الفراتي
10-15-2003, 05:39 PM
لا يتغيّر الطبع أو العادة أو القناعة تغييراً تلقائياً عفوياً ، إذ لا بدّ من وجود أدوات للتغيير ، أهمّها :
1 ـ العقل :
إنّ إعمال العقل في أيّة مسألة من المسائل الفكرية أو الحياتية أو في الطبيعة الانسانية ، جديرٌ بأن يُحدث تحولاً فيها خاصّة إذا كان العقل متجرداً ويبحث بصدق عن إجابات مقنعة لأسئلته واستيضاحاته .
(إطرح أسئلتك وابحث عن أجوبتها واشغل عقلك بالتفكير ، وستجد أنّ التغيير في الانتظار) .
2 ـ الحواسّ :
تلعب الحواس (خاصّة السمع والنظر) دوراً مهماً في إحداث التغيير . فالسحرةُ رأوا بأمّ أعينهم أنّ عصا موسى (عليه السلام) ليست عصاً سحرية ، وإنّما هي آية ربّانية ، أي أنّ ثمة تواصلاً بين العين وبين العقل جعلهم يتغيّرون وهكذا الحال مع (بلقيس) .
أمّا (بشر الحافي) فالسمع هو الذي غيّره ، فلقد استمع إلى كلمة حقّ فهزّته من الأعماق وغيّرت مجرى حياته كلّها .
(مرّن حواسّك على التقاط الرسائل والإشارات المهمّة ، فإنّها نوافذ العقل للتغيير) .
3 ـ التجربة :
الذين اعتنقوا الاسلام من خلال اختلاطهم بالمسلمين وتعرّفهم على الاسلام عن كثب ، والاقتناع بأفكاره وتعاليمه ومناهجه من خلال أتباع هذا الدين وعلمائه ، كانوا قد لمسوا بالتجربة صدق المسلمين وإخلاصهم وسعادتهم ونبل أخلاقهم وتكافلهم وحريّتهم الحقيقية .
(استفد من تجاربك .. وظِّفها جيِّداً .. فإنّها بوابات التغيير) .
4 ـ القدوة :
للقدوة الصالحة أثر بالغ ودور كبير في إحداث التحولات الجذرية ، لأنّ الأفكار المجرّدة لا تؤثر لوحدها ، فإذا رآها الناس متحركة في الواقع ومتجسدة في أشخاص ساعد ذلك وشجّع على الاقتناع والاتباع .
(اتّخذ قدوة صالحة في حياتك .. لأ نّها ستغيّر الكثير من طباعك وعاداتك وأفكارك بشكل إيجابي) .
5 ـ التأمّل :
دعا الاسلام وشدّد على التفكير والتدبّر والتأمّل كسبل مهمّة في إحداث التغيير في الفكر والسلوك والعواطف .
إنّ تأمّل مشهد القبور الدوارس ينقلك إلى عالم آخر .. يذكّرك أنّ حياتك ذات أمد محدود ، وأن هناك حياة أخرى خيراً وأبقى ، وأ نّك ستنتقل من دار عمل ولا حساب إلى دار حساب ولا عمل ، ولذا قيل : «كفى بالموت واعظا» ، لأ نّه يهذب الكثير من الطباع .
كما أنّ التأمّل في مصير الظالمين وكراهية الناس للظلم وللنتائج الوخيمة المترتبة عليه ، يجعلك تفرّ منه ولا تتعامل به ، وتقف بوجه الذين يظلمون والذين يساندون الظلم .
(تأمّل في أي شيء ، وفي أي مشهد ، وفي كلّ حادثة ، وكل زمان ومكان ، وسيأتي التغيير مع التأمّل والاستغراق الفكري) .
6 ـ الاعتزال المؤقت :
وهو ما يصطلح عليه إسلامياً بـ (الإعتكاف) .. فأنت في خضمّ الحياة اليومية المتلاطمة قد لا تستطيع أن تراجع نفسك وتحاسبها ، ولكنّك إذا خلوت إلى نفسك بعيداً عن الجلبة والضوضاء والضجيج ، فإنّ صفاء عقلك وهدوءك النفسيّ ، واستجماع انتباهك ، قد يهديك إلى تحسين أوضاعك وتغيير بعضها كلية ، وإعادة النظر في القسم الآخر .
(اعطِ لنفسكَ فرصة الاعتزال المؤقت عن الناس .. وابدأ خلال ذلك مراجعة حساباتك ومحاسبة نفسك) .
7 ـ المحاسبة :
يؤكّد الاسلام على محاسبة المسلم لنفسه لأ نّها ـ أي المحاسبة ـ تنقّي النفس مما علق بها من شوائب ورواسب ، حتى اعتبر المقصّر في ذلك أو المهمل له ليس من المسلمين «ليس منّا مَنْ لم يحاسب نفسه في اليوم والليلة» .
المحاسبة هي استعراض الأعمال ونقدها ، فإذا رأيتَ خيراً استزدت منه ، وإذا رأيت شرّاً أو سوءاً أو تقصيراً تعوّذت منه وصمّمت على تفاديه ومعالجته وعدم اقترابه مستقبلاً .. وهل التغيير غيرُ هذا ؟
(حاسب نفسك على النوايا والأعمال والأهداف ، حتى تغيّر منطلقك ومسارك وغايتك إن كنت قد انحرفت عن الطريق الصحيح) .
8 ـ التلقين الذاتي :
وقد سبقت الإشارة إليه ، وهو أن توحي إلى نفسك أنّ هذا العمل صالح ولا بدّ أن أقبل عليه وآخذ به وآمر به أيضاً ، وأنّ هذا العمل غير صالح فلا بدّ أن أجتنبه وأمتنع عن تعاطيه وامنع مَنْ يتعاطاه .
النفس تلميذ عنيد .. لكنّك إذا درّبتها على الصائب والسليم وما هو حق وصدق مالت إليه واعتادته ، أي أن زمامها بيدك .
(أوحِ إلى ذاتك .. لقّنها .. أرسل إليها إشارات وإيعازات فعل الخير .. وادفع بإرادتك لتتعاون معها في تنفيذ ما تريد) .
منقول من
* البلاغ (http://www.balagh.com/youth/2k0o2v6s.htm)
1 ـ العقل :
إنّ إعمال العقل في أيّة مسألة من المسائل الفكرية أو الحياتية أو في الطبيعة الانسانية ، جديرٌ بأن يُحدث تحولاً فيها خاصّة إذا كان العقل متجرداً ويبحث بصدق عن إجابات مقنعة لأسئلته واستيضاحاته .
(إطرح أسئلتك وابحث عن أجوبتها واشغل عقلك بالتفكير ، وستجد أنّ التغيير في الانتظار) .
2 ـ الحواسّ :
تلعب الحواس (خاصّة السمع والنظر) دوراً مهماً في إحداث التغيير . فالسحرةُ رأوا بأمّ أعينهم أنّ عصا موسى (عليه السلام) ليست عصاً سحرية ، وإنّما هي آية ربّانية ، أي أنّ ثمة تواصلاً بين العين وبين العقل جعلهم يتغيّرون وهكذا الحال مع (بلقيس) .
أمّا (بشر الحافي) فالسمع هو الذي غيّره ، فلقد استمع إلى كلمة حقّ فهزّته من الأعماق وغيّرت مجرى حياته كلّها .
(مرّن حواسّك على التقاط الرسائل والإشارات المهمّة ، فإنّها نوافذ العقل للتغيير) .
3 ـ التجربة :
الذين اعتنقوا الاسلام من خلال اختلاطهم بالمسلمين وتعرّفهم على الاسلام عن كثب ، والاقتناع بأفكاره وتعاليمه ومناهجه من خلال أتباع هذا الدين وعلمائه ، كانوا قد لمسوا بالتجربة صدق المسلمين وإخلاصهم وسعادتهم ونبل أخلاقهم وتكافلهم وحريّتهم الحقيقية .
(استفد من تجاربك .. وظِّفها جيِّداً .. فإنّها بوابات التغيير) .
4 ـ القدوة :
للقدوة الصالحة أثر بالغ ودور كبير في إحداث التحولات الجذرية ، لأنّ الأفكار المجرّدة لا تؤثر لوحدها ، فإذا رآها الناس متحركة في الواقع ومتجسدة في أشخاص ساعد ذلك وشجّع على الاقتناع والاتباع .
(اتّخذ قدوة صالحة في حياتك .. لأ نّها ستغيّر الكثير من طباعك وعاداتك وأفكارك بشكل إيجابي) .
5 ـ التأمّل :
دعا الاسلام وشدّد على التفكير والتدبّر والتأمّل كسبل مهمّة في إحداث التغيير في الفكر والسلوك والعواطف .
إنّ تأمّل مشهد القبور الدوارس ينقلك إلى عالم آخر .. يذكّرك أنّ حياتك ذات أمد محدود ، وأن هناك حياة أخرى خيراً وأبقى ، وأ نّك ستنتقل من دار عمل ولا حساب إلى دار حساب ولا عمل ، ولذا قيل : «كفى بالموت واعظا» ، لأ نّه يهذب الكثير من الطباع .
كما أنّ التأمّل في مصير الظالمين وكراهية الناس للظلم وللنتائج الوخيمة المترتبة عليه ، يجعلك تفرّ منه ولا تتعامل به ، وتقف بوجه الذين يظلمون والذين يساندون الظلم .
(تأمّل في أي شيء ، وفي أي مشهد ، وفي كلّ حادثة ، وكل زمان ومكان ، وسيأتي التغيير مع التأمّل والاستغراق الفكري) .
6 ـ الاعتزال المؤقت :
وهو ما يصطلح عليه إسلامياً بـ (الإعتكاف) .. فأنت في خضمّ الحياة اليومية المتلاطمة قد لا تستطيع أن تراجع نفسك وتحاسبها ، ولكنّك إذا خلوت إلى نفسك بعيداً عن الجلبة والضوضاء والضجيج ، فإنّ صفاء عقلك وهدوءك النفسيّ ، واستجماع انتباهك ، قد يهديك إلى تحسين أوضاعك وتغيير بعضها كلية ، وإعادة النظر في القسم الآخر .
(اعطِ لنفسكَ فرصة الاعتزال المؤقت عن الناس .. وابدأ خلال ذلك مراجعة حساباتك ومحاسبة نفسك) .
7 ـ المحاسبة :
يؤكّد الاسلام على محاسبة المسلم لنفسه لأ نّها ـ أي المحاسبة ـ تنقّي النفس مما علق بها من شوائب ورواسب ، حتى اعتبر المقصّر في ذلك أو المهمل له ليس من المسلمين «ليس منّا مَنْ لم يحاسب نفسه في اليوم والليلة» .
المحاسبة هي استعراض الأعمال ونقدها ، فإذا رأيتَ خيراً استزدت منه ، وإذا رأيت شرّاً أو سوءاً أو تقصيراً تعوّذت منه وصمّمت على تفاديه ومعالجته وعدم اقترابه مستقبلاً .. وهل التغيير غيرُ هذا ؟
(حاسب نفسك على النوايا والأعمال والأهداف ، حتى تغيّر منطلقك ومسارك وغايتك إن كنت قد انحرفت عن الطريق الصحيح) .
8 ـ التلقين الذاتي :
وقد سبقت الإشارة إليه ، وهو أن توحي إلى نفسك أنّ هذا العمل صالح ولا بدّ أن أقبل عليه وآخذ به وآمر به أيضاً ، وأنّ هذا العمل غير صالح فلا بدّ أن أجتنبه وأمتنع عن تعاطيه وامنع مَنْ يتعاطاه .
النفس تلميذ عنيد .. لكنّك إذا درّبتها على الصائب والسليم وما هو حق وصدق مالت إليه واعتادته ، أي أن زمامها بيدك .
(أوحِ إلى ذاتك .. لقّنها .. أرسل إليها إشارات وإيعازات فعل الخير .. وادفع بإرادتك لتتعاون معها في تنفيذ ما تريد) .
منقول من
* البلاغ (http://www.balagh.com/youth/2k0o2v6s.htm)