زوربا
11-11-2006, 03:17 PM
http://www.alraialaam.com/11-11-2006/ie5/local6.jpg
أقول للذين يطالبونني بالابتعاد عن السياسة ....كلامكم مرفوض
نطالب بإسناد محكمة التمييز للشيعة أسوة بمحكمة الاستئناف
حاوره: علي العلاس
أرجع الأمين العام لتجمع علماء المسلمين الشيعة في الكويت السيد محمد المهري تشكيك المشككين في كيان التجمع إما «لجهلهم بالحقيقة في مصداقية التجمع أو... لعنادهم» مخاطبا الرافضين للتجمع بقوله «الله يسامحهم ويغفر لهم».
وقال المهري في حوار خاص مع «الرأي العام» إن «الهدف الأساسي من وراء تأسيس التجمع هو تدريب علماء الدين الشيعة على المشاركة الحيادية والبعد عن السلبية في الأمور المتعلقة بالقضايا السياسية، سواء كانت داخلية أم خارجية».
وفي الوقت الذي اكد فيه المهري حيوية وفاعلية هذا التجمع على الساحة الكويتية السياسية، إلا انه اعتذر عن ذكر بعض اسماء العلماء الذين ينتمون الى التجمع، لافتا الى مواصلة العمل على تحقيق المبادئ والأهداف التي من أجلها تم تأسيس التجمع.
وفيما يتعلق بمطالبة بعض الشبان الشيعة من السيد المهري بعدم التدخل في القضايا والأمور السياسية، قال: «مطالبتهم مرفوضة جدا، فلماذا يطلبون مني ان ابتعد مع ان هناك علماء دين في العراق ولبنان وايران تصدوا لقضايا سياسية حولت مجرى التاريخ، ام هذا الشيء (حلال لطير وحرام على طير).
واكد المهري ان قضية دعمه لمرشحين في الانتخابات البرلمانية الاخيرة على حساب مرشحين آخرين مبنية على معايير عدة، اهمها معيارا «الوطنية والكفاءة»، واضاف «لو توافرت هذه الشروط والمعايير في مرشح سني ولم تتوافر في مرشح شيعي فسأكون من الداعمين للسني على حساب الشيعي».
وعلى الصعيد العراقي، قال المهري «لاستتباب الوضع الأمني وللخروج من هذا الوضع الدموي يجب تطبيق الحكم الفيديرالي الذي طرحه، من قبل السيد الشهيد عبدالعزيز الحكيم».
واخذ المهري على حكومات دول جوار العراق ضيق صدرها من ان يحكم العراق مواطن عراقي شيعي متدين، نافيا تدخل ايران، في الشأن الداخلي العراقي وصحة المقولات التي تقول انها لا تريد استتباب الوضع الأمني في العراق لاستخدامه ورقة ضغط على الادارة الاميركية لتمرير مطالبها.
وطمأن المهري مواطني الكويت والخليج بأن «المفاعل النووي الايراني سيكون استخدامه مقتصرا على الأغراض السلمية» ولفت إلى ان «احد العاملين في مجال حماية البيئة زار مفاعل بوشهر، واكد عدم القلق والخوف من هذا المفاعل النووي» مشيرا الى ان «تصريحات كبار مراجع العلماء حول استخدامات المفاعل السليمة اعتقد انها كافية لبث الاطمئنان في دول الجوار وعلى رأسها الكويت».
وفي ما يلي نص الحوار مع السيد محمد المهري:
• بصفتكم تمثلون الأمين العام لتجمع علماء المسلمين الشيعة في الكويت، هل لنا ان نبدأ حوارنا حول هذا التجمع وما يحوم حوله من شبهات يرددها الكثير من علماء الشيعة وينكرون هذا التجمع، مع ذكر اسماء بعض العلماء الذين ينتمون اليه ان امكن لكم ذلك؟
- في الحقيقة ان هذا المشروع الاسلامي الكبير (مشروع تجمع علماء الدين الشيعة) اسس في العام 2001، وذلك لما رأينا من ضرورة لوجود تجمع يضم علماء الدين الشيعة الكويتيين الذين ازدادوا في الاعوام الاخيرة فمن قبل، الكل يعرف ان عدد العلماء الشيعة الكويتيين كان قليلا مقارنة بالعلماء الوافدين الذين يحملون جنسيات عراقية وايرانية وغيرهم من جنسيات واقول ان علماء التجمع يمثلون مجموعة من العلماء وهذا لا ينافي وجود جماعات اخرى، فمن المعروف ان التجمع بمثابة جهة استقلالية وحيادية في قراراته ومواقفه التي يتخذها في جميع الشؤون وشتى المواضيع اذ انه لا يرتبط بالخارج المعادي للإسلام ولا يداهن الداخل المنحرف في السلوكيات والمواقف، حيث ان المجتمع بحاجة ماسة الى من يبرز المواقف الاسلامية الواضحة بإخلاص وصدق وخصوصا فيما يتعلق بالمستجدات الدولية التي تعصف بالامة في وضعنا الراهن».
هذا من جانب أما الجانب الذي يتميز به التجمع جانب الاعترافية فهو معترف به داخليا وخارجيا وله نشاط واسع في شتى أنواع القضايا التي تطرح على الساحة واذكر ان اول بيان صدر لتجمع علماء المسلمين كان متعلقا باحداث 11 سبتمبر الارهابية وعندما اقول اننا مجموعة من علماء الدين الشيعة الكويتيين لا ندعي بأننا نمثل جميع علماء الشيعة باعتبار ان هناك توجهات كثيرة ومختلفة بالنسبة للعلماء، فبعضهم يبعدون انفسهم عن الخوض في القضايا السياسية ويستندون في ذلك الى ان العالم يجب عليه ألا يتدخل في هذه الشؤون السياسية. ولذلك كان هدفنا الاساسي من وراء تأسيس هذا التجمع هو تدريب العلماء على المشاركة الحيادية والبعد عن السلبية بخصوص القضايا السياسية سواء كانت داخلية او خارجية، بالاضافة الى ابداء رأيهم في القضايا الفقهية والاجتماعية، هناك بعض الاشخاص سواء كانوا من العلماء او غير العلماء في بداية تأسيس هذا التجمع بدأوا يشككون وبعض هؤلاء المشككين يجلس الآن بجانبي، فربما يعود هذا التشكيك نتيجة لوجود بعض الخلافات حول القضايا التي تطرح على الساحة الكويتية، واود هنا ان ابين ان هذا التجمع عضو في التجمعات الوطنية الشيعية ولنا ممثل يمثلنا في هذه التجمعات، اما الذين ما زالوا يشككون في مصداقية هذا التجمع المبارك فذلك اما نتيجة لجهلهم بالحقيقة او لعنادهم واقول لهؤلاء الاشخاص «الله يسامحهم ويغفر لهم» اما بالنسبة لأسماء العلماء الذين ينتمون الى هذا التجمع، فأرى من المصلحة عدم ذكر اسماء هؤلاء العلماء، ففي ايران هناك تجمعات للروحانيين المجاهدين وتجمعات للعلماء المناضلين يوجد لهم اعضاء ينتمون اليها ولكن الذي يظهر على الساحة واحد او اثنان وكذلك نحن، فلا داعي لذكر اسماء هؤلاء ونحن مستمرون في العمل على تحقيق هذه الاهداف والمبادئ الاساسية التي من أجلها اسس التجمع.
• هل تقصد بأن تجمع علماء المسلمين يضم كل مراجع التقليد في الكويت ولبنان والعراق وسائر البلدان الاسلامية، وانتم تمثلون هذه المراجع، علما ان مراجع التقليد لعلها تزيد على 40 مرجعا في الحوزات والبلدان الاسلامية؟
- هناك فرق كوني امثل وكيلاً لمعظم المراجع وكوني امين عام تجمع علماء المسلمين الشيعة في الكويت، نعم انا احمل وكالة من غالبية مراجع التقليد الشيعية ومن هذه الوكالات التي احملها وكالة الامام علي السيستاني والامام الشيخ اسحاق فياض ووكالة آية الله العظمى محمد سعيد الحكيم، بل الامر يتعدى ذلك فلدي وكالات من علماء مراجع التقليد الاحياء منهم والأموات، ولدي وكالة من آية الله السيد محمد الصدر والد السيد مقتدى الصدر وعندي وكالة الامام السيد الخوئي والشهيد محمد باقر الصدر وكذلك احمل اكثر من وكالة من مراجع التقليد في قم، هذا من ناحية اما مسألة التجمع فلا ربط بين هذا التجمع وتمثيل المرجعيات، فأنا كشخص عندي وكالة من جميع المراجع اما بالنسبة للتجمع وموقعي فيه لا يتعدى كونه عالم دين يحمل الجنسية الكويتية ويتصدى للقضايا السياسية الداخلية والخارجية.
• كل عام تعلنون مسبقا ان بداية شهر رمضان سوف يصادف يوم كذا او كذا، علما بأن المتعارف عليه في كل المذاهب بأن الصيام يكون برؤية الهلال. فإلى اي دليل تستندون في ذلك؟
- نحن نعلن مسبقا عن بداية شهر رمضان لكن بشروط معينة، حتى في هذه السنة حينما اعلنا ان بداية شهر رمضان يوم الاحد كان بشروط معينة وكل الصحف لم تنشرها للأسف باستثناء جريدة «الرأي العام» التي نشرت التفاصيل فقلت بالنسبة للاستهلال المحلي في دول المنطقة الكويت والسعودية والعراق وايران لن يرى للاستهلال مساء السبت في تلك البلدان حتى ان الاخوة في الجمهورية الاسلامية الإيرانية استهلوا مع فلكي معروف اسمه مهدي زاوة وحلقوا معه بالطائرة فوق الغيوم فلم يشاهدوا شيئا ولكن قلت ان الهلال يرى بوضوح في جنوب افريقيا وساحل العاج ومناطق اخرى، فنحن نصوم ونفطر على رؤية الهلال وذلك بإجماع المذاهب الاسلامية، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فإن غم عليكم الشهر فأكملوا العدة»، وعلى هذا قلت اذا شوهد الهلال في جنوب افريقيا وبعد الثبوت الشرعي بالعين المجردة أعلنا ان يوم الاحد هو اول ايام شهر رمضان المبارك. ومع الاسف الشديد ان المشاهدات المحلية في هذه السنة كانت كلها مرفوضة والسبب في ذلك الاخوة الفلكيون، فنحن نقول لهم كلامكم ليس حجة علينا وانما عامل مساعد فالمواطنون في الكويت صاموا يوم السبت بناء على كلام الفلكيين، مع ان هناك اشخاصا شاهدوا الهلال مساء يوم السبت فشهادة رجل عادل في المذهب السني وشهادة رجلين عادلين في المذهب الشيعي كافية للوقوف والاطمئنان بأن بداية شهر رمضان يوم الاحد وليس السبت، وانا اجزم واحلف بالله سبحانه وتعالى ان يوم السبت لم يكن اول رمضان والدليل ايضا على ذلك ان الكثير من علماء المسلمين اعترضوا ان يكون يوم السبت هو اول ايام شهر رمضان كما في السعودية اعترض الأخ العبيكان وهناك احد علماء مصر صرح وقال «من صام يوم السبت اعتمد على فلكي كاذب».
كما ان مسألة رؤية الهلال تتدخل فيها مسائل خلافية، مثل مسألة شرط اتحاد الافق، فبعض علماء السنة والشيعة يرون اشتراط وحدة الافق بمعنى ان يكون البلدان على خط طول واحد وبمعنى ادق ان يكون توقيت غروبهما يحدث في وقت واحد، وهذا يسمونه اشتراك الافق، وبعض العلماء مثل السيد الامام الخوئي والشهيد محمد باقر الصدر والشيخ جواد التبريزي والشيخ اسحاق فياض والسيد سعيد الحكيم لا يرون شرط اتحاد الافق بمعنى انه لو لوحظ الهلال في اي مكان من العالم تثبت رؤيته وهذه النظرة انا ايضا اتبناها بشرط الاشتراك مع احدى هذه الدول في جزء من الليل وعلى هذا اعلنت ان بداية شهر رمضان سيكون يوم الاحد لأنه شوهد في جنوب افريقيا وساحل العاج وان كان حصل لي في البداية نوع من التردد إلا انه زال وصار عندي حالة من الاطمئنان في الليلة الثالثة من شهر رمضان عندما اتصل بي احد كبار العلماء في ساحل العاج وقال لي رأيت الهلال انا وثلاثة معي ليلة السبت»، اما اذا اعتمدنا على رأي وفتوى السيد علي السيستاني والتي تجيز ثبوت الهلال بشرط وحدة الافق فإن الامر سوف يختلف، لأن وحدة افق الكويت تختلف عن وحدة افق جنوب افريقيا وساحل العاج ولذلك اعتمد المسلمون الشيعة في الكويت يوم الاثنين بداية شهر رمضان وللعلم ان كل شيعة الكويت صاموا يوم السبت ولكن ليس بنية رمضان، ولكن صيامنا بدأ بنية رمضان يوم الاثنين.
• المذاهب الاسلامية تختلف باختلاف مواقع البلدان في تحديد بداية شهر رمضان وعيد الفطر، فلماذا لا تعتمدون الفلك في تحديد هذه المسائل؟
- بالنسبة للمذاهب الاسلامية الخمسة كلها لا تعتمد على العلامات الفلكية وانما يعتمدون على الرؤية بالعين المجردة، وحتى بالنسبة للفلكيين فجميعهم اجمعوا على عدم ثبوت هلال شهر رمضان مساء يوم الجمعة، فعند الفلكيين خلط بين الشهر القمري الشرعي وبين الشهر القمري الطبيعي التكويني الذي يتحقق من خلال خروج القمر عن المحاق وحينما يخرج من هذه الحالة يسمونه بداية الدورة الاقترانية سواء شوهد الهلال ام لم يشاهد، اما الشهر القمري الشرعي فهو يثبت عند امكانية رؤيته وهذا الاشتباه والخلط يوقع الكثير من الصائمين في خطأ، ونتيجة تقييد جميع المذاهب الاسلامية برؤية الهلال فلن يمكن لها ان تتوحد في بداية رمضان او عيد الفطر ولو ان امنية كل المسلمين ان يتوحدوا في رمضان والعيد.
• من المعروف ان شيعة الكويت ينتمون الى مراجع تقليد عدة، فما المانع ان يكون هناك مجلس شيعي على غرار الموجود في لبنان يضم كل الاطراف، ام ان التجمع يفي بالغرض؟
- انا اقولها لك صراحة، ان التجمع لا يفي بالغرض، اما مسألة وجود مجلس شيعي على غرار الموجود في لبنان فشيعة الكويت لا يحتاجونه، لأن كل مجموعة منهم يقلدون مراجعهم، فبعضهم يقلدون الامام الخميني وبعضهم يقلدون الامام السيد الخوئي وهناك البعض يقلد آية الله العظمى السيد علي الخامنئي ومنهم من يقلد اية الله السيد علي السيستاني وغيرهم من المراجع التي يقلدها شيعة الكويت فكل شخص يقلد مرجعه في المسائل الفقهية ولذلك لا نحتاج الى تشكيل مجلس لتمثيل كافة المرجعيات ولكن يمكن تمثيل مرجعيات من خلال وكلاء، فأنا عندي وكالة عن جميع مراجع التقليد ومن ضمن شروط الوكالة ألا تكون مقتصرة على شخص واحد في المنطقة.
• أيام الحملات الانتخابية البرلمانية ظهرت مجاميع من أبناء الطائفة الشيعية تحذر من أسماء علماء الدين الذين يتدخلون في مجرى الأمور الانتخابية من خلال تزكيتهم لمرشحين على حساب آخرين، وكان من ضمن الاسماء الذين حذروا منها صراحة اسم سماحتكم، فما ردكم؟
- انا سمعت عن هذا الموضوع من قبل، حيث طرح من قبل بعض الشبان الشيعة الذين يمثلون التوجه الليبرالي، فهؤلاء لديهم نظرة سابقة مترسخة في اذهانهم تجاه عالم الدين الذي يجب عليه ان يبتعد عن الخوض في المسائل السياسية، ربما كانت هذه النظرة جائزة من قبل لعدم وجود مرجع كبير تصدى للقضايا السياسية ولكن هذه النظرة تراجعت بعد ظهور الامام الخميني والامام الشهيد محمد باقر الصدر اللذين تصديا للقضايا السياسية، فالإمام الخميني يقول «سياستنا عين ديننا» ويقول ان «المسائل الفقهية السياسية في الإسلام أكثر من المسائل العبادية» ولذلك نجد ان النظرة تغيرت كثيرا، وهناك امر ثان يجب اخذه بعين الاعتبار وهو ان اكثر علماء المسلمين الشيعة في الكويت كانوا وافدين فكان لا يحق لهم التدخل في الشؤون السياسية الداخلية.
اما بالنسبة لاعتراض الاخوة، فكل شخص منهم له توجه معين فبعضهم ربما يكون لهم توجه في التصويت لصالح الليبراليين والبعض الآخر ربما يصوتون لمرشح سلفي او آخر مستقل، اما مطالبتهم بأن يبتعد عالم الدين عن السياسة فهذا كلام جدا مرفوض فلماذا يطلبون مني ان ابتعد مع ان هناك علماء دين في لبنان والعراق وايران يتصدون للقضايا السياسية فما الفرق بيني وبين هؤلاء العلماء وخير دليل على ذلك العلامة الكبير المجاهد السيد حسن نصرالله تصدى لأكبر واخطر قضية سياسية وهي خوضه الحرب ضد اسرائيل وتحقيقه لنصر معزز مؤزر وجعل العالم بأسره يعترف ان هذه العمامة السوداء بإمكانها ان تحرك العالم وبإمكانها ان تحقق الانتصار تلو الانتصار، وكذلك في العراق الكثير من المسؤولين يلبسون العمامة فالسيد علي السيستاني كان العامل المؤثر في الحفاظ على الوحدة الوطنية وكان السبب الاقوى في عدم نشوب حرب اهلية بمقدار الممكن عندما افتى بعدم جواز القتل الطائفي، وأنا انسان احمل الجنسية الكويتية رأيت من المصلحة التدخل في هذه المسألة واختيار المرشح الكفء الوطني حسب تقديري وربما هؤلاء الشباب لديهم عداوات مع مرشحين معينين ولذا ينتقدونني ومن جهتي لن اعتني بكلامهم واقول لهم في السنوات المقبلة سوف استمر في تأييد المرشحين الوطنيين المخلصين حسب رأيي انا وسنحاول تقليل فرص نجاح المرشحين الذين لديهم مواقف عدائية ضد مذهب آل البيت صلوات الله عليهم.
• انت تقول انني سوف ادعم المرشح الوطني المخلص، فإذا كان في الدائرة مرشحان أحدهما سني والآخر شيعي، فهل يمكن ان تدعم السني على حساب الشيعي؟
- اذا كان المرشح الشيعي فاسقا فاجرا مضرا بالوطن والدين فلن ادعمه، فليس كونه ينتمي الى مذهب معين ندعمه ونؤيده فنحن لدينا مقاييس وشروط على رأس اولوياتها الوطنية والاخلاص لله وللوطن وللأمير وان يفكر في جميع المواطنين بنظرة متساوية بغض النظر عن الطائفة او الفئة التي ينتمي اليها هؤلاء المواطنون.
• هل من مطالب تقدمتم بها ولم تنفذ؟
- الحكومة الكويتية مدت جسور المحبة والاخاء مع المواطنين الشيعة منذ زمن، فالحكومة كحكومة لا تفرق بين المواطنين سواء كانوا سنة او شيعة، وان كانت لنا مطالب فهي بسيطة وليست معقدة من بينها ان تكون محكمة التمييز في يد ابناء الطائفة أسوة بمحكمة الاستئناف لأن محكمة التمييز تتعلق بها مسألة الاحوال الشخصية ومن مطالبنا ايضا تنقية المناهج التربوية من الفقرات التي فيها هجوم على من يزور قبور الاولياء والانبياء وقد طالبنا وزير التربية عادل الطبطبائي في اول لقاء معه بعد توليه منصبه بحذف هذه الفقرات التي تمزق وحدة الصف وتكفر الآخرين فلكل مذهب خصوصية، اما المطلب الذي نراه اكثر اهمية فهو تنفيذ وصية امير البلاد الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح ان يخصص في كل منطقة يتم انشاؤها مساحة من الأرض لبناء حسينية وانا اراها وصية عظيمة تستحق التنفيذ.
• الاساءة للإسلام ولنبي الاسلام تتفاقم يوما بعد يوم حتى وصل الامر الى اهانة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودين الحق من قبل اعلى سلطة دينية في الغرب (باب الفاتيكان) فهل يمكن ان تورد لنا الاسباب التي ادت الى ضعف الامة حتى اصبحت مذلة الشعوب؟
- بإيجاز اهم الاسباب التي ادت الى ضعف الامة الاسلامية وتكالب الاعداء عليها هو فرقة المسلمين في العالم فهناك نحو اكثر من مليار ونصف المليار مسلم متفرقون، بالاضافة الى ازدياد الخلاف والفروقات بين المذاهب اضف الى ذلك سببا مهما لضعف الامة وهو ان الاسلام في الغرب انتشر بصورة غير حضارية عبر وسائل الاعلام التي صورت الاسلام بأنه دين عنف ونحر وذبح، والسبب في ذلك اتباع القاعدة الذين اساؤوا للاسلام باتباعهم هذه الوسائل، فأهل الغرب لم يتسن لهم معرفة دين الاسلام الاصيل، دين المحبة والألفة، فالاسلام كان يتعامل مع المسيحيين معاملة جدا حسنة وراقية، فأمير المؤمنين علي بن ابي طالب امر بدفع اموال من بيت المال للنصارى العجزة، هذا الاسلام ليس هو المنتشر في الغرب وانما عمل اعداؤه على تضليل الرأي العام الغربي وصوروا ان الاسلام دين العنف والارهاب، المفروض علينا ان نبين للاعلام الغربي وعالم الغرب ان الاسلام شيء وهؤلاء الارهابيين شيء آخر، فلماذا تلصق اسماء هؤلاء الارهابيين باسم الاسلام وقبل ان تدين اميركا هؤلاء الاشخاص نحن المسلمين تبرأنا منهم وصرحنا في اكثر من مناسبة ان نبين ان بن لادن واتباعه اضروا بالاسلام، فالإعلام الاسلامي يجب ان يكون له دور قوي في نشر إسلام الوسطية والاعتدال ونشر تعاليمه السمحة وسيرة وأخلاقيات رسول الله العظيمة.
• كيف ترى الوضع العراقي الآن بعد مرور اكثر من ثلاث سنوات على سقوط صدام؟
- الآن الوضع الموجود في العراق افضل بكثير من ايام وجود صدام على رأس الحكم، فصدام كان يقتل في اليوم الواحد المئات من العراقيين وخير دليل على ذلك المقابر الجماعية التي اكتشفت ولا ننسى قتل الاكراد في حلبجة وشيعة الجنوب الآن الوضع يختلف، ايام صدام، النظام كان ديكتاتوريا مجرما خائنا اما الآن فيوجد مؤسسات دستورية، فنظام صدام اسوأ من شارون والنظام الاسرائيلي، اما بالشأن الوضع الامني فهو غير مستقر لأسباب كثيرة منها تداخل التركيبة الاجتماعية للعراقيين عربا، اكرادا، شيعة، وسنة من الامور المؤثرة على استتباب الوضع الامني وللخروج من هذا الوضع يجب تقسيم العراق الى فيديراليات وانا من مؤيدي هذا الطرح بقوة وهذا الطرح اكد عليه من قبل السيد عبدالعزيز الحكيم حينما قال ان من دون الفيديرالية لن يهنأ العراق بالامن والاستقرار باعتبار المسألة الطائفية واضحة حتى عند بعض دول الجوار، فبعضهم لا يتحمل وجود هذه الحكومة الوطنية العراقية لأن رئيسها شيعي متدين، فهم لا يتحملون ان يحكم هذا الشخص العراق رغم انه عراقي وطني، فنتيجة وجود الطائفية الموجودة ونتيجة وجود ازلام صدام الذين ازيحوا عن الحكم يريدون الانتقام حتى يحصلوا على مكاسب سياسية ومناصب قيادية، وللأسف اكتشف قريبا ان بعض العناصر الحكومية العراقية المخولة بحراسة احد الشخصيات المهمة في الجمعية الوطنية العراقية متعاونة مع البعثيين وهناك بعض الارهابيين لهم صلات قريبة مع بعض المسؤولين الحاليين، ولا ننسى ان العراق ليس متعودا على حالة الديموقراطية بأن تحكمه بعد ان تعود على حكم ديكتاتوري. هذا جانب اما الجانب الآخر والذي يشكل عندي هاجسا من الخطر تلك المعلومات التي وصلت الينا بأن الاشخاص الذين قبض عليهم سئلوا لماذا جئتم الى العراق، فقالوا جئنا لنتدرب ونتعلم كيفية تفجير وتفخيخ السيارات ثم نعود لبلداننا لننفذ تلك العمليات وهم يركزون في تفجيراتهم على أبناء الطائفة الشيعية.
• البعض يقول إن إيران تتدخل بشكل مباشر في الشأن العراقي ومن مصلحتها عدم استقرار الأوضاع الأمنية في العراق؟
- هذا الكلام عار عن الحقيقة وهو غير صحيح فجميع القيادات الإيرانية تقدس العتبات المقدسة في العراق بلد أمير المؤمنين الامام علي وابنه الحسين والعباس والامام الكاظم، فايران تعشق العراق باعتبارها بلد الحوزة العلمية العريقة «حوزة النجف الأشرف» التي أسسها الشيخ المرحوم الامام الطوسي، والدليل على ذلك ان قسماً كبيراً من القيادات العراقية كان يعيش في ايران في وقت تخلت عنهم جميع الدول العربية، فان كان لإيران تأثير في الشأن العراقي فهو تأثير ايجابي لا أكثر.
• هناك أقاويل تفيد أن ايران تضغط على الإدارة الاميركية لتنفيذ مطالبها من خلال اللعب بورقة العراق.
- الكل يعرف ان ايران لها موقف عدائي مع الإدارة الاميركية وكذلك العكس ولكن ليس معنى ذلك ان تسعى ايران إلى قلقلة الاوضاع في العراق حتى تضعف اميركا، وهناك أمر يجب أخذه بعين الاعتبار ان معظم الذين يتم اعتقالهم من جنسيات عربية ولم يعتقل ايراني واحد يقوم بالتفجيرات، فليس من المعقول ان يقوم شخص ايراني شيعي بتفجير وقتل الأبرياء من جماعته، فالعقل لا يقبل بهذا الشيء.
• هل الملف النووي الايراني يسبب قلقاً فعلياً على دول الخليج؟
- ايران تسعى لامتلاك تقنية تكنولوجية متقدمة تستفيد منها في الاغراض السلمية ولكن اميركا وحلفاءها يضخمون هذه المسألة ويرهبون دول الخليج، ثم ان مسألة الاشراف على هذه المفاعلات يجب ان تكون مرتبطة باشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية واي تدخل يكون من جانبها لا من جهات أخرى تحريضية. انما الواقع أن ايران تريد الاستفادة من هذه الطاقة النووية في الاغراض السلمية مثلها مثل أي دولة تمتلك مفاعلات نووية، وقد سمعت أن بعض الاخوة الكويتيين الذين يعملون في مجال حماية البيئة زار مفاعل بو شهر النووي وعقب زيارته صرح بان « لا داعي للتخوف أو القلق» وايضاً جميع مراجع الشيعة وعلى رأسهم آية الله السيد علي الخامنئي جرّم في تصريح له أذاعته الاذاعة الايرانية استعمال الاسلحة ذات الدمار الشامل حتى ضد الصهاينة والمجرمين ومن المعروف أن الشعب الايراني يقلد مراجعه فاذا كان قائدهم هو القائل «لا يجوز بأي حال من الاحوال استخدام السلاح النووي ضد أحد» فلماذا الخوف ولماذا يتحدثون عن المفاعل النووي الايراني وتخرس السنتهم عن الترسانة النووية الاسرائيلية، اما ان كان هدفهم ايران، فإن هذه الأمور لن تحل إلا عبر المفاوضات السلمية وفتح قنوات حوارية.
• من وجهة نظرك، ما مدى صحة التقارير التي تفيد بتوجيه ضربة عسكرية لإيران؟
- مسألة التهديدات التي توجهها الإدارة الاميركية بتوجيه ضربة عسكرية لإيران هذا أمر مستبعد جداً أميركا عاقلة وذكية فهي إلى الآن لم تخرج من العراق وافغانستان بل، حتى العمليات العسكرية في افغانستان زادت عن السابق فلا اعتقد ان تورط الولايات المتحدة الاميركية نفسها في حرب أخرى وبالذات مع دولة قوية مثل إيران تحسب لها ألف حساب.
• في حال فرضت عقوبات اقتصادية على إيران، ماذا سيكون تأثيرها؟
- في حال فرض عقوبات اقتصادية على إيران فالأمر بمثابة تحصيل حاصل لأن اميركا منذ أمد بعيد وهي تفرض حصاراً اقتصادياً اميركياً على المنتجات الإيرانية، ولكن من المتضرر من هذا الشأن، الدول الاوروبية التي تحكمها علاقات اقتصادية مع إيران وايضاً الشركات الأجنبية، لذا أطالب الدول الأوروبية بالتعقل والتدبر واعادة النظر في عملية فرض العقوبات الاقتصادية على إيران قبل اقرارها ولذلك انصح دول الخليج والكويت خصوصاً أن يبقوا على الحياد حتى لا يتم استخدامهم لمصالح دول عظمى، فلا يوجد لهذه الدول ناقة أو بعير وعليهم التفكير في مصالحهم فقط.
أقول للذين يطالبونني بالابتعاد عن السياسة ....كلامكم مرفوض
نطالب بإسناد محكمة التمييز للشيعة أسوة بمحكمة الاستئناف
حاوره: علي العلاس
أرجع الأمين العام لتجمع علماء المسلمين الشيعة في الكويت السيد محمد المهري تشكيك المشككين في كيان التجمع إما «لجهلهم بالحقيقة في مصداقية التجمع أو... لعنادهم» مخاطبا الرافضين للتجمع بقوله «الله يسامحهم ويغفر لهم».
وقال المهري في حوار خاص مع «الرأي العام» إن «الهدف الأساسي من وراء تأسيس التجمع هو تدريب علماء الدين الشيعة على المشاركة الحيادية والبعد عن السلبية في الأمور المتعلقة بالقضايا السياسية، سواء كانت داخلية أم خارجية».
وفي الوقت الذي اكد فيه المهري حيوية وفاعلية هذا التجمع على الساحة الكويتية السياسية، إلا انه اعتذر عن ذكر بعض اسماء العلماء الذين ينتمون الى التجمع، لافتا الى مواصلة العمل على تحقيق المبادئ والأهداف التي من أجلها تم تأسيس التجمع.
وفيما يتعلق بمطالبة بعض الشبان الشيعة من السيد المهري بعدم التدخل في القضايا والأمور السياسية، قال: «مطالبتهم مرفوضة جدا، فلماذا يطلبون مني ان ابتعد مع ان هناك علماء دين في العراق ولبنان وايران تصدوا لقضايا سياسية حولت مجرى التاريخ، ام هذا الشيء (حلال لطير وحرام على طير).
واكد المهري ان قضية دعمه لمرشحين في الانتخابات البرلمانية الاخيرة على حساب مرشحين آخرين مبنية على معايير عدة، اهمها معيارا «الوطنية والكفاءة»، واضاف «لو توافرت هذه الشروط والمعايير في مرشح سني ولم تتوافر في مرشح شيعي فسأكون من الداعمين للسني على حساب الشيعي».
وعلى الصعيد العراقي، قال المهري «لاستتباب الوضع الأمني وللخروج من هذا الوضع الدموي يجب تطبيق الحكم الفيديرالي الذي طرحه، من قبل السيد الشهيد عبدالعزيز الحكيم».
واخذ المهري على حكومات دول جوار العراق ضيق صدرها من ان يحكم العراق مواطن عراقي شيعي متدين، نافيا تدخل ايران، في الشأن الداخلي العراقي وصحة المقولات التي تقول انها لا تريد استتباب الوضع الأمني في العراق لاستخدامه ورقة ضغط على الادارة الاميركية لتمرير مطالبها.
وطمأن المهري مواطني الكويت والخليج بأن «المفاعل النووي الايراني سيكون استخدامه مقتصرا على الأغراض السلمية» ولفت إلى ان «احد العاملين في مجال حماية البيئة زار مفاعل بوشهر، واكد عدم القلق والخوف من هذا المفاعل النووي» مشيرا الى ان «تصريحات كبار مراجع العلماء حول استخدامات المفاعل السليمة اعتقد انها كافية لبث الاطمئنان في دول الجوار وعلى رأسها الكويت».
وفي ما يلي نص الحوار مع السيد محمد المهري:
• بصفتكم تمثلون الأمين العام لتجمع علماء المسلمين الشيعة في الكويت، هل لنا ان نبدأ حوارنا حول هذا التجمع وما يحوم حوله من شبهات يرددها الكثير من علماء الشيعة وينكرون هذا التجمع، مع ذكر اسماء بعض العلماء الذين ينتمون اليه ان امكن لكم ذلك؟
- في الحقيقة ان هذا المشروع الاسلامي الكبير (مشروع تجمع علماء الدين الشيعة) اسس في العام 2001، وذلك لما رأينا من ضرورة لوجود تجمع يضم علماء الدين الشيعة الكويتيين الذين ازدادوا في الاعوام الاخيرة فمن قبل، الكل يعرف ان عدد العلماء الشيعة الكويتيين كان قليلا مقارنة بالعلماء الوافدين الذين يحملون جنسيات عراقية وايرانية وغيرهم من جنسيات واقول ان علماء التجمع يمثلون مجموعة من العلماء وهذا لا ينافي وجود جماعات اخرى، فمن المعروف ان التجمع بمثابة جهة استقلالية وحيادية في قراراته ومواقفه التي يتخذها في جميع الشؤون وشتى المواضيع اذ انه لا يرتبط بالخارج المعادي للإسلام ولا يداهن الداخل المنحرف في السلوكيات والمواقف، حيث ان المجتمع بحاجة ماسة الى من يبرز المواقف الاسلامية الواضحة بإخلاص وصدق وخصوصا فيما يتعلق بالمستجدات الدولية التي تعصف بالامة في وضعنا الراهن».
هذا من جانب أما الجانب الذي يتميز به التجمع جانب الاعترافية فهو معترف به داخليا وخارجيا وله نشاط واسع في شتى أنواع القضايا التي تطرح على الساحة واذكر ان اول بيان صدر لتجمع علماء المسلمين كان متعلقا باحداث 11 سبتمبر الارهابية وعندما اقول اننا مجموعة من علماء الدين الشيعة الكويتيين لا ندعي بأننا نمثل جميع علماء الشيعة باعتبار ان هناك توجهات كثيرة ومختلفة بالنسبة للعلماء، فبعضهم يبعدون انفسهم عن الخوض في القضايا السياسية ويستندون في ذلك الى ان العالم يجب عليه ألا يتدخل في هذه الشؤون السياسية. ولذلك كان هدفنا الاساسي من وراء تأسيس هذا التجمع هو تدريب العلماء على المشاركة الحيادية والبعد عن السلبية بخصوص القضايا السياسية سواء كانت داخلية او خارجية، بالاضافة الى ابداء رأيهم في القضايا الفقهية والاجتماعية، هناك بعض الاشخاص سواء كانوا من العلماء او غير العلماء في بداية تأسيس هذا التجمع بدأوا يشككون وبعض هؤلاء المشككين يجلس الآن بجانبي، فربما يعود هذا التشكيك نتيجة لوجود بعض الخلافات حول القضايا التي تطرح على الساحة الكويتية، واود هنا ان ابين ان هذا التجمع عضو في التجمعات الوطنية الشيعية ولنا ممثل يمثلنا في هذه التجمعات، اما الذين ما زالوا يشككون في مصداقية هذا التجمع المبارك فذلك اما نتيجة لجهلهم بالحقيقة او لعنادهم واقول لهؤلاء الاشخاص «الله يسامحهم ويغفر لهم» اما بالنسبة لأسماء العلماء الذين ينتمون الى هذا التجمع، فأرى من المصلحة عدم ذكر اسماء هؤلاء العلماء، ففي ايران هناك تجمعات للروحانيين المجاهدين وتجمعات للعلماء المناضلين يوجد لهم اعضاء ينتمون اليها ولكن الذي يظهر على الساحة واحد او اثنان وكذلك نحن، فلا داعي لذكر اسماء هؤلاء ونحن مستمرون في العمل على تحقيق هذه الاهداف والمبادئ الاساسية التي من أجلها اسس التجمع.
• هل تقصد بأن تجمع علماء المسلمين يضم كل مراجع التقليد في الكويت ولبنان والعراق وسائر البلدان الاسلامية، وانتم تمثلون هذه المراجع، علما ان مراجع التقليد لعلها تزيد على 40 مرجعا في الحوزات والبلدان الاسلامية؟
- هناك فرق كوني امثل وكيلاً لمعظم المراجع وكوني امين عام تجمع علماء المسلمين الشيعة في الكويت، نعم انا احمل وكالة من غالبية مراجع التقليد الشيعية ومن هذه الوكالات التي احملها وكالة الامام علي السيستاني والامام الشيخ اسحاق فياض ووكالة آية الله العظمى محمد سعيد الحكيم، بل الامر يتعدى ذلك فلدي وكالات من علماء مراجع التقليد الاحياء منهم والأموات، ولدي وكالة من آية الله السيد محمد الصدر والد السيد مقتدى الصدر وعندي وكالة الامام السيد الخوئي والشهيد محمد باقر الصدر وكذلك احمل اكثر من وكالة من مراجع التقليد في قم، هذا من ناحية اما مسألة التجمع فلا ربط بين هذا التجمع وتمثيل المرجعيات، فأنا كشخص عندي وكالة من جميع المراجع اما بالنسبة للتجمع وموقعي فيه لا يتعدى كونه عالم دين يحمل الجنسية الكويتية ويتصدى للقضايا السياسية الداخلية والخارجية.
• كل عام تعلنون مسبقا ان بداية شهر رمضان سوف يصادف يوم كذا او كذا، علما بأن المتعارف عليه في كل المذاهب بأن الصيام يكون برؤية الهلال. فإلى اي دليل تستندون في ذلك؟
- نحن نعلن مسبقا عن بداية شهر رمضان لكن بشروط معينة، حتى في هذه السنة حينما اعلنا ان بداية شهر رمضان يوم الاحد كان بشروط معينة وكل الصحف لم تنشرها للأسف باستثناء جريدة «الرأي العام» التي نشرت التفاصيل فقلت بالنسبة للاستهلال المحلي في دول المنطقة الكويت والسعودية والعراق وايران لن يرى للاستهلال مساء السبت في تلك البلدان حتى ان الاخوة في الجمهورية الاسلامية الإيرانية استهلوا مع فلكي معروف اسمه مهدي زاوة وحلقوا معه بالطائرة فوق الغيوم فلم يشاهدوا شيئا ولكن قلت ان الهلال يرى بوضوح في جنوب افريقيا وساحل العاج ومناطق اخرى، فنحن نصوم ونفطر على رؤية الهلال وذلك بإجماع المذاهب الاسلامية، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فإن غم عليكم الشهر فأكملوا العدة»، وعلى هذا قلت اذا شوهد الهلال في جنوب افريقيا وبعد الثبوت الشرعي بالعين المجردة أعلنا ان يوم الاحد هو اول ايام شهر رمضان المبارك. ومع الاسف الشديد ان المشاهدات المحلية في هذه السنة كانت كلها مرفوضة والسبب في ذلك الاخوة الفلكيون، فنحن نقول لهم كلامكم ليس حجة علينا وانما عامل مساعد فالمواطنون في الكويت صاموا يوم السبت بناء على كلام الفلكيين، مع ان هناك اشخاصا شاهدوا الهلال مساء يوم السبت فشهادة رجل عادل في المذهب السني وشهادة رجلين عادلين في المذهب الشيعي كافية للوقوف والاطمئنان بأن بداية شهر رمضان يوم الاحد وليس السبت، وانا اجزم واحلف بالله سبحانه وتعالى ان يوم السبت لم يكن اول رمضان والدليل ايضا على ذلك ان الكثير من علماء المسلمين اعترضوا ان يكون يوم السبت هو اول ايام شهر رمضان كما في السعودية اعترض الأخ العبيكان وهناك احد علماء مصر صرح وقال «من صام يوم السبت اعتمد على فلكي كاذب».
كما ان مسألة رؤية الهلال تتدخل فيها مسائل خلافية، مثل مسألة شرط اتحاد الافق، فبعض علماء السنة والشيعة يرون اشتراط وحدة الافق بمعنى ان يكون البلدان على خط طول واحد وبمعنى ادق ان يكون توقيت غروبهما يحدث في وقت واحد، وهذا يسمونه اشتراك الافق، وبعض العلماء مثل السيد الامام الخوئي والشهيد محمد باقر الصدر والشيخ جواد التبريزي والشيخ اسحاق فياض والسيد سعيد الحكيم لا يرون شرط اتحاد الافق بمعنى انه لو لوحظ الهلال في اي مكان من العالم تثبت رؤيته وهذه النظرة انا ايضا اتبناها بشرط الاشتراك مع احدى هذه الدول في جزء من الليل وعلى هذا اعلنت ان بداية شهر رمضان سيكون يوم الاحد لأنه شوهد في جنوب افريقيا وساحل العاج وان كان حصل لي في البداية نوع من التردد إلا انه زال وصار عندي حالة من الاطمئنان في الليلة الثالثة من شهر رمضان عندما اتصل بي احد كبار العلماء في ساحل العاج وقال لي رأيت الهلال انا وثلاثة معي ليلة السبت»، اما اذا اعتمدنا على رأي وفتوى السيد علي السيستاني والتي تجيز ثبوت الهلال بشرط وحدة الافق فإن الامر سوف يختلف، لأن وحدة افق الكويت تختلف عن وحدة افق جنوب افريقيا وساحل العاج ولذلك اعتمد المسلمون الشيعة في الكويت يوم الاثنين بداية شهر رمضان وللعلم ان كل شيعة الكويت صاموا يوم السبت ولكن ليس بنية رمضان، ولكن صيامنا بدأ بنية رمضان يوم الاثنين.
• المذاهب الاسلامية تختلف باختلاف مواقع البلدان في تحديد بداية شهر رمضان وعيد الفطر، فلماذا لا تعتمدون الفلك في تحديد هذه المسائل؟
- بالنسبة للمذاهب الاسلامية الخمسة كلها لا تعتمد على العلامات الفلكية وانما يعتمدون على الرؤية بالعين المجردة، وحتى بالنسبة للفلكيين فجميعهم اجمعوا على عدم ثبوت هلال شهر رمضان مساء يوم الجمعة، فعند الفلكيين خلط بين الشهر القمري الشرعي وبين الشهر القمري الطبيعي التكويني الذي يتحقق من خلال خروج القمر عن المحاق وحينما يخرج من هذه الحالة يسمونه بداية الدورة الاقترانية سواء شوهد الهلال ام لم يشاهد، اما الشهر القمري الشرعي فهو يثبت عند امكانية رؤيته وهذا الاشتباه والخلط يوقع الكثير من الصائمين في خطأ، ونتيجة تقييد جميع المذاهب الاسلامية برؤية الهلال فلن يمكن لها ان تتوحد في بداية رمضان او عيد الفطر ولو ان امنية كل المسلمين ان يتوحدوا في رمضان والعيد.
• من المعروف ان شيعة الكويت ينتمون الى مراجع تقليد عدة، فما المانع ان يكون هناك مجلس شيعي على غرار الموجود في لبنان يضم كل الاطراف، ام ان التجمع يفي بالغرض؟
- انا اقولها لك صراحة، ان التجمع لا يفي بالغرض، اما مسألة وجود مجلس شيعي على غرار الموجود في لبنان فشيعة الكويت لا يحتاجونه، لأن كل مجموعة منهم يقلدون مراجعهم، فبعضهم يقلدون الامام الخميني وبعضهم يقلدون الامام السيد الخوئي وهناك البعض يقلد آية الله العظمى السيد علي الخامنئي ومنهم من يقلد اية الله السيد علي السيستاني وغيرهم من المراجع التي يقلدها شيعة الكويت فكل شخص يقلد مرجعه في المسائل الفقهية ولذلك لا نحتاج الى تشكيل مجلس لتمثيل كافة المرجعيات ولكن يمكن تمثيل مرجعيات من خلال وكلاء، فأنا عندي وكالة عن جميع مراجع التقليد ومن ضمن شروط الوكالة ألا تكون مقتصرة على شخص واحد في المنطقة.
• أيام الحملات الانتخابية البرلمانية ظهرت مجاميع من أبناء الطائفة الشيعية تحذر من أسماء علماء الدين الذين يتدخلون في مجرى الأمور الانتخابية من خلال تزكيتهم لمرشحين على حساب آخرين، وكان من ضمن الاسماء الذين حذروا منها صراحة اسم سماحتكم، فما ردكم؟
- انا سمعت عن هذا الموضوع من قبل، حيث طرح من قبل بعض الشبان الشيعة الذين يمثلون التوجه الليبرالي، فهؤلاء لديهم نظرة سابقة مترسخة في اذهانهم تجاه عالم الدين الذي يجب عليه ان يبتعد عن الخوض في المسائل السياسية، ربما كانت هذه النظرة جائزة من قبل لعدم وجود مرجع كبير تصدى للقضايا السياسية ولكن هذه النظرة تراجعت بعد ظهور الامام الخميني والامام الشهيد محمد باقر الصدر اللذين تصديا للقضايا السياسية، فالإمام الخميني يقول «سياستنا عين ديننا» ويقول ان «المسائل الفقهية السياسية في الإسلام أكثر من المسائل العبادية» ولذلك نجد ان النظرة تغيرت كثيرا، وهناك امر ثان يجب اخذه بعين الاعتبار وهو ان اكثر علماء المسلمين الشيعة في الكويت كانوا وافدين فكان لا يحق لهم التدخل في الشؤون السياسية الداخلية.
اما بالنسبة لاعتراض الاخوة، فكل شخص منهم له توجه معين فبعضهم ربما يكون لهم توجه في التصويت لصالح الليبراليين والبعض الآخر ربما يصوتون لمرشح سلفي او آخر مستقل، اما مطالبتهم بأن يبتعد عالم الدين عن السياسة فهذا كلام جدا مرفوض فلماذا يطلبون مني ان ابتعد مع ان هناك علماء دين في لبنان والعراق وايران يتصدون للقضايا السياسية فما الفرق بيني وبين هؤلاء العلماء وخير دليل على ذلك العلامة الكبير المجاهد السيد حسن نصرالله تصدى لأكبر واخطر قضية سياسية وهي خوضه الحرب ضد اسرائيل وتحقيقه لنصر معزز مؤزر وجعل العالم بأسره يعترف ان هذه العمامة السوداء بإمكانها ان تحرك العالم وبإمكانها ان تحقق الانتصار تلو الانتصار، وكذلك في العراق الكثير من المسؤولين يلبسون العمامة فالسيد علي السيستاني كان العامل المؤثر في الحفاظ على الوحدة الوطنية وكان السبب الاقوى في عدم نشوب حرب اهلية بمقدار الممكن عندما افتى بعدم جواز القتل الطائفي، وأنا انسان احمل الجنسية الكويتية رأيت من المصلحة التدخل في هذه المسألة واختيار المرشح الكفء الوطني حسب تقديري وربما هؤلاء الشباب لديهم عداوات مع مرشحين معينين ولذا ينتقدونني ومن جهتي لن اعتني بكلامهم واقول لهم في السنوات المقبلة سوف استمر في تأييد المرشحين الوطنيين المخلصين حسب رأيي انا وسنحاول تقليل فرص نجاح المرشحين الذين لديهم مواقف عدائية ضد مذهب آل البيت صلوات الله عليهم.
• انت تقول انني سوف ادعم المرشح الوطني المخلص، فإذا كان في الدائرة مرشحان أحدهما سني والآخر شيعي، فهل يمكن ان تدعم السني على حساب الشيعي؟
- اذا كان المرشح الشيعي فاسقا فاجرا مضرا بالوطن والدين فلن ادعمه، فليس كونه ينتمي الى مذهب معين ندعمه ونؤيده فنحن لدينا مقاييس وشروط على رأس اولوياتها الوطنية والاخلاص لله وللوطن وللأمير وان يفكر في جميع المواطنين بنظرة متساوية بغض النظر عن الطائفة او الفئة التي ينتمي اليها هؤلاء المواطنون.
• هل من مطالب تقدمتم بها ولم تنفذ؟
- الحكومة الكويتية مدت جسور المحبة والاخاء مع المواطنين الشيعة منذ زمن، فالحكومة كحكومة لا تفرق بين المواطنين سواء كانوا سنة او شيعة، وان كانت لنا مطالب فهي بسيطة وليست معقدة من بينها ان تكون محكمة التمييز في يد ابناء الطائفة أسوة بمحكمة الاستئناف لأن محكمة التمييز تتعلق بها مسألة الاحوال الشخصية ومن مطالبنا ايضا تنقية المناهج التربوية من الفقرات التي فيها هجوم على من يزور قبور الاولياء والانبياء وقد طالبنا وزير التربية عادل الطبطبائي في اول لقاء معه بعد توليه منصبه بحذف هذه الفقرات التي تمزق وحدة الصف وتكفر الآخرين فلكل مذهب خصوصية، اما المطلب الذي نراه اكثر اهمية فهو تنفيذ وصية امير البلاد الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح ان يخصص في كل منطقة يتم انشاؤها مساحة من الأرض لبناء حسينية وانا اراها وصية عظيمة تستحق التنفيذ.
• الاساءة للإسلام ولنبي الاسلام تتفاقم يوما بعد يوم حتى وصل الامر الى اهانة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودين الحق من قبل اعلى سلطة دينية في الغرب (باب الفاتيكان) فهل يمكن ان تورد لنا الاسباب التي ادت الى ضعف الامة حتى اصبحت مذلة الشعوب؟
- بإيجاز اهم الاسباب التي ادت الى ضعف الامة الاسلامية وتكالب الاعداء عليها هو فرقة المسلمين في العالم فهناك نحو اكثر من مليار ونصف المليار مسلم متفرقون، بالاضافة الى ازدياد الخلاف والفروقات بين المذاهب اضف الى ذلك سببا مهما لضعف الامة وهو ان الاسلام في الغرب انتشر بصورة غير حضارية عبر وسائل الاعلام التي صورت الاسلام بأنه دين عنف ونحر وذبح، والسبب في ذلك اتباع القاعدة الذين اساؤوا للاسلام باتباعهم هذه الوسائل، فأهل الغرب لم يتسن لهم معرفة دين الاسلام الاصيل، دين المحبة والألفة، فالاسلام كان يتعامل مع المسيحيين معاملة جدا حسنة وراقية، فأمير المؤمنين علي بن ابي طالب امر بدفع اموال من بيت المال للنصارى العجزة، هذا الاسلام ليس هو المنتشر في الغرب وانما عمل اعداؤه على تضليل الرأي العام الغربي وصوروا ان الاسلام دين العنف والارهاب، المفروض علينا ان نبين للاعلام الغربي وعالم الغرب ان الاسلام شيء وهؤلاء الارهابيين شيء آخر، فلماذا تلصق اسماء هؤلاء الارهابيين باسم الاسلام وقبل ان تدين اميركا هؤلاء الاشخاص نحن المسلمين تبرأنا منهم وصرحنا في اكثر من مناسبة ان نبين ان بن لادن واتباعه اضروا بالاسلام، فالإعلام الاسلامي يجب ان يكون له دور قوي في نشر إسلام الوسطية والاعتدال ونشر تعاليمه السمحة وسيرة وأخلاقيات رسول الله العظيمة.
• كيف ترى الوضع العراقي الآن بعد مرور اكثر من ثلاث سنوات على سقوط صدام؟
- الآن الوضع الموجود في العراق افضل بكثير من ايام وجود صدام على رأس الحكم، فصدام كان يقتل في اليوم الواحد المئات من العراقيين وخير دليل على ذلك المقابر الجماعية التي اكتشفت ولا ننسى قتل الاكراد في حلبجة وشيعة الجنوب الآن الوضع يختلف، ايام صدام، النظام كان ديكتاتوريا مجرما خائنا اما الآن فيوجد مؤسسات دستورية، فنظام صدام اسوأ من شارون والنظام الاسرائيلي، اما بالشأن الوضع الامني فهو غير مستقر لأسباب كثيرة منها تداخل التركيبة الاجتماعية للعراقيين عربا، اكرادا، شيعة، وسنة من الامور المؤثرة على استتباب الوضع الامني وللخروج من هذا الوضع يجب تقسيم العراق الى فيديراليات وانا من مؤيدي هذا الطرح بقوة وهذا الطرح اكد عليه من قبل السيد عبدالعزيز الحكيم حينما قال ان من دون الفيديرالية لن يهنأ العراق بالامن والاستقرار باعتبار المسألة الطائفية واضحة حتى عند بعض دول الجوار، فبعضهم لا يتحمل وجود هذه الحكومة الوطنية العراقية لأن رئيسها شيعي متدين، فهم لا يتحملون ان يحكم هذا الشخص العراق رغم انه عراقي وطني، فنتيجة وجود الطائفية الموجودة ونتيجة وجود ازلام صدام الذين ازيحوا عن الحكم يريدون الانتقام حتى يحصلوا على مكاسب سياسية ومناصب قيادية، وللأسف اكتشف قريبا ان بعض العناصر الحكومية العراقية المخولة بحراسة احد الشخصيات المهمة في الجمعية الوطنية العراقية متعاونة مع البعثيين وهناك بعض الارهابيين لهم صلات قريبة مع بعض المسؤولين الحاليين، ولا ننسى ان العراق ليس متعودا على حالة الديموقراطية بأن تحكمه بعد ان تعود على حكم ديكتاتوري. هذا جانب اما الجانب الآخر والذي يشكل عندي هاجسا من الخطر تلك المعلومات التي وصلت الينا بأن الاشخاص الذين قبض عليهم سئلوا لماذا جئتم الى العراق، فقالوا جئنا لنتدرب ونتعلم كيفية تفجير وتفخيخ السيارات ثم نعود لبلداننا لننفذ تلك العمليات وهم يركزون في تفجيراتهم على أبناء الطائفة الشيعية.
• البعض يقول إن إيران تتدخل بشكل مباشر في الشأن العراقي ومن مصلحتها عدم استقرار الأوضاع الأمنية في العراق؟
- هذا الكلام عار عن الحقيقة وهو غير صحيح فجميع القيادات الإيرانية تقدس العتبات المقدسة في العراق بلد أمير المؤمنين الامام علي وابنه الحسين والعباس والامام الكاظم، فايران تعشق العراق باعتبارها بلد الحوزة العلمية العريقة «حوزة النجف الأشرف» التي أسسها الشيخ المرحوم الامام الطوسي، والدليل على ذلك ان قسماً كبيراً من القيادات العراقية كان يعيش في ايران في وقت تخلت عنهم جميع الدول العربية، فان كان لإيران تأثير في الشأن العراقي فهو تأثير ايجابي لا أكثر.
• هناك أقاويل تفيد أن ايران تضغط على الإدارة الاميركية لتنفيذ مطالبها من خلال اللعب بورقة العراق.
- الكل يعرف ان ايران لها موقف عدائي مع الإدارة الاميركية وكذلك العكس ولكن ليس معنى ذلك ان تسعى ايران إلى قلقلة الاوضاع في العراق حتى تضعف اميركا، وهناك أمر يجب أخذه بعين الاعتبار ان معظم الذين يتم اعتقالهم من جنسيات عربية ولم يعتقل ايراني واحد يقوم بالتفجيرات، فليس من المعقول ان يقوم شخص ايراني شيعي بتفجير وقتل الأبرياء من جماعته، فالعقل لا يقبل بهذا الشيء.
• هل الملف النووي الايراني يسبب قلقاً فعلياً على دول الخليج؟
- ايران تسعى لامتلاك تقنية تكنولوجية متقدمة تستفيد منها في الاغراض السلمية ولكن اميركا وحلفاءها يضخمون هذه المسألة ويرهبون دول الخليج، ثم ان مسألة الاشراف على هذه المفاعلات يجب ان تكون مرتبطة باشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية واي تدخل يكون من جانبها لا من جهات أخرى تحريضية. انما الواقع أن ايران تريد الاستفادة من هذه الطاقة النووية في الاغراض السلمية مثلها مثل أي دولة تمتلك مفاعلات نووية، وقد سمعت أن بعض الاخوة الكويتيين الذين يعملون في مجال حماية البيئة زار مفاعل بو شهر النووي وعقب زيارته صرح بان « لا داعي للتخوف أو القلق» وايضاً جميع مراجع الشيعة وعلى رأسهم آية الله السيد علي الخامنئي جرّم في تصريح له أذاعته الاذاعة الايرانية استعمال الاسلحة ذات الدمار الشامل حتى ضد الصهاينة والمجرمين ومن المعروف أن الشعب الايراني يقلد مراجعه فاذا كان قائدهم هو القائل «لا يجوز بأي حال من الاحوال استخدام السلاح النووي ضد أحد» فلماذا الخوف ولماذا يتحدثون عن المفاعل النووي الايراني وتخرس السنتهم عن الترسانة النووية الاسرائيلية، اما ان كان هدفهم ايران، فإن هذه الأمور لن تحل إلا عبر المفاوضات السلمية وفتح قنوات حوارية.
• من وجهة نظرك، ما مدى صحة التقارير التي تفيد بتوجيه ضربة عسكرية لإيران؟
- مسألة التهديدات التي توجهها الإدارة الاميركية بتوجيه ضربة عسكرية لإيران هذا أمر مستبعد جداً أميركا عاقلة وذكية فهي إلى الآن لم تخرج من العراق وافغانستان بل، حتى العمليات العسكرية في افغانستان زادت عن السابق فلا اعتقد ان تورط الولايات المتحدة الاميركية نفسها في حرب أخرى وبالذات مع دولة قوية مثل إيران تحسب لها ألف حساب.
• في حال فرضت عقوبات اقتصادية على إيران، ماذا سيكون تأثيرها؟
- في حال فرض عقوبات اقتصادية على إيران فالأمر بمثابة تحصيل حاصل لأن اميركا منذ أمد بعيد وهي تفرض حصاراً اقتصادياً اميركياً على المنتجات الإيرانية، ولكن من المتضرر من هذا الشأن، الدول الاوروبية التي تحكمها علاقات اقتصادية مع إيران وايضاً الشركات الأجنبية، لذا أطالب الدول الأوروبية بالتعقل والتدبر واعادة النظر في عملية فرض العقوبات الاقتصادية على إيران قبل اقرارها ولذلك انصح دول الخليج والكويت خصوصاً أن يبقوا على الحياد حتى لا يتم استخدامهم لمصالح دول عظمى، فلا يوجد لهذه الدول ناقة أو بعير وعليهم التفكير في مصالحهم فقط.