المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تسليط الضوء على "فرق الموت" في العراق



سمير
10-19-2006, 02:41 PM
مصطفى حمو
بي بي سي ارابيك اونلان-لندن




http://newsimg.bbc.co.uk/media/images/42201000/jpg/_42201664_iraqbody203.jpg
ارتفعت حدة العنف الطائفي بعد تفجير مرقد الامامين العسكريين في سامراء

أعلن ناطق باسم وزارة الداخلية العراقية اليوم عن تسريح 3000 منتسب من عناصرها متهمة بالفساد وانتهاك حقوق الإنسان.

وأضاف الناطق أن 600 منهم يواجهون إجراءات قضائية.

كما أعلنت الوزارة أنها بصدد تغيير قادة الأجهزة الأمنية العراقية.

وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر سحب لواء من قوات الشرطة من الخدمة بسبب ولائه لاحدى المليشيات في العراق.

ويواجه قائد احدى كتائب الشرطة العراقية اتهامات جنائية وهناك تحقيقات مع عدد آخر من عناصر وضباط الشرطة العراقية.

تأتي هذه الإجراءات ردا على الاتهامات المتصاعدة والمتزايدة من جهات سنية بتورط عناصر وضباط وزارة الداخلية العراقية في عمليات قتل ضد السنة.

اتساع العنف الطائفي
ترافق هذا الإعلان مع الانباء الواردة عن العنف الطائفي المتصاعد حاليا في شمال العاصمة العراقية بين السنة والشيعة.

فقد اكتشفت جثة أكثر من 17 عامل بناء شيعي مقطوعة الرأس في احد البساتين بالقرب من بلدة الضلوعية شمال العاصمة العراقية بغداد.

كما عثر على جثث عدد من السنة في بلدة بلد ردا على قتل العمال الشيعة.

كما وجدت جثث أربعة رجال مقطوعي الرؤوس دون معرفة هويتهم.

ويبدو أن خطفهم وذبحهم جاء ردا على خطف ثلاثة رجال من السنة من بلدة الضلوعية من قبل مليشيا شيعية من بلدة بلد.

وبعد اكتشاف جثث العمال الشيعة بدأت العائلات السنية القاطنة قرب بلد بالفرار من منازلها خوفا من تعرضها لانتقام المليشيا الشيعية.

فرق الموت


http://newsimg.bbc.co.uk/media/images/42201000/jpg/_42201670_sadrbody203jpg.jpg
يتهم زعماء السنة المليشيا الشيعية بانها وراء فرق الموت

انطلقت "فرق الموت" من ما كان يعرف "بمثلث الموت" جنوب بغداد وهي المنطقة الواقعة بين أربع بلدات جنوب بغداد وهي اليوسفية والاسكندرية واللطيفية والمحمودية.

وكانت فرق الموت العاملة في هذا المثلث تستهدف المسافرين الشيعة المتجهين من بغداد باتجاه جنوب العراق وخاصة خلال مواسم زيارة المراقد الشيعية المقدسة في النجف كربلاء.

كما أن أغلبية الهجمات التي كان يقوم بها تنظيم القاعدة في العراق كانت تستهدف قوات التحالف وعناصر الجيش والشرطة العراقية ذات الغالبية الشيعية.

وقد شهدت المناطق والأحياء الشيعية عددا كبير من الهجمات الانتحارية اما بواسطة سيارات مفخخة أو انتحاريين مما أدى إلى زيادة حدة العنف الطائفي في العراق.

لكن العنف الطائفي اتسع بشكل كبير بعد الهجوم على مرقد الاماميين العسكريين المقدس لدى الشيعة في بلدة سامراء.

منذ ذلك التاريخ ارتفعت وتيرة الجثث المجهولة الهوية التي يعثر عليها يوميا في العاصمة العراقية بغداد.

وغالبا ما تشاهد آثار التعذيب على هذه الجثث وهي مقيدة اليدين.

وتلجأ فرق الموت المتهمة من قبل السنة الى اتباع اسلوب التمويه باستخدام سيارات وزارة الداخلية واسلحتها واشارتها في اغلب الاحيان عند اختطاف ضحاياها.

وقد اقرت الحكومة العراقية اعتماد زى جديد مموه لعناصر الجيش والشرطة العراقية غير قابل للتقليد من قبل الجماعات المسلحة.

وغالبا ما يعثر على جثث المخطوفين بعد حين وعليها اثار التعذيب، مما حدا بالاطراف السنية الى اتهام وزارة الداخلية العراقية التي تسيطر عليها الاحزاب الشيعية، بالقيام بعمليات الخطف والقتل التي تستهدف السنة.

وتقول هذه الأطراف إن فرق الموت التابعة لأحزاب شيعية مشاركة في الحكومة قد اخترقت وزارة الداخلية العراقية وتقوم بعمليات القتل.

كما تقول الأطراف السنية إن فرق الموت التابعة للمليشيات الشيعية تعمل إما تحت غطاء وزارة الداخلية العراقية أو أن الوزارة تسهل عملهم.

وقد أشارت الأطراف السنية إلى أن أكثرية فرق الموت الشيعية تابعة لمليشيا جيش المهدي الموالية لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.

لكن وزارة الداخلية العراقية تقول أن أغلبية عمليات القتل تقوم بها شرطة حماية المنشآت التي يقدر عدد أفرادها بأكثر من 150 الف عنصر وهي غير تابعة لوزارة الداخلية أو لوزارة الدفاع، بل تتبع مختلف الوزارات العراقية التي تحتاجها لحماية منشأتها.

وقد اقر احد الضباط الأمريكيين باحتمال تورط عناصر هذه القوة بأغلب عمليات القتل.

الخطة الأمنية

ورغم قيام الحكومة العراقية بتطبيق خطة أمنية جديدة في مدينة بغداد بالتعاون مع الجيش الأمريكي التي نجحت في الحد من التفجيرات الانتحارية في العاصمة إلى حد ما الا ان وتيرة عمليات القتل ذات البعد الطائفي لم تتراجع.

ومازالت الحكومة العراقية مترددة في الموافقة على دخول قوات الأمن العراقية والأمريكية إلى مدينة الصدر معقل جيش المهدي وأنصار الصدر.

وقال ضابط أمريكي إن قرار الدخول إلى مدينة الصدر يتوقف على قرار رئيس الحكومة نوري المالكي.

وتقول الأطراف السنية أن فرق العمل التي تستهدفهم تعمل انطلاقا من مدينة الصدر.

ورغم كل المبادرات لتخفيف حدة الانقسام الطائفي في العراق تستمر عمليات القتل ذات البعد الطائفي.