المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحذية تتكلم وقمصان تجمع القراءات الخاصة بمعدل ضربات القلب



yasmeen
11-07-2006, 01:37 AM
http://www.aawsat.com/2006/11/03/images/daily.390197.jpg


كل ذلك من أجل ممارسة رياضة الجري


نيويورك: مات فيلانو

كان الجو باردا وضبابيا بعد ظهر اول يوم تحدث حذاء عدو من طراز «نايكي» فيها الى اولريكي كروتشيك. وكانت اولريكي، وهي طالبة متخرجة من جامعة ستانفورد، تمارس رياضة العدو في حديقة غولدن غيت في سان فرانسيسكو، وبعد حوالي 40 دقيقة من العدو ارادت معرفة المسافة التي قطعتها. فضغطت على زر في جهاز «آيبود نانو» فبعث الجهاز برسالة لاسلكية إلكترونية الى مجس يعمل بالبطارية في نعل الحذاء الايسر. ورد المجس على الفور، وبعث بالمعلومات بصوت رقمي عبر جهاز الآيبود: 5.2 ميل.

ولم تكد اولريكي تصدق اذنيها وقالت «اعتدت حساب المسافة في ذهني. وكون حذائي يتولى ذلك نيابة عني فهو يثير الدهشة». ومثل هذه الاحذية ربما تكون مستقبل اللياقة البدنية. ففي قطاع الاحذية التنافسي تعتمد شركتان على وجه الخصوص هما «نايكي» و«اديداس» على المجسات وغيرها من التقنيات لزيادة الارباح وتغيير فكرة الاحذية ذات الاداء العالي.

ففي السنة الماضية قدمت الشركتان احذية تتواصل لاسلكيا مع وسائل التقنية الاخرى لتقديم معلومات حول العدو. فحذاء «نايكي»، المعروف باسم «نايكي بلاس» يقدم معلومات حول المسافة والسرعة. اما حذاء «اديداس» الذي يطلق عليه اسم «اديستار فيوشين» فيقدم نفس المعلومات بالاضافة الى معلومات حول دقات القلب. وتجدر الاشارة الى ان ذلك هو ثاني مشروع لـ«أديداس» في مجال الاحذية الرياضية التكنولوجية.

ففي العام الماضي قدمت الشركة «اديدس 1»، وهو حذاء يستخدم مجسا يعمل بالبطارية للتعرف على الطرق وتحليل طريقة العدو، ثم يستخدم شبكة كوابل لتعديل مستوى الوسادة في الحذاء. فإذا كان العداء يعدو على طريق ترابي وفجأة اصبح طينيا بسبب الامطار، فإن الكعب يصبح اكثر تصلبا. اما اذا انتقل العداء الى طريق اسفلتي فإن الكعب يتسع.

ويقول مايكل غارتنبرغ، نائب رئيس ومدير الابحاث في شركة «غوبيتر» للابحاث في نيويورك انه في الوقت الذي كان من المتوقع ان تصبح هذه المنتجات اكثر شعبية بين الاشخاص المهتمين بالتكنولوجيا اكثر من العدائين اصبحت تجذب اهتمام جميع الزبائن خلال موسم العطلات.

واكد غارتنبرغ المتخصص في التقنية الشخصية «ليست تكنولوجيا من اجل التكنولوجيا. بل هي تكنولوجيا تدعم خبرات العدو، واعتقد انه امر سيستجيب له الزبائن». ويلاحظ ان الحذاءين يعملان بطريقة مختلفة. فحذاء «نايكي بلاس» هو نتاج تطور الشراكة مع «ابل» للكومبيوتر، ويعمل بالتعاون مع جهاز «آيبود نانو».

وقد طرح النظام لاول مرة في شهر مايو (أيار) الماضي ويتركز على «نايكي بلاس آيبود سبورت» وهي عبارة عن رقيقة معدنية للاستشعار والاستقبال. ويضع العداء مجسا داخل جيب في نعل الحذاء ثم يضيف جهاز استقبال في نهاية جهاز الآيبود. وبعدما يتم ضبط الحذاء للعمل مع الآيبود، يسمح جهاز الاستقبال للآيبود بالتواصل مع المجس في الحذاء.

وخلال العدو، فإن المجس يجمع معلومات عن السرعة والمسافة. وعندما يريد العداء هذه المعلومات تبعث بها الرقيقة الإلكترونية الى الآيبود، الذي يوقف الموسيقى لاعلان التقرير بصوت إلكتروني.

ويحفظ الآيبود المعلومات، وعندما يوصل العداء الجهاز في منزله ببرنامج «ايتيونز» فإن البرنامج يحمل كل المعلومات الى موقع NIKEPLUS.COM. ويقول تريفور ادواردز نائب رئيس شركة «نايكي» للماركات العالمية ان هذه الميزة تسمح للعداء بإعداد سجل للياقته البدنية. وقال ادواردز «ان غالبية الناس يركضون هذه الأيام وهم يحملون اجهزة آيبود، ويرى ان هذه طريقة مثلى للاستفادة من التقنية»، وأضاف قائلا «ان النظام يمكن ان يساعد في تعزيز العلاقة بين نايكي وزبائنها،

اذ ان هذا النظام مكنهم من الاتصال بزبائنهم على نحو لم يكن متوفرا في السابق». وتوصلت «آديسار فيوشن» الى نفس النتيجة. إذ انتج الحذاء الذي اعلن عنه في اكتوبر (تشرين الأول) من شراكة مع «بولار اليكترو» الفنلندية المعروفة بإنتاج اجهزة مراقبة ضربات القلب، شأنها شأن «نايكي»، اذ يتطلب نظام «اديداس» ان يضع المستخدم شريحة إلكترونية في نعل الحذاء وتتولى هذه الشريحة، التي تسمى «اس3 سترايد»، بنقل معلومات السرعة والمسافة الى جهاز يسمى «بولار آراس 800 اسدي كومبيوتر» يلبس حول الرسغ مثل ساعة اليد. وثمة جهاز آخر لمراقبة ضربات القلب يسمى «بولار ويرلينك ويند» يجمع المعلومات الخاصة بالنبض.

يمكن ان يربط المستخدمون هذا الجهاز حول الصدر بحزام ويمكن ايضا ان يحصلوا على قميص «آديستار فيوشن» خاص يعمل مع الجهاز على جمع القراءات الخاصة بمعدل ضربات القلب من موصلات دقيقة جرت حياكتها في القماش. يجمع كومبيوتر «بولار آراس 800 اسدي» كل المعلومات ويعرضها في شكل احصائيات سهلة القراءة على ساعة اليد. وقال كريستيان ديبينيديتو، مدير برنامج المنتجات الذكية بـ«أديداس»، انه فيما لا تنقل المعلومات عنا طريق الصوت فإنها المعلومات الخاصة بمعدل دقات القلب يمكن ان تساعد ممارسي رياضة العدو في جوانب اخرى. وأضاف ديبينيديتو قائلا انه سيكون لدى الشخص فهم افضل لأداء الجسم خلال الركض كي يعطي نفسه فرصة كبيرة في تحقيق افضل أداء شخصي. يكلف حذاء «نايكي بلاس» 300 دولار، 200 دولار منها لأحذية «اير زوم» و29 دولارا لاكسيسوارات «آيبود» المستخدم من «نايكي» و149 دولارا لجهاز آيبود نانو. اما «اديداس»، فتكلف 700 دولار، 120 دولارا منها لحذاء «آديستار فيوشن» و65 دولارا لقميص «آديستار فيوشن» و489 لمجس بولار. أما العائق الآخر لهذه الأحذية فهو أنها متوفرة فقط في موديلات ذات نقاط للمجسات.

وبشكل عام فان لهذه الأحذية وسادات عادية مع قليل من التقويس المسند للقدم. وقال غاري مهركي صاحب شركة «سوبر رنرز شوب» في هنتينغتون بنيويورك إن هذه مشكلة لأن قدم كل شخص مختلفة. ويحتاج بعض الناس إلى وسادات أكثر من غيرهم بينما يحتاج الآخرون إلى سند أكبر. وقال مهركي إن من الممكن أن يؤدي لبس حذاء غير مناسب للقدم إلى إلحاق الأذى بها.

وقال إن «الاحذية الرياضية لا تصلح للجميع. فإذا كنت من المحبين للركض مع قدم عريضة وبقيت تركض بنفس الحذاء لسنوات فإنك لن تتمكن من تكييف قدمك لهذه الأحذية لسبب واحد هو أن تحصل على بعض المعلومات من الكومبيوتر حول وضعك». وتمكن محبو الركض من التكيف مع هذه الاحذية. فسيندي ريكوفيتش صاحبة محل «ساوند سبورتس» المتخصص ببيع المواد الخاصة بالركض في سياتل قالت إن الزبائن استخدموا المجس الخاص بـ«نايكي» عن طريق وضع التكنولوجيا في «Shoe Pocket» وهو أشبه بالكيس الذي يمكن ربطه بشريط الحذاء.

لكن أحد الباعة المتخصصين بسلع «نايكي» غير مقتنع بهذا الرأي. فخلال زيارة أجراها أخيرا إلى «نايكي تاون» وهو محل خاص بمنتجات هذه الشركة في سان فرانسيسكو قال البائع إن استخدام المجسات مع أي منتج آخر سيعطي نتائج غير دقيقة. ويأتي المجس «The Polar S3 Stride» مع مخلب يساعد على تركيبه فوق أي حذاء كان.

مع ذلك ترى شركات صنع هذه الأحذية الى وجود مجالات لتحسين النوعية. وقال ادواردز نائب رئيس «نايكي» إن الشركة تتوقع صناعة أحذية أخرى تكون متوافقة مع «نايكي بلاس» خلال الأشهر المقبلة. بينما ذكر ديبنديتو إن شركة «اديداس» للأحذية تخطط لجعل نصف منتجاتها متوافقة مع تكنولوجيا Polar قبل انتهاء عام 2010 .

وقال ديبنديتو: «نحن نرى ذلك باعتباره أمرا يتعلق بالمستقبل. فمثلما أن الصناعة قبلت بالطبقة الوسطى لقاعدة الحذاء خلال السبعينات فإنها ستقبل أيضا هذا النوع من التكنولوجيا في المستقبل القريب».

*خدمة «نيويورك تايمز»