المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «الإخوان المسلمون» ... جماعة فاشلة ......احمد البغدادي



هاشم
10-10-2006, 12:47 AM
الاتحاد الاماراتية

د. أحمد البغدادي

وضعت أميركا حركة "حماس" ممثلة جماعة "الإخوان المسلمين" في مصيدة الانتخابات, ووصلت إلى رئاسة الحكومة الفلسطينية. وقبل ذلك وصلت جماعة الترابي ممثل جماعة "الإخوان المسلمين" في السودان إلى السلطة بمساعدة عن طريق البشير ومن قبله. وفشل كلاهما, حركة "حماس" والترابي, في القيام بمهام الحكم بنجاح. وقد انتهت التجربة السودانية إلى عزل الترابي عن الحياة السياسية, وفشلت حركة "حماس" في القيام بمهام الدولة, وها هو الشعب الفلسطيني يتضور جوعاً ويقتتل أبناؤه في الشوارع لأول مرة في تاريخهم بفضل سوء إدارة "حماس" لأمور الدولة الوهمية التي لم تخلقها أميركا بعد... وولله إنني لفرح ومسرور لهذا الفشل السياسي, لأنه يحمل بشائر للمستقبل فيما لو فكر أي شعب عربي بتسليمهم السلطة, لأن نصيبهم سيكون الفشل ثم الفشل, ولأن هذه الجماعة لا تنجح إلا في بناء مجتمع من يبحثون عن المال من أجل المال فقط.

الفشل السياسي لحركة "حماس" ومن قبلها جماعة الترابي (تحول السودان الآن إلى دولة علمانية!) دليل واضح على أن هذه الجماعة التي تأسست منذ عام 1928 لا تستطيع سوى إقامة جمعيات خيرية لتنفيع وجذب الأتباع على غرار ما تفعله الجمعيات الخيرية التبشيرية النصرانية, مع اعتبار حقيقة أن الجمعيات المسيحية تعمل دون أجندة سياسية, ولا تبحث عن سلطة أو نفوذ داخل المجتمع, كما هو حال جماعة "الإخوان المسلمين" في السودان وفلسطين ومصر ودول الخليج. لقد أثبتت حركة "حماس" أن الفكر الديني المصطبغ بالأيديولوجية السياسية لا يمكن له أن يقوم بواجبات الدولة, ليس فقط لكونه لا يملك الزاد التراثي في مجال علم الدولة, بل لكونه أيضاً, أعجز من أن يوفر لقمة نظيفة للفقراء. لقد اعتقدت حركة "حماس" أن الوصول إلى السلطة والقيام بمتطلبات الدولة مثل إدارة جمعية خيرية, وحين وصلت خاب أملها وخاب أمل أتباعها, حيث لم يحصدوا إلى الآن سوى الفشل تلو الفشل والحمد لله على ذلك حمداً كثيراً، على فشلهم السياسي. وحركة "حماس" تحتج بالعقوبات الأوروبية والأميركية كتبرير لهذا الفشل! يا سبحان الله, يريدون المساعدات الأوروبية بدون الاعتراف بالاتفاقات الدولية التي عقدتها السلطة الفلسطينية, أي بدون الاعتراف بإسرائيل! ما هذا؟ لكن ليس من المهم أن يجوع الشعب الفلسطيني أو أن يقتتل الفلسطينيون فيما بينهم, بل المهم أن يخرج عليهم رئيس وزرائهم كل يوم ببدلة جديدة ويركب وزراء "حماس" سيارات المرسيدس الفارهة, وهذا كل ما يستطيعون الحصول عليه لمصلحتهم الخاصة, دون ذكر تمتعهم بالمزايا الوظيفية. بالله عليكم, هل يدخل عقل عاقل وجود أكثر من عشرين وزيراً لدولة غير موجودة... وفوق كل هذا تعيش على إعانات الدول الخليجية والأوروبية والأميركية!؟

من الواضح أن هذا الفشل السياسي سيكون خيراً وبركة على الشعوب العربية والإسلامية في المستقبل القريب حيث يشهد الجميع فشل تجربة جماعة "الإخوان المسلمين" في الحكم... وأتمنى ألا يكون بعض المسلمين على درجة من العناد بما يدفعهم للتبرير الكاذب