بهلول
11-10-2006, 08:50 AM
سعد القرش من القاهرة
في حين ابتهجت جماهير الشيعة في العراق يوم الاحد بعد أن صدر حكم الاعدام شنقا على الرئيس السابق صدام حسين يرى باحث عراقي أن مستقبل بلاده غامض يغذيه تاريخ من العنف بين طوائفه بل بين أبناء الطائفة الواحدة.
وقال سيف الخياط في كتابه (العقدة والعقيدة.. قصة الشيعة في العراق) إن الشيعة الذين يروا أن نظام صدام عمد الى اذلالهم صنعوا "طواغيت جديدة بديلة" بتسميات شيعية وبفكر يعود الى 1400 عام.
كما حمل القوي السياسية "الطائفية الشيعية" مسؤولية إهدار الدم الشيعي بالالحاح على دعوة الجماهير في ظروف أمنية غير مواتية للمشاركة في طقوس ومناسك شيعية ومنها اللطم في أربعينية الامام الحسين حفيد النبي محمد ودفع الشيعة دماء غزيرة بصورة وصفها بالعبثية من أجل "تعضيد خطاب أجوف أرادت (القوى الشيعية) أن تقول من خلاله أننا غالبية."
وتساءل عما إذا كانت كل مطالب الشيعة "تتركز في حق اللطم... ألم يكن صدام على حق عندما منعهم من هذه الممارسة.." بحجة أن الاجيال الجديدة لا تتحمل ذنب الذين خذلوا الحسين عندما قتل هو وعدد من أفراد أسرته في كربلاء عام 61 هجرية (680 ميلادية).
وصدر الكتاب عن مكتبة مدبولي بالقاهرة في 207 صفحات كبيرة القطع.
وقضت المحكمة التي ترعاها الولايات المتحدة بالإعدام شنقا على صدام حسين واثنين من كبار مساعديه أحدهما برزان التكريتي أخوه غير الشقيق بعد جلسات على مدى العام الماضي لمحاكمة صدام وبرزان وستة من المسؤولين البارزين في حزب البعث في اتهامات بالقيام بعمليات انتقامية راح ضحيتها 148 شيعيا بعد محاولة اغتيال صدام في بلدة الدجيل شمالي بغداد عام 1982.
ورأس المحكمة القاضي الكردي رؤوف رشيد عبد الرحمن ووصف محامو صدام المحاكمة بأنها "مهزلة للعدالة".
وتدفق شيعة يمثلون الأغلبية الى الشوارع وصاحوا مهللين بعد أن أصبح من المرجح اعدام صدام السني العلماني الذي يقولون انه ظل يقمعهم لثلاثة عقود.
لكن باحثين عربا ينفون تهمة الطائفية عن صدام مشيرين بأصبع الاتهام الى قوى عراقية وأجنبية يرون أنها تتبني سياسة تدفع البلاد الى الطائفية.
من هؤلاء الفلسطيني بشير موسى نافع الذي قال في كتابه (العراق.. سياقات الوحدة والانقسام) إن ممارسات البعث تجاه بعض الطوائف ومنها السنة كانت نوعا من القمع لحركات مسلحة استهدفت تقويض السلطة المركزية للنظام.
وأضاف في الكتاب الذي صدر في القاهرة في الأونة الأخيرة أن اللجوء الى العنف السافر كان نوعا من التعويض لازمة الشرعية "ولكن وصم هذه الدولة بالطائفية (في ظل حكم صدام) يستدعي اعادة النظر."
وبدأت الخلافات الشيعية-الشيعية عقب الاحتلال الامريكي للعراق في التاسع من ابريل نيسان 2003 ففي اليوم التالي للاحتلال لقي عبد المجيد الخوئي مصرعه في النجف ويرجح البعض أن أنصار الزعيم الشاب مقتدى الصدر وراء قتله.
وقال الخياط ان مصرع الخوئي "يدخل ضمن عملية صراع الزعامات أو النفوذ" مشيرا الى أن أحمد الجلبي الذي تولى فيما بعد مناصب منها نائب رئيس الوزراء في حكومة ابراهيم الجعفري زار مؤسسة الخوئي في لندن لتقديم العزاء "وأقسم بأن يقدم المجرم مقتدى ملفوفا بكيس. وعندما زار مقتدى الصدر في النجف أقسم له بأن يقدم ملف التحقيق بقضية مقتل الخوئي ليحرقه بنفسه."
ووصف المؤلف مصرع الخوئي كأنه مشهد كربلاء يعاد انتاجه.
وقال إن التشيع كان فكريا نخبويا ذا مدلولات "أعمق بكثير مما تحاول العمامة السياسية في النجف والجادرية ايصالها اليوم... كما أن علاقتهم بالحياة لا يمكن أن تستقيم ماداموا يرفعون شعارهم العتيد.. كل يوم عاشوراء كل أرض كربلاء.. وهو الشعار الذي يحرك الناس في حياتها كأن الحزن والروح الثقيل لم توجد الا للشيعة وحدهم من دون كل البشر."
وأشار الى مقولة الكاتب الفرنسي ألبير كامي "ان الجرح الذي يحك بكثير من الاهتمام يولد اللذة في النهاية" متسائلا عما اذا كانت طقوس تعذيب الذات "ارضاء للعمامة التي تتكسب من الحزن والتي يهمها أن يستمر الحزن" ذات نزعة مازوخية شيعية.
وأضاف أن الشيعة "ينظرون الى الحياة بسوداوية بانتظار من ينقذهم منها" ويركزون على الشكليات التي سخر منها المتنبي "أعظم شعراء العربية وكان شيعيا" في قوله "أغاية الدين أن تحفوا شواربكم-يا أمة ضحكت من جهلها الأمم".
وقال الخياط إن "قوى الظلام الشيعية في البصرة" ستمضي في منع شعراء وفنانين منهم سعدي يوسف وفوزي كريم وعدنان الصائغ وكوكب حمزة من العودة الى حضن الشاعر البارز بدر شاكر السياب (1926 - 1964) ابن البصرة التي يقف فيها تمثاله شامخا.
رويترز
في حين ابتهجت جماهير الشيعة في العراق يوم الاحد بعد أن صدر حكم الاعدام شنقا على الرئيس السابق صدام حسين يرى باحث عراقي أن مستقبل بلاده غامض يغذيه تاريخ من العنف بين طوائفه بل بين أبناء الطائفة الواحدة.
وقال سيف الخياط في كتابه (العقدة والعقيدة.. قصة الشيعة في العراق) إن الشيعة الذين يروا أن نظام صدام عمد الى اذلالهم صنعوا "طواغيت جديدة بديلة" بتسميات شيعية وبفكر يعود الى 1400 عام.
كما حمل القوي السياسية "الطائفية الشيعية" مسؤولية إهدار الدم الشيعي بالالحاح على دعوة الجماهير في ظروف أمنية غير مواتية للمشاركة في طقوس ومناسك شيعية ومنها اللطم في أربعينية الامام الحسين حفيد النبي محمد ودفع الشيعة دماء غزيرة بصورة وصفها بالعبثية من أجل "تعضيد خطاب أجوف أرادت (القوى الشيعية) أن تقول من خلاله أننا غالبية."
وتساءل عما إذا كانت كل مطالب الشيعة "تتركز في حق اللطم... ألم يكن صدام على حق عندما منعهم من هذه الممارسة.." بحجة أن الاجيال الجديدة لا تتحمل ذنب الذين خذلوا الحسين عندما قتل هو وعدد من أفراد أسرته في كربلاء عام 61 هجرية (680 ميلادية).
وصدر الكتاب عن مكتبة مدبولي بالقاهرة في 207 صفحات كبيرة القطع.
وقضت المحكمة التي ترعاها الولايات المتحدة بالإعدام شنقا على صدام حسين واثنين من كبار مساعديه أحدهما برزان التكريتي أخوه غير الشقيق بعد جلسات على مدى العام الماضي لمحاكمة صدام وبرزان وستة من المسؤولين البارزين في حزب البعث في اتهامات بالقيام بعمليات انتقامية راح ضحيتها 148 شيعيا بعد محاولة اغتيال صدام في بلدة الدجيل شمالي بغداد عام 1982.
ورأس المحكمة القاضي الكردي رؤوف رشيد عبد الرحمن ووصف محامو صدام المحاكمة بأنها "مهزلة للعدالة".
وتدفق شيعة يمثلون الأغلبية الى الشوارع وصاحوا مهللين بعد أن أصبح من المرجح اعدام صدام السني العلماني الذي يقولون انه ظل يقمعهم لثلاثة عقود.
لكن باحثين عربا ينفون تهمة الطائفية عن صدام مشيرين بأصبع الاتهام الى قوى عراقية وأجنبية يرون أنها تتبني سياسة تدفع البلاد الى الطائفية.
من هؤلاء الفلسطيني بشير موسى نافع الذي قال في كتابه (العراق.. سياقات الوحدة والانقسام) إن ممارسات البعث تجاه بعض الطوائف ومنها السنة كانت نوعا من القمع لحركات مسلحة استهدفت تقويض السلطة المركزية للنظام.
وأضاف في الكتاب الذي صدر في القاهرة في الأونة الأخيرة أن اللجوء الى العنف السافر كان نوعا من التعويض لازمة الشرعية "ولكن وصم هذه الدولة بالطائفية (في ظل حكم صدام) يستدعي اعادة النظر."
وبدأت الخلافات الشيعية-الشيعية عقب الاحتلال الامريكي للعراق في التاسع من ابريل نيسان 2003 ففي اليوم التالي للاحتلال لقي عبد المجيد الخوئي مصرعه في النجف ويرجح البعض أن أنصار الزعيم الشاب مقتدى الصدر وراء قتله.
وقال الخياط ان مصرع الخوئي "يدخل ضمن عملية صراع الزعامات أو النفوذ" مشيرا الى أن أحمد الجلبي الذي تولى فيما بعد مناصب منها نائب رئيس الوزراء في حكومة ابراهيم الجعفري زار مؤسسة الخوئي في لندن لتقديم العزاء "وأقسم بأن يقدم المجرم مقتدى ملفوفا بكيس. وعندما زار مقتدى الصدر في النجف أقسم له بأن يقدم ملف التحقيق بقضية مقتل الخوئي ليحرقه بنفسه."
ووصف المؤلف مصرع الخوئي كأنه مشهد كربلاء يعاد انتاجه.
وقال إن التشيع كان فكريا نخبويا ذا مدلولات "أعمق بكثير مما تحاول العمامة السياسية في النجف والجادرية ايصالها اليوم... كما أن علاقتهم بالحياة لا يمكن أن تستقيم ماداموا يرفعون شعارهم العتيد.. كل يوم عاشوراء كل أرض كربلاء.. وهو الشعار الذي يحرك الناس في حياتها كأن الحزن والروح الثقيل لم توجد الا للشيعة وحدهم من دون كل البشر."
وأشار الى مقولة الكاتب الفرنسي ألبير كامي "ان الجرح الذي يحك بكثير من الاهتمام يولد اللذة في النهاية" متسائلا عما اذا كانت طقوس تعذيب الذات "ارضاء للعمامة التي تتكسب من الحزن والتي يهمها أن يستمر الحزن" ذات نزعة مازوخية شيعية.
وأضاف أن الشيعة "ينظرون الى الحياة بسوداوية بانتظار من ينقذهم منها" ويركزون على الشكليات التي سخر منها المتنبي "أعظم شعراء العربية وكان شيعيا" في قوله "أغاية الدين أن تحفوا شواربكم-يا أمة ضحكت من جهلها الأمم".
وقال الخياط إن "قوى الظلام الشيعية في البصرة" ستمضي في منع شعراء وفنانين منهم سعدي يوسف وفوزي كريم وعدنان الصائغ وكوكب حمزة من العودة الى حضن الشاعر البارز بدر شاكر السياب (1926 - 1964) ابن البصرة التي يقف فيها تمثاله شامخا.
رويترز