المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لأسباب لاأخلاقية كثرت المسامير! .........انيس منصور



مرتاح
11-13-2006, 04:52 PM
انيس منصور

وما الذي في مسمار صغير في الطريق؟ فيه شيء كثير؟!

ما معنى أن يلقي الانسان بمسمار في الطريق، قد لا نجد لهذا أي معنى أو أي ضرر على أحد من الذين يرتدون الأحذية.. واكثر الناس عندهم أحذية.. ولكن هناك عددا كبيرا جدا من الحفاة العراة لا يتوقفون عن السير في شوارع المدن.. وفي الطريق الزراعي بين القاهرة والاسكندرية، هناك السيارات ذات الكاوتش الناعم الذي تآكل من كثرة الاستعمال.. هذا الكاوتش الناعم يشبه الأقدام الحافية.. في الطريق الزراعي نجد عشرات السيارات قد اتخذت جانبا من الطريق.. وعكف عليها بعض الركاب ينقلون عجلة ويضعون بدلا منها عجلة اخرى. وهذه السيارة وأصحابها سعداء طبعا. لأنهم اكتشفوا أن احدى العجلات قد انفجرت. وانهم عندما اكتشفوا ذلك وتوقفوا فجأة لم يصدموا سيارة أمامهم.. ولم تفعصهم سيارة خلفهم انهم سعداء.. وهم اكتشفوا هذا الخلل الطارئ، بعد أن قطعوا جانبا من الطريق والسبب هو المسمار الصغير.. وانه تحت الضغط ما زال يتعمق في الكاوتش حتى وصل الى الكاوتش الداخلي وتوقفت السيارة!!

ولأسباب غير معروفة حتى الآن نجد أن معظم السيارات تنفجر عجلاتها قبل أو بعد دمنهور بقليل.. إنها لعنة دمنهور!! ولا علاقة بين انفجار هذه العجلات وظهور محل الكاوتش بعد دمنهور بقليل.. وعليك ان تدخل الى هذا المحل.. وعليك أن تأسف بحزن على كل من تسول له نفسه ان يسافر بهذا الطريق، ولا يسافر هو وسيارته بالقطار.. فالأسطى يجيء إليك متكاسلا.. انه ريفي لا ينفعل وليس على عجل.. ويضع «العجلة» في التراب ـ في الطين ـ ويفتحها.. ثم يبحث لك عن رقعة ويضعها على وابور الجاز ويضغط عليها.. الى آخر ما يحدث عادة.. وبعد نصف ساعة تنفجر العجلة مرة آخرى. ماذا جرى؟ مسمار آخر ظهر في الطريق.. وهنا لا تجد محلا يصلح لك العجلة وتزحف على أعصابك الى القاهرة أو الى الإسكندرية ويتكرر هذا كل يوم ولكل الناس أصحاب السيارات الحافية!!

والسبب أن أحدا ألقى بمسمار في الطريق.. واذ كان لا بد من القاء المسمار فلماذا لا يلقى في الترعة أو في المصرف.. ولماذا لا يحتفظ به في بيته.. فقد يحتاج إليه.. ولكن هذه المسامير هي الغام عائمة.. هي قنابل موقوتة.. لا تنفجر ولكن تؤدي إلى انفجار السيارات وأصحاب السيارات.. والمسمار ليس إلا دليلا على الحقد التقليدي بين الذي يمشي على رجليه والذي تمشى به سيارة.. وهو نفس المسمار الذي يمسكه بعض الناس ويجرحون به السيارات الواقفة في أي مكان.. انها نزعة شريرة ضارة ولا تفيد أحدا.. إنها تضايق الناس ولكنها لا تمنعهم من السير في الطريق الزراعي.. ولا من أن يستوردوا سيارات من الخارج من كل لون وكل حجم وبكل طريقة! اننا نحتاج الى مبادئ أخلاقية عظمى حتى لا يلقي إنسان مسمارا في الطريق!