زوربا
10-25-2006, 07:54 AM
نيويورك تايمز - جيف ستين
أجريت خلال الأشهر القليلة الماضية حوارات صحفية مع عدد من مسؤولي محاربة الإرهاب في واشنطن، كان سؤالي الرئيسي فيها كالتالي: "هل تعرف الفرق بين الشيعة والسنة؟" سؤال "مفخخ"؟ قد يكون كذلك. ولكن إذا كانت معرفة العدو أهم قاعدة في أي حرب، فلا أعتقد أنه سؤال في غير محله. وقد حرصت على أن أشرح للأشخاص الذين حاورتهم أنني لا أبحث عن تفسير ديني، وإنما عن الفروق المهمة فقط، أي في أي صف يقف كل واحد منهما اليوم، وماذا يريد كل واحد منهما؟
في النهاية، ألا يعرف مسؤولو محاربة الإرهاب المكلفون بإيرلندا الشمالية الفرق بين الكاثوليك والبروتستانت. في بيئة مشابهة إلى حد بعيد، ولكنها أكثر دموية، يتخذ التنافس "السني-الشيعي المستمر منذ 1400 عام من شوارع بغداد مسرحاً له، معززاً من شبح تفكك العراق إلى دول متعادية، إحداها تدعمها إيران الشيعية، والأخرى تدعمها دول عربية سنية.
الواقع أن من شأن انهيار تام في العراق أن يشكل ملاذا آمنا بالنسبة لنشطاء "القاعدة" الذين سيكونون على مرمى حجر من إسرائيل، بل وأوروبا. كما أن طبيعة التهديد من إيران، التي يمكنها أن تصبح قوة نووية، وشمال السعودية، ولبنان، والأراضي الفلسطينية مختلف تماما عن تهديد "القاعدة".
غير أنه إلى اليوم، لا يملك معظم المسؤولين الأميركيين الذين حاورتهم حلا. وذلك لا يقتصر على مسؤولي الاستخبارات وفرض احترام القانون، وإنما يشمل أيضا أعضاء الكونغرس الذين يعتبر دورهم بالغ الأهمية في مراقبة وكالات الاستخبارات. وعليه يجوز التساؤل هنا: كيف يمكنهم الاضطلاع بمهامهم من دون معرفة الأمور الأساسية؟
يعود اهتمامي بمعرفة مدى إدراك الساسة الأميركيين للفرق بين المذهبين الرئيسيين للإسلام إلى 2005، عندما ناقش "جون ستيوارت" إفادات بعض مسؤولي مكتب التحقيقات الفيدرالية "إف بي آي" في قضية كشفت أنهم غير قادرين على الإجابة على أسئلة أساسية حول الإسلام. ومن بين هؤلاء المسؤولين "غاري بولد،" الذي كان يرأس حينها قسم مكافحة الإرهاب بـ"المكتب". وقتها، قال "بولد" إن مثل هذه الخبرة ليست بأهمية أن يكون المرء مديراً جيدا لهيئة أمنية.
بعد ذلك ببضعة أشهر، سألت المتحدث باسم الـ"إف بي آي" "جون ميلر" حول تصريحات "بولد"، فكان جواب "ميلر" كالتالي "ما ينبغي على أي زعيم فعله هو أن يقود منظمته إلى الأمام"، مضيفاً أن "مدير عمليات محاربة الإرهاب في عالم ما بعد الحادي عشر من سبتمبر ليس مطالباً بأن يحفظ عن ظهر قلب البيانات المتعلقة بأسامة بن لادن، أو أن يكون قادرا على قراءة اللغة الأردية كي يكون ناجحاً وفعالاً".
بطبيعة الحال لم أسأله بخصوص قراءة اللغة الأردية أو كتابات بن لادن.
الحقيقة أن الجهل بالفرق بين الشيعة والسنة ليس حكراً على المسؤولين الأمنيين، وإنما ينسحب أيضاً على أعضاء مرموقين في الكونغرس. ولنأخذ مثال "تيري إيفريت"، النائب "الجمهوري" عن ولاية ألاباما لسبع ولايات نيابية، والذي يشغل منصب نائب رئيس اللجنة المنبثقة عن لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس النواب، والمكلفة بالاستخبارات التكتيكية والتقنية، سألته قبل بضعة أسابيع: "هل تعرف الفرق بين السنة والشيعة؟". فكر لحظة ثم قال "أحدهما في مكان ما، والآخر في مكان آخر. كلا حتى أكون صادقا معك، لا أعرف. كنت أعتقد أنه فرق في دينهم، مذاهب مختلفة أو ما شابه".
الحقيقة أنه يُحسب لـ"إيفريت" أنه سألني حول الفرق. فأخبرته بإيجاز حول الخلاف الذي حدث بعد وفاة النبي محمد، وكيف أن العراق وإيران بلدان فيهما أغلبية شيعية، في حين أن بقية العالم الإسلامي ذات أغلبية سنية. فقال لي "الآن بعد أن شرحت لي الأمر، أعتقد أن ذلك يعقد ما نقوم به هناك ويجعله صعبا للغاية، ليس في العراق فحسب، وإنما في المنطقة برمتها".
النائبة "الجمهورية" "جو آن ديفيس" عن ولاية فرجينيا التي ترأس لجنة مجلس النواب المكلفة بمراقبة أداء وكالة الاستخبارت المركزية "سي آي إي" في ما يخص توظيف جواسيس إسلاميين وتحليل المعلومات، كان رد فعلها مماثلا عندما سألتها حول ما إن كانت تعرف الفرق بين السنة والشيعة. بدت على وجهها محاولات التفكير والتركيز قبل أن تجيب "أتعلم؟ ينبغي أن أعرف". فحاولت الإجابة قائلة "إنه فرق في معتقداتهم الدينية الجوهرية. السُنة أكثر تشدداً من الشيعة أو العكس. ولكنني أعتقد أن السنة هم الأكثر تشدداً من الشيعة".
هل تعرف أي مذهب يتبع زعماء "القاعدة"؟ ردت "القاعدة هم الأكثر تشدداً، وعليه فأعتقد أنهم من السنة"، وأضافت "قد أكون مخطئة، ولكن أعتقد أن ذلك صحيح". ثم سألتها حول ما إن كانت تعتقد أنه من المهم بالنسبة لأعضاء الكونغرس المكلفين بمراقبة وكالات الاستخبارات معرفة الجواب على أسئلة من هذا القبيل، فردت "ديفيس" بالقول "أعتقد أنه مهم للغاية لأن سبب وجود القاعدة يقوم على معتقداتهم. ثم إن على المرء أن يفهم عدوه ويعرفه".
الواقع أنه إذا كان بعض المسؤولين في وكالات الاستخبارات وأعضاء الكونغرس تعاملوا بيسر مع سؤالي، إلا أنني خرجت بخلاصة مفادها أن الكثيرين في الكونغرس ووكالات الاستخبارات لايعرفون الجواب. والحقيقة أن الكثير من المسؤولين المكلفين بالحرب على الإرهاب لا يأبهون بمعرفة العدو الذي نحاربه، وهو أمر كاف ليقض مضجع الأميركيين.
أجريت خلال الأشهر القليلة الماضية حوارات صحفية مع عدد من مسؤولي محاربة الإرهاب في واشنطن، كان سؤالي الرئيسي فيها كالتالي: "هل تعرف الفرق بين الشيعة والسنة؟" سؤال "مفخخ"؟ قد يكون كذلك. ولكن إذا كانت معرفة العدو أهم قاعدة في أي حرب، فلا أعتقد أنه سؤال في غير محله. وقد حرصت على أن أشرح للأشخاص الذين حاورتهم أنني لا أبحث عن تفسير ديني، وإنما عن الفروق المهمة فقط، أي في أي صف يقف كل واحد منهما اليوم، وماذا يريد كل واحد منهما؟
في النهاية، ألا يعرف مسؤولو محاربة الإرهاب المكلفون بإيرلندا الشمالية الفرق بين الكاثوليك والبروتستانت. في بيئة مشابهة إلى حد بعيد، ولكنها أكثر دموية، يتخذ التنافس "السني-الشيعي المستمر منذ 1400 عام من شوارع بغداد مسرحاً له، معززاً من شبح تفكك العراق إلى دول متعادية، إحداها تدعمها إيران الشيعية، والأخرى تدعمها دول عربية سنية.
الواقع أن من شأن انهيار تام في العراق أن يشكل ملاذا آمنا بالنسبة لنشطاء "القاعدة" الذين سيكونون على مرمى حجر من إسرائيل، بل وأوروبا. كما أن طبيعة التهديد من إيران، التي يمكنها أن تصبح قوة نووية، وشمال السعودية، ولبنان، والأراضي الفلسطينية مختلف تماما عن تهديد "القاعدة".
غير أنه إلى اليوم، لا يملك معظم المسؤولين الأميركيين الذين حاورتهم حلا. وذلك لا يقتصر على مسؤولي الاستخبارات وفرض احترام القانون، وإنما يشمل أيضا أعضاء الكونغرس الذين يعتبر دورهم بالغ الأهمية في مراقبة وكالات الاستخبارات. وعليه يجوز التساؤل هنا: كيف يمكنهم الاضطلاع بمهامهم من دون معرفة الأمور الأساسية؟
يعود اهتمامي بمعرفة مدى إدراك الساسة الأميركيين للفرق بين المذهبين الرئيسيين للإسلام إلى 2005، عندما ناقش "جون ستيوارت" إفادات بعض مسؤولي مكتب التحقيقات الفيدرالية "إف بي آي" في قضية كشفت أنهم غير قادرين على الإجابة على أسئلة أساسية حول الإسلام. ومن بين هؤلاء المسؤولين "غاري بولد،" الذي كان يرأس حينها قسم مكافحة الإرهاب بـ"المكتب". وقتها، قال "بولد" إن مثل هذه الخبرة ليست بأهمية أن يكون المرء مديراً جيدا لهيئة أمنية.
بعد ذلك ببضعة أشهر، سألت المتحدث باسم الـ"إف بي آي" "جون ميلر" حول تصريحات "بولد"، فكان جواب "ميلر" كالتالي "ما ينبغي على أي زعيم فعله هو أن يقود منظمته إلى الأمام"، مضيفاً أن "مدير عمليات محاربة الإرهاب في عالم ما بعد الحادي عشر من سبتمبر ليس مطالباً بأن يحفظ عن ظهر قلب البيانات المتعلقة بأسامة بن لادن، أو أن يكون قادرا على قراءة اللغة الأردية كي يكون ناجحاً وفعالاً".
بطبيعة الحال لم أسأله بخصوص قراءة اللغة الأردية أو كتابات بن لادن.
الحقيقة أن الجهل بالفرق بين الشيعة والسنة ليس حكراً على المسؤولين الأمنيين، وإنما ينسحب أيضاً على أعضاء مرموقين في الكونغرس. ولنأخذ مثال "تيري إيفريت"، النائب "الجمهوري" عن ولاية ألاباما لسبع ولايات نيابية، والذي يشغل منصب نائب رئيس اللجنة المنبثقة عن لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس النواب، والمكلفة بالاستخبارات التكتيكية والتقنية، سألته قبل بضعة أسابيع: "هل تعرف الفرق بين السنة والشيعة؟". فكر لحظة ثم قال "أحدهما في مكان ما، والآخر في مكان آخر. كلا حتى أكون صادقا معك، لا أعرف. كنت أعتقد أنه فرق في دينهم، مذاهب مختلفة أو ما شابه".
الحقيقة أنه يُحسب لـ"إيفريت" أنه سألني حول الفرق. فأخبرته بإيجاز حول الخلاف الذي حدث بعد وفاة النبي محمد، وكيف أن العراق وإيران بلدان فيهما أغلبية شيعية، في حين أن بقية العالم الإسلامي ذات أغلبية سنية. فقال لي "الآن بعد أن شرحت لي الأمر، أعتقد أن ذلك يعقد ما نقوم به هناك ويجعله صعبا للغاية، ليس في العراق فحسب، وإنما في المنطقة برمتها".
النائبة "الجمهورية" "جو آن ديفيس" عن ولاية فرجينيا التي ترأس لجنة مجلس النواب المكلفة بمراقبة أداء وكالة الاستخبارت المركزية "سي آي إي" في ما يخص توظيف جواسيس إسلاميين وتحليل المعلومات، كان رد فعلها مماثلا عندما سألتها حول ما إن كانت تعرف الفرق بين السنة والشيعة. بدت على وجهها محاولات التفكير والتركيز قبل أن تجيب "أتعلم؟ ينبغي أن أعرف". فحاولت الإجابة قائلة "إنه فرق في معتقداتهم الدينية الجوهرية. السُنة أكثر تشدداً من الشيعة أو العكس. ولكنني أعتقد أن السنة هم الأكثر تشدداً من الشيعة".
هل تعرف أي مذهب يتبع زعماء "القاعدة"؟ ردت "القاعدة هم الأكثر تشدداً، وعليه فأعتقد أنهم من السنة"، وأضافت "قد أكون مخطئة، ولكن أعتقد أن ذلك صحيح". ثم سألتها حول ما إن كانت تعتقد أنه من المهم بالنسبة لأعضاء الكونغرس المكلفين بمراقبة وكالات الاستخبارات معرفة الجواب على أسئلة من هذا القبيل، فردت "ديفيس" بالقول "أعتقد أنه مهم للغاية لأن سبب وجود القاعدة يقوم على معتقداتهم. ثم إن على المرء أن يفهم عدوه ويعرفه".
الواقع أنه إذا كان بعض المسؤولين في وكالات الاستخبارات وأعضاء الكونغرس تعاملوا بيسر مع سؤالي، إلا أنني خرجت بخلاصة مفادها أن الكثيرين في الكونغرس ووكالات الاستخبارات لايعرفون الجواب. والحقيقة أن الكثير من المسؤولين المكلفين بالحرب على الإرهاب لا يأبهون بمعرفة العدو الذي نحاربه، وهو أمر كاف ليقض مضجع الأميركيين.