فاطمي
11-04-2006, 10:58 AM
السيستاني مرجع »صامت« وبيان الصدر »قنبلة نمساوية«
بغداد ـ مازن صاحب
أعابت المسيرات الشعبية التي انطلقت في مدينة الصدر بعد رفع الحصار عنها المرجعيات الدينية، لا سيما مرجعية السيد علي السيستاني، الذي وصفته بـ »الرجل الصامت«، فيما وصفت بيان السيد مقتدى الصدر الذي دعا فيه الى الاعتصام المدني بانه »قنابل نمساوية«، وهي من اشد انواع قنابل المدفعية فتكا في الحرب العراقية الإيرانية.
وسبب ذلك الهدوء الذي يسيطر على معسكر مرجعية السيستاني هو الانتظار لما ستؤول اليه أمور حكومة المالكي، فيما تتصاعدت حدة مطالبات التيار الصدري وحزب الفضيلة بأهمية إحداث تغيرات جوهرية على العلاقة بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية بدأ في المطالبة بنقل الملف الأمني الى العراقيين، اضافة الى الحفاظ على »المكاسب« التي حصل عليها الشيعة دستوريا وتنفيذيا، في اجواء مشحونة بالهواجس والشكوك من إمكانية فرض واشنطن على الخارطة العراقية متغيرات لصالح العرب السنة .
ويقول مصدر مقرب من مرجعية النجف الاشرف لـ »الوطن«، ان »الكثير من المواطنين يراجعون مكاتب المرجعيات في النجف للشكوى من هموم الحياة المعاشية، وفقدان الخدمات الأساسية، فيما تتصاعد وتيرة الشكاوى من حالة الانفلات الأمني.
التستر بعباءة المرجعية
واعتبرت هذه المصادر ان محاولة اخفاء فشل حكومة المالكي ومن قبله الجعفري بعباءة المرجعية، قد جعل الناس يوجهون اللوم الى كبار المراجع باسمائهم وعلنا لكثرة زيارة المسؤوليين الرسميين الى مكاتب المرجعية، وكأنهم يقولون لجمهور ناخيبهم »ان ما يحصل إنما يستمد من أفكار وتوجيهات هؤلاء المراجع الكبار«.
ولاحظت هذه المصادر ان المراجع الأربعة الكبار وهم السيستاني وبشير النجفي وسعيد الحكيم والفياض، قد طالبوا في بيانات رسمية وعلنية وفي خطب الجمعة لوكلائهم في كربلاء وبغداد والناصرية والبصرة، حكومة المالكي للاهتمام بالأمور الخدماتية والحياتية لعموم المواطنين والتعامل مع الملف الأمني بالشكل الذي يحمي المواطنين من آفة الفساد والجريمة، على قول هذه المصادر.
من جانب آخر يلاحظ بان الكثير من المقلدين، حسب المذهب الجعفري، يطالبون مراجع النجف بايجاد الحلول للمشاكل الأمنية كما يفعل السيد مقتدى الصدر في إعلان اعتصامه الذي أدى إلى فك الحصار عن مدينة الصدر، والسعي من خلال ذلك لتقوية حكومة المالكي، اذا كانت بحاجة فعلية الى دعم شعبي تقوده المرجعية الدينية في النجف الاشرف .
ورجحت ان مثل هذه الإجراءات بعيدة عن تفكير المراجع الكبار في هذه المرحلة وربما يدعون لها في ظرفها المناسب مكانا وزمانا .
وشاهدت »الوطن« في مسيرات شعبية حاشدة انطلقت في عموم مناطق نفوذ التيار الصدري شرقي قناة الجيش، والتي نادت بقوة ان المرجعيات الدينية قد سكتت عن »جريمة حصار مدينة الصدر المقدسة« ولم ينبر للتصدي الفعال ضد القوات الأمريكية غير السيد مقتدى الصدر .
تحول في التقليد
ويقول كريم البيضاني الذي نزح من منطقة الدورة الى مدينة الصدر ان مكتب الشهيد الصدر قد امن له منزلا في المنطقة، الامر الذي جعله ينتقل من تقليد السيستاني الى مرجعية الشهيد الصدر الثاني (والد مقتدى) والرجوع في الامور الخلافية الى مرجعية آية الله كاظم الحائري الذي يعتبر المرجع الديني البديل لمرجعية محمد محمد الصدر الذي اغتيل وابناه من قبل النظام السابق .
ويؤكد ان الكثير من مقلدي السيستاني حين يراجعون وكلاءه في بغداد للحصول على »رأي شرعي« في كيفية التصرف في المواضيع الخلافية التي تتعلق بالتهجير الطائفي او القتل على الهوية، يطلب منهم مراجعة الشرطة، عكس ما تقوم به مكاتب الشهيد الصدر، بتقديم كل ما هو متوافر من خدمات لاحتضان هذه العوائل، والتي تتحول تلقائيا الى تقليد الصدر الثاني .
غير ان المصدر المقرب من مرجعية النجف قال لـ »الوطن« ان هذا التحول ظرفي، ولا يقلل من مكانة مرجعية السيستاني، مع اعترافه بان السيد مقتدى الصدر يمتلك رصيدا كبيرا في الشارع الشيعي العراقي، وبامكانه الرد بقوة على التحديات، كونه ينطلق من ذات المعايير التي تمثلها مرجعية النجف التاريخية والتي مازالت معترفا لها بالاعلمية والاتباع الفقهي، كما حصل في اتفاق النجف الذي انهى الحرب الدامية بين جيش المهدي وحكومة الدكتور اياد علاوي، بعد رجوع السيستاني من رحلة علاج الى الخارج.
تاريخ النشر: السبت 4/11/2006
بغداد ـ مازن صاحب
أعابت المسيرات الشعبية التي انطلقت في مدينة الصدر بعد رفع الحصار عنها المرجعيات الدينية، لا سيما مرجعية السيد علي السيستاني، الذي وصفته بـ »الرجل الصامت«، فيما وصفت بيان السيد مقتدى الصدر الذي دعا فيه الى الاعتصام المدني بانه »قنابل نمساوية«، وهي من اشد انواع قنابل المدفعية فتكا في الحرب العراقية الإيرانية.
وسبب ذلك الهدوء الذي يسيطر على معسكر مرجعية السيستاني هو الانتظار لما ستؤول اليه أمور حكومة المالكي، فيما تتصاعدت حدة مطالبات التيار الصدري وحزب الفضيلة بأهمية إحداث تغيرات جوهرية على العلاقة بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية بدأ في المطالبة بنقل الملف الأمني الى العراقيين، اضافة الى الحفاظ على »المكاسب« التي حصل عليها الشيعة دستوريا وتنفيذيا، في اجواء مشحونة بالهواجس والشكوك من إمكانية فرض واشنطن على الخارطة العراقية متغيرات لصالح العرب السنة .
ويقول مصدر مقرب من مرجعية النجف الاشرف لـ »الوطن«، ان »الكثير من المواطنين يراجعون مكاتب المرجعيات في النجف للشكوى من هموم الحياة المعاشية، وفقدان الخدمات الأساسية، فيما تتصاعد وتيرة الشكاوى من حالة الانفلات الأمني.
التستر بعباءة المرجعية
واعتبرت هذه المصادر ان محاولة اخفاء فشل حكومة المالكي ومن قبله الجعفري بعباءة المرجعية، قد جعل الناس يوجهون اللوم الى كبار المراجع باسمائهم وعلنا لكثرة زيارة المسؤوليين الرسميين الى مكاتب المرجعية، وكأنهم يقولون لجمهور ناخيبهم »ان ما يحصل إنما يستمد من أفكار وتوجيهات هؤلاء المراجع الكبار«.
ولاحظت هذه المصادر ان المراجع الأربعة الكبار وهم السيستاني وبشير النجفي وسعيد الحكيم والفياض، قد طالبوا في بيانات رسمية وعلنية وفي خطب الجمعة لوكلائهم في كربلاء وبغداد والناصرية والبصرة، حكومة المالكي للاهتمام بالأمور الخدماتية والحياتية لعموم المواطنين والتعامل مع الملف الأمني بالشكل الذي يحمي المواطنين من آفة الفساد والجريمة، على قول هذه المصادر.
من جانب آخر يلاحظ بان الكثير من المقلدين، حسب المذهب الجعفري، يطالبون مراجع النجف بايجاد الحلول للمشاكل الأمنية كما يفعل السيد مقتدى الصدر في إعلان اعتصامه الذي أدى إلى فك الحصار عن مدينة الصدر، والسعي من خلال ذلك لتقوية حكومة المالكي، اذا كانت بحاجة فعلية الى دعم شعبي تقوده المرجعية الدينية في النجف الاشرف .
ورجحت ان مثل هذه الإجراءات بعيدة عن تفكير المراجع الكبار في هذه المرحلة وربما يدعون لها في ظرفها المناسب مكانا وزمانا .
وشاهدت »الوطن« في مسيرات شعبية حاشدة انطلقت في عموم مناطق نفوذ التيار الصدري شرقي قناة الجيش، والتي نادت بقوة ان المرجعيات الدينية قد سكتت عن »جريمة حصار مدينة الصدر المقدسة« ولم ينبر للتصدي الفعال ضد القوات الأمريكية غير السيد مقتدى الصدر .
تحول في التقليد
ويقول كريم البيضاني الذي نزح من منطقة الدورة الى مدينة الصدر ان مكتب الشهيد الصدر قد امن له منزلا في المنطقة، الامر الذي جعله ينتقل من تقليد السيستاني الى مرجعية الشهيد الصدر الثاني (والد مقتدى) والرجوع في الامور الخلافية الى مرجعية آية الله كاظم الحائري الذي يعتبر المرجع الديني البديل لمرجعية محمد محمد الصدر الذي اغتيل وابناه من قبل النظام السابق .
ويؤكد ان الكثير من مقلدي السيستاني حين يراجعون وكلاءه في بغداد للحصول على »رأي شرعي« في كيفية التصرف في المواضيع الخلافية التي تتعلق بالتهجير الطائفي او القتل على الهوية، يطلب منهم مراجعة الشرطة، عكس ما تقوم به مكاتب الشهيد الصدر، بتقديم كل ما هو متوافر من خدمات لاحتضان هذه العوائل، والتي تتحول تلقائيا الى تقليد الصدر الثاني .
غير ان المصدر المقرب من مرجعية النجف قال لـ »الوطن« ان هذا التحول ظرفي، ولا يقلل من مكانة مرجعية السيستاني، مع اعترافه بان السيد مقتدى الصدر يمتلك رصيدا كبيرا في الشارع الشيعي العراقي، وبامكانه الرد بقوة على التحديات، كونه ينطلق من ذات المعايير التي تمثلها مرجعية النجف التاريخية والتي مازالت معترفا لها بالاعلمية والاتباع الفقهي، كما حصل في اتفاق النجف الذي انهى الحرب الدامية بين جيش المهدي وحكومة الدكتور اياد علاوي، بعد رجوع السيستاني من رحلة علاج الى الخارج.
تاريخ النشر: السبت 4/11/2006