المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بلورات من الكوليسترول مسؤولة عن النوبات القلبية والسكتات الدماغية



جبار
11-03-2006, 12:27 PM
http://www.aawsat.com/2006/11/02/images/health.390074.jpg

تتسبب في حدوث خثرة دموية مفاجئة


* كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية):«الشرق الأوسط»*


بلورات صغيرة من الكوليسترول شبيهة بالإبر، قد تسبب النوبات القلبية.
ولكن ما الذي يطلق مثل هذه النوبات؟

لقد جرت بشكل جيد دراسة الخطوات التي تؤدي الى حدوث النوبات، فتبين أن الكوليسترول الذي يتجمع في رقع على طول جدران الشرايين يتعرض الى هجمات من قبل خلايا الدم البيضاء، مما ينتج عن ذلك في النهاية سائل لزج مغطى بغطاء يشبه الجلد. وقد يستغرق الامر عقودا من الزمن لمثل هذه اللويحات المليئة بالكوليسترول لكي تتطور ولتبقى هناك على الجدران. ولكن ما الذي يجعل هذه اللويحات تتحطم وتنفتح، مسربة محتوياتها الى مجرى الدم، مسببة خثرة قد تسد المجرى الذي يزود القلب بالدم (بداية نوبة قلبية) أو الدماغ (بداية سكتة دماغية)؟

لا أحد يدري، فقد يكون هذا ناتجا عن ارتفاع مفاجئ لضغط الدم، أو انهمار سيل من الرسائل الكيميائية المفاجئة التي قد تصحب حالات الغضب، أو التوتر. أو قد تكون نتيجة خلايا الدم البيضاء التي شرعت تأكل من اللويحات ووصلت الى مراحلها الاخيرة. لكن أثنين من الباحثين في جامعة ولاية ميتشيغان في الولايات المتحدة يعتقدان ان السبب قد يعود ايضا الى تأثير الكوليسترول المتبلور (أي الذي تحول الى ما يشبه الكريستال) أو فعله.

* بلورات الكوليسترول

* وعن طريق استخدام تجارب تذكرنا بالالعاب التي يمارسها الاطفال التي تكون البلورات (الكريستالات) الصغيرة كشف كل من الدكتور جورج أبيلا وقصي عزيز أن الكوليسترول السائل بمقدوره بسرعة التبلور والدخول في الانسجة بطريقة مشابهة للغطاء الذي يحفظ الصفائح في مكانها. كما وجدوا بلورات كوليسترولية في اللويحات المحطمة.

وتحتوي شرايننا على نوعين أساسيين من اللويحات: اللويحات الليفية التي تحتوي على القليل من الكوليسترول والقليل من خلايا الدم البيضاء. وهي شأنها شأن الندوب القديمة مغطاة بغطاء أو طبقة سميكة من النسيج القاسي. وهذا ليس النوع الذي يتحطم ويتمزق.

اما النوع المعرض للتمزق فهو أكثر نعومة يكون غطى بكوليسترول لزج ويعج بخلايا الدم البيضاء. وهو مغطى بطبقة رقيقة من الكالوجين، البروتين الخيطي، أو السلكي الشكل، الموجود عادة في الجلد والاوتار. واللويحات هذه المعرضة للتمزق لا تقوم بالانتفاخ أو سد الشرايين، مما يعني انها لا تقوم بالضرورة بإعاقة مجرى الدم، او الظهور في الصور الوعائية (صور الاوعية الدموية)، أو قيام اجهزة المسح بتسجيلها. لكنها قد تنفجر هكذا فجأة من دون سابق إنذار، فهل هذا يعني أن البلورات تقوم بصورة ما بتحطيم اللويحات؟ لاكتشاف هذه الامكانية قام أبيلا وعزيز بتذويب مسحوق صاف من الكوليسترول في أنابيب اختبار وتركوه يبرد. وعندما بدأ الكوليسترول يجمد، تمدد مستوليا في النهاية على مساحة أكثر مما تقوم به السوائل أحيانا. (الماء يفعل الامر ذاته عندما يتحول الى ثلج). وقام هذا الكوليسترول الذي تجمد بانتاج بلورات (كريستالات). وكشف المجهر الالكتروني ان الكريستالات اتخذت شكلين رئيسيين: كريستالات حادة تشبه الابر، وكريستالات مسطحة سداسية الشكل.

* اختبارات حديثة

* وقام أبيلا وعزيز بإعادة التجربة، ولكن هذه المرة قاما بربط أغشية حيوانية تشبه الغطاء الذي يغطي اللويحة لتغطية رؤوس انابيب الاختبار. وعندما نما الكريستال وتمدد، دفع الغشاء وشوه شكله قبل أن يمزقه بعدما نتأه ونفذ عبره. هذا ما كتبه الاثنان في عدد يناير/فبراير من مجلة «سكانينغ» في مستهل العام الحالي.

وللتأكد من أن ما يحدث في أنابيب الاختبار قد يحصل أيضا للبشر قام الاثنان بالحصول على جزء من شريان قلبي أمامي أيسر نازل مصاب بتمزق لويحي من جثة رجل جرى تشريحه بعد وفاته فجأة من نوبة قلبية. ولكون الكحول يقوم بإذابة بلورات الكوليسترول، قاموا باستخدام اسلوب خال من الكحول لمعاينة هذا النسيج تحت المجهر. والذي شاهدوه هو إختراق بلورات الكوليسترول للويحة وتمزيقها لغطائها، بل ونفاذها الى الـ«إيندوثيليوم»، وهو الجدار المبطن للشريان.

وهذه ليست المرة الاولى التي تتورط فيها البلورات الكوليسترولية في الامراض البشرية، فقد شوهدت في العين مسببة تغيَم القرنية وتعتيمها، أي السداد العيني (المياه الزرقاء) بعد ذلك. ومن حالاته الشائعة الاخرى داء النقرس الذي تسببه الترسبات المؤلمة للبلورات الحادة لحامض اليوريك في المفاصل. وهو شأنه شأن تمزق اللويحات يأتي النقرس ويختفي والذي تسببه الاحداث اللأليمة وتعاطي الكحول والمخدرات والامراض الاخرى. كما أن كلا من النقرس والتمزق اللويحي تسببهما الالتهابات.

والاكتشافات هذه مثيرة فعلا لاسباب عديدة وهي معرفة قدرة الكوليسترول المشبع في التحول الى بلورات بسرعة ردا على التغيرات في الضغط ودرجة الحرارة والتوتر، أو الاشارات والرسائل الكيميائية، وتفسر أيضا كيفية تحطم اللويحات فجأة. كما تفسر أيضا قيام هذه البلورات التي تنفذ الى داخل «إيندوثيليوم» في التسبب ببعض الالتهابات المسؤولة عن تصلب الشرايين، كما يقول الدكتور ابيلا رئيس دائرة الامراض القلبية والشريانية في ولاية ميتشيغان. ومثل هذه الدراسة ينبغي ألا توقف الابحاث حول هذه المسألة، لكنها قد تساعد في العثور على استراتيجيات لتثبيت اللويحات والحيلولة دون تحطمها.


*خدمة هارفارد الطبية ـ الحقوق: 2005 بريزيدانت آند فيلوز ـ كلية هارفارد