المهدى
10-26-2006, 08:51 AM
10% من السكان مسلمون وترفض السلطات منحهم حقوقا في العبادة
سراييفو: عبد الباقي خليفة
منذ أكثر من 38 سنة والمسلمون في سلوفينيا ينتظرون على أحر من الجمر وبفارغ الصبر، كما يقولون، إقامة مسجد لهم في العاصمة السلوفينية لوبليانا من دون جدوى.
وبعد سقوط الشيوعية تجددت آمال المسلمين في تحقيق هدفهم ورغبتهم الدفينة لعدة عقود، لا سيما أن الليبرالية أكثر انفتاحا من الستار الحديدي، وآيديولوجية المنع البوليسي، والوصاية على الناس في ملبسهم ومشربهم وحتى نوعية تفكيرهم وسلوكهم الشخصي، ولكن دار سلوفينيا ظلت على حالها. وفي سنة 1993 تم تحريك القضية مجددا لكن بعض المسؤولين ماطل في إعطاء تصريح ببناء المسجد الذي يكلف بناؤه أكثر من مليوني يورو، الأمر الذي ألجأ المشيخة الاسلامية في سلوفينيا إلى المحكمة التي أعطت الحق للمسلمين وهم نحو 10 في المائة من عدد السكان لبناء مسجد.
ورغم حصول المسلمين على تصريح لبناء المسجد في نهاية عام 2004، إلا أن عراقيل إدارية جديدة ظهرت على الساحة. وقال مفتي سلوفينيا الجديد، نجاد غرابوس لـ«الشرق الأوسط» والذي تم اختياره في نهاية ابريل (نيسان) الماضي من قبل المجلس الاسلامي في البوسنة الذي يشرف بدوره على العمل الدعوي في كل من كرواتيا السنجق بصربيا والجبل الاسود وسلوفينيا.
عاشت سلوفينيا والبوسنة زمنا طويلا في ظل حكم واحد منذ المملكة الصربية الكرواتية السلوفينية حتى انهيار النظام الذي بناه الرئيس اليوغسلافي الراحل جوزيف بروز تيتو سنة 1991، حيث كانت المشيخة الاسلامية في سراييفو تدير الشؤون الدينية للمسلمين في يوغسلافيا السابقة، وفي سنة 1994 تمت إقامة مشيخة اسلامية في سلوفينيا وهي تتبع للمشيخة في سراييفو.
وعن سبب عدم بناء مسجد سلوفينيا، الذي قال عنه إنه «امتحان للديمقراطية الاوروبية» أجاب «منذ عامين وهناك جدل كبير في الاوساط السلوفينية يشبه الجدل البيزنطي حول أحقية المسلمين ببناء مسجد.. وخرجت القضية من كونها حقا طبيعيا للطوائف في سلوفينيا إلى مادة اعلامية، وللاسف فإن الكثير من وسائل الاعلام لم تبد أي تسامح تجاه حق المسلمين في بناء المسجد والمركز الاسلامي بلوبليانا، زاعمة أن المسجد سيكون وكرا للارهاب». واستطرد قائلا «التطرف والارهاب أصبحا شماعة لكل من لا يريد للمسلمين أن يتمتعوا بالحرية التي وهبها الله لخلقه». وأعرب عن أمله في تخطي العقبات التي يضعها «أشخاص لم يبدوا أي قدر من التسامح ومن القبول بالآخر»، مؤكدا مواصلة «طريق القضاء للحصول على حقوقنا الطبيعية».
وعن أسباب تأخر بناء المسجد رغم حصولهم على ترخيص بالبناء أجاب «بفضل الله تخطينا الكثير من العقبات ونحن بصدد إعادة بناء المشيخة الاسلامية لنتفرغ لبناء المسجد والمركز الاسلامي». وحول أهمية بناء المركز الثقافي قال «بدون بناء المسجد والمركز الثقافي لا يمكن عمل شيء فهما ضروريان لبناء ثقافة اسلامية وتعريف الاجيال المسلمة بتعاليم دينها».
وحول ما إذا كان هناك متعاطفون مع المسلمين في بناء مسجد لهم، أكد المفتي أن «هناك موجة كبيرة من التعاطف بين النخبة والشعب السلوفيني». وقبل نحو اسبوعين قال البروفسور سيلفو ديفيتاك «بدون بناء المسجد والمركز الاسلامي ليس هناك مجال للحديث عن حريات دينية في سلوفينيا، وهذا أمر مهم للغاية من الناحية السياسية».
وأشار المفتي إلى أن المشكلة اصبحت في أحد أبعادها سياسية «فنحن لا ندري إن كنا سنبنيه على رقعة الارض السابقة أم سنمنح قطعة أخرى أو لا يتم ذلك ابدا». وأكد انهم طلبوا المساعدة من أطراف اوروبية وقال «نحن نعتقد أن مسألة بناء المسجد والمركز الاسلامي امتحان للديمقراطية الاوروبية». وأضاف «كان من المتوقع أن يتم بناء المركز الاسلامي بالقرب من الطريق السريع الرابط بين غرب وشرق أوروبا، ولهذا السبب سيكون المركز بعون الله بالغ الاهمية للمسلمين المارين من هذا الطريق سواء كانوا عمالا او تجارا او رجال اعمال وغيرهم، حيث سيجدون في المركز المكان الملائم للصلاة والراحة والاستجمام والطعام وكل ما يحتاجونه في سفرهم قبل مواصلة الطريق، وهذا سيجعل ما لا يقل عن 3 ملايين نسمة لهم علاقة مباشرة ومكررة مع المركز الاسلامي في حلهم وترحالهم».
وواصل «بل غير المسلمين يمكن الاستفادة لهم من المرافق التابعة للمركز كالمطعم والمقصف وغير ذلك». وعن المساحة المخصصة للمسجد والمركز الثقافي قال «المساحة الاجمالية تبلغ 20 ألف متر مربع، وهي كافية لإقامة مسجد ومركز ثقافي ينعم فيه المسلمون بالعبادة في جو روحاني وثقافي وحضاري يبعث على الارتياح والطمأنينة والانتماء لعالم ارحب وافق اوسع».
سراييفو: عبد الباقي خليفة
منذ أكثر من 38 سنة والمسلمون في سلوفينيا ينتظرون على أحر من الجمر وبفارغ الصبر، كما يقولون، إقامة مسجد لهم في العاصمة السلوفينية لوبليانا من دون جدوى.
وبعد سقوط الشيوعية تجددت آمال المسلمين في تحقيق هدفهم ورغبتهم الدفينة لعدة عقود، لا سيما أن الليبرالية أكثر انفتاحا من الستار الحديدي، وآيديولوجية المنع البوليسي، والوصاية على الناس في ملبسهم ومشربهم وحتى نوعية تفكيرهم وسلوكهم الشخصي، ولكن دار سلوفينيا ظلت على حالها. وفي سنة 1993 تم تحريك القضية مجددا لكن بعض المسؤولين ماطل في إعطاء تصريح ببناء المسجد الذي يكلف بناؤه أكثر من مليوني يورو، الأمر الذي ألجأ المشيخة الاسلامية في سلوفينيا إلى المحكمة التي أعطت الحق للمسلمين وهم نحو 10 في المائة من عدد السكان لبناء مسجد.
ورغم حصول المسلمين على تصريح لبناء المسجد في نهاية عام 2004، إلا أن عراقيل إدارية جديدة ظهرت على الساحة. وقال مفتي سلوفينيا الجديد، نجاد غرابوس لـ«الشرق الأوسط» والذي تم اختياره في نهاية ابريل (نيسان) الماضي من قبل المجلس الاسلامي في البوسنة الذي يشرف بدوره على العمل الدعوي في كل من كرواتيا السنجق بصربيا والجبل الاسود وسلوفينيا.
عاشت سلوفينيا والبوسنة زمنا طويلا في ظل حكم واحد منذ المملكة الصربية الكرواتية السلوفينية حتى انهيار النظام الذي بناه الرئيس اليوغسلافي الراحل جوزيف بروز تيتو سنة 1991، حيث كانت المشيخة الاسلامية في سراييفو تدير الشؤون الدينية للمسلمين في يوغسلافيا السابقة، وفي سنة 1994 تمت إقامة مشيخة اسلامية في سلوفينيا وهي تتبع للمشيخة في سراييفو.
وعن سبب عدم بناء مسجد سلوفينيا، الذي قال عنه إنه «امتحان للديمقراطية الاوروبية» أجاب «منذ عامين وهناك جدل كبير في الاوساط السلوفينية يشبه الجدل البيزنطي حول أحقية المسلمين ببناء مسجد.. وخرجت القضية من كونها حقا طبيعيا للطوائف في سلوفينيا إلى مادة اعلامية، وللاسف فإن الكثير من وسائل الاعلام لم تبد أي تسامح تجاه حق المسلمين في بناء المسجد والمركز الاسلامي بلوبليانا، زاعمة أن المسجد سيكون وكرا للارهاب». واستطرد قائلا «التطرف والارهاب أصبحا شماعة لكل من لا يريد للمسلمين أن يتمتعوا بالحرية التي وهبها الله لخلقه». وأعرب عن أمله في تخطي العقبات التي يضعها «أشخاص لم يبدوا أي قدر من التسامح ومن القبول بالآخر»، مؤكدا مواصلة «طريق القضاء للحصول على حقوقنا الطبيعية».
وعن أسباب تأخر بناء المسجد رغم حصولهم على ترخيص بالبناء أجاب «بفضل الله تخطينا الكثير من العقبات ونحن بصدد إعادة بناء المشيخة الاسلامية لنتفرغ لبناء المسجد والمركز الاسلامي». وحول أهمية بناء المركز الثقافي قال «بدون بناء المسجد والمركز الثقافي لا يمكن عمل شيء فهما ضروريان لبناء ثقافة اسلامية وتعريف الاجيال المسلمة بتعاليم دينها».
وحول ما إذا كان هناك متعاطفون مع المسلمين في بناء مسجد لهم، أكد المفتي أن «هناك موجة كبيرة من التعاطف بين النخبة والشعب السلوفيني». وقبل نحو اسبوعين قال البروفسور سيلفو ديفيتاك «بدون بناء المسجد والمركز الاسلامي ليس هناك مجال للحديث عن حريات دينية في سلوفينيا، وهذا أمر مهم للغاية من الناحية السياسية».
وأشار المفتي إلى أن المشكلة اصبحت في أحد أبعادها سياسية «فنحن لا ندري إن كنا سنبنيه على رقعة الارض السابقة أم سنمنح قطعة أخرى أو لا يتم ذلك ابدا». وأكد انهم طلبوا المساعدة من أطراف اوروبية وقال «نحن نعتقد أن مسألة بناء المسجد والمركز الاسلامي امتحان للديمقراطية الاوروبية». وأضاف «كان من المتوقع أن يتم بناء المركز الاسلامي بالقرب من الطريق السريع الرابط بين غرب وشرق أوروبا، ولهذا السبب سيكون المركز بعون الله بالغ الاهمية للمسلمين المارين من هذا الطريق سواء كانوا عمالا او تجارا او رجال اعمال وغيرهم، حيث سيجدون في المركز المكان الملائم للصلاة والراحة والاستجمام والطعام وكل ما يحتاجونه في سفرهم قبل مواصلة الطريق، وهذا سيجعل ما لا يقل عن 3 ملايين نسمة لهم علاقة مباشرة ومكررة مع المركز الاسلامي في حلهم وترحالهم».
وواصل «بل غير المسلمين يمكن الاستفادة لهم من المرافق التابعة للمركز كالمطعم والمقصف وغير ذلك». وعن المساحة المخصصة للمسجد والمركز الثقافي قال «المساحة الاجمالية تبلغ 20 ألف متر مربع، وهي كافية لإقامة مسجد ومركز ثقافي ينعم فيه المسلمون بالعبادة في جو روحاني وثقافي وحضاري يبعث على الارتياح والطمأنينة والانتماء لعالم ارحب وافق اوسع».