سياسى
10-14-2006, 01:44 AM
تقرير واشنطن - بيريفان يوسفي
مع نهاية شهر يونيه الحالي، سيتخلى رسميا عن مهامه كرئيس شركة مايكروسوفت الأمريكية، وهو المنصب الذي شغله لفترة 20 عاما ليتفرغ بعدها للتركيز مع زوجته ميلندا لإدارة مؤسستهما الخيرية التي تغطي أنشطتها مختلف أنحاء العالم الفقير "أغنى رجل في العالم"، "العبقري"، "الأسطورة"، "سوبرمان" هذا العصر.. هذه بعض الأسماء التي حظي بها بيل غيتس، يعرض تقرير واشنطن هنا شخصية بيل غيتس، ويلقي نظرة سريعة على خلفيته، وتاريخه مع مايكروسوفت، ودوره في المستقبل.
بيل غيتس كان يردد لمعلميه أنه سيصبح مليونيرا عند بلوغه الثلاثين عاما، وكانت هذه أحد المرات القليلة التي قلل فيها من شأنه، إذ أصبح بيل مليارديرا عند بلوغه الواحد والثلاثين عاما!
رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة ورحلة المليارات تبدأ بفكرة.. واليكم رحلة بيل غيتس الذي استطاع أن يغتنم الفرص ويوظف أكفأ العقول، ويركز على أهدافه لكي يتفوق على منافسيه ويتحكم بالسوق، وأن يصدر قرارات ثابتة ويتعرف على أخطائه ليبقى في الواجهة الأمامية للعبة.
مشواره بيل غيتس
ولد William Henry Gates IIIالمعروف باسم بيل غيتس في الثامن والعشرين من أكتوبر عام 1955 بمدينة سياتل في ولاية واشنطن المعروفة بسقوط المطر طوال العام في الكثير من مناطقها وجبالها الجميلة التي تقع في الشمال الغربي للولايات المتحدة.
أما والدته فكانت مديرة مؤسسة يونايتد واي انترناشيونال United Way International فيما كان والده محاميا، وترعرع غيتس في رفقة شقيقتاه في منزل ولديه.
دخل غيتس المدارس الحكومية في البداية ولكن بعد إكماله السنوات الأربع الأولى قام والداه بنقله إلى مدرسة خاصة لاستكمال دراسته إلى أن أنهى المرحلة الإعدادية. ظهرت على غيتس بوادر التميز والذكاء وهو في سن الثلاثة عشر حيث كان مولعا ببرامج الحاسوب وبرمجة الكومبيوتر.
التحق غيتس بجامعة هارفارد Harvard University (التي تعتبر من أعرق الجامعات في الولايات المتحدة) في عام 1973. ولكنه لم يكمل دراسته فيها وهجرها خلال سنته الدراسية الثالثة ليكرس طاقاته لتطوير برامج الحاسوب والكومبيوتر. وأثناء وجوده في هارفارد طور غيتس إصداره للغة البرمجة "بيسيك" في الحاسبات الصغرى الأول، بعد ذلك رجع غيتس إلى مسقط رأسه سياتل والتقى برفيق طفولته بول آلان Paul Allen وأنشأ شركة لبرامج الكومبيوتر وكان ذلك في منتصف السبعينات.
تزوج غيتس من مليندا فرنج التي كانت مديرة لعدد من المشروعات التي تقوم بها مايكروسوفت في الاول يناير 1994 وأنجب منها ثلاثة أطفال، بنتين وولد.
مايكروسوفت.. كومبيوتر في كل بيت.. وويندوز في كل كومبيوتر!
بعد تأسيس شركة مايكروسوفت مع شريكة آلان عام 1975، أصبحت الشركة المحتكر الوحيد لسوق أنظمة تشغيل أجهزة الكمبيوتر وذلك لإنتاجها برنامج ويندوز (النوافذ) بجميع إصداراته. وتوفر برامج الويندوز للأفراد القدرة على استخدام الحاسب الآلي بسهولة كبيرة.
كان لتنبؤ غيتس المبكر بمستقبل الكمبيوتر دورمهم في وصول شركة مايكروسوفت إلى القمة.
تقدم الشركة المساعدة لملايين الزبائن والعملاء للبقاء مرتبطين بشكل تام بعوالم الموسيقى والفيديو والألعاب الرقمية.
وستقوم مايكروسوفت بوضع ما يمكن القول بأنه المعادل للصندوق الأسود للطائرات في الحاسبات الشخصية وذلك في النسخة القادمة من الويندوز، والتي سيطلق عليها اسم (فيستا) وذلك في خطوة تهدف إلى زيادة تفهم وتحجيم مشكلة تعطل الحاسبات (حسب تقرير حديث لشركة مايكروسوفت).
الحرب بين مايكروسوفت وغوغل!
اذا كان ثمة شيء يعكر صفو بيل غيتس، فهو النجاح المستمر لشركة غوغل، وهي الشركة التي تسعى جاهدة لكسر شوكة مايكروسوفت واحتكارها للأسواق لأعوام عدة.
وتبدأ قصة الخلاف بين غوغل ومايكروسوفت بالتحديد عندما اختارت غوغل الرئيس التنفيذي السابق لمايكروسوفت "كاي فو لي" لقيادة فرع عملياتها في الصين ورئاسة مركز للبحوث والتنمية في بكين مما دفع مايكروسوفت إلى مقاضاة غوغل لانتهاكها لاتفاق عدم منافسة.
ولكن مع ذلك، يقلل بيل غيتس من الخطر الذي يمكن أن تشكله غوغل وقد صرح في نهاية العام الماضي قائلا "غوغل الآن في مرحلة شهر العسل وأي شيء يعلنون عنه، سيحظى باهتمام وتغطية وسائل الإعلام.. من الواضح أنهم سيتجهون لطرح منتجات جديدة غير خدمات البحث في الإنترنت.. لكنني أظن أن توقعاتهم لن تصبح حقيقة قائمة". وأضاف غيتس "الأيام ستكشف لنا من الصعب قراءة مُستقبل الأحداث، وعلى أي حال فإن الحرب بين غوغل ومايكروسوفت ستصب في مصلحتنا".
يُذكر أن غيتس كان قد أقر في مذكرة وجهها لكبار مساعديه التنفيذيين بأن على مايكروسوفت أن تتحرك بسرعة لطرح خدمات قائمة على الإنترنت تتيح لها أن تصمد في وجه منافسيها الأقوياء في إشارة إلى ما يمكن أن تطرحه غوغل من منتجات وخدمات جديدة.
كتب بيل غيتس
نشر غيتس كتابه الثاني بعنوان "أعمال وسرعة الأفكار" .Business @ the Speed of Thoughts الذي عرض فيه كيفية قيام تكنولوجيا الكمبيوتر بتوفير حلول لمشاكل قطاعات الأعمال المختلفة من خلال طرق مبتكرة.
وترجم الكتاب إلى 25 لغة مختلفة وتم توزيعه في أكثر من 60 دولة، وكان غيتس قد قدم كتابه الأول في عام 1995 الذي حمل عنوان الطريق إلى الأمام The Road Ahead و احتل قائمة أكثر الكتب مبيعا لعدة أشهر في ذلك الوقت.
المؤسسات الخيرية التي يمولها غيتس
يعتبر غيتس من أهم الشخصيات العالمية التي تقدم تبرعات مالية كبيرة من أجل مكافحة آفات وأمراض في القارة الأفريقية والدول الفقيرة الأخرى وخاصة الهند.
وكان غيتس قد أسس مع زوجته مؤسسة خيرية باسم "بيل ومليندا غيتس"Bill & Melinda Gates Foundation" وتعد من أكبر المؤسسات الخيرية في العالم في يناير من عام 2000. كما أن لغيتس منظمات خيرية أخرى مثل مؤسسة غيتس التعليمية Gates Learning Foundation ومؤسسة وليم غيتس William H. Gates Foundation ويترأسها كل من والد بيل غيتس وباتي ستونسيفر نائب الرئيس السابق لشركة مايكروسوفت ويقع مقر الجمعيتين في مدينة سياتل بولاية واشنطن.
التبرعات التي يمنحها غيتس
تبرعت مؤسسة بيل ومليندا غيتس بملايين الدولارات لمكافحة مرض نقص المناعة المكتسبة الايدز في الهند الذي يوجد فيها أربعة ملايين مصاب بالمرض.
وتستهدف الحملة بصورة خاصة المصابين بالمرض من سائقي الشاحنات والعمال المتنقلين، وهي الفئات التي تعد من أكثر الفئات عرضة للإصابة بالايدز في الهند.
ويضخ غيتس تبرعاته في كل من أفريقيا واسيا للسبب ذاته، كما دعا مرارا لعقد مؤتمر دولي للتصدي للمرض وجمع تبرعات من الدول الغنية لمساعدة المصابين وعلاجهم في الدول الفقيرة.
كما قامت مؤسسة بيل ومليندا غيتس بتقديم منحة مقدارها 750 مليون دولار لدعم أعمال البرنامج العالمي للقاحات والتحصين الذي ينسق أعماله مع منظمة الصحة الدولية.
ويعد البرنامج العالمي للقاحات والتحصين من المبادرات العالمية المشتركة بين القطاعين العام والخاص، ويقع مقره الرئيسي بمدينة جنيف. ويهدف هذا البرنامج إلى لفت الاهتمام إلى احتياج العديد من الدول للأمصال حيث أن هناك أكثر من مليوني شخص يموتون سنويا في الدول النامية لأنهم لا يتلقون اللقاحات والتحصينات التي تعتبر من المسلمات في الدول المتقدمة.
وتقدر منظمة الصحة العالمية ضرورة أن توفر حكومات الدول المانحة الغنية والدول النامية بين عامي 2006 و2015 ما بين 8-12 مليار دولار أمريكي للإنفاق على تحصين الأطفال في أكثر دول العالم فقرا، إضافة إلى الحاجة لتوفير نفقات تطوير اللقاحات التي يتم استعمالها الآن.
وساعد التحالف الذي يترأسه غيتس منذ تأسيسه في منع أكثر من 670,000 حالة وفاة في أكثر دول العالم فقرا عن طريق تحسين فرص توفر اللقاحات الأساسية للأطفال، وتسريع توفير اللقاحات الجديدة، وتقوية أنظمة توصيل اللقاحات المستخدمة الآن(حسب ما وردة في تقرير لوكالة رويترز).
وقدم غيتس أيضا منحة قدرها 168 مليون دولار لمكافحة الملاريا، المرض الذي يقتل أكثر من مليون شخص سنويا أغلبهم في أفريقيا (حسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية).
وستستخدم المنحة في تمويل أبحاث جديدة لمكافحة الملاريا لدى الأطفال والتوصل إلى لقاحات وعقاقير للعلاج. والملاريا أكثر الأمراض انتشارا في القارة السمراء مع مرض الإيدز وتودي بحياة نحو ثلاثة آلاف طفل يوميا وتكلف أفقر قارات العالم قرابة 12 مليار دولار سنويا (حسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية).
وأسست مؤسسة بيل ومليندا غيتس الخيرية أيضا صندوق برأسمال 200 مليون دولار لتشجيع العلماء والباحثين لإيجاد حلول لمشكلة الفقر في العالم، ويمول هذا الصندوق "مبادرة التحديات الهائلة للصحة العالمية". كما تم تخصص مبلغ قدره 20 مليون دولار لكل عالم أو باحث يتوصل إلى نتائج مثمرة في الأبحاث عن المشروع. ويرى غيتس أن التعجيل بإنجاز البحوث العلمية سيساعد في القضاء على العقبات التي تقف دون اكتشاف علاج فعال لإمراض فتاكة مثل الإيدز والملاريا وغيرها، وبذلك سوف يتم إنقاذ حياة ملايين الفقراء.
ثروة غيتس
بلغت ثروة بيل غيتس العام الماضي ما يقرب من 46 مليار دولار، ولا يزال الرجل، وللسنة الثانية عشر على التوالي يتصدر لائحة الأكثر ثراء في العالم. ويتصدر غيتس لائحة أمريكية للمليارديرات الذين تبلغ ثروتهم مجمعة ما يقرب من 1130 مليار دولار، حسب ما وردة في مجلة فوربز المتخصصة في الأعمال.
وقد أجرى أخصائيون اقتصاديون أبحاثا على الأرباح الذي يجنيها غيتس من مايكروسوفت خلال الخمسة والعشرين عاما الأخيرة أي منذ إنشاء مايكروسوفت في عام 1975 إلى أكثر من 50 مليار دولار، وتعتبر هذه النسبة أعلى ربحا في العالم لشركة واحدة. إذا أن غيتس عمل 14 ساعة في كل يوم عمل منذ عام 1975، أي ما يقرب من نحو مليون دولار في الساعة أي حوالي 300 دولار كل ثانية.
مع نهاية شهر يونيه الحالي، سيتخلى رسميا عن مهامه كرئيس شركة مايكروسوفت الأمريكية، وهو المنصب الذي شغله لفترة 20 عاما ليتفرغ بعدها للتركيز مع زوجته ميلندا لإدارة مؤسستهما الخيرية التي تغطي أنشطتها مختلف أنحاء العالم الفقير "أغنى رجل في العالم"، "العبقري"، "الأسطورة"، "سوبرمان" هذا العصر.. هذه بعض الأسماء التي حظي بها بيل غيتس، يعرض تقرير واشنطن هنا شخصية بيل غيتس، ويلقي نظرة سريعة على خلفيته، وتاريخه مع مايكروسوفت، ودوره في المستقبل.
بيل غيتس كان يردد لمعلميه أنه سيصبح مليونيرا عند بلوغه الثلاثين عاما، وكانت هذه أحد المرات القليلة التي قلل فيها من شأنه، إذ أصبح بيل مليارديرا عند بلوغه الواحد والثلاثين عاما!
رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة ورحلة المليارات تبدأ بفكرة.. واليكم رحلة بيل غيتس الذي استطاع أن يغتنم الفرص ويوظف أكفأ العقول، ويركز على أهدافه لكي يتفوق على منافسيه ويتحكم بالسوق، وأن يصدر قرارات ثابتة ويتعرف على أخطائه ليبقى في الواجهة الأمامية للعبة.
مشواره بيل غيتس
ولد William Henry Gates IIIالمعروف باسم بيل غيتس في الثامن والعشرين من أكتوبر عام 1955 بمدينة سياتل في ولاية واشنطن المعروفة بسقوط المطر طوال العام في الكثير من مناطقها وجبالها الجميلة التي تقع في الشمال الغربي للولايات المتحدة.
أما والدته فكانت مديرة مؤسسة يونايتد واي انترناشيونال United Way International فيما كان والده محاميا، وترعرع غيتس في رفقة شقيقتاه في منزل ولديه.
دخل غيتس المدارس الحكومية في البداية ولكن بعد إكماله السنوات الأربع الأولى قام والداه بنقله إلى مدرسة خاصة لاستكمال دراسته إلى أن أنهى المرحلة الإعدادية. ظهرت على غيتس بوادر التميز والذكاء وهو في سن الثلاثة عشر حيث كان مولعا ببرامج الحاسوب وبرمجة الكومبيوتر.
التحق غيتس بجامعة هارفارد Harvard University (التي تعتبر من أعرق الجامعات في الولايات المتحدة) في عام 1973. ولكنه لم يكمل دراسته فيها وهجرها خلال سنته الدراسية الثالثة ليكرس طاقاته لتطوير برامج الحاسوب والكومبيوتر. وأثناء وجوده في هارفارد طور غيتس إصداره للغة البرمجة "بيسيك" في الحاسبات الصغرى الأول، بعد ذلك رجع غيتس إلى مسقط رأسه سياتل والتقى برفيق طفولته بول آلان Paul Allen وأنشأ شركة لبرامج الكومبيوتر وكان ذلك في منتصف السبعينات.
تزوج غيتس من مليندا فرنج التي كانت مديرة لعدد من المشروعات التي تقوم بها مايكروسوفت في الاول يناير 1994 وأنجب منها ثلاثة أطفال، بنتين وولد.
مايكروسوفت.. كومبيوتر في كل بيت.. وويندوز في كل كومبيوتر!
بعد تأسيس شركة مايكروسوفت مع شريكة آلان عام 1975، أصبحت الشركة المحتكر الوحيد لسوق أنظمة تشغيل أجهزة الكمبيوتر وذلك لإنتاجها برنامج ويندوز (النوافذ) بجميع إصداراته. وتوفر برامج الويندوز للأفراد القدرة على استخدام الحاسب الآلي بسهولة كبيرة.
كان لتنبؤ غيتس المبكر بمستقبل الكمبيوتر دورمهم في وصول شركة مايكروسوفت إلى القمة.
تقدم الشركة المساعدة لملايين الزبائن والعملاء للبقاء مرتبطين بشكل تام بعوالم الموسيقى والفيديو والألعاب الرقمية.
وستقوم مايكروسوفت بوضع ما يمكن القول بأنه المعادل للصندوق الأسود للطائرات في الحاسبات الشخصية وذلك في النسخة القادمة من الويندوز، والتي سيطلق عليها اسم (فيستا) وذلك في خطوة تهدف إلى زيادة تفهم وتحجيم مشكلة تعطل الحاسبات (حسب تقرير حديث لشركة مايكروسوفت).
الحرب بين مايكروسوفت وغوغل!
اذا كان ثمة شيء يعكر صفو بيل غيتس، فهو النجاح المستمر لشركة غوغل، وهي الشركة التي تسعى جاهدة لكسر شوكة مايكروسوفت واحتكارها للأسواق لأعوام عدة.
وتبدأ قصة الخلاف بين غوغل ومايكروسوفت بالتحديد عندما اختارت غوغل الرئيس التنفيذي السابق لمايكروسوفت "كاي فو لي" لقيادة فرع عملياتها في الصين ورئاسة مركز للبحوث والتنمية في بكين مما دفع مايكروسوفت إلى مقاضاة غوغل لانتهاكها لاتفاق عدم منافسة.
ولكن مع ذلك، يقلل بيل غيتس من الخطر الذي يمكن أن تشكله غوغل وقد صرح في نهاية العام الماضي قائلا "غوغل الآن في مرحلة شهر العسل وأي شيء يعلنون عنه، سيحظى باهتمام وتغطية وسائل الإعلام.. من الواضح أنهم سيتجهون لطرح منتجات جديدة غير خدمات البحث في الإنترنت.. لكنني أظن أن توقعاتهم لن تصبح حقيقة قائمة". وأضاف غيتس "الأيام ستكشف لنا من الصعب قراءة مُستقبل الأحداث، وعلى أي حال فإن الحرب بين غوغل ومايكروسوفت ستصب في مصلحتنا".
يُذكر أن غيتس كان قد أقر في مذكرة وجهها لكبار مساعديه التنفيذيين بأن على مايكروسوفت أن تتحرك بسرعة لطرح خدمات قائمة على الإنترنت تتيح لها أن تصمد في وجه منافسيها الأقوياء في إشارة إلى ما يمكن أن تطرحه غوغل من منتجات وخدمات جديدة.
كتب بيل غيتس
نشر غيتس كتابه الثاني بعنوان "أعمال وسرعة الأفكار" .Business @ the Speed of Thoughts الذي عرض فيه كيفية قيام تكنولوجيا الكمبيوتر بتوفير حلول لمشاكل قطاعات الأعمال المختلفة من خلال طرق مبتكرة.
وترجم الكتاب إلى 25 لغة مختلفة وتم توزيعه في أكثر من 60 دولة، وكان غيتس قد قدم كتابه الأول في عام 1995 الذي حمل عنوان الطريق إلى الأمام The Road Ahead و احتل قائمة أكثر الكتب مبيعا لعدة أشهر في ذلك الوقت.
المؤسسات الخيرية التي يمولها غيتس
يعتبر غيتس من أهم الشخصيات العالمية التي تقدم تبرعات مالية كبيرة من أجل مكافحة آفات وأمراض في القارة الأفريقية والدول الفقيرة الأخرى وخاصة الهند.
وكان غيتس قد أسس مع زوجته مؤسسة خيرية باسم "بيل ومليندا غيتس"Bill & Melinda Gates Foundation" وتعد من أكبر المؤسسات الخيرية في العالم في يناير من عام 2000. كما أن لغيتس منظمات خيرية أخرى مثل مؤسسة غيتس التعليمية Gates Learning Foundation ومؤسسة وليم غيتس William H. Gates Foundation ويترأسها كل من والد بيل غيتس وباتي ستونسيفر نائب الرئيس السابق لشركة مايكروسوفت ويقع مقر الجمعيتين في مدينة سياتل بولاية واشنطن.
التبرعات التي يمنحها غيتس
تبرعت مؤسسة بيل ومليندا غيتس بملايين الدولارات لمكافحة مرض نقص المناعة المكتسبة الايدز في الهند الذي يوجد فيها أربعة ملايين مصاب بالمرض.
وتستهدف الحملة بصورة خاصة المصابين بالمرض من سائقي الشاحنات والعمال المتنقلين، وهي الفئات التي تعد من أكثر الفئات عرضة للإصابة بالايدز في الهند.
ويضخ غيتس تبرعاته في كل من أفريقيا واسيا للسبب ذاته، كما دعا مرارا لعقد مؤتمر دولي للتصدي للمرض وجمع تبرعات من الدول الغنية لمساعدة المصابين وعلاجهم في الدول الفقيرة.
كما قامت مؤسسة بيل ومليندا غيتس بتقديم منحة مقدارها 750 مليون دولار لدعم أعمال البرنامج العالمي للقاحات والتحصين الذي ينسق أعماله مع منظمة الصحة الدولية.
ويعد البرنامج العالمي للقاحات والتحصين من المبادرات العالمية المشتركة بين القطاعين العام والخاص، ويقع مقره الرئيسي بمدينة جنيف. ويهدف هذا البرنامج إلى لفت الاهتمام إلى احتياج العديد من الدول للأمصال حيث أن هناك أكثر من مليوني شخص يموتون سنويا في الدول النامية لأنهم لا يتلقون اللقاحات والتحصينات التي تعتبر من المسلمات في الدول المتقدمة.
وتقدر منظمة الصحة العالمية ضرورة أن توفر حكومات الدول المانحة الغنية والدول النامية بين عامي 2006 و2015 ما بين 8-12 مليار دولار أمريكي للإنفاق على تحصين الأطفال في أكثر دول العالم فقرا، إضافة إلى الحاجة لتوفير نفقات تطوير اللقاحات التي يتم استعمالها الآن.
وساعد التحالف الذي يترأسه غيتس منذ تأسيسه في منع أكثر من 670,000 حالة وفاة في أكثر دول العالم فقرا عن طريق تحسين فرص توفر اللقاحات الأساسية للأطفال، وتسريع توفير اللقاحات الجديدة، وتقوية أنظمة توصيل اللقاحات المستخدمة الآن(حسب ما وردة في تقرير لوكالة رويترز).
وقدم غيتس أيضا منحة قدرها 168 مليون دولار لمكافحة الملاريا، المرض الذي يقتل أكثر من مليون شخص سنويا أغلبهم في أفريقيا (حسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية).
وستستخدم المنحة في تمويل أبحاث جديدة لمكافحة الملاريا لدى الأطفال والتوصل إلى لقاحات وعقاقير للعلاج. والملاريا أكثر الأمراض انتشارا في القارة السمراء مع مرض الإيدز وتودي بحياة نحو ثلاثة آلاف طفل يوميا وتكلف أفقر قارات العالم قرابة 12 مليار دولار سنويا (حسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية).
وأسست مؤسسة بيل ومليندا غيتس الخيرية أيضا صندوق برأسمال 200 مليون دولار لتشجيع العلماء والباحثين لإيجاد حلول لمشكلة الفقر في العالم، ويمول هذا الصندوق "مبادرة التحديات الهائلة للصحة العالمية". كما تم تخصص مبلغ قدره 20 مليون دولار لكل عالم أو باحث يتوصل إلى نتائج مثمرة في الأبحاث عن المشروع. ويرى غيتس أن التعجيل بإنجاز البحوث العلمية سيساعد في القضاء على العقبات التي تقف دون اكتشاف علاج فعال لإمراض فتاكة مثل الإيدز والملاريا وغيرها، وبذلك سوف يتم إنقاذ حياة ملايين الفقراء.
ثروة غيتس
بلغت ثروة بيل غيتس العام الماضي ما يقرب من 46 مليار دولار، ولا يزال الرجل، وللسنة الثانية عشر على التوالي يتصدر لائحة الأكثر ثراء في العالم. ويتصدر غيتس لائحة أمريكية للمليارديرات الذين تبلغ ثروتهم مجمعة ما يقرب من 1130 مليار دولار، حسب ما وردة في مجلة فوربز المتخصصة في الأعمال.
وقد أجرى أخصائيون اقتصاديون أبحاثا على الأرباح الذي يجنيها غيتس من مايكروسوفت خلال الخمسة والعشرين عاما الأخيرة أي منذ إنشاء مايكروسوفت في عام 1975 إلى أكثر من 50 مليار دولار، وتعتبر هذه النسبة أعلى ربحا في العالم لشركة واحدة. إذا أن غيتس عمل 14 ساعة في كل يوم عمل منذ عام 1975، أي ما يقرب من نحو مليون دولار في الساعة أي حوالي 300 دولار كل ثانية.