المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأميركيون تنازلوا عن مطلب محاكمة المتمردين العراقيين الملطخة أيديهم بالدم



فاطمة
10-24-2006, 09:13 AM
لندن - من إلياس نصرالله

ذكرت صحيفة «التايمز» أمس، أن القوات الأميركية في العراق تتفاوض في شكل سري مع المتمردين من أجل إصدار عفو عام عنهم إذا ألقوا سلاحهم، لكي يصبح بمقدورهم نزع سلاح المليشيات الشيعية بهدف وضع حد للحرب الأهلية المستشرية هناك.

وكتبت الصحيفة أن العرض الأميركي للعفو عن المتمردين هذه المرة يختلف عن العروض الشبيهة السابقة في أنه لا يستثني المتمردين الملطخة أيديهم بدماء الجنود الأميركيين والقوات الأخرى الحليفة الذين كان الأميركيون يصرّون على محاكمتهم والاقتصاص منهم. وتابعت أن القادة العسكريين الأميركيين واصلوا مفاوضاتهم مع المتمردين حول الموضوع من دون أن يتأثر الجهد الذي يقومون به بالمراجعة الشاملة التي أجراها الرئيس جورج بوش مع جنرالاته ومستشاريه الأمنيين خلال الأيام الأخيرة للوضع الاستراتيجي في العراق.

ونقلت «التايمز» عن مصادر مطلعة أنهم يتوقعون مشاركة قادة السنة في مؤتمر شامل للمصالحة في الشهر المقبل وبالذات ممثلون عن «الجيش الإسلامي» و«كتائب ثورة 1920».

وعبّر النائب السني سلمان الجميلي من كتلة التوافق عن دهشته لدى سماعه بالتغير الذي طرأ على الموقف الأميركي من مسألة العفو عن المتمردين، وعلق على الأمر في تصريح خص به «التايمز»، قائلاً: «إذا كان الأمر هكذا فذلك يعني أن الأميركيين فعلاً منشغلون في مفاوضات مع المتمردين».
ونقلت الصحيفة عن النائب العراقي عزت شاهبندر، أن التحول في الموقف العراقي نتج عن الضغط الأميركي المتواصل على الحكومة العراقية من أجل إصدار عفو عام عن المتمردين، الأمر الذي دفع رئيس الوزراء نوري المالكي لمطالبة الأميركيين بأن يبادروا هم أولاً بإصدار عفو شامل قبل أن يطلبوا من العراقيين أن يفعلوا ذلك.

كما نقلت عن سياسي سني مطلع على المفاوضات، لم تكشف عن هويته، أن الحكومة العراقية غير مشاركة في المفاوضات الجارية بين الأميركيين والمتمردين.

ويأتي هذا التطور فيما عاد موضوع العراق إلى العناوين الرئيسية في الصحف ونشرات الأخبار المسموعة والمرئية في بريطانيا في شكل مفاجئ بعد ما كانت حكومة رئيس الوزراء توني بلير تحاول دحره والتغطية عليه بقضايا مفتعلة عديدة مثل تحجب المسلمات والتهديدات الإرهابية والصراع الداخلي على خلافة بلير في حزب العمال وغيرها من المواضيع الشبيهة التي فشلت جميعها في حجب فظائع الحرب المستمرة على العراق وتدهور الوضع الأمني الخطير فيها.

وجاء الاستنفار البريطاني في شأن العراق متزامناً مع الاستنفار الذي أبدته إدارة بوش ومن المحتمل أن يكون استنفاراً منسقاً ومدروساً يرمي إلى التنصل قدر الإمكان من المسؤولية الأخلاقية والعملية عمّا آلت إليه الأوضاع داخل العراق في ظل وجود القوات الأميركية والبريطانية وغيرها من القوات الحليفة، وإلقاء هذه المسؤولية على كاهل حكومة المالكي واتهامها مع قوات الجيش والشرطة العراقية بأنها عاجزة عن ضبط الوضع الأمني.

من جهتها، كتبت صحيفة «اندبندنت»، أمس، أن الحرب الأهلية أدت إلى فرار 1.6 مليون عراقي إلى الخارج إلى 1.5 مليون عراقي آخر هجروا مدنهم وقراهم إلى مدن وقرى أخرى آمنة في الداخل، وفقاً لتقرير رسمي من الأمم المتحدة. وأضافت أن موجة الهجرة ما زالت متواصلة وأن سورية تستقبل شهرياً في المعدل نحو 40 ألف عراقي، بعد ما كانت استقبلت في العام المنصرم 360 ألف نازح.