yasmeen
10-08-2006, 09:31 AM
لم يكن مسموحا لنا أن نبكي أو نحزن حتى في الملمات لأننا نمثل الرمز للناس
أعده للنشر إبراهيم هادي الخالدي
جابت أشعاره كل الافاق في منطقة الخليج وليس السعودية وحدها فاقترن لقب الشاعر عنده مع لقب الامير وبات يقال عنه دوما »الامير الشاعر« واذا كان مواطنو الخليج يعرفون قصائده واشعاره فان كثيرين منهم لا يعرفون الجانب الاخر من شخصيته والذي تكشف هذه المقابلة عن بعض منه حيث يتحدث عن طفولته ونشأته الاولى وكيف كانت تتم تربيتهم على الجدية والصرامة وتكوين شخصية الانسان من صباه ليعتاد ان يكون رمزا وقدوة ومعبرا بصدق عن الاسرة الحاكمة في المملكة.
\ كيف تقدم نفسك للناس?
أنا انسان ولدت في المملكة العربية السعودية وتحديدا بالرياض في »الغوطة« ثم انتقلت الى جدة ودرست في مصر وحاولت الدراسة في اميركا لكن الغربة كانت تزعجني فأنا من جيل به كل عشرة اشخاص خمسة منهم يكتبون الشعر فدخلت في مجال الشعر والذي يشجعني الصدى الذي تلاقيه اشعاري خصوصا اذا ما غنيت واتذكر انه عندما ابتدأت كان عمري 18 سنة وكانوا يسألونني عندما تكبر ماذا تنوي ان تكون فقلت لهم انوي ان اكون كاتب فقالوا لي هذه هواية نريد ان نعرف ماذا ستعمل وكنت اقول لهم كذلك كاتب فلم يكونوا يعتقدون ان الانسان من الممكن ان يتفرغ بالكتابة.
\ اذا عندما نقول الامير بدر بن عبدالمحسن نقول الامير الشاعر .. اتحب هذا اللقب ?
/ هو المسمى الاصح وليس الاقرب الى نفسي وان كنت افضل ان يقال عني الانسان الذي يحاول ان يكتب شعرا او يقدم فنا.
\ ما أبرز ما تحملته من ذكريات عن الطفولة وعن منطقة »الغوطة« التي ولدت بها?
/ »الغوطة« هي اساس تكويني وسبق ان كتبت عن هذه المرحلة وما زلت احفظها وانا عمري الان 56 سنة فأنا ابن عبد المحسن بن عبدالعزيز وهو امير ومن الطبيعي ان احصل على ما اريد ولكن ليس لي الحق ان احتفظ به كالاخرين ومما اتذكره وسبب حرقة في نفسي اذكر اننا ذهبنا الى الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله في العيد لمعايدته وكانوا يعطوننا جنيهين ذهب كعيدية وكان في احد حاملني فوضعت جنيهي الذهب في جيبي العلوي وكان معنا مرافق اسمه ناصر بن دهام فأخذ عيديتي وما زلت فيني حرقة ف¯ »الغوطة« علمتني ان اظهر للناس دائما مبتسما ومرتاحا لانه من العيب وانت فلان الفلاني ان تظهر وانت صاخب او حزين.
فحتى ان مات عندنا احد لم يكن مسموحا لنا ان نبكي أو نحزن فحتى لو احترزت قليلا تجد من بجانبك يقول لك عيب اصمد وامسك نفسك, فدائما يجب ان تبين للناس ما تخفيه في صدرك فتأصلت بنا اننا رمز وشخصية أمام الناس فلذلك غير مسموح لنا أمور كثيرة.
ما الذكريات التي تتذكرها في الملوك الذين حكموا المملكة?
لي ارتباط معهم كبير وخاصة في الارتباط الانساني الذي شهدت على مواقف بها كانت كثيرة ومن الصعب حصرها, وما استطيع قوله ما سمعته من اخي الأمير سعود في دلالة على التواضع والبساطة والرأفة, فكان اخي في الطائف عند الملك فيصل رحمه الله وكانا يجلسان لوحدهما في الساعة العاشرة ليلا وكان الملك فيصل يسمع الاخبار عبر اذاعة لندن وفجأة سمعنا صوت قطة في الخارج وقال الملك فيصل لاخي سعود: اخرج وابحث عن مصدر صوت هذه القطة فوجد ان قطة انحشرت في انبوب مجرى الماء فقال لي اذهب وضع جبنة وخبزة عند مدخل الانبوب لترجع مرة اخرى وحتى لا تكمل طريقها في الانبوب فتسقط, فهذه هي البساطة والتواضع.
انت من مواليد 1949 وهي نهايات أعوام الفقر في منطقة الخليج, فكيف اثرت بك تلك النقلة?.
نحن كجيل عشنا فترة لا يمكن ان تمر على ناس قبلنا أو بعدنا, فالنقلة التي حصلت احدثت الشيء الكبير بنفسي خاصة انني ولدت وكان الملك عبدالعزيز رحمه الله موجوداً وتوفى وانا عمري اربع سنوات, فمجرد الانتقال من فترة الهاتف بها كان نادرا وعدم وجود طرق الاسفلت وفقدان المياه الغازية أمر كبير, واتذكر وانا صغير كان يأتينا ضيوف ويقدم لهم البيبسي وكان بعضهم يرده فاستغرب منهم, ثم جاء الانتقال إلى مصر والاسكندرية بالذات واعيش في مدرسة داخلية لفترة أربع سنوات ومن ثم الانتقال إلى اميركا حيث كنا ننتظر الاتصال بأهلنا فجرا لان اتصالنا بالمملكة كان عن طريق البحرين فكانت الوالدة تكلمنا فجرا والآن تخيل التكنولوجيا كيف اصبحت, فرتم التغيير كان سريعا وقصر اعمار الناس.
هل تعتبر جيلك جيل المحظوظين لأنهم عاشوا هذه التغيرات?
نحن محظوظون في المعرفة والتجربة وبالمقابل كانت فترتنا بها انكسارات كبيرة ونتمنى للاجيال الجديدة ان تعيش التجارب الجيدة لا التجارب المرة.
اذا طلبنا منك تشخيص نفسك ضمن شخصيات معينة هي الملك عبد العزيز بن سعود والوالد عبد المحسن بن عبدالعزيز والوالدة والبيت? فماذا تقول?
بالنسبة للملك عبدالعزيز كان أثره على الأمة وكان ينقصه في ذلك الوقت الاعلام واعتقد انه الحاكم الوحيد الذي كانت تطارده الالقاب, وهو فوق كل لقب, وانا عايشت سيرته ولم اعايشه ومع ذلك تأثرت به وتعلمت منه كيف ومتى أحلم ومتى اغضب, فمن سيرته كان هناك احد الاشخاص ارتكب جرما عظيما فغضب عليه الملك عبدالعزيز فلما أتي به امامة سكت الناس جميعا من كثرة غضبه عليه فقال للحضور: ما عادت للناس شيمة ولا فزعة, ما فيكم واحد يأتيني ويفزع لهذا الشخص الذي امامي لكن انا سأفزع له وعفوت عنه هنا يكون الغضب والحلم في الوقت المناسب.
أعده للنشر إبراهيم هادي الخالدي
جابت أشعاره كل الافاق في منطقة الخليج وليس السعودية وحدها فاقترن لقب الشاعر عنده مع لقب الامير وبات يقال عنه دوما »الامير الشاعر« واذا كان مواطنو الخليج يعرفون قصائده واشعاره فان كثيرين منهم لا يعرفون الجانب الاخر من شخصيته والذي تكشف هذه المقابلة عن بعض منه حيث يتحدث عن طفولته ونشأته الاولى وكيف كانت تتم تربيتهم على الجدية والصرامة وتكوين شخصية الانسان من صباه ليعتاد ان يكون رمزا وقدوة ومعبرا بصدق عن الاسرة الحاكمة في المملكة.
\ كيف تقدم نفسك للناس?
أنا انسان ولدت في المملكة العربية السعودية وتحديدا بالرياض في »الغوطة« ثم انتقلت الى جدة ودرست في مصر وحاولت الدراسة في اميركا لكن الغربة كانت تزعجني فأنا من جيل به كل عشرة اشخاص خمسة منهم يكتبون الشعر فدخلت في مجال الشعر والذي يشجعني الصدى الذي تلاقيه اشعاري خصوصا اذا ما غنيت واتذكر انه عندما ابتدأت كان عمري 18 سنة وكانوا يسألونني عندما تكبر ماذا تنوي ان تكون فقلت لهم انوي ان اكون كاتب فقالوا لي هذه هواية نريد ان نعرف ماذا ستعمل وكنت اقول لهم كذلك كاتب فلم يكونوا يعتقدون ان الانسان من الممكن ان يتفرغ بالكتابة.
\ اذا عندما نقول الامير بدر بن عبدالمحسن نقول الامير الشاعر .. اتحب هذا اللقب ?
/ هو المسمى الاصح وليس الاقرب الى نفسي وان كنت افضل ان يقال عني الانسان الذي يحاول ان يكتب شعرا او يقدم فنا.
\ ما أبرز ما تحملته من ذكريات عن الطفولة وعن منطقة »الغوطة« التي ولدت بها?
/ »الغوطة« هي اساس تكويني وسبق ان كتبت عن هذه المرحلة وما زلت احفظها وانا عمري الان 56 سنة فأنا ابن عبد المحسن بن عبدالعزيز وهو امير ومن الطبيعي ان احصل على ما اريد ولكن ليس لي الحق ان احتفظ به كالاخرين ومما اتذكره وسبب حرقة في نفسي اذكر اننا ذهبنا الى الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله في العيد لمعايدته وكانوا يعطوننا جنيهين ذهب كعيدية وكان في احد حاملني فوضعت جنيهي الذهب في جيبي العلوي وكان معنا مرافق اسمه ناصر بن دهام فأخذ عيديتي وما زلت فيني حرقة ف¯ »الغوطة« علمتني ان اظهر للناس دائما مبتسما ومرتاحا لانه من العيب وانت فلان الفلاني ان تظهر وانت صاخب او حزين.
فحتى ان مات عندنا احد لم يكن مسموحا لنا ان نبكي أو نحزن فحتى لو احترزت قليلا تجد من بجانبك يقول لك عيب اصمد وامسك نفسك, فدائما يجب ان تبين للناس ما تخفيه في صدرك فتأصلت بنا اننا رمز وشخصية أمام الناس فلذلك غير مسموح لنا أمور كثيرة.
ما الذكريات التي تتذكرها في الملوك الذين حكموا المملكة?
لي ارتباط معهم كبير وخاصة في الارتباط الانساني الذي شهدت على مواقف بها كانت كثيرة ومن الصعب حصرها, وما استطيع قوله ما سمعته من اخي الأمير سعود في دلالة على التواضع والبساطة والرأفة, فكان اخي في الطائف عند الملك فيصل رحمه الله وكانا يجلسان لوحدهما في الساعة العاشرة ليلا وكان الملك فيصل يسمع الاخبار عبر اذاعة لندن وفجأة سمعنا صوت قطة في الخارج وقال الملك فيصل لاخي سعود: اخرج وابحث عن مصدر صوت هذه القطة فوجد ان قطة انحشرت في انبوب مجرى الماء فقال لي اذهب وضع جبنة وخبزة عند مدخل الانبوب لترجع مرة اخرى وحتى لا تكمل طريقها في الانبوب فتسقط, فهذه هي البساطة والتواضع.
انت من مواليد 1949 وهي نهايات أعوام الفقر في منطقة الخليج, فكيف اثرت بك تلك النقلة?.
نحن كجيل عشنا فترة لا يمكن ان تمر على ناس قبلنا أو بعدنا, فالنقلة التي حصلت احدثت الشيء الكبير بنفسي خاصة انني ولدت وكان الملك عبدالعزيز رحمه الله موجوداً وتوفى وانا عمري اربع سنوات, فمجرد الانتقال من فترة الهاتف بها كان نادرا وعدم وجود طرق الاسفلت وفقدان المياه الغازية أمر كبير, واتذكر وانا صغير كان يأتينا ضيوف ويقدم لهم البيبسي وكان بعضهم يرده فاستغرب منهم, ثم جاء الانتقال إلى مصر والاسكندرية بالذات واعيش في مدرسة داخلية لفترة أربع سنوات ومن ثم الانتقال إلى اميركا حيث كنا ننتظر الاتصال بأهلنا فجرا لان اتصالنا بالمملكة كان عن طريق البحرين فكانت الوالدة تكلمنا فجرا والآن تخيل التكنولوجيا كيف اصبحت, فرتم التغيير كان سريعا وقصر اعمار الناس.
هل تعتبر جيلك جيل المحظوظين لأنهم عاشوا هذه التغيرات?
نحن محظوظون في المعرفة والتجربة وبالمقابل كانت فترتنا بها انكسارات كبيرة ونتمنى للاجيال الجديدة ان تعيش التجارب الجيدة لا التجارب المرة.
اذا طلبنا منك تشخيص نفسك ضمن شخصيات معينة هي الملك عبد العزيز بن سعود والوالد عبد المحسن بن عبدالعزيز والوالدة والبيت? فماذا تقول?
بالنسبة للملك عبدالعزيز كان أثره على الأمة وكان ينقصه في ذلك الوقت الاعلام واعتقد انه الحاكم الوحيد الذي كانت تطارده الالقاب, وهو فوق كل لقب, وانا عايشت سيرته ولم اعايشه ومع ذلك تأثرت به وتعلمت منه كيف ومتى أحلم ومتى اغضب, فمن سيرته كان هناك احد الاشخاص ارتكب جرما عظيما فغضب عليه الملك عبدالعزيز فلما أتي به امامة سكت الناس جميعا من كثرة غضبه عليه فقال للحضور: ما عادت للناس شيمة ولا فزعة, ما فيكم واحد يأتيني ويفزع لهذا الشخص الذي امامي لكن انا سأفزع له وعفوت عنه هنا يكون الغضب والحلم في الوقت المناسب.