المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشهاوي يتحدى تهديدات تكفيره وقتله ويصدر"وصايا النساء" 2



زوربا
10-13-2006, 09:47 AM
بعد 3 سنوات من فتوى أزهرية بشأنه


http://www.alarabiya.net/staging/portal/Archive/Media/2006/10/12/2129201.jpg


دبي - فراج اسماعيل

فاجأ الشاعر المصري المعروف أحمد الشهاوي الأوساط الثقافية المصرية والعربية باصدار الجزء الثاني من "الوصايا في عشق النساء" رغم ما أثاره الجزء الأول من ضجة وصلت إلى حد تكفيره من المؤسسة الدينية الرسمية في مصر وهي الأزهر وتلقيه تهديدات بالقتل من جماعات أصولية متشددة.

وتضمن الكتاب جزءا من فتوى الأزهر التي أصدرها مجمع البحوث الاسلامية قبل 3 سنوات، تكفر فيها الشهاوي "كفرا صريحا" حسبما قال لـ"العربية.نت" كاشفا أنه استطاع بطرق خاصة الحصول على نسخة مكتوبة من لنص الفتوى واستخراجها من مكاتب المؤسسة الأزهرية.


تهديدات بالقتل

وكان أحمد الشهاوي تلقى أيضا تهديدات بالقتل من جماعتي "أنصار الإسلام" و"أنصار الله" موضحا أن الجزء الثاني كان من المفترض أن يصدر قبل عامين، وان ناشر الجزء الأول وبعض الناشرين المقربين له – الشهاوي - رفضوا نشره خوفا من ردود الفعل الدينية، وأنه تلقى نصائح بعدم توزيع الكتاب الثاني، ورغم ذلك فهو يعد حاليا الجزء الثالث من الكتاب.


ناشره الأساسي رفض اصدار الكتاب الثاني

وقال الشاعر المصري لـ "العربية.نت" إن الجزء الثاني لم يصدر عن دار النشر التي اعتادت نشر أعماله كاملةً مُنْذُ عام 1996 ميلادية، وهي الدار المصرية اللبنانية، التي يديرها الناشر محمد رشاد الأمين العام المساعد لاتحاد الناشرين العرب.

وأوضح الشهاوي أن رشاد رفض نشر هذا الجزء، حتى لا تتعرض داره إلى انتقادات من الجهات الرقابية والأمنية والأزهرية والجماعات الإسلامية والإخوان المسلمين الذين كانوا جميعا ضد الكتاب الأول، مشيرا إلى أن الكتاب الثاني صدر عن المكتب المصري للمطبوعات حيث تَحَمّس ناشره محمد حامد راضي لنشره.

وكشف أن الرقابة على المصنفات الفنية سألت عن هذا الكتاب الثاني عند الدار المصرية اللبنانية للنشر اعتقادا بأنها التي أصدرته، واعتبر ذلك مؤشرا غير طيب.

نص فتوى الأزهر بتكفيره

وقال أحمد الشهاوي إنها المرة الأولى التي ينشر كاتب النص الأصلي لفتوى من الأزهر بتكفيره، علما أن النص الأصلي لتكفير نجيب محفوظ لم ينشر حتى هذه اللحظة ولا زال حبيس ادراج الأزهر، حتى أن البعض بعد وفاته بدأوا يبحثون عن تلك الفتوى كاملة، لأن ما قيل عنها حتى الآن مجرد كلام مرسل وليس نصا حقيقيا مكتملا.

وزاد "أنا استطعت، بطرقي الخاصة أن احصل على النص الكامل لفتوى تكفيري، ونشرت مقطعا صغيرا جدا منه في الكتاب الثاني لأن نصها طويل، فأنا ليس على رأسي بطحة، ورددت عليها بثلاثة مقاطع لثلاثة من كبار النقاد والمفكرين المصريين، منهم صلاح فضل وهو أزهري النشأة والتفكير، ود. محمد عبد المطلب رئيس قسم اللغة العربية في جامعة عين شمس سابقا، ود. محمد حافظ دياب وهو عالم اجتماع".


24 صفحة قد تثير الأزهر

وحول توقعاته لردود الفعل الأزهرية التي من الممكن أن يحدثها الكتاب الثاني قال الشاعر أحمد الشهاوي إنها قد تكون خاصة بالمقتطفات الافتتاحية التي بدأت بها الكتاب وهي من القرآن الكريم، والأحاديث النبوية، وأقوال الصحابة وزوجات الرسولوالفقهاء والعلماء والأئمة، وقد تناولت العلاقة العشقية بين الرجل والمرأة ومن هؤلاء: عبد الله بن عباس، الإمام أبو حامد الغزالي، السيِدة عائشة، علي بن أبي طالب، أبو هريرة، مالك بن أنس، أسماء بنت أبي بكر الصديق، أم جعفر سيدة عبد مناف، وهي تشكل أربعا وعشرين صفحة من الكتاب، وتمثل فواتحه.

وأوضح: هذه النصوص أغلبها منسي ولا يعرفه أحد، ومن ثم أن ينبش أحد في الكتب القديمة والمصادر الأساسية للاسلام وينشرها، فهذه مشكلة من وجهة نظر الأزهر. "من أبسط الأشياء أن يقولوا لك إن الامام الغزالي لم يقل بهذا، أو السيدة عائشة لم تقل ذلك، بينما ما فعلته أنني أردهم إلى المصادر الأساسية، وهذه قد تكون هي المشكلة عندهم في رأيي".

وهنا يعلق الشاعر أحمد الشهاوي في تصريحاته لـ"العربية.نت": هكذا قال الأولون من الأسلاف الصالحين في العشق، فلا ينبغي لأحد أن يعترض، ومن يعترض عليه العودة إلى ما سطره هؤلاء في العشق وهو كثير مما كتبه الأئمة والفقهاء والعلماء والقضاة في فقه العشق.

الرقابة سألت عن كتابي

وتابع: أنا اتوقع شيئا آخر، فرقابة المصنفات الفنية هي التي بدأت تتحرك، بمعنى أنها سألت الناشر الأساسي لكتبي محمد رشاد عن الجزء الثاني، بعد أن نشرت مقاطع منه في جريدة "الوفد" وهذا مؤشر غير طيب، لأن هناك تربص بالكتاب حتى قبل كتابته، فالكل كان يعلم أن هناك جزءا ثانيا سيصدر، لأن الكتاب السابق مكتوب عليه "الكتاب الأول".

وأوضح أن فتوى الأزهر بشأن الكتاب الأول تضمنت "أنه لا يجوز للمسلمين أن يقرأوه" ولكن لم تتم مصادرته وما زالت المسألة معلقة بين الأزهر ووزارة الثقافة ممثلة في الوزير فاروق حسني، فعندما احتدمت الأزمة أراد الأزهر اعتذارا من وزارة الثقافة على سماحها بالكتاب، وأن يتم سحبه".

وقال: لنكن صرحاء. لولا أن الكتاب في طبعته الشعبية التي صدرت عن مشروع مكتبة الأسرة وكان سعرها جنيهين يحمل على غلافه الأخير صورة سوزان مبارك (قرينة رئيس الجمهورية) المسئولة عن هذا المشروع لتم سحبه، وشملت هذه الطبعة 25 ألف نسخة".

وواصل "اللافت أن الناشر الذي رفض نشر الكتاب الثاني، هو نفسه الذي نشر الطبعة الثالثة من الكتاب الأول قبل أيام، فهو لا يريد أن يدخل معركة جديدة، وأنا الآن اتخيل وطأة المعركة السابقة، فقد كانت شديدة على المستوى الأسري ومستوىالعمل الوظيفي والكتابة، وكذلك النظر لي ككافر أو خارج عن الدين".

وأضاف احمد الشهاوي "لعلك تذكر أن تلك الأزمة التي مرت عليها ثلاث سنوات كانت في شهر رمضان". وقال إن فتوى التكفير الأزهرية كانت ضد الكتاب ككل بلا استثناء، ومن يقرأ نصها يكتشف أن اللجنة التي تشكلت من مجمع البحوث الاسلامية لم تكمل قراءته، والذين وقعوا على الفتوى وكانوا حوالي 28 عضوا برئاسة شيخ الأزهر ذكروا أن الكتاب يتضمن في وصاياه نصوصا من القرآن. انا فعلا ضمنت آيتين من القرآن وضعتهما بين علامات تنصيص، وكما يقول أبو منصور الثعاليبي وغيره من الفقهاء وعلماء اللغة، لا ضير أن يستفيد الانسان من القرآن والسنة في كتابة النثر أو الشعر، والمسألة ليست محرمة، علما أن أبو منصور له مجلدان شهيران في هذا الشأن، وقد استندت اليه لأن له ثقة عند أهل العلم وأهل الدين".

وأضاف: أما المسألة الثانية التي أخذتها الفتوى الأزهرية فقد جاءت في قولها "انه – الشهاوي - استفاد من التصوف في شأن لا علاقة له بالتصوف" وفي رأيي أن علاقة المحبة أو علاقات العشق بين المرأة والرجل هي علاقة تصوف أصلا، وعليهم أن يقرأوا مولانا جلال الدين الرومي وعمر بن الفارض.


أكثر نضجا وتحديا للأزهر

وأكد الشهاوي أنه في الكتاب الثاني "ربما أكون اكثر نضجا على المستوى الفكري ومستوى النظر إلى الأشياء، وربما أكون اكثر تحديا للأزهر، فقد اتاحوا لي فرصة أن أعود إلى النصوص الدينية وما كتبه الأئمة والفقهاء، وان أعود إلى مسيرة الأزهر التاريخية والنظرية".

وقال: "هناك تحد حقيقي، لا شك في ذلك، فالمسألة الآن مطروحة بشدة بعد وفاة نجيب محفوظ، هل مات مسلما أم كافرا، وبالتالي لابد أن تكون فعلا مسئولا عما تكتب وأن تكون واضحا، فأنا لست مستعدا أن اخفي رأسي وأصمت، من يريد أن يحاسبني فليحاسب خمسة عشر قرنا من تراثنا".

وقد صدر غلاف الكتاب الثاني من تصميم الفنان المصري حامد العويضي تتوسطه إحدى لوحات كتاب العشق الشهير لدى الهند وهو "الكاماسوترا". وأهدى الشاعر أحمد الشهاوي - كعادته في إهداء كل كتبه – إلى أمه الراحلة منذ العام 1965 نوال عيسى إذ كتب: "العِشْقُ ليس درجةً في عَرْشِكِ، إِنَّهُ العَرْشُ".

ثم بعد ذلك يدخل قارئ الكتاب إلى وصايا الشهاوي في العشق وهي في هذا الكتاب وصلت إلى مئة وخمس وستين وصية (كان الكتاب الأول يتكون من مئتين وأربع وخمسين وصية). لكن هذه الوصايا امتازت بطولها مقارنةً بالكتاب الأول. وقبل أن يقرأ متلقي الكتاب هذه الوصايا يذكر أحمد الشهاوي النساء قائلاً: "كُوني وصيّةَ نَفْسِكِ لا تجعلي الرجال أوصياءك".

الشّهاوي – كما يقول - كتب هذا الجزء في ست مدن هي القاهرة، مدريد، الرباط، عمان، أبو ظبي، الشارقة في الفترة من أول مايو إلى سبتمبر 2002 ميلادية والأول من مارس إلى مايو 2005 ميلادية، وسيتبعه بالكتاب الثالث الذي بدأ الكتابة فيه منذ عِدَّةِ أشهر.

والمعروف أن الكتاب الأول من "الوصايا في عشق النساء" سجل أعلى المبيعات في حركة الكتب العربية (ثلاثون ألف نسخة) وكتبت عنه مئات المقالات والدراسات والتعليقات في الصحافة العربية والأجنبية، وترجم إلى عديد من اللغات من بينها: الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والهولندية، وتناولته صحف ووسائل اعلامية شهيرة مثل الجارديان البريطانية، وشيكجو تربيون الأمريكية والـ B.B.C البريطانية، ودعي الشهاوي على إثره إلى بلدان عديدة لقراءة مقاطع منه، والحديث عن تجربة "الوصايا في عشق النساء" وموقف "الإخوان المسلمين" و"الأزهر" منه.

وكان أحد أعضاء مجلس الشعب عن "الإخوان المسلمين" قد تقدم باستجواب إلى عاطف عبيد رئيس وزراء مصر الأسبق، ووفاروق حُسْني وزير الثقافة المصري. واعقب هجوم على الكتاب ومطالبة بعض الجماعات المتشددة بمنعه خاصة بعد صدور فتوى الأزهر، قوبل ذلك ببيانات لمؤازرته من أندية القلم الدولي في العالم ومنظمات حقوق الإنسان المصرية والعربية والعالمية واتحادات الكتَّاب، وبيوت الشّعر، وبعض المثقفين.

وقد جاء في الجزء الذي ضمنه الشهاوي كتابه الثاني من تقرير مجمع البحوث الإسلامية برئاسة د.محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر حول الوصايا في عشق النساء: "في الكتاب تَمجيدٌ للذّةِ الجسديةِ بين المعشوقةِ وعاشقِهَا مع الاستشهادِ بعباراتٍ من القرآنِ الكريمِ، وإساءات الكتاب كثيرة فَهُوَ يَسُوق آيات القرآنِ الكريمِ في غَيْرِ مَوْضِعِهَا ويستشهدُ بها في عبارات الفجورِ والفسقِ والعري، واستعمال أوصاف اللَّه تعالى في وَصْفِ المعشوقةِ مِمَّا يُشَكّل كُفْرًا صريحًا، ومن الإساءاتِ في الكتابِ أيضًا: الاستشهاد بكلامِ أهلِ التصوُّفِ ونقل معناه إلى ما يدعو إليه من عشقِ الذَّكَرِ للأنثى والفتاةِ في الَّلذةِ الجسدية، والكتاب دعوة واضحة للفِسْقِ والتجرُّدِ من الحياء والاستغراقِ في لذَّاتِ الليلِ والصَّرخةِ في الّلقاء، كل ذلك يدعو المنصفين الذين يخافونَ على مُسْتقبل هذه الأمةِ في شبابها إلَى مَنْع نَشْرِ هَذَا الكتابِ وتداولِه".