fadel
10-17-2003, 11:54 AM
خالص جلبي
«ليس هناك من شر في العالم. هات لي أي شيء وسوف أحوله لك بعصا هرمز إلى خير. كل ما في العالم خير بما فيه الفقر والمرض والعوز والألم والموت». هذا ما قاله الفيلسوف الرواقي في القرن الثاني للميلاد. ويمكن تطبيق هذا القانون على كل شيء بما فيه الاحتلال الأمريكي للعراق.
تدخل المنطقة الحقبة الأمريكية وينقسم الناس إلى فريقين، من يرى في أمريكا استعماراً جديداً ومن يرى أنها فاتحة الديموقراطية. وهذه الرؤيا (الحدية) ضارة لأنها تنبعث من خطأ منهجي يقول بأن الألوان ليس فيها سوى أبيض وأسود.
وأن الكون مركب على الثنائية. أو عندما نقول عن الشيء أنه حار وبارد وساكن ومتحرك وحامض وقلوي فنمارس خطأ علميا من حيث لا ندري. ومنبع الخطأ يأتي من تصور أنفسنا مركزاً للقياس ومحوراً للكون. ولم يقع العلم في خطأ أفدح من تصوره أن الأرض مركز العالم وكل من حولها يدور في حلقات دائرية مكتملة كما تصور ذلك أرسطو أن الدائرة صورة الكمال.
حتى تبين أن رؤية بطليموس لا تزيد عن وهم وأن الأرض ليست مركز الكون وأن الدوران ليس على شكل دائرة بل على شكل اهليلجي بما فيها دوران الإلكترون حول البروتون في قلب الذرة كما كشفها (سومرفيلد). وما ينطبق على الفلك يصح على الفيزياء والضوء ليس أسود وأبيض بل هو طيف متدرج من الألوان بين الأحمر والأزرق استطاع نيوتن تحليله بموشور زجاجي. كما أن الحار والبارد لا يزيد عن الدرجات التي نشعر بها ودرجة الحرارة 42 خطيرة على دماغنا ويجب تنزيلها ولو بمغطس ثلج ولكنها عادية عند الطيور. وتسبح الأسماك بدرجة حرارة قريبة من التجمد فلا تشعر بالقشعريرة. ونحن نرتعش بسبب تقلص العضلات المتكرر تحريرا للطاقة والدفء. ونعرف اليوم أن درجة التجمد صفر هي نزول متواضع لدرجة الحرارة والناس في كندا يبنون فنادق مؤقتة من الثلج فإذا جاء الربيع ذابت؟ واستطاع كالفن أن يصل إلى تحديد درجة البرودة القصوى نزولاً حتى 273,15 تحت الصفر درجة تجمد الماء. أما ارتفاع الحرارة فلم يمكن تحديدها وهي على سطح الشمس 6000 (ستة آلاف) درجة وفي باطنها بضعة ملايين.
وما انطبق على الفيزياء ينطبق على الكيمياء والساكن والمتحرك فالحموضة لا تزيد عن درجة تركيز أيونات الهيدروجين في الوسط. والإلكترون يطير في غمامة حول قلب النواة بسرعة تقترب من سرعة الضوء. وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء.
ويمكن نقل هذا القانون إلى عالم الفكر حينما تقسم الأشياء إلى صواب وخطأ وخير وشر. فكما توزعت درجة الحرارة على شكل طيف وليس على شكل استقطاب حدي وان الانتقال من الحار إلى البارد وبالعكس هو انتقال في (الدرجة) وليس في (الحقيقة) فيمكن فهم الوجود على هذه الصورة. والشر ليس قيمة موضوعية كما يرى عالم النفس (هادفيلد) في كتابه (علم النفس والأخلاق) بل (وظيفة خاطئة). والوظيفة (الشريرة) «هي استعمال اندفاع (خيّر) في وقت خاطئ في مكان خاطيء نحو غاية خاطئة».
ويذهب القرآن إلى عدم اعتبار الشر شراً بل قد يكون خيرا «لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم» كما أن الكثيرين من الأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. كما أن المنافقين حينما يخاطبون أنهم يفسدون في الأرض يقولون إنما نحن (مصلحون)؟ ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون. وكلمة (لا يشعرون) حقيقة اكتشفها عالم النفس التحليلي وسماها (اللاشعورSubconcious ).
وفي الفلسفة حيرت مشكلة الشر العقول ومعنى بناء هذا الكون المليء بالظلم وعدم الاكتمال. ولكنها مسألة يمكن فهمها ضمن (بانوراما) كونية وليس ضمن فكرة (الثنائية). فالشر ليس شراً كما يقول الفيلسوف (ابكتيتوس 55 ـ 135 م) الرواقي الذي كان لا يرى في العالم شرا مطلقاً بل درجة في الخير حسب علاقتنا به بما فيه الموت. فهذه الحياة مائدة عامرة دعانا الله إليها فإذا انتهت وجب أن نشكر صاحب الوليمة وننصرف شاكرين حامدين لا باكين نادبين.
وهذه الفكرة تتصل بنظرة (البوذية) عن مفهوم (الصيرورة) وأن الحياة حركة فوق جسر ومن أراد الوقوف على الجسر وقف ضد تدفق مجرى الحياة وعانى. واستيعاب الصيرورة هو الذي يخلص من المعاناة. فيجب الاستسلام إلى السياق الكوني إن أردنا الوصول إلى السعادة الشاملة بدون نقص الممتدة بدون انقطاع (النيرفانا).
وقد نجح الفقهاء في استيعاب هذه المنظومة على أساس الطيف وليس الاستقطاب وتوليد أحكامهم وفق حركة ضمن طيف في خمس محطات تواترية بين أقصى الحرام مرورا بالمكروه ثم المباح وصولا إلى المستحب وانتهاءً بالواجب. وهي حركة جدا موفقة أكثر من جعل الأحكام تتذبذب على نحو ثنائي بين الحلال والحرام كما تتصدر العناوين بعض الكتب (الحلال والحرام في الإسلام).
والكهرباء هي حركة بين السالب والموجب وليست قرارا عند قطب فبأي آلاء ربكما تكذبان؟ ولا تسبح النفس في حركة فعّالة أكثر من السباحة بين قطبي الأمل واليأس. ولا أدعى لتمثيل هذه الفكرة من رجل مطارد من جماعة تريد القبض عليه. فأفضل ركض له هو وقوعه تحت تأثير نفسي بين الطمع بالنجاة والخوف من الوقوع في أيديهم. وتتوقف حركته طردا مع الاقتراب من أحد قطبي اليأس والأمن.
وهما محطتان ذكرهما القرآن أنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون. وأن (لا يأمن) أهل القرى أن يأتيهم «بأسنا بياتا وهم نائمون». فالتحرر من قطبي (الأمن) و(اليأس) هو الذي يفجر الحركة من أفضل ينابيعها طاقة. والاقتراب من أحد القطبين يعدم الحركة تدريجيا. فإذا استولى أحد الشعورين كفت الحركة عن التولد. فهي رياضيات نفسية.
وفي تحليل سياسي قام به (مالك بن نبي) في عالم الأفكار فذهب إلى أن الضلال السياسي سببه الوقوع في ذهان (الاستحالة) و(السهولة) والأشياء في طبيعتها ليست كذلك بل تسبح في طيف من الممكن والصعب والمستحيل.
والاستحالة تعني أن لا فائدة من بذل الجهد. ولكن الكثير مما نظنه مستحيلا هو صعب لا أكثر وهو يتطلب بذل الجهد المكافئ. كما أن بعض الأمور المستحيلة تتحول إلى ممكنة مع الزمن كما في نقل الصوت والصورة بالقوة الكهرطيسية. وحين نقع في رهان الزهد بالموجود والحلم بالمستحيل نرسل عقولنا معطلة إلى إجازة مفتوحة؟
وموقف العرب من إسرائيل هو من هذا القبيل فإما كانت إسرائيل (دويلة عصابات) وإما (التنين النووي) يقذف بشرر كالقصر كأنه جمالة صفر ويل يومئذ للمكذبين؟ وهي ليست ذلك ولا تلك؟
وكذلك الحال مع الديناصور الأمريكي. ويمكن فهم الزلزال الأمريكي خارج منظومة زرادشت بين (أهرمان) إله الشر و(أهرمزدا) إله الخير للخلاص من الأوهام العقلية الأربع لتحرير الإنسان كما قرر فرانسيس بيكون: أوهام الكهف والقبيلة والمسرح والسوق.
يجب النظر إلى الاحتلال الأمريكي من جانب أنه استعمار بغيض. ومن جانب أنه خير حطم أصنام النمرود. وبين أن تستغِل أو أن تُستغَل شعرة. والفرق بين الزنا والاغتصاب والزواج أقل من شعرة فهي ممارسة جنسية على كافة الأحوال ولكن تمارس بين السرية والرضا والاكراه.
وفي يوم احتلت أمريكا اليابان وألمانيا. وروى لي الفيلسوف فيندوف من مدينة آخن في ألمانيا كيف جاع الألمان بعد الحرب فأكلوا لحاء الشجر وطبخوا أعشاب الأرض ولم يكن يملك أحدهم في جيبه ماركاً واحداً ولم تبق عملة يتداولها الناس ثلاث سنين.
واليوم يحلق اليورو إلى سحب الغمام وتملك اليابان أضخم احتياطي من الدولار 462 مليار مقابل 80 مليار تملكها أمريكا كما أوردته مجلة در شبيجل الألمانية.
وكان سقراط ينظر إلى ذباب الخيل أنه يهيجها فيطرد عنها الخمول. ورأى (توينبي) المؤرخ البريطاني مصيبة إسرائيل أنها رحمة للعرب كي تخلق عندهم تحدي النهوض. ولا تتحول الدودة إلى فراشة بدون معاناة تمزيق السجف فتطير. ولا تتم ولادة بدون كرب ودماء. ولا أطهر من النار لتنقية المعدن من الشوائب. ولقد خلقنا الانسان في كبد.
«ليس هناك من شر في العالم. هات لي أي شيء وسوف أحوله لك بعصا هرمز إلى خير. كل ما في العالم خير بما فيه الفقر والمرض والعوز والألم والموت». هذا ما قاله الفيلسوف الرواقي في القرن الثاني للميلاد. ويمكن تطبيق هذا القانون على كل شيء بما فيه الاحتلال الأمريكي للعراق.
تدخل المنطقة الحقبة الأمريكية وينقسم الناس إلى فريقين، من يرى في أمريكا استعماراً جديداً ومن يرى أنها فاتحة الديموقراطية. وهذه الرؤيا (الحدية) ضارة لأنها تنبعث من خطأ منهجي يقول بأن الألوان ليس فيها سوى أبيض وأسود.
وأن الكون مركب على الثنائية. أو عندما نقول عن الشيء أنه حار وبارد وساكن ومتحرك وحامض وقلوي فنمارس خطأ علميا من حيث لا ندري. ومنبع الخطأ يأتي من تصور أنفسنا مركزاً للقياس ومحوراً للكون. ولم يقع العلم في خطأ أفدح من تصوره أن الأرض مركز العالم وكل من حولها يدور في حلقات دائرية مكتملة كما تصور ذلك أرسطو أن الدائرة صورة الكمال.
حتى تبين أن رؤية بطليموس لا تزيد عن وهم وأن الأرض ليست مركز الكون وأن الدوران ليس على شكل دائرة بل على شكل اهليلجي بما فيها دوران الإلكترون حول البروتون في قلب الذرة كما كشفها (سومرفيلد). وما ينطبق على الفلك يصح على الفيزياء والضوء ليس أسود وأبيض بل هو طيف متدرج من الألوان بين الأحمر والأزرق استطاع نيوتن تحليله بموشور زجاجي. كما أن الحار والبارد لا يزيد عن الدرجات التي نشعر بها ودرجة الحرارة 42 خطيرة على دماغنا ويجب تنزيلها ولو بمغطس ثلج ولكنها عادية عند الطيور. وتسبح الأسماك بدرجة حرارة قريبة من التجمد فلا تشعر بالقشعريرة. ونحن نرتعش بسبب تقلص العضلات المتكرر تحريرا للطاقة والدفء. ونعرف اليوم أن درجة التجمد صفر هي نزول متواضع لدرجة الحرارة والناس في كندا يبنون فنادق مؤقتة من الثلج فإذا جاء الربيع ذابت؟ واستطاع كالفن أن يصل إلى تحديد درجة البرودة القصوى نزولاً حتى 273,15 تحت الصفر درجة تجمد الماء. أما ارتفاع الحرارة فلم يمكن تحديدها وهي على سطح الشمس 6000 (ستة آلاف) درجة وفي باطنها بضعة ملايين.
وما انطبق على الفيزياء ينطبق على الكيمياء والساكن والمتحرك فالحموضة لا تزيد عن درجة تركيز أيونات الهيدروجين في الوسط. والإلكترون يطير في غمامة حول قلب النواة بسرعة تقترب من سرعة الضوء. وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء.
ويمكن نقل هذا القانون إلى عالم الفكر حينما تقسم الأشياء إلى صواب وخطأ وخير وشر. فكما توزعت درجة الحرارة على شكل طيف وليس على شكل استقطاب حدي وان الانتقال من الحار إلى البارد وبالعكس هو انتقال في (الدرجة) وليس في (الحقيقة) فيمكن فهم الوجود على هذه الصورة. والشر ليس قيمة موضوعية كما يرى عالم النفس (هادفيلد) في كتابه (علم النفس والأخلاق) بل (وظيفة خاطئة). والوظيفة (الشريرة) «هي استعمال اندفاع (خيّر) في وقت خاطئ في مكان خاطيء نحو غاية خاطئة».
ويذهب القرآن إلى عدم اعتبار الشر شراً بل قد يكون خيرا «لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم» كما أن الكثيرين من الأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. كما أن المنافقين حينما يخاطبون أنهم يفسدون في الأرض يقولون إنما نحن (مصلحون)؟ ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون. وكلمة (لا يشعرون) حقيقة اكتشفها عالم النفس التحليلي وسماها (اللاشعورSubconcious ).
وفي الفلسفة حيرت مشكلة الشر العقول ومعنى بناء هذا الكون المليء بالظلم وعدم الاكتمال. ولكنها مسألة يمكن فهمها ضمن (بانوراما) كونية وليس ضمن فكرة (الثنائية). فالشر ليس شراً كما يقول الفيلسوف (ابكتيتوس 55 ـ 135 م) الرواقي الذي كان لا يرى في العالم شرا مطلقاً بل درجة في الخير حسب علاقتنا به بما فيه الموت. فهذه الحياة مائدة عامرة دعانا الله إليها فإذا انتهت وجب أن نشكر صاحب الوليمة وننصرف شاكرين حامدين لا باكين نادبين.
وهذه الفكرة تتصل بنظرة (البوذية) عن مفهوم (الصيرورة) وأن الحياة حركة فوق جسر ومن أراد الوقوف على الجسر وقف ضد تدفق مجرى الحياة وعانى. واستيعاب الصيرورة هو الذي يخلص من المعاناة. فيجب الاستسلام إلى السياق الكوني إن أردنا الوصول إلى السعادة الشاملة بدون نقص الممتدة بدون انقطاع (النيرفانا).
وقد نجح الفقهاء في استيعاب هذه المنظومة على أساس الطيف وليس الاستقطاب وتوليد أحكامهم وفق حركة ضمن طيف في خمس محطات تواترية بين أقصى الحرام مرورا بالمكروه ثم المباح وصولا إلى المستحب وانتهاءً بالواجب. وهي حركة جدا موفقة أكثر من جعل الأحكام تتذبذب على نحو ثنائي بين الحلال والحرام كما تتصدر العناوين بعض الكتب (الحلال والحرام في الإسلام).
والكهرباء هي حركة بين السالب والموجب وليست قرارا عند قطب فبأي آلاء ربكما تكذبان؟ ولا تسبح النفس في حركة فعّالة أكثر من السباحة بين قطبي الأمل واليأس. ولا أدعى لتمثيل هذه الفكرة من رجل مطارد من جماعة تريد القبض عليه. فأفضل ركض له هو وقوعه تحت تأثير نفسي بين الطمع بالنجاة والخوف من الوقوع في أيديهم. وتتوقف حركته طردا مع الاقتراب من أحد قطبي اليأس والأمن.
وهما محطتان ذكرهما القرآن أنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون. وأن (لا يأمن) أهل القرى أن يأتيهم «بأسنا بياتا وهم نائمون». فالتحرر من قطبي (الأمن) و(اليأس) هو الذي يفجر الحركة من أفضل ينابيعها طاقة. والاقتراب من أحد القطبين يعدم الحركة تدريجيا. فإذا استولى أحد الشعورين كفت الحركة عن التولد. فهي رياضيات نفسية.
وفي تحليل سياسي قام به (مالك بن نبي) في عالم الأفكار فذهب إلى أن الضلال السياسي سببه الوقوع في ذهان (الاستحالة) و(السهولة) والأشياء في طبيعتها ليست كذلك بل تسبح في طيف من الممكن والصعب والمستحيل.
والاستحالة تعني أن لا فائدة من بذل الجهد. ولكن الكثير مما نظنه مستحيلا هو صعب لا أكثر وهو يتطلب بذل الجهد المكافئ. كما أن بعض الأمور المستحيلة تتحول إلى ممكنة مع الزمن كما في نقل الصوت والصورة بالقوة الكهرطيسية. وحين نقع في رهان الزهد بالموجود والحلم بالمستحيل نرسل عقولنا معطلة إلى إجازة مفتوحة؟
وموقف العرب من إسرائيل هو من هذا القبيل فإما كانت إسرائيل (دويلة عصابات) وإما (التنين النووي) يقذف بشرر كالقصر كأنه جمالة صفر ويل يومئذ للمكذبين؟ وهي ليست ذلك ولا تلك؟
وكذلك الحال مع الديناصور الأمريكي. ويمكن فهم الزلزال الأمريكي خارج منظومة زرادشت بين (أهرمان) إله الشر و(أهرمزدا) إله الخير للخلاص من الأوهام العقلية الأربع لتحرير الإنسان كما قرر فرانسيس بيكون: أوهام الكهف والقبيلة والمسرح والسوق.
يجب النظر إلى الاحتلال الأمريكي من جانب أنه استعمار بغيض. ومن جانب أنه خير حطم أصنام النمرود. وبين أن تستغِل أو أن تُستغَل شعرة. والفرق بين الزنا والاغتصاب والزواج أقل من شعرة فهي ممارسة جنسية على كافة الأحوال ولكن تمارس بين السرية والرضا والاكراه.
وفي يوم احتلت أمريكا اليابان وألمانيا. وروى لي الفيلسوف فيندوف من مدينة آخن في ألمانيا كيف جاع الألمان بعد الحرب فأكلوا لحاء الشجر وطبخوا أعشاب الأرض ولم يكن يملك أحدهم في جيبه ماركاً واحداً ولم تبق عملة يتداولها الناس ثلاث سنين.
واليوم يحلق اليورو إلى سحب الغمام وتملك اليابان أضخم احتياطي من الدولار 462 مليار مقابل 80 مليار تملكها أمريكا كما أوردته مجلة در شبيجل الألمانية.
وكان سقراط ينظر إلى ذباب الخيل أنه يهيجها فيطرد عنها الخمول. ورأى (توينبي) المؤرخ البريطاني مصيبة إسرائيل أنها رحمة للعرب كي تخلق عندهم تحدي النهوض. ولا تتحول الدودة إلى فراشة بدون معاناة تمزيق السجف فتطير. ولا تتم ولادة بدون كرب ودماء. ولا أطهر من النار لتنقية المعدن من الشوائب. ولقد خلقنا الانسان في كبد.