لمياء
11-04-2006, 09:24 AM
أصبحنا كالنعامة تخفي رأسها في الرمال وسائر جسدها مكشوف للجميع!
محاولة جديدة لتضخيم نفوذ الإسلاميين في البلاد
حاوره - ناجح بلال:
اعتبر الصحافي أحمد الصراف أن التيارات الإسلامية داخل المجلس وخارجه تسعى للوصول إلى السلطة بأي صورة كما سعت إلى تحقيق الثراء المالي من خلال اللجان الخيرية والشركات المالية الإسلامية.
وأوضح الصراف في حوار أجرته »السياسة« أن التيارات الإسلامية في مجلس الأمة تترك القضايا الأساسية التي يعاني منها البلد من الفساد وسرقات كبرى وتتهمهم بإنشاء لجنة للمحافظة على القيم والأخلاق لأنهم يخشون من إثارة القضايا الكبرى للحفاظ على مناصبهم ولذلك يركزون على توافه الأمور من ضبطيات زجاجات الخمور وهروب فتاة من أهلها أو القبض على الخدم والخادمات في مواقع غير أخلاقية.
ويلفت الصراف إلى أن التيارات الدينية من خلال اهتمامها بهذه اللجنة وتركها للقضايا الكبرى فإنهم بذلك يتشبهون »بالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال وتترك باقي جسدها مكشوفاً على الملأ دون أن تستحي«!
وإليكم التفاصيل:
سألته بداية... الكتلة الإسلامية داخل مجلس الأمة تصر على إنشاء لجنة للمحافظة على القيم والأخلاق في البرلمان... مارأيك في ذلك?
هم يريدون هذه اللجنة من أجل تقوية نفوذهم, ولماذا نأتي الآن ونحن في بدايات القرن الحادي والعشرين ونحاول إنشاء هذه اللجنة أو هذه القيم لبعض الناس على كل الشعب وعلى كل فئاته المختلفة.
وأقول إن جريدة »السياسة« لم تقصر في هذا الموضوع فقد استضافت نخبة من أصحاب الآراء الجيدة واستطلعت آراءهم وقد أبدوا استياءهم من ذلك وقالوا إن هذه اللجنة إذا أرادت أن تطبق القيم فعلى أي مذهب ستطبقه وستطبقه على أي دين... فهناك عشرات الأسئلة التي تثار حول هذه اللجنة... وما أقوله إننا ككويتيين مجموعة من الخليط المختلف منذ 300 سنة وإلى اليوم كما أن لدينا عمالة وافدة من مختلف دول العالم وهناك ثقافات مختلفة ومن الصعب أن يتم اختيار هؤلاء بخيزرانة لتطبيق قيم ومبادئ معينة, وما تطرحه التيارات الدينية كلام فارغ ومن تفاهة هذا الكلام لا نريد أن نستطرد في الحديث عنهم أكثر من ذلك.
إنجاز رهيب!
وهل هناك انحلال خلقي بهذه الصورة في الكويت حتى تسعى التيارات الدينية لإنشاء مثل هذه اللجنة?
إذا تحدثنا عن التفسخ الخلقي فهذا الأمر يحتاج إلى تعريف التفسخ الأخلاقي... وبالنسبة لي فإن التفسخ الأخلاقي هو الفساد الذي يحدث في الدولة... أما التيارات الدينية فترى أن القبض على الخادمات والخدم في بعض المناطق إنجازاً رهيباً وأصبحنا كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال وباقي جسدها مكشوف دون أن تشعر بالعيب ولذلك فان غالبية المدافعين عن الاخلاق يركزون على توافه الامور من تهريب زجاجات الخمور او القبض على طفل او شاب وهو سكران او ان هناك فتاة هربت من اهلها فهذه التفاهات كانت موجودة منذ بداية البشرية وستستمر حتى تنتهي البشرية.. والقضاء على اي ممارسات سلبية لن يتم من خلال هذه اللجنة او غيرها ونحن لو بحثنا عن اسباب الانحلال الاخلاقي في اي دولة معينة لوجدنا ان الانحلال الاخلاقي دائما ياتي من كبائر الامور.. وانا ارى ان كبائر الامور هي الفساد في الدولة في الجهاز السياسي والاداري.. وعملية الاجرام التي تحدث في الدولة تأتي لاننا لا ننتبه لما يقترفه الكبار ونحن لا نهتم بالاشياء الكبيرة والدولة لا تستطيع ان تستمر ما دامت فيها سرقات بحجم ناقلات النفط او السرقات الكبرى التي حدثت في مشاريع ال¯ B.O.T ..فهذا هو الذي يؤثر في الناس وليس عملية القبض على شبكة للدعارة.
المال العام
على ذكر السرقات التي نتحدث عنها هناك من يرى انه كان يجب على اعضاء مجلس الامة ان يهتموا بحماية المال العام بدلا من انشاء لجان للمحافظة على القيم والاخلاق?
وهذا يؤكد مدي سطحية هؤلاء الذين يركزون على الامور الضعيفة ويتركون الامور الكبرى.. فالذين يريدون انشاء لجنة للمحافظة على القيم والاخلاق والامر بالمعروف والنهي عن المنكر فان اهتمامات هؤلاء بعيدة تماما عن حماية المال العام وهي لا تهتم بهذه وهم لا يركزون على القضايا التي يمكن ان تهز مراكزهم الادارية وهدف هذه التيارات اكل »العنب«
وماذا تقصد بالعنب?
اكل العنب ياتي عن طريق السكوت عن هذه الجرائم الكثيرة والتركيز على توافه الامور وليس لهم اي تركيز سوى القضاء على الشيشة والحفلات الغنائية وضوابط الحفلات الثلاث عشرة اما قضايا مثل ال¯ B.O.T او الناقلات فهي تحتاج الي عمل جماعي وطويل الامد وهؤلاء ليس لهم نفس طويل او خاطر على هذه القضايا.
ولكن كيف يتم القضاء على الظواهر السلبية في المجتمع?
من خلال تفعيل القوانين ومن خلال توجيه اسئلة برلمانية الى وزير الداخلية دون ان تكون هناك لجنة للمحافظة على القيم والاخلاق.
الحكم هدفهم
في ضوء ذلك ماذا تريد التيارات الدينية من الشارع الكويتي حسب تقديرك?
لو كنا دولة فقيرة كالصومال لقلنا انها تريد فقط الحكم وبما اننا نعيش في دولة فيها دستور وشيء من الديمقراطية وشيء من الحرية وشيء من التعدد الاثني والعرقي والمذهبي ولدينا اناس من خلقيات مختلفة فمن هنا يصعب على اي فئة السيطرة على اي فئة اخرى وبذلك يكون الهدف الاول للجماعات الدينية ان تحقق الثراء على حساب الوطن.
وما خطط هذه التيارات للوصول إلى الثراء?
هي تحقق الثراء عن طريق الوصول إلى المناصب العليا والوصول إلى رئاسة الجمعيات التي تجمع الأموال يميناً وشمالاً وعن طريق تأسيس الشركات الضخمة.
فتش عن »البورصة«
أترى أنها نجحت في ذلك?
نعم فالتيارات الدينية حققت نجاحات متقدمة فاذا نظرنا الى البورصة الكويتية لرأينا ان الشركات المالية الاسلامية تستحوذ على النصيب الأكبر من الشركات المدرجة في سوق الكويت للاوراق المالية والكثير من الاسلاميين حققوا الثراء الواسع والخيالي من وراء فكرة استغلال الدين واذا عدنا الى الكويت في السابق قبل 50 عاماً فقد كان لدينا احياء لممارسة الهوى وكانت هناك مناطق لاحياء الغناء.
وهل كان ذلك في الكويت بالفعل?
نعم كانت هذه المناطق وهي موجودة الى الان بأسمائها القديمة مثل باب الهوى ومنطقة الوهلة وهنا اقول ان الكويت كان فيها انفتاح معين وتقبل للاراء ولكل مثل هذه الامور واليوم يأتي نائب مثل الطبطبائي ويرفض ان يسمى الاسماء بمسمياتها ويقول ان طائفة البهرة المسلمة التي تنتمي الى احدى الطوائف والتي تريد بناء حسينية فيقول الطبطبائي عنها معبد وهو شبههم بالبوذيين او الهندوس وهو يقصد تحقير هذه الجماعة ومتى كنا ككويتيين نحقر الاخرين بهذا الشكل ولماذا نحط من قدرهم ونقول عن الحسينية التي يريدونها معبداً رغم ان البهرة مسلمون فيصومون معنا ويصلون معناً ويحجون معنا وكل شيء لديهم يدل على اسلامهم وما اطلق عليهم هنا ليس هدفه نشر الدين او التسامح ولكن الهدف منه تحقيق مصالح دنيوية مادية آنية لجيب كل شخص فيهم.
حصان الدين
نريد ان تقول ان التيارات الدينية تستغل الدين من اجل الكسب المادي وتحقيق الثراء?
تحقيق الثراء في الكويت كان اما عن طريق التجارة من خلال وكالات معينة او عندما تنتزع الدولة ملكية الاراضي وتعوض الناس بالاموال وهنا نقول ان الثراء عن هذين الطريقتين انتهى واصبح الرابح هو حصان الدين لكي نستغله لنركب عليه ونستفيد منه والتيار الديني استغل بساطة الناس وجهلهم وطيبتهم لتحقيق مآربهم وتمكنوا بالتالي من الوصول الى درجات من الثراء لم يكونوا يتصورونها بأي شكل من الاشكال فمثلا أهداف الجمعيات الدينية او القائمين عليها واضحة, وبعضهم قد يكون هدفه الوصول للسلطة.
الإسلام »النفطي« !
أنت هنا تقول بوضوح ان هدفهم الوصول للحكم?
لا شك في ذلك فهم يسعون لذلك وينادون به في كثير من الاحيان وكانت البداية بفصل ولاية العهد عن مجلس الوزراء والآن يقولون لماذا لا يكون رئيس الحكومة شعبيا, ومادامت التيارات الاسلامية تمتلك الاصوات فمعنى ذلك انهم يريدون ان يكون رئيس الحكومة منهم, او يكون شخصا متسامحا او متساهلا مع التيار الديني وهم لا يريدون الحكم او السلطة من اجل السلطة بل من اجل تحقيق منافع مادية كثيرة, فالاسلام الذي نعرفه في الكويت ما كان ممكنا ان يكون على هذه الصورة لو لم يكن لدينا النفط, ولو كنا بلا نفط لتغيرت الصورة كليا كما هو حادث في الكثير من الدول الاسلامية غير النفطية, فنحن الآن نمنع المرأة من العمل او لا نشجعها على العمل من اجل الترف المالي الذي نعيشه ولو كان هؤلاء يعيشون في عسرة مالية لقبلوا بعمل المرأة, حتى ولو عملت في سيارة تاكسي من اجل ان توفر الاكل والغذاء لهم لو كانوا في فقر مالي ومن خلال هذا الاحتياج سيكون هناك تساهل في الدين والسماح لها بالخروج للعمل ولكن مادامت التيارات الدينية لدينا الآن تعيش في الثراء المادي فهم هنا يقولون ان البنت لا يجوز لها شرعا ان تخرج من البيت وتعمل, ومن هنا نقول ان الحاجة المادية هي التي تحدد الاتجاهات الدينية او لتصرفاتهم او لردود افعالهم تجاه النصوص الدينية المبهمة.
هم... والمرأة
على ذكر موضوع المرأة, فما رأيك في اعضاء مجلس الامة المنتمين للتيار الاسلامي في المجلس السابق الذين كانوا يرفضون بشدة اعطاء المرأة حقوقها السياسية وعندما اقرت تلك الحقوق وتم حل مجلس الامة رأينا ان هؤلاء انقلبوا على افكارهم وغازلوا المرأة في حملاتهم الانتخابية فهل هذا تناقض?
وهذا يؤيد ان كلهم وصوليون سواء اولئك الذين كانوا ضد موضوع حقوق المرأة قبل التصويت وغيروا آراءهم نتيجة منح المرأة كما اشيع او اولئك الذين غيروا مواقفهم بعد ان اعطيت المرأة حقوقها وأصبحوا يتملقونها من اجل الحصول على اصواتها ونسوا المبادئ, ونسوا كل النصوص التي كانوا يتشدقون بها لرفضهم اعطاء المرأة حقوقها ومن هنا نلمح انهم وصوليون ويستغلون الدين بشكل واضح من اجل المكاسب المادية اولا وثانيا.
ماذا تريد ان تضيف الى هذا الحوار?
نحن نسير في الهاوية ولا يوجد اي امل بأن يكون هناك تقدم في هذه الدولة او حتى امل في القضاء على الفساد طالما ان لدينا عقليات بهذا الشكل, ونحن بالفعل نعيش في مأساة في الكويت ولولا هذا المال الذي يغطي كل عوراتنا لانكشفت اشياء كثيرة.
محاولة جديدة لتضخيم نفوذ الإسلاميين في البلاد
حاوره - ناجح بلال:
اعتبر الصحافي أحمد الصراف أن التيارات الإسلامية داخل المجلس وخارجه تسعى للوصول إلى السلطة بأي صورة كما سعت إلى تحقيق الثراء المالي من خلال اللجان الخيرية والشركات المالية الإسلامية.
وأوضح الصراف في حوار أجرته »السياسة« أن التيارات الإسلامية في مجلس الأمة تترك القضايا الأساسية التي يعاني منها البلد من الفساد وسرقات كبرى وتتهمهم بإنشاء لجنة للمحافظة على القيم والأخلاق لأنهم يخشون من إثارة القضايا الكبرى للحفاظ على مناصبهم ولذلك يركزون على توافه الأمور من ضبطيات زجاجات الخمور وهروب فتاة من أهلها أو القبض على الخدم والخادمات في مواقع غير أخلاقية.
ويلفت الصراف إلى أن التيارات الدينية من خلال اهتمامها بهذه اللجنة وتركها للقضايا الكبرى فإنهم بذلك يتشبهون »بالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال وتترك باقي جسدها مكشوفاً على الملأ دون أن تستحي«!
وإليكم التفاصيل:
سألته بداية... الكتلة الإسلامية داخل مجلس الأمة تصر على إنشاء لجنة للمحافظة على القيم والأخلاق في البرلمان... مارأيك في ذلك?
هم يريدون هذه اللجنة من أجل تقوية نفوذهم, ولماذا نأتي الآن ونحن في بدايات القرن الحادي والعشرين ونحاول إنشاء هذه اللجنة أو هذه القيم لبعض الناس على كل الشعب وعلى كل فئاته المختلفة.
وأقول إن جريدة »السياسة« لم تقصر في هذا الموضوع فقد استضافت نخبة من أصحاب الآراء الجيدة واستطلعت آراءهم وقد أبدوا استياءهم من ذلك وقالوا إن هذه اللجنة إذا أرادت أن تطبق القيم فعلى أي مذهب ستطبقه وستطبقه على أي دين... فهناك عشرات الأسئلة التي تثار حول هذه اللجنة... وما أقوله إننا ككويتيين مجموعة من الخليط المختلف منذ 300 سنة وإلى اليوم كما أن لدينا عمالة وافدة من مختلف دول العالم وهناك ثقافات مختلفة ومن الصعب أن يتم اختيار هؤلاء بخيزرانة لتطبيق قيم ومبادئ معينة, وما تطرحه التيارات الدينية كلام فارغ ومن تفاهة هذا الكلام لا نريد أن نستطرد في الحديث عنهم أكثر من ذلك.
إنجاز رهيب!
وهل هناك انحلال خلقي بهذه الصورة في الكويت حتى تسعى التيارات الدينية لإنشاء مثل هذه اللجنة?
إذا تحدثنا عن التفسخ الخلقي فهذا الأمر يحتاج إلى تعريف التفسخ الأخلاقي... وبالنسبة لي فإن التفسخ الأخلاقي هو الفساد الذي يحدث في الدولة... أما التيارات الدينية فترى أن القبض على الخادمات والخدم في بعض المناطق إنجازاً رهيباً وأصبحنا كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال وباقي جسدها مكشوف دون أن تشعر بالعيب ولذلك فان غالبية المدافعين عن الاخلاق يركزون على توافه الامور من تهريب زجاجات الخمور او القبض على طفل او شاب وهو سكران او ان هناك فتاة هربت من اهلها فهذه التفاهات كانت موجودة منذ بداية البشرية وستستمر حتى تنتهي البشرية.. والقضاء على اي ممارسات سلبية لن يتم من خلال هذه اللجنة او غيرها ونحن لو بحثنا عن اسباب الانحلال الاخلاقي في اي دولة معينة لوجدنا ان الانحلال الاخلاقي دائما ياتي من كبائر الامور.. وانا ارى ان كبائر الامور هي الفساد في الدولة في الجهاز السياسي والاداري.. وعملية الاجرام التي تحدث في الدولة تأتي لاننا لا ننتبه لما يقترفه الكبار ونحن لا نهتم بالاشياء الكبيرة والدولة لا تستطيع ان تستمر ما دامت فيها سرقات بحجم ناقلات النفط او السرقات الكبرى التي حدثت في مشاريع ال¯ B.O.T ..فهذا هو الذي يؤثر في الناس وليس عملية القبض على شبكة للدعارة.
المال العام
على ذكر السرقات التي نتحدث عنها هناك من يرى انه كان يجب على اعضاء مجلس الامة ان يهتموا بحماية المال العام بدلا من انشاء لجان للمحافظة على القيم والاخلاق?
وهذا يؤكد مدي سطحية هؤلاء الذين يركزون على الامور الضعيفة ويتركون الامور الكبرى.. فالذين يريدون انشاء لجنة للمحافظة على القيم والاخلاق والامر بالمعروف والنهي عن المنكر فان اهتمامات هؤلاء بعيدة تماما عن حماية المال العام وهي لا تهتم بهذه وهم لا يركزون على القضايا التي يمكن ان تهز مراكزهم الادارية وهدف هذه التيارات اكل »العنب«
وماذا تقصد بالعنب?
اكل العنب ياتي عن طريق السكوت عن هذه الجرائم الكثيرة والتركيز على توافه الامور وليس لهم اي تركيز سوى القضاء على الشيشة والحفلات الغنائية وضوابط الحفلات الثلاث عشرة اما قضايا مثل ال¯ B.O.T او الناقلات فهي تحتاج الي عمل جماعي وطويل الامد وهؤلاء ليس لهم نفس طويل او خاطر على هذه القضايا.
ولكن كيف يتم القضاء على الظواهر السلبية في المجتمع?
من خلال تفعيل القوانين ومن خلال توجيه اسئلة برلمانية الى وزير الداخلية دون ان تكون هناك لجنة للمحافظة على القيم والاخلاق.
الحكم هدفهم
في ضوء ذلك ماذا تريد التيارات الدينية من الشارع الكويتي حسب تقديرك?
لو كنا دولة فقيرة كالصومال لقلنا انها تريد فقط الحكم وبما اننا نعيش في دولة فيها دستور وشيء من الديمقراطية وشيء من الحرية وشيء من التعدد الاثني والعرقي والمذهبي ولدينا اناس من خلقيات مختلفة فمن هنا يصعب على اي فئة السيطرة على اي فئة اخرى وبذلك يكون الهدف الاول للجماعات الدينية ان تحقق الثراء على حساب الوطن.
وما خطط هذه التيارات للوصول إلى الثراء?
هي تحقق الثراء عن طريق الوصول إلى المناصب العليا والوصول إلى رئاسة الجمعيات التي تجمع الأموال يميناً وشمالاً وعن طريق تأسيس الشركات الضخمة.
فتش عن »البورصة«
أترى أنها نجحت في ذلك?
نعم فالتيارات الدينية حققت نجاحات متقدمة فاذا نظرنا الى البورصة الكويتية لرأينا ان الشركات المالية الاسلامية تستحوذ على النصيب الأكبر من الشركات المدرجة في سوق الكويت للاوراق المالية والكثير من الاسلاميين حققوا الثراء الواسع والخيالي من وراء فكرة استغلال الدين واذا عدنا الى الكويت في السابق قبل 50 عاماً فقد كان لدينا احياء لممارسة الهوى وكانت هناك مناطق لاحياء الغناء.
وهل كان ذلك في الكويت بالفعل?
نعم كانت هذه المناطق وهي موجودة الى الان بأسمائها القديمة مثل باب الهوى ومنطقة الوهلة وهنا اقول ان الكويت كان فيها انفتاح معين وتقبل للاراء ولكل مثل هذه الامور واليوم يأتي نائب مثل الطبطبائي ويرفض ان يسمى الاسماء بمسمياتها ويقول ان طائفة البهرة المسلمة التي تنتمي الى احدى الطوائف والتي تريد بناء حسينية فيقول الطبطبائي عنها معبد وهو شبههم بالبوذيين او الهندوس وهو يقصد تحقير هذه الجماعة ومتى كنا ككويتيين نحقر الاخرين بهذا الشكل ولماذا نحط من قدرهم ونقول عن الحسينية التي يريدونها معبداً رغم ان البهرة مسلمون فيصومون معنا ويصلون معناً ويحجون معنا وكل شيء لديهم يدل على اسلامهم وما اطلق عليهم هنا ليس هدفه نشر الدين او التسامح ولكن الهدف منه تحقيق مصالح دنيوية مادية آنية لجيب كل شخص فيهم.
حصان الدين
نريد ان تقول ان التيارات الدينية تستغل الدين من اجل الكسب المادي وتحقيق الثراء?
تحقيق الثراء في الكويت كان اما عن طريق التجارة من خلال وكالات معينة او عندما تنتزع الدولة ملكية الاراضي وتعوض الناس بالاموال وهنا نقول ان الثراء عن هذين الطريقتين انتهى واصبح الرابح هو حصان الدين لكي نستغله لنركب عليه ونستفيد منه والتيار الديني استغل بساطة الناس وجهلهم وطيبتهم لتحقيق مآربهم وتمكنوا بالتالي من الوصول الى درجات من الثراء لم يكونوا يتصورونها بأي شكل من الاشكال فمثلا أهداف الجمعيات الدينية او القائمين عليها واضحة, وبعضهم قد يكون هدفه الوصول للسلطة.
الإسلام »النفطي« !
أنت هنا تقول بوضوح ان هدفهم الوصول للحكم?
لا شك في ذلك فهم يسعون لذلك وينادون به في كثير من الاحيان وكانت البداية بفصل ولاية العهد عن مجلس الوزراء والآن يقولون لماذا لا يكون رئيس الحكومة شعبيا, ومادامت التيارات الاسلامية تمتلك الاصوات فمعنى ذلك انهم يريدون ان يكون رئيس الحكومة منهم, او يكون شخصا متسامحا او متساهلا مع التيار الديني وهم لا يريدون الحكم او السلطة من اجل السلطة بل من اجل تحقيق منافع مادية كثيرة, فالاسلام الذي نعرفه في الكويت ما كان ممكنا ان يكون على هذه الصورة لو لم يكن لدينا النفط, ولو كنا بلا نفط لتغيرت الصورة كليا كما هو حادث في الكثير من الدول الاسلامية غير النفطية, فنحن الآن نمنع المرأة من العمل او لا نشجعها على العمل من اجل الترف المالي الذي نعيشه ولو كان هؤلاء يعيشون في عسرة مالية لقبلوا بعمل المرأة, حتى ولو عملت في سيارة تاكسي من اجل ان توفر الاكل والغذاء لهم لو كانوا في فقر مالي ومن خلال هذا الاحتياج سيكون هناك تساهل في الدين والسماح لها بالخروج للعمل ولكن مادامت التيارات الدينية لدينا الآن تعيش في الثراء المادي فهم هنا يقولون ان البنت لا يجوز لها شرعا ان تخرج من البيت وتعمل, ومن هنا نقول ان الحاجة المادية هي التي تحدد الاتجاهات الدينية او لتصرفاتهم او لردود افعالهم تجاه النصوص الدينية المبهمة.
هم... والمرأة
على ذكر موضوع المرأة, فما رأيك في اعضاء مجلس الامة المنتمين للتيار الاسلامي في المجلس السابق الذين كانوا يرفضون بشدة اعطاء المرأة حقوقها السياسية وعندما اقرت تلك الحقوق وتم حل مجلس الامة رأينا ان هؤلاء انقلبوا على افكارهم وغازلوا المرأة في حملاتهم الانتخابية فهل هذا تناقض?
وهذا يؤيد ان كلهم وصوليون سواء اولئك الذين كانوا ضد موضوع حقوق المرأة قبل التصويت وغيروا آراءهم نتيجة منح المرأة كما اشيع او اولئك الذين غيروا مواقفهم بعد ان اعطيت المرأة حقوقها وأصبحوا يتملقونها من اجل الحصول على اصواتها ونسوا المبادئ, ونسوا كل النصوص التي كانوا يتشدقون بها لرفضهم اعطاء المرأة حقوقها ومن هنا نلمح انهم وصوليون ويستغلون الدين بشكل واضح من اجل المكاسب المادية اولا وثانيا.
ماذا تريد ان تضيف الى هذا الحوار?
نحن نسير في الهاوية ولا يوجد اي امل بأن يكون هناك تقدم في هذه الدولة او حتى امل في القضاء على الفساد طالما ان لدينا عقليات بهذا الشكل, ونحن بالفعل نعيش في مأساة في الكويت ولولا هذا المال الذي يغطي كل عوراتنا لانكشفت اشياء كثيرة.