سلسبيل
10-24-2006, 02:32 PM
http://www.asharqalawsat.com/2006/10/24/images/news.388767.jpg
الخطاط زكريا: أطلقنا التصميم قبل أحداث سبتمبر واعتبرته الحكومة من أسرار الأمن القومي
مصمم أشهر طابع بريد أميركي عند العرب يروي لـ«الشرق الأوسط» قصة «عيد مبارك»
واشنطن: منير الماوري
طابع «عيد مبارك» من أشهر الطوابع البريدية الأميركية التي يحرص العرب الأميركيون ومسلمو الولايات المتحدة بشكل عام على شرائها في كل مناسبة دينية كي يبعثوا برسائل في هذه المناسبات إلى أقاربهم وأصدقائهم داخل أميركا وخارجها تحمل التهنئة من خارج المغلف قبل أن يقوم المستقبل بفتحه، ومصمم الطابع هو الخطاط الأميركي محمد زكريا الذي اعتنق الإسلام قبل ثلاثين عاما وعشق الخط العربي فأصبح من أشهر الخطاطين في العالم.
«الشرق الأوسط» زارت الخطاط زكريا في منزله بولاية فرجينيا فوجدته وقد تحول إلى معمل كامل للخطوط يقدم فيه زكريا دورسا في الخط العربي لعاشقيه من الأميركيين والعرب على حد سواء، وكان أول سؤال توجهنا به إليه هو عن طابع عيد مبارك، فروى لـ«الشرق الأوسط» قصة تصميم الطابع قائلا: «قبل حوالي ست سنوات تلقيت اتصالا مفاجئا من جهة ما تقول إنها على صلة بدائرة البريد وهي دائرة تابعة للحكومة الفيدرالية كما هو معروف وقالوا لي إن هناك أمرا في غاية الأهمية يريدون أن يتحدثوا معي بصدده لكنهم شددوا على أن يكون الأمر في غاية السرية ولا أبلغ به أحدا على الإطلاق، فأجبت عليهم متسائلا: حتى زوجتي لا أبلغها؟! فقالوا يمكنك أن تتحدث مع زوجتك ولكن يجب أن يبق الأمر طي الكتمان عن العالم الخارجي، وعندما وافقت على ذلك جاء إلى منزلي خمسة أشخاص قائلين نريد أن نناقش معك إمكانية تصميم طابع بريد من نوع خاص، مشددين مرة أخرى على عدم إفشاء السر لأي شخص إلى أن يتم إصدار الطابع رسميا».
وتابع قائلا: بعد أن وافقت على شرطهم شرحوا لي الفكرة بأن الحكومة الأميركية تريد أن يكون هناك طابع ذو نكهة إسلامية لأن هناك أعضاء من الكونغرس ومن المسؤولين الكبار في الدولة أبدوا رغبة بذلك، ولقد أوصى كثيرون أن نتصل بك بسبب معرفتك بالثقافة الإسلامية والفنون الإسلامية ويمكنك أن تساعد في تصميم الطابع، وهكذا بدأت في تصميم عدة أشكال عرضتها وعينوا معي شخصا يساعدني في الأمور التقنية لنقل التصميم إلى جهاز كومبيوتر حيث أني لا استخدم الكومبيوتر في تصميماتي، وكانت الفكرة أن يتسم التصميم بالبساطة وأن يعكس اللغة العربية وليس الثقافة الإسلامية فقط، وعندما استقر الرأي على الشكل الأولي رسمته في لوحة كبيرة بالأبيض والأسود ثم بدأنا بتجريب عدة ألوان إلى أن استقرينا على اللون والشكل الحالي، واستمر العمل في التصميم حوالي عام ونصف العام حيث أن أدخلنا تغييرات كثيرة قبل التوصل للشكل الأخير.
وأضاف الخطاط زكريا أنه تم الاتفاق مع السلطات الأميركية على إطلاق الطابع الجديد في الأسبوع الأول من سبتمبر 2001 ومن المصادفات الغريبة أن التاريخ المشار إليه يسبق أحداث الحادي عشر من سبتمبر ببضعة أيام فقط، وتم الإعلان عن الطابع في شيكاغو وحقق في السنة الأولى من إطلاقه أعلى مبيعات في تاريخ الطوابع الأميركية على الإطلاق. وعن الأرباح التي جناها الخطاط من الطابع قال محمد زكريا: «الطابع لم يعد ملكي بل أصبح ملكا للحكومة الأميركية وقد تقاضيت أتعابي مقابل التصميم ولكن الأرباح تعود لدائرة البريد ولا علاقة لي بها».
الخطاط زكريا: أطلقنا التصميم قبل أحداث سبتمبر واعتبرته الحكومة من أسرار الأمن القومي
مصمم أشهر طابع بريد أميركي عند العرب يروي لـ«الشرق الأوسط» قصة «عيد مبارك»
واشنطن: منير الماوري
طابع «عيد مبارك» من أشهر الطوابع البريدية الأميركية التي يحرص العرب الأميركيون ومسلمو الولايات المتحدة بشكل عام على شرائها في كل مناسبة دينية كي يبعثوا برسائل في هذه المناسبات إلى أقاربهم وأصدقائهم داخل أميركا وخارجها تحمل التهنئة من خارج المغلف قبل أن يقوم المستقبل بفتحه، ومصمم الطابع هو الخطاط الأميركي محمد زكريا الذي اعتنق الإسلام قبل ثلاثين عاما وعشق الخط العربي فأصبح من أشهر الخطاطين في العالم.
«الشرق الأوسط» زارت الخطاط زكريا في منزله بولاية فرجينيا فوجدته وقد تحول إلى معمل كامل للخطوط يقدم فيه زكريا دورسا في الخط العربي لعاشقيه من الأميركيين والعرب على حد سواء، وكان أول سؤال توجهنا به إليه هو عن طابع عيد مبارك، فروى لـ«الشرق الأوسط» قصة تصميم الطابع قائلا: «قبل حوالي ست سنوات تلقيت اتصالا مفاجئا من جهة ما تقول إنها على صلة بدائرة البريد وهي دائرة تابعة للحكومة الفيدرالية كما هو معروف وقالوا لي إن هناك أمرا في غاية الأهمية يريدون أن يتحدثوا معي بصدده لكنهم شددوا على أن يكون الأمر في غاية السرية ولا أبلغ به أحدا على الإطلاق، فأجبت عليهم متسائلا: حتى زوجتي لا أبلغها؟! فقالوا يمكنك أن تتحدث مع زوجتك ولكن يجب أن يبق الأمر طي الكتمان عن العالم الخارجي، وعندما وافقت على ذلك جاء إلى منزلي خمسة أشخاص قائلين نريد أن نناقش معك إمكانية تصميم طابع بريد من نوع خاص، مشددين مرة أخرى على عدم إفشاء السر لأي شخص إلى أن يتم إصدار الطابع رسميا».
وتابع قائلا: بعد أن وافقت على شرطهم شرحوا لي الفكرة بأن الحكومة الأميركية تريد أن يكون هناك طابع ذو نكهة إسلامية لأن هناك أعضاء من الكونغرس ومن المسؤولين الكبار في الدولة أبدوا رغبة بذلك، ولقد أوصى كثيرون أن نتصل بك بسبب معرفتك بالثقافة الإسلامية والفنون الإسلامية ويمكنك أن تساعد في تصميم الطابع، وهكذا بدأت في تصميم عدة أشكال عرضتها وعينوا معي شخصا يساعدني في الأمور التقنية لنقل التصميم إلى جهاز كومبيوتر حيث أني لا استخدم الكومبيوتر في تصميماتي، وكانت الفكرة أن يتسم التصميم بالبساطة وأن يعكس اللغة العربية وليس الثقافة الإسلامية فقط، وعندما استقر الرأي على الشكل الأولي رسمته في لوحة كبيرة بالأبيض والأسود ثم بدأنا بتجريب عدة ألوان إلى أن استقرينا على اللون والشكل الحالي، واستمر العمل في التصميم حوالي عام ونصف العام حيث أن أدخلنا تغييرات كثيرة قبل التوصل للشكل الأخير.
وأضاف الخطاط زكريا أنه تم الاتفاق مع السلطات الأميركية على إطلاق الطابع الجديد في الأسبوع الأول من سبتمبر 2001 ومن المصادفات الغريبة أن التاريخ المشار إليه يسبق أحداث الحادي عشر من سبتمبر ببضعة أيام فقط، وتم الإعلان عن الطابع في شيكاغو وحقق في السنة الأولى من إطلاقه أعلى مبيعات في تاريخ الطوابع الأميركية على الإطلاق. وعن الأرباح التي جناها الخطاط من الطابع قال محمد زكريا: «الطابع لم يعد ملكي بل أصبح ملكا للحكومة الأميركية وقد تقاضيت أتعابي مقابل التصميم ولكن الأرباح تعود لدائرة البريد ولا علاقة لي بها».