف المطالعة بمكتبة دوهني يقطر الطلبة شيئا من القهوة الموضوعة في أكواب ورقية خشنة أو يسقط شيء من فتات وجباتهم الصغيرة. وقالت طالبة «أنا أحمل ساندويتشا اشتريته من سوبرماركت ساب وَي في حقيبتي».
وقالت باميلا سنيلسون رئيسة مكتبات المعاجم والبحث إن المخاوف تبقى حول الحشرات الصغيرة وتخريب الكتب لكن أصبح شبه مستحيل للوقوف بوجه تيار جلب زجاجات ماء أو أكواب قهوة في كل مكان تقريبا».
وبدأت سنيلسون التي تعمل أمين مكتبة في كلية فرانكلين ومارشال بولاية بنسلفانيا، بالسماح للطلبة بأخذ المشروبات إلى كل أمكنة المكتبة منذ خمس سنوات وتسعى للبحث عن طرق أخرى لمعالجة مشكلة الأطعمة خلال فترات الامتحانات حينما يقضي الطلبة معظم ساعات الليل في المكتبة مرتدين بيجاماتهم.
ويوجد في مكتبة ولاية سونوما بمركز المعلومات جان وتشارلز شولتس مقهى بمائة وخمسين كرسيا منذ عام 2000. حيث تعرض أطعمة يمكن تناولها في المكتبة باستثناء منطقة محددة خاصة بالكتب النادرة. ولم تبرز سوى مشاكل قليلة جدا حسبما قال مايك كيرالي مدير المكتبة للعمليات. وأضاف «إنه مجرد توسيخ لا تدمير للكتب».
من جانب آخر افتتحت شركة ستاربكس، فرعها قبل عامين بجانب مكتبة سان ماركوس في ولاية كاليفورنيا، وظلت الجامعة ملتزمة بفرض حظر على إدخال الأطعمة والمشروبات إلى مكتبتها مع استثناء زجاجات الماء ذات الرؤوس اللولبية من البلاستك والتي لا يتسرب منها الماء. ولا تدخل أكواب قهوة ستاربكس ضمن القائمة المقبولة من الأشياء. وقال مارك ستينغل مساعد رئيس مكتبة كيلوغ «نحن نسبح ضد التيار. لكن للحفاظ على الأجهزة والكتب نحن ما زلنا نحاول تقليص عدد المرات التي تنسكب المشروبات فيها وما يترتب عليه من تنظيف».
*خدمة «لوس أنجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»
كاليفورنيا: لاري غوردون*
من المتوقع أن تفتح شركة «ستاربكس» مقهى لها وسط الرواق الذي تم تجديده وتحويله إلى مكتبة عامة في ولاية كاليفورنيا بمدينة لونغ بيتش. وسيكون الافتتاح في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل. وكانت جامعة جنوب كاليفورنيا قد ابتدأت بمقهى يقدم ساندويتشات في الطابق الأرضي لمكتبتها التاريخية العامة: دوهني ميموريال. كذلك هو الحال مع جامعة سانتا كلارا، ومعهد بومونا في كاليفورنيا وكلية ولاية فريسنو التي تخطط هي الأخرى كي تفتح مقاهي في مكتباتها العامة.
وقال رومان كوتشان رئيس مكتبة لونغ بيتش: «نحن نريد أن نحول المكتبة إلى مكان يرغب الطلبة فيه البقاء أطول فترة ممكنة وجعل المكتبة مركز ثقل الحرم الجامعي مثلما كان الحال قبل سنوات كثيرة». بل وحتى الكليات التي لم تضع بعد أي خطط مباشرة في هذا المجال، فإن أمناء المكتبات يعيدون النظر في ما كان محظورا في السابق، مثل تناول مشروب أو أكل قطعة ساندويتش. مع ذلك فهم ما زالوا يتخوفون من انسكاب مشروب البيبسي فوق لوحات الحروف غالية الثمن أو أن تتسرب فتات الأطعمة إلى غرفة المراجع. لكنهم اليوم أصبحوا يرون طلبة الجامعات وهم يحملون معهم زجاجات ماء وأكواب قهوة جنبا إلى جنب مع هواتف الجوال. ويرى المسؤولون وقوع تخريب كبير حينما تتم استعارة الكتب خارجيا وتعود حاملة فوق متنها آثار سباغيتي أو بقايا أطعمة أخرى.
وبادر كوتشان إلى إلغاء قائمة من المحظورات المتعلقة بالطعام والشراب من مكتبة لونغ بيتش التابعة لولاية كاليفورنيا منذ عدة سنوات مع إبقاء قدر من التقنين في القيام بأنشطة من هذا النوع مع كتاب نادر أو في مناطق تواجد الكومبيوترات.
وأضاف: «نحن ببساطة لا نقلق حاليا حول الأشياء إلا إذا طلب شخص ما بيتزا أو دجاج كنتاكي. ومن وقت إلى آخر يطلب الطلبة وجبة عشاء صينية بالكامل. وعلينا في هذه الأحوال أن نرفض ذلك».
وتعكس التحولات النظرة الجديدة للمكتبات الجامعية في عصر الانترنت. فالكثير منها ما عادت تستقطب الأكاديميين. بدلا من ذلك أصبحت حسب وصف بعض أمناء المكتبات غرف جلوس المواقع الجامعية حيث يحتشد الطلبة في جماعات صغيرة أمام شاشات الكومبيوتر للعمل على مشروع مشترك. فمع توفر خدمات الانترنت والكومبيوترات المرتبطة بنظام الانترنت بدون أسلاك أصبح الطلبة في غنى كبير عن المكتبات، حسبما قال هارولد شليفر رئيس مكتبة معهد بومونا في كاليفورينا. وأضاف «على المكتبات أن تغير من أسلوبها كي تجعل الناس يأتون إليها».
وفي الجزء المهمل من مكتبة جامعة جنوب كاليفورنيا تم إنشاء مساحة للدراسة توفر خدمات تقديم وجبات طعام صغيرة، وهذا بفضل المليون دولار الذي جاء كتبرع من ثريا ويونس نازاريان. وأصبح الشاي والقهوة والساندويتشات المتأتية من محل يعرف باسم ليترا تي يقع بجوار المبنى الجامعي وفيه طاولات وكراس وخدمات انترنت لاسلكية. ومنذ افتتاح المقهى في مارس (اذار) الماضي أصبح الأساتذة يلتقون بطلبتهم كي يتناولوا معهم شايا وكعكا. وقالت مارجي شويتز-كوبرن رئيسة مكتبات جامعة جنوب كاليفورنيا «إنها مساحة جميلة حقا للجلوس والعمل. وأظن أن ذلك يجذبك أكثر للمكتبة».
مع ذلك ما زالت هناك حدود تفرضها جامعة جنوب كاليفورنيا إذ أن هناك مناطق داخل المكتبة يمنع فيها إدخال الطعام ويسمح بجلب زجاجة ماء فقط أو مشروبات ذات رؤوس لولبية من البلاستك تمنع تسرب الماء منها.
لكن هذه السياسة غير مطبقة بشدة. ففي غرف المطالعة بمكتبة دوهني يقطر الطلبة شيئا من القهوة الموضوعة في أكواب ورقية خشنة أو يسقط شيء من فتات وجباتهم الصغيرة. وقالت طالبة «أنا أحمل ساندويتشا اشتريته من سوبرماركت ساب وَي في حقيبتي».
وقالت باميلا سنيلسون رئيسة مكتبات المعاجم والبحث إن المخاوف تبقى حول الحشرات الصغيرة وتخريب الكتب لكن أصبح شبه مستحيل للوقوف بوجه تيار جلب زجاجات ماء أو أكواب قهوة في كل مكان تقريبا».
وبدأت سنيلسون التي تعمل أمين مكتبة في كلية فرانكلين ومارشال بولاية بنسلفانيا، بالسماح للطلبة بأخذ المشروبات إلى كل أمكنة المكتبة منذ خمس سنوات وتسعى للبحث عن طرق أخرى لمعالجة مشكلة الأطعمة خلال فترات الامتحانات حينما يقضي الطلبة معظم ساعات الليل في المكتبة مرتدين بيجاماتهم.
ويوجد في مكتبة ولاية سونوما بمركز المعلومات جان وتشارلز شولتس مقهى بمائة وخمسين كرسيا منذ عام 2000. حيث تعرض أطعمة يمكن تناولها في المكتبة باستثناء منطقة محددة خاصة بالكتب النادرة. ولم تبرز سوى مشاكل قليلة جدا حسبما قال مايك كيرالي مدير المكتبة للعمليات. وأضاف «إنه مجرد توسيخ لا تدمير للكتب».
من جانب آخر افتتحت شركة ستاربكس، فرعها قبل عامين بجانب مكتبة سان ماركوس في ولاية كاليفورنيا، وظلت الجامعة ملتزمة بفرض حظر على إدخال الأطعمة والمشروبات إلى مكتبتها مع استثناء زجاجات الماء ذات الرؤوس اللولبية من البلاستك والتي لا يتسرب منها الماء. ولا تدخل أكواب قهوة ستاربكس ضمن القائمة المقبولة من الأشياء. وقال مارك ستينغل مساعد رئيس مكتبة كيلوغ «نحن نسبح ضد التيار. لكن للحفاظ على الأجهزة والكتب نحن ما زلنا نحاول تقليص عدد المرات التي تنسكب المشروبات فيها وما يترتب عليه من تنظيف».
*خدمة «لوس أنجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»