زهير
11-03-2006, 06:17 PM
علي يوسف بور، «سياست روز» الإيرانية
الحياة - 01/11/06//
بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، اعتبرت أميركا نفسها سيدة العالم بلا منازع، وراودتها فكرة السيطرة على العالم. فنصّبت نفسها حامية الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان، وسعت الى نشر الايديولوجية الليبرالية الديموقراطية في العالم. وواكبت هذه المساعي فرض عولمة الاقتصاد والثقافة، بالقوة، على المجتمعات. ونجحت مساعي أميركا في بعض المناطق. ففرضت انتخابات مرتبة مسبقاً، وسيطرت على بعض البلدان بشرق أوروبا. وعرفت هذه السيطرة بالـ «ثورات المخملية». ولكن أميركا واجهت أزمات حقيقية بالشرق الأوسط وأميركا اللاتينية. ولعل أكبر الأزمات الأميركية، وأكثرها حدة، هي الاحتلال العسكري لثلاثة بلدان في الشرق الأوسط في شكل مباشر أو غير مباشر. ففلسطين يحتلها الكيان الصهيوني، وتحتل القوات الأميركية العراق وأفغانستان من غير وسيط.
وباستثناء إيران وسورية، لأميركا قواعد عسكرية في معظم الدول العربية. ويوماً بعد يوم، يتأزم الوضع الأميركي في أفغانستان والعراق، وتزداد الخسائر العسكرية في صفوف جنودها وجنود حلف «الناتو». وادعى الأميركيون انهم عازمون على تشييد حصن للديموقراطية في العراق، وشعارهم الحرية والأمن والرفاه وحكومة شعبية. والحقيقة، في الخفاء، هي نهب مصادر النفط وتوفير الأمن لإسرائيل. وبعد مضي نحو أربع سنوات على احتلال العراق، تلحق بأميركا هزيمة ساحقة.
ولكن أميركا تريد نشر «الفوضى المنظمة» أو «عدم الأمن المسيطر عليه» في العراق. والواقع ان اضطراب الأمن انتشر على نحو أخرجه عن السيطرة الأميركية، الأميركيون لا يريدون التخلي للحكومة المنتخبة عن الصلاحيات والإمكانات اللازمة لفرض الأمن. وإذا لم يستطع الأميركيون فرض الأمن، أو توفير الخدمات العادية، فعليهم توقع خسائر كبيرة وقاسية. وفي مرحلة لاحقة عليهم توقع مواجهة الشعب الغاضب الذي ضاق ذرعاً باضطراب الأمن وشظف العيش.
وجاء احتلال أفغانستان في وقت ملّ الأفغان فيه الحروب الداخلية وحكم طالبان طوال نحو 20 عاماً. وبعد مرور 5 أعوام على الاحتلال لا مناص من الاعتراف بأن أميركا فشلت في تحقيق أهدافها. وإذا لم يستطع الأميركيون، وحلفاؤهم، فعليهم فرض الأمن والرفاه النسبي بأفغانستان في العامين المقبلين، ومواجهة أمواج من الغضب الشعبي. فالشعب الأفغاني سبق له أن هزم العظمة البريطانية، واستطاع في إحدى المعارك قتل 14 ألف بريطاني. وألحق الهزيمة في القوة السوفياتية العظمى، في ثمانينات القرن الماضي. وفي ضوء الشاهد، يعد الأفغان لإنزال الهزيمة المقبلة في ثالث قوة عظمى، في أقل من عشر سنوات، إن شاء الله.
وأسباب الهزيمة الأميركية في العراق وأفغانستان، في مستقبل غير بعيد، هي الآتية:
1 – يقظة المسلمين تتعاظم.
2 – إيران، الدولة الوازنة في المنطقة، هي محور وحدة المسلمين. ومسار إنشاء حكومات ديموقراطية دينية بالدول الإسلامية على قدم وساق. والشرق الأوسط الجديد محوره إيران.
3 – أميركا غول يعتمد على قوته العسكرية وحدها، ويسعى للسيطرة على العالم. وهي بعيدة عن حقائق شعوب العالم، خصوصاً المسلمين، وتستخف بقدرة الشعوب وإرادتها.
4 – تعاني أميركا، على الصعيد الداخلي، أزمة هوية متعاظمة.
عن علي يوسف بور، «سياست روز» الإيرانية، 28/10/2006
الحياة - 01/11/06//
بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، اعتبرت أميركا نفسها سيدة العالم بلا منازع، وراودتها فكرة السيطرة على العالم. فنصّبت نفسها حامية الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان، وسعت الى نشر الايديولوجية الليبرالية الديموقراطية في العالم. وواكبت هذه المساعي فرض عولمة الاقتصاد والثقافة، بالقوة، على المجتمعات. ونجحت مساعي أميركا في بعض المناطق. ففرضت انتخابات مرتبة مسبقاً، وسيطرت على بعض البلدان بشرق أوروبا. وعرفت هذه السيطرة بالـ «ثورات المخملية». ولكن أميركا واجهت أزمات حقيقية بالشرق الأوسط وأميركا اللاتينية. ولعل أكبر الأزمات الأميركية، وأكثرها حدة، هي الاحتلال العسكري لثلاثة بلدان في الشرق الأوسط في شكل مباشر أو غير مباشر. ففلسطين يحتلها الكيان الصهيوني، وتحتل القوات الأميركية العراق وأفغانستان من غير وسيط.
وباستثناء إيران وسورية، لأميركا قواعد عسكرية في معظم الدول العربية. ويوماً بعد يوم، يتأزم الوضع الأميركي في أفغانستان والعراق، وتزداد الخسائر العسكرية في صفوف جنودها وجنود حلف «الناتو». وادعى الأميركيون انهم عازمون على تشييد حصن للديموقراطية في العراق، وشعارهم الحرية والأمن والرفاه وحكومة شعبية. والحقيقة، في الخفاء، هي نهب مصادر النفط وتوفير الأمن لإسرائيل. وبعد مضي نحو أربع سنوات على احتلال العراق، تلحق بأميركا هزيمة ساحقة.
ولكن أميركا تريد نشر «الفوضى المنظمة» أو «عدم الأمن المسيطر عليه» في العراق. والواقع ان اضطراب الأمن انتشر على نحو أخرجه عن السيطرة الأميركية، الأميركيون لا يريدون التخلي للحكومة المنتخبة عن الصلاحيات والإمكانات اللازمة لفرض الأمن. وإذا لم يستطع الأميركيون فرض الأمن، أو توفير الخدمات العادية، فعليهم توقع خسائر كبيرة وقاسية. وفي مرحلة لاحقة عليهم توقع مواجهة الشعب الغاضب الذي ضاق ذرعاً باضطراب الأمن وشظف العيش.
وجاء احتلال أفغانستان في وقت ملّ الأفغان فيه الحروب الداخلية وحكم طالبان طوال نحو 20 عاماً. وبعد مرور 5 أعوام على الاحتلال لا مناص من الاعتراف بأن أميركا فشلت في تحقيق أهدافها. وإذا لم يستطع الأميركيون، وحلفاؤهم، فعليهم فرض الأمن والرفاه النسبي بأفغانستان في العامين المقبلين، ومواجهة أمواج من الغضب الشعبي. فالشعب الأفغاني سبق له أن هزم العظمة البريطانية، واستطاع في إحدى المعارك قتل 14 ألف بريطاني. وألحق الهزيمة في القوة السوفياتية العظمى، في ثمانينات القرن الماضي. وفي ضوء الشاهد، يعد الأفغان لإنزال الهزيمة المقبلة في ثالث قوة عظمى، في أقل من عشر سنوات، إن شاء الله.
وأسباب الهزيمة الأميركية في العراق وأفغانستان، في مستقبل غير بعيد، هي الآتية:
1 – يقظة المسلمين تتعاظم.
2 – إيران، الدولة الوازنة في المنطقة، هي محور وحدة المسلمين. ومسار إنشاء حكومات ديموقراطية دينية بالدول الإسلامية على قدم وساق. والشرق الأوسط الجديد محوره إيران.
3 – أميركا غول يعتمد على قوته العسكرية وحدها، ويسعى للسيطرة على العالم. وهي بعيدة عن حقائق شعوب العالم، خصوصاً المسلمين، وتستخف بقدرة الشعوب وإرادتها.
4 – تعاني أميركا، على الصعيد الداخلي، أزمة هوية متعاظمة.
عن علي يوسف بور، «سياست روز» الإيرانية، 28/10/2006