لمياء
11-03-2006, 05:29 PM
المرجعية مهمومة بالحل والاميركيين لإعادة البعثيين
أسامة مهدي من لندن
د السياسي العراقي رئيس المؤتمر الوطني د. أحمد الجلبي على أهمية التفاهم الأميركي الإيراني على الأوضاع في العراق، لأنه من دون هذا التفاهم فإن مصير هذا البلد هو التدمير. وقال إن الحل للأزمة الراهنة في العراق بيد المرجعية الشيعية، مشيرا إلى أن التصويت في الانتخابات الأخيرة جرى على أساس طائفي، مشددا على عدم وجود حلٍّ سحري للأوضاع في العراق. وتطرق الجلبي إلى مشروع قانون جديد لهيئة اجتثاث البعث، يتيح للبعثيين السابقين تولي مناصب تصل إلى درجة وزير في الدولة، مشيرا إلى أن الأميركيين يحاورون البعثيين لإقناعهم بالمشاركة في الحكم مقابل وقف عملياتهم المسلحة. وقال الجلبي إن الرئيس الاميركي جورج بوش عارض تشكيل الجعفري للحكومة الاخيرة فدفع الاميركيين الأكراد للوقوف ضده. وأكد فشل خطة أمن بغداد في القضاء على الإرهابيين، وقال إن هذا سبب ظهور تقويلات حول تشكيل حكومة انقاذ وطني او حكومة عسكرية. وتساءل قائلا: حتى اذا جاءوا بضباط ليحكموا فمن أين سيأتي هؤلاء بالقوة التي يستطيعون بها تحقيق الامن والاستقرار؟
جاء ذلك خلال لقاء للجلبي مع مجموعة من ابناء الجالية العراقية في بريطانيا اعقبه مؤتمر صحافي مصغر لمجموعة من الصحافيين العرب حضرته "إيلاف" ووجهت خلاله اسئلة عدة لنائب رئيس الوزراء العراقي السابق في اللقاء الذي نظمه في لندن الليلة الماضية مدير مكتب المؤتمر الوطني والناطق باسمه في بريطانيا محمد الموسوي لمناسبة الاحتفال بعيد الفطر المبارك.
الاميركيون حركوا الاكراد ضد الجعفري
وارجع الجلبي تدهور الاوضاع الحالية في العراق الى ضعف الحكم وقال ان القوى السياسية في العراق تحتاج الى وقت ليكون لها تراث وفلسفة وتجربة حكم.. ان ما حصل في العراق هو نجاح السياسيين الذين يمثلون الاغلبية السكانية في تغيير معادلة السلطة وتولي الحكم.
وتحدث عن ملابسات منع ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء السابق من تشكيل الحكومة الجديدة فقال : ان الجعفري انتخب بطريقة ديمقراطية اواخر عام 2005 لكن قوى داخلية وخارجية تكالبت على منعه من تشكيل الحكومة.. لقد كانت هناك فرصة لان تتشكل حكومة قوية بعيدة عن المحاصصة لان الجعفري لم يقبل اعطاء التزام للقوى السياسية بتعيين وزراء منها ليحصل على اصواتها برغم ان كثيرين ساوموه على هذا. ان الذي اسقط الجعفري هو الرئيس الاميركي جورج بوش ومشكلة منعه عن الحكومة هم الاميركان لالسبب الا لان بوش التقى الجعفري (ولم يعجبه) فاخذ اللاميركان يدعون انه غير قادر على اتخاذ القرارات ثم حركوا الاكراد ضده في موضوع كركوك والذين منعهم الجعفري من السيطرة على المدينة.. ثم ان الجعفري استلم رسالة من رئيس وزراء كردستان نجيرفان بارزاني يقول فيها ان اسعار النفط قد ارتفعت وان حصة الاكراد بحسب الدستور تبلغ نسبة 17% من واردات النفط ولذلك عليه تسليمهم 459 مليون دولار.. فسالني الجعفري كيف نتصرف؟ فاجبته ان حصة الاكراد هذه ليست في موارد النفط وانما في النفقات العامة للميزانية المخصصة للدولة ولذلك ليس من المفروض دفع دولار واحد. ثم جاءت السرقات التي حصلت في وزارة الدفاع السابقة والتي تريث الجعفري في التحقيق فيها لفترة.. فاستغل الاميركان كل هذه الامور للتعبئة ضده.
السيستاني امر بتغيير الجعفري
واضاف الجلبي : الاهم من هذا ان المرجع الشيعي الاعلى اية الله السيد علي السيستاني قد افهم ان وضع الشيعة في خطر اذا اصروا على ابقاء الجعفري فارسل اشارة بضرورة تكليف غيره بالحكومة.. فرشح الاميركان علي الاديب القيادي في حزب الدعوة ثم غيروا رايهم ورشحوا نوري المالكي الذي اضطر الى اعطاء تنازلات للقوى السياسية لتنصيب مرشحين منها وزراء لينجح في تشكيل الحكومة التي جاءت بسبب ذلك ضعيفة.
الوضع الامني والحل البعيد
وعن الوضع الامني اشار: ان الاميركان قد فشلوا في خطة امن بغداد.. وقد كنت منذ البداية ضدها وضد دخول القوات الاميركية الى بغداد.. وقد سالني السفير الاميركي زلماي خليلزاد عن سبب معارضتي فاجبته لانكم اذا فشلتم لم يبق لكم ماتهددون به.. وقد سبب هذا الفشل ظهور تقولات حول تشكيل حكومة انقاذ وطني او حكومة عسكرية. وحتى اذا جاءوا بضباط ليحكموا فمن اين سياتي هؤلاء بالقوة التي يستطيعون بها تحقيق الامن والاستقرار؟. المفروض ان ناتي بدلا من ذلك بناس مقتدرين وقادرين على ادارة الدولة لتسلم المسؤوليات.. ولذلك فان المطلوب الان اجراء تعديل وزاري كبير والاتيات باشخاص مقتدرين يحظون بقبول جميع القوى السياسية.
واكد الجلبي : ليس هناك حل سحري للاوضاع الراهنة في العراق والمشكلة اطراف الحكومة لاتعترف بوجود فشل لان لكل قوة مصالحها الخاصة وعلى العملية السياسية ان تتعامل معها حفاظا على المصالح السياسية العليا.. واستخدام العنف وحده ليس مفيدا والبديل عن ذلك اقناع المرجعية والناس بان مايحصل في العراق يهدد وضعه الجديد برمته.. ان في العراق الان مليون مهجر طائفيا وهذا امر جد خطير. والمؤسف ان عمليات النقد ومحاولات الاصلاح في العراق حاليا تفسر على ان دوافعها شخصية وفي معظم الاحيان هذا تفسير صحيح فالكلام عن الاصلاح بشكل عام لاجدوى منه.
العراق ضحية صراع ايراني اميركي
اما عن الائتلاف الشيعي الموحد الحاكم وموقفه مما يحدث فقد قال الجلبي : ان الائتلاف فيه تناقضات والذي يجمع اطرافه هي المرجعية (الشيعية في النجف) وبدونها لن تحل مشاكل العراق.. لكن المرجعية لم تختر وزراء المالكي ولهذا هي غير مسؤولة عن ادائهم. ثم ان على الاميركان ان يفتشوا عن حلول لتغيير الاوضاع ويقنعوا الايرانيين ان الاوضاع على ارض العراق ووجود الاميركان فيه لايهددهم وانه لن يكون منطلق هجوم عليهم.. مشكلتنا ان العراق اصبح ارضا لصراع ايراني اميركي.. هناك رغبة اميركية ايرانية لاجراء مفاوضات.. وفي اذار (مارس) الماضي اكتمل كل شيء لاجراء حوار ثنائي بينهما وتم تشكيل وفدي البلدين واعد جدول الاعمال وتم الاتفاق على موعد ومكان اللقاء لكنه قبل ثلاثة ايام من الموعد غير الاميركان رايهم وطلبوا التاجيل.. لقد كان في راس الاميركان صيحة.. انهم لايجب ان يفاوضوا الايرانيين وهم في مركز قوة في اشارة الى نفوذهم في لبنان عبر حزب الله لكن حرب الحزب واسرائيل لم تضعف النفوذ الايراني وانما قوته.
وعما هو مطلوب من المرجعية اوضح السياسي العراقي : المرجعية عليها دعم تعديل وزاري والحصول على تنازلات حقيقية من الاميركان لادارة العراقيين للوضع الامني في بلدهم.. وكذلك التفاهم مع الايرانيين والحصول منهم على التزام بدعم امن واستقرار العراق.. ان هناك طروحا عديدة الان (لم يوضحها) لكن كل شيء بانتظار نتائج الانتخابات الاميركية النصفية للكونغرس الثلاثاء المقبل.
مسؤول اميركي يصف المنطقة الخضراء بغرفة مغلقة فاسدة الهواء
وحول تصور الاميركان للاوضاع العراقية وحلولها روى: بعث الاميركان بشخصية مهمة الى بغداد قبل اسبوعين وقد دعوته على عشاء في داري خارج المنطقة الخضراء.. لكنه اتصل بي بعد يومين معتذرا وقال انهم لايسمحون (الامن الاميركي) بخروجي من المنطقة الخضراء فاتفقنا على اللقاء في مبنى مجلس الوزراء داخل المنطقة.. وجين التقينا سالته ماهي طبيعة مهمتك في بغداد فقال انها لتقصي الحقائق فسالته ماهي الحقائق التي توصلت اليها فاجاب.. ان المنطقة الخضراء تشبه غرفة مغلقة فيها مجموعة من الافراد يمارسون التدخين جميعهم في وقت واحد ولاييشعرون بضرر ذلك الا عندما يغادرون الغرفة ويستنشقون الهواء النقي. واشار المبعوث الى ان الاميركان يتفقون مع الوزراء العراقيين على اجراءات وقرارات تبقى حبرا على ورق لان الوزراء لايستطيعون الذهاب الى مقرات وزاراتهم خارج المنطقة الخضراء. واضاف الجلبي ان المبعوث ساله عن السبب في وصول الاوضاع في بغداد الى ماهي عليه الان فقال له :
انتم اصحاب السلطة في العراق فاسالوا انفسكم عن السبب.. فهل لديكم الرغبة في ارغام اجهزتكم (في اشارة الى المخابرات الاميركية) للتخلي عن خططها في العراق وعن المتعاونين العراقيين معها. ثم سال المبعوث عما اذا كان الايرانيون مستعدون للتعاون حول امن العراق فاجابه الجلبي : انتم الدولة العظمى وانتم الذين تهددون ايران بالتدمير فاجاب ان هناك مشكلة في ان الايرانيين لديهم عبوات ناسفة متطورة وقد ملاوا العراق بها وهي قادرة على تذويب الدبابة الاميركية وقتل من فيها وقد استخدمت مرات عدة وكانت النتائج فادحة.. فاوضح الجلبي ان الايرانيين لهم رغبة في مفاوضة الاميركان لكن لايثقون بهم.
وحذر الجلبي قائلا : ان العراق اصبح ارضا للمعركة الايرانية الاميركية.. وهذا وضع يجب ان ننهيه والا سنتدمر.. نحن نريد تحييد العراق في هذا الصراع.
واشار الجلبي الى انه كان على راس من هيا لاقناع الاميركان على اسقاط نظام الرئيس السابق صدام حسين موضحا ان ذلك اكسبه عداوات داخلية وخارجية كثيرة في دول عربية وفي داخل اميركا نفسها التي وقفت اطراف فيها ضد الحرب ومنهم كولن باول وزير الخارجية وغونداليزا رايس مستشارة الامن القومي وتيبيت رئيس جهاز المخابرات السابقين. وقال: لكنه بعد اسقاط صدام اصبح من يدير الاوضاع في العراق هم معارضي الحرب السابقين فحولوا العراق الى بلد محتل وارادوا كتابة دستور البلاد.
السيستااني والدستور وتأسيس الائتلاف
واوضح الجلبي: ذهبت الى السيستاني للتباحث معه حول الدستور فسألني ان الاميركان كتبوا الدستور الياباني خلال اسبوع فهل سيكتبوا دستور العراق فقلت له انا اعارض ذلك ويجب ان تكتبه هيئة عراقية.. فاجاب السيستاني: هذا مانريد.. وبعدها دخلنا في معركة مع الحاكم الاميركي المدني السابق بول بريمر الامر الذي اغضب بوش وقال لمساعدين له ان الجلبي اصبح شوكة في خاسرتنا. لقد اجرينا الانتخابات واصرينا على كتابتنا للدستور ليكون ضمانة للاكثرية في العراق وهم الشيعة.
وقال: لقد دعوت لتاسيس الائتلاف الاول قبل الانتخابات الاولى من اجل تحقيق اكثرية برلمانية مهمتها واحدة هي سن الدستور.. فاكتسح الائتلاف الانتخابات التي جرت مطلع عام 2005 ونجحنا بكتابة دستور يحمي الاكثرية ويحول دون اقامة دولة اسلامية. واضاف : لقد سعيت منذ البداية لابعاد الائتلاف عن المشروع الطائفي وضممنا في قيادته ثلاثة من السنة لكنهم عوملوا مع الاسف كمنبوذين.. وعندما بدانا في تشكيل الائتلاف الثاني لخوض انتخابات اواخر عام 2005 قلت لهم اذا اردتم ان ندخلها يجب ان لايكون الائتلاف اسلاميا فرفضوا ولذلك خضت الانتخابات بعيدا عنه. لقد كان هدفي انشاء كتلة عراقية التمثيل داخل الائتلاف فرفضوا ذلك من خلال ممارسات غير مسؤولة مع العلم انه لولا دعم المرجعية فان احزاب الائتلاف لم تكن لتحصل على شيء في الانتخابات.
وحول تفسيره لاسباب انهيار الامن اوضح الجلبي : ان البعثيين وبعض السنة يسعون لافشال العملية السياسية ليقولوا ان اطراف الحكومة غير قادرة على ادارة الدولة من اجل ان يعيدوا العجلة الى الوراء.. وهؤلاء يجب قهرهم وهزيمتهم.
مطالب الغاء هيئة اجتثاث البعث
وعن المطالب التي طرحت في مؤتمرات المصالحة لالغاء الهيئة العليا لاجتثاث البعث قال الجلبي وهو رئيسها : ان الهيئة هي التي حمت العراق من عودة البعثيين للسيطرة عليه.. وانا ارفض حلها لان دورها لم ينتهي.. ولن استقيل من رئاستها.. فبوجودها تم منع البعثيين ايضا من الوصول الى مراكز يستطيعون من خلالها التاثير على الاوضاع في العراق. ان لدينا الان مشروع قانون جديد للهيئة سيعرض على مجلس النواب لمناقشته واقراره واهم مافيه انه يسمح لاعضاء الفرق الحزبية السابقة المستثنين من اجراءات الاجتثاث تولي مناصب اعلى من مدير عام وقد تصل الى درجة وزير.. اما اعضاء الشعب الحزبية فسيشملون بقرارات الاستثناء من الاجتثاث وهذا لم يكن سابقا ويحصلون على مرتبات تقاعدية.. فلن يبقى من البعثيين السابقين غير اعضاء الفروع والقيادة القطرية وهؤلاء لايزيد عددهم على الالف هم الذين لن يسمح لهم بالعودة الى وظائفهم في الدولة.
اسباب عدم حصول الجلبي على مقعد في البرلمان
وردا على سؤال وجه الى الجلبي بانه كان وراء قرار الكونغرس بتحرير العراق منتصف التسعينات ثم عاد الى العراق وتولى عضوية مجلس الحكم ثم نائبا لرئيس الوزراء وانه كان وراء تشكيل الائتلاف والبيت الشيعي لكنه لم يحصل في النهاية على مقعد في البرلمان وعما اذا كان السبب في ذلك عدم فهم الناس له ام وقوف الائتلاف ضده ام عدم تنظيم حملة انتخابية قوية ؟ قال : ان كل هذا صحيح.. لكن الشيء الاساسي هو ان التصويت سار على اساس طائفي.. الناس صوتوا لقائمة الائتلاف لانهم اعتقدوا ان ذلك سياتي بمن يحميهم.. والشيعة عادة لايهتموا بالنتيجة وانما بالمطالبة.. وهم لايقيمون السياسي على اساس ما يمكن ان يقدمه لهم من مكاسب سياسية حقيقية وانما يسيرون وراء من يوفر لهم حمايتهم.. الشيعة لايحترمون السياسيين لانهم يعتقدون ان لهم مثالب وان السياسيين هم سبب المظالم التي لحقت بهم.. لكنهم يحترمون رجل الدين. لقد كنت الوحيد الذي قام بحملة انتخابية منظمة وتجولت في منحافظات الوسط والجنوب والتقيت بمختلف شرائح الشعب..
وفي المقابل لم يقم مرشحي الائتلاف باي حملات انتخابية لكن ملصقاتهم كانت منتشرة حتى القرى الصغيرة.. ولم ينظم المرشحون هذا ولكنهم الناس لانهم يؤمنون بالمرجعية التي دعتهم لانتخاب الائتلاف. كما ان طرحنا لمشروعنا الانتخابي كان عالي المستوى لم يستوعبه الكثيرون برغم ان هناك من تجاوب معه لكنهم راوا ان واجبهم الديني يحتم عليهم التصويت للائتلاف الذي دعمته المرجعية.
الانتخابات المقبلة واعادة الاميركان للبعثيين
وحول ما تردد من المرجعية تعد الان لدعم تيار ليبرالي مواز لخط الائتلاف خلال الانتخابات المقبلة اشار الجلبي : المرجعية ليس لها تصور للانتخابات المقبلة التي ستجري بعد ثلاث سنوات لان همها الان هو كيفية انقاذ العراق من وضعه الحالي لانها تتحمل مسؤولية فوز الائتلاف الحاكم ووزارته.
وعن السبب الذي يجعل السيستاني يدعم قائمة انتخابية واحدة بينما المفروض ان يمارس رعايته لكل العراقيين اوضح قائلا : ان السيستاني لديه هاجس عدم تكرار نتائج ثورة العشرين (عام 1920 التي قادتها العشائر العربية الجنوبية ضد الانكليز ثم اسفرت عن حكم وطني يقوده السنة) ولذلك فهو متخوف من العودة لاضطهاد الشيعة من جديد. وحول عدم تدخل السيستاني في الانتخابات الايرانية وهو يحمل الجنسية الايرانية اجاب الجلبي : ان كلامه غير مسموع هناك لان الشيعة غير مضطهدين في ايران.
وعن حقيقة مايتردد من حوارات يجريها الاميركان مع المسلحين اشار الجلبي الى ان هذا الامر حاصل منذ فترة وهدف الاميركان منه اقناعهم بالاشتراك في الحكم ووقف عملياتهم المسلحة.. وهم يستطيعون اعادة البعثيين عن طريق الايعاز لبعض الكتل السياسية بترشيح بعثيين عنهم لتولي مناصب وزارية او تعيين وكلاء وزارات للوزارات الامنية او تعيينهم قادة في الجيش او الشرطة.
أسامة مهدي من لندن
د السياسي العراقي رئيس المؤتمر الوطني د. أحمد الجلبي على أهمية التفاهم الأميركي الإيراني على الأوضاع في العراق، لأنه من دون هذا التفاهم فإن مصير هذا البلد هو التدمير. وقال إن الحل للأزمة الراهنة في العراق بيد المرجعية الشيعية، مشيرا إلى أن التصويت في الانتخابات الأخيرة جرى على أساس طائفي، مشددا على عدم وجود حلٍّ سحري للأوضاع في العراق. وتطرق الجلبي إلى مشروع قانون جديد لهيئة اجتثاث البعث، يتيح للبعثيين السابقين تولي مناصب تصل إلى درجة وزير في الدولة، مشيرا إلى أن الأميركيين يحاورون البعثيين لإقناعهم بالمشاركة في الحكم مقابل وقف عملياتهم المسلحة. وقال الجلبي إن الرئيس الاميركي جورج بوش عارض تشكيل الجعفري للحكومة الاخيرة فدفع الاميركيين الأكراد للوقوف ضده. وأكد فشل خطة أمن بغداد في القضاء على الإرهابيين، وقال إن هذا سبب ظهور تقويلات حول تشكيل حكومة انقاذ وطني او حكومة عسكرية. وتساءل قائلا: حتى اذا جاءوا بضباط ليحكموا فمن أين سيأتي هؤلاء بالقوة التي يستطيعون بها تحقيق الامن والاستقرار؟
جاء ذلك خلال لقاء للجلبي مع مجموعة من ابناء الجالية العراقية في بريطانيا اعقبه مؤتمر صحافي مصغر لمجموعة من الصحافيين العرب حضرته "إيلاف" ووجهت خلاله اسئلة عدة لنائب رئيس الوزراء العراقي السابق في اللقاء الذي نظمه في لندن الليلة الماضية مدير مكتب المؤتمر الوطني والناطق باسمه في بريطانيا محمد الموسوي لمناسبة الاحتفال بعيد الفطر المبارك.
الاميركيون حركوا الاكراد ضد الجعفري
وارجع الجلبي تدهور الاوضاع الحالية في العراق الى ضعف الحكم وقال ان القوى السياسية في العراق تحتاج الى وقت ليكون لها تراث وفلسفة وتجربة حكم.. ان ما حصل في العراق هو نجاح السياسيين الذين يمثلون الاغلبية السكانية في تغيير معادلة السلطة وتولي الحكم.
وتحدث عن ملابسات منع ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء السابق من تشكيل الحكومة الجديدة فقال : ان الجعفري انتخب بطريقة ديمقراطية اواخر عام 2005 لكن قوى داخلية وخارجية تكالبت على منعه من تشكيل الحكومة.. لقد كانت هناك فرصة لان تتشكل حكومة قوية بعيدة عن المحاصصة لان الجعفري لم يقبل اعطاء التزام للقوى السياسية بتعيين وزراء منها ليحصل على اصواتها برغم ان كثيرين ساوموه على هذا. ان الذي اسقط الجعفري هو الرئيس الاميركي جورج بوش ومشكلة منعه عن الحكومة هم الاميركان لالسبب الا لان بوش التقى الجعفري (ولم يعجبه) فاخذ اللاميركان يدعون انه غير قادر على اتخاذ القرارات ثم حركوا الاكراد ضده في موضوع كركوك والذين منعهم الجعفري من السيطرة على المدينة.. ثم ان الجعفري استلم رسالة من رئيس وزراء كردستان نجيرفان بارزاني يقول فيها ان اسعار النفط قد ارتفعت وان حصة الاكراد بحسب الدستور تبلغ نسبة 17% من واردات النفط ولذلك عليه تسليمهم 459 مليون دولار.. فسالني الجعفري كيف نتصرف؟ فاجبته ان حصة الاكراد هذه ليست في موارد النفط وانما في النفقات العامة للميزانية المخصصة للدولة ولذلك ليس من المفروض دفع دولار واحد. ثم جاءت السرقات التي حصلت في وزارة الدفاع السابقة والتي تريث الجعفري في التحقيق فيها لفترة.. فاستغل الاميركان كل هذه الامور للتعبئة ضده.
السيستاني امر بتغيير الجعفري
واضاف الجلبي : الاهم من هذا ان المرجع الشيعي الاعلى اية الله السيد علي السيستاني قد افهم ان وضع الشيعة في خطر اذا اصروا على ابقاء الجعفري فارسل اشارة بضرورة تكليف غيره بالحكومة.. فرشح الاميركان علي الاديب القيادي في حزب الدعوة ثم غيروا رايهم ورشحوا نوري المالكي الذي اضطر الى اعطاء تنازلات للقوى السياسية لتنصيب مرشحين منها وزراء لينجح في تشكيل الحكومة التي جاءت بسبب ذلك ضعيفة.
الوضع الامني والحل البعيد
وعن الوضع الامني اشار: ان الاميركان قد فشلوا في خطة امن بغداد.. وقد كنت منذ البداية ضدها وضد دخول القوات الاميركية الى بغداد.. وقد سالني السفير الاميركي زلماي خليلزاد عن سبب معارضتي فاجبته لانكم اذا فشلتم لم يبق لكم ماتهددون به.. وقد سبب هذا الفشل ظهور تقولات حول تشكيل حكومة انقاذ وطني او حكومة عسكرية. وحتى اذا جاءوا بضباط ليحكموا فمن اين سياتي هؤلاء بالقوة التي يستطيعون بها تحقيق الامن والاستقرار؟. المفروض ان ناتي بدلا من ذلك بناس مقتدرين وقادرين على ادارة الدولة لتسلم المسؤوليات.. ولذلك فان المطلوب الان اجراء تعديل وزاري كبير والاتيات باشخاص مقتدرين يحظون بقبول جميع القوى السياسية.
واكد الجلبي : ليس هناك حل سحري للاوضاع الراهنة في العراق والمشكلة اطراف الحكومة لاتعترف بوجود فشل لان لكل قوة مصالحها الخاصة وعلى العملية السياسية ان تتعامل معها حفاظا على المصالح السياسية العليا.. واستخدام العنف وحده ليس مفيدا والبديل عن ذلك اقناع المرجعية والناس بان مايحصل في العراق يهدد وضعه الجديد برمته.. ان في العراق الان مليون مهجر طائفيا وهذا امر جد خطير. والمؤسف ان عمليات النقد ومحاولات الاصلاح في العراق حاليا تفسر على ان دوافعها شخصية وفي معظم الاحيان هذا تفسير صحيح فالكلام عن الاصلاح بشكل عام لاجدوى منه.
العراق ضحية صراع ايراني اميركي
اما عن الائتلاف الشيعي الموحد الحاكم وموقفه مما يحدث فقد قال الجلبي : ان الائتلاف فيه تناقضات والذي يجمع اطرافه هي المرجعية (الشيعية في النجف) وبدونها لن تحل مشاكل العراق.. لكن المرجعية لم تختر وزراء المالكي ولهذا هي غير مسؤولة عن ادائهم. ثم ان على الاميركان ان يفتشوا عن حلول لتغيير الاوضاع ويقنعوا الايرانيين ان الاوضاع على ارض العراق ووجود الاميركان فيه لايهددهم وانه لن يكون منطلق هجوم عليهم.. مشكلتنا ان العراق اصبح ارضا لصراع ايراني اميركي.. هناك رغبة اميركية ايرانية لاجراء مفاوضات.. وفي اذار (مارس) الماضي اكتمل كل شيء لاجراء حوار ثنائي بينهما وتم تشكيل وفدي البلدين واعد جدول الاعمال وتم الاتفاق على موعد ومكان اللقاء لكنه قبل ثلاثة ايام من الموعد غير الاميركان رايهم وطلبوا التاجيل.. لقد كان في راس الاميركان صيحة.. انهم لايجب ان يفاوضوا الايرانيين وهم في مركز قوة في اشارة الى نفوذهم في لبنان عبر حزب الله لكن حرب الحزب واسرائيل لم تضعف النفوذ الايراني وانما قوته.
وعما هو مطلوب من المرجعية اوضح السياسي العراقي : المرجعية عليها دعم تعديل وزاري والحصول على تنازلات حقيقية من الاميركان لادارة العراقيين للوضع الامني في بلدهم.. وكذلك التفاهم مع الايرانيين والحصول منهم على التزام بدعم امن واستقرار العراق.. ان هناك طروحا عديدة الان (لم يوضحها) لكن كل شيء بانتظار نتائج الانتخابات الاميركية النصفية للكونغرس الثلاثاء المقبل.
مسؤول اميركي يصف المنطقة الخضراء بغرفة مغلقة فاسدة الهواء
وحول تصور الاميركان للاوضاع العراقية وحلولها روى: بعث الاميركان بشخصية مهمة الى بغداد قبل اسبوعين وقد دعوته على عشاء في داري خارج المنطقة الخضراء.. لكنه اتصل بي بعد يومين معتذرا وقال انهم لايسمحون (الامن الاميركي) بخروجي من المنطقة الخضراء فاتفقنا على اللقاء في مبنى مجلس الوزراء داخل المنطقة.. وجين التقينا سالته ماهي طبيعة مهمتك في بغداد فقال انها لتقصي الحقائق فسالته ماهي الحقائق التي توصلت اليها فاجاب.. ان المنطقة الخضراء تشبه غرفة مغلقة فيها مجموعة من الافراد يمارسون التدخين جميعهم في وقت واحد ولاييشعرون بضرر ذلك الا عندما يغادرون الغرفة ويستنشقون الهواء النقي. واشار المبعوث الى ان الاميركان يتفقون مع الوزراء العراقيين على اجراءات وقرارات تبقى حبرا على ورق لان الوزراء لايستطيعون الذهاب الى مقرات وزاراتهم خارج المنطقة الخضراء. واضاف الجلبي ان المبعوث ساله عن السبب في وصول الاوضاع في بغداد الى ماهي عليه الان فقال له :
انتم اصحاب السلطة في العراق فاسالوا انفسكم عن السبب.. فهل لديكم الرغبة في ارغام اجهزتكم (في اشارة الى المخابرات الاميركية) للتخلي عن خططها في العراق وعن المتعاونين العراقيين معها. ثم سال المبعوث عما اذا كان الايرانيون مستعدون للتعاون حول امن العراق فاجابه الجلبي : انتم الدولة العظمى وانتم الذين تهددون ايران بالتدمير فاجاب ان هناك مشكلة في ان الايرانيين لديهم عبوات ناسفة متطورة وقد ملاوا العراق بها وهي قادرة على تذويب الدبابة الاميركية وقتل من فيها وقد استخدمت مرات عدة وكانت النتائج فادحة.. فاوضح الجلبي ان الايرانيين لهم رغبة في مفاوضة الاميركان لكن لايثقون بهم.
وحذر الجلبي قائلا : ان العراق اصبح ارضا للمعركة الايرانية الاميركية.. وهذا وضع يجب ان ننهيه والا سنتدمر.. نحن نريد تحييد العراق في هذا الصراع.
واشار الجلبي الى انه كان على راس من هيا لاقناع الاميركان على اسقاط نظام الرئيس السابق صدام حسين موضحا ان ذلك اكسبه عداوات داخلية وخارجية كثيرة في دول عربية وفي داخل اميركا نفسها التي وقفت اطراف فيها ضد الحرب ومنهم كولن باول وزير الخارجية وغونداليزا رايس مستشارة الامن القومي وتيبيت رئيس جهاز المخابرات السابقين. وقال: لكنه بعد اسقاط صدام اصبح من يدير الاوضاع في العراق هم معارضي الحرب السابقين فحولوا العراق الى بلد محتل وارادوا كتابة دستور البلاد.
السيستااني والدستور وتأسيس الائتلاف
واوضح الجلبي: ذهبت الى السيستاني للتباحث معه حول الدستور فسألني ان الاميركان كتبوا الدستور الياباني خلال اسبوع فهل سيكتبوا دستور العراق فقلت له انا اعارض ذلك ويجب ان تكتبه هيئة عراقية.. فاجاب السيستاني: هذا مانريد.. وبعدها دخلنا في معركة مع الحاكم الاميركي المدني السابق بول بريمر الامر الذي اغضب بوش وقال لمساعدين له ان الجلبي اصبح شوكة في خاسرتنا. لقد اجرينا الانتخابات واصرينا على كتابتنا للدستور ليكون ضمانة للاكثرية في العراق وهم الشيعة.
وقال: لقد دعوت لتاسيس الائتلاف الاول قبل الانتخابات الاولى من اجل تحقيق اكثرية برلمانية مهمتها واحدة هي سن الدستور.. فاكتسح الائتلاف الانتخابات التي جرت مطلع عام 2005 ونجحنا بكتابة دستور يحمي الاكثرية ويحول دون اقامة دولة اسلامية. واضاف : لقد سعيت منذ البداية لابعاد الائتلاف عن المشروع الطائفي وضممنا في قيادته ثلاثة من السنة لكنهم عوملوا مع الاسف كمنبوذين.. وعندما بدانا في تشكيل الائتلاف الثاني لخوض انتخابات اواخر عام 2005 قلت لهم اذا اردتم ان ندخلها يجب ان لايكون الائتلاف اسلاميا فرفضوا ولذلك خضت الانتخابات بعيدا عنه. لقد كان هدفي انشاء كتلة عراقية التمثيل داخل الائتلاف فرفضوا ذلك من خلال ممارسات غير مسؤولة مع العلم انه لولا دعم المرجعية فان احزاب الائتلاف لم تكن لتحصل على شيء في الانتخابات.
وحول تفسيره لاسباب انهيار الامن اوضح الجلبي : ان البعثيين وبعض السنة يسعون لافشال العملية السياسية ليقولوا ان اطراف الحكومة غير قادرة على ادارة الدولة من اجل ان يعيدوا العجلة الى الوراء.. وهؤلاء يجب قهرهم وهزيمتهم.
مطالب الغاء هيئة اجتثاث البعث
وعن المطالب التي طرحت في مؤتمرات المصالحة لالغاء الهيئة العليا لاجتثاث البعث قال الجلبي وهو رئيسها : ان الهيئة هي التي حمت العراق من عودة البعثيين للسيطرة عليه.. وانا ارفض حلها لان دورها لم ينتهي.. ولن استقيل من رئاستها.. فبوجودها تم منع البعثيين ايضا من الوصول الى مراكز يستطيعون من خلالها التاثير على الاوضاع في العراق. ان لدينا الان مشروع قانون جديد للهيئة سيعرض على مجلس النواب لمناقشته واقراره واهم مافيه انه يسمح لاعضاء الفرق الحزبية السابقة المستثنين من اجراءات الاجتثاث تولي مناصب اعلى من مدير عام وقد تصل الى درجة وزير.. اما اعضاء الشعب الحزبية فسيشملون بقرارات الاستثناء من الاجتثاث وهذا لم يكن سابقا ويحصلون على مرتبات تقاعدية.. فلن يبقى من البعثيين السابقين غير اعضاء الفروع والقيادة القطرية وهؤلاء لايزيد عددهم على الالف هم الذين لن يسمح لهم بالعودة الى وظائفهم في الدولة.
اسباب عدم حصول الجلبي على مقعد في البرلمان
وردا على سؤال وجه الى الجلبي بانه كان وراء قرار الكونغرس بتحرير العراق منتصف التسعينات ثم عاد الى العراق وتولى عضوية مجلس الحكم ثم نائبا لرئيس الوزراء وانه كان وراء تشكيل الائتلاف والبيت الشيعي لكنه لم يحصل في النهاية على مقعد في البرلمان وعما اذا كان السبب في ذلك عدم فهم الناس له ام وقوف الائتلاف ضده ام عدم تنظيم حملة انتخابية قوية ؟ قال : ان كل هذا صحيح.. لكن الشيء الاساسي هو ان التصويت سار على اساس طائفي.. الناس صوتوا لقائمة الائتلاف لانهم اعتقدوا ان ذلك سياتي بمن يحميهم.. والشيعة عادة لايهتموا بالنتيجة وانما بالمطالبة.. وهم لايقيمون السياسي على اساس ما يمكن ان يقدمه لهم من مكاسب سياسية حقيقية وانما يسيرون وراء من يوفر لهم حمايتهم.. الشيعة لايحترمون السياسيين لانهم يعتقدون ان لهم مثالب وان السياسيين هم سبب المظالم التي لحقت بهم.. لكنهم يحترمون رجل الدين. لقد كنت الوحيد الذي قام بحملة انتخابية منظمة وتجولت في منحافظات الوسط والجنوب والتقيت بمختلف شرائح الشعب..
وفي المقابل لم يقم مرشحي الائتلاف باي حملات انتخابية لكن ملصقاتهم كانت منتشرة حتى القرى الصغيرة.. ولم ينظم المرشحون هذا ولكنهم الناس لانهم يؤمنون بالمرجعية التي دعتهم لانتخاب الائتلاف. كما ان طرحنا لمشروعنا الانتخابي كان عالي المستوى لم يستوعبه الكثيرون برغم ان هناك من تجاوب معه لكنهم راوا ان واجبهم الديني يحتم عليهم التصويت للائتلاف الذي دعمته المرجعية.
الانتخابات المقبلة واعادة الاميركان للبعثيين
وحول ما تردد من المرجعية تعد الان لدعم تيار ليبرالي مواز لخط الائتلاف خلال الانتخابات المقبلة اشار الجلبي : المرجعية ليس لها تصور للانتخابات المقبلة التي ستجري بعد ثلاث سنوات لان همها الان هو كيفية انقاذ العراق من وضعه الحالي لانها تتحمل مسؤولية فوز الائتلاف الحاكم ووزارته.
وعن السبب الذي يجعل السيستاني يدعم قائمة انتخابية واحدة بينما المفروض ان يمارس رعايته لكل العراقيين اوضح قائلا : ان السيستاني لديه هاجس عدم تكرار نتائج ثورة العشرين (عام 1920 التي قادتها العشائر العربية الجنوبية ضد الانكليز ثم اسفرت عن حكم وطني يقوده السنة) ولذلك فهو متخوف من العودة لاضطهاد الشيعة من جديد. وحول عدم تدخل السيستاني في الانتخابات الايرانية وهو يحمل الجنسية الايرانية اجاب الجلبي : ان كلامه غير مسموع هناك لان الشيعة غير مضطهدين في ايران.
وعن حقيقة مايتردد من حوارات يجريها الاميركان مع المسلحين اشار الجلبي الى ان هذا الامر حاصل منذ فترة وهدف الاميركان منه اقناعهم بالاشتراك في الحكم ووقف عملياتهم المسلحة.. وهم يستطيعون اعادة البعثيين عن طريق الايعاز لبعض الكتل السياسية بترشيح بعثيين عنهم لتولي مناصب وزارية او تعيين وكلاء وزارات للوزارات الامنية او تعيينهم قادة في الجيش او الشرطة.