المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هيئة علماء المسلمين تتهم في مذكرة داخلية شريكها السابق الحزب الإسلامي بالخيانة



yasmeen
10-08-2006, 09:05 AM
الشرق الاوسط تحصل على نص رسالة الاتهامات


لندن: معد فياض

وجهت هيئة علماء المسلمين وهي اكبر كتلة سنية في العراق، انتقادات لاذعة الى شريكها السابق في الهيئة، الحزب الاسلامي واتهمته بالخيانة والخروج عن «الثوابت الدينية والوطنية»، بسبب مشاركته في العملية السياسية، منذ قبوله المشاركة في مجلس الحكم، الذي شكله الحاكم الاميركي وقتها بول بريمر، وهو أول هجوم يبين الخلافات بين الطرفين يظهر للعلن.

ووجه مجلس الشورى في الامانة العامة لهيئة علماء المسلمين، مجموعة من الانتقادات والاتهامات عبر ما اطلقت عليه بـ«رسالة مفتوحة الى أعضاء الحزب الاسلامي العراقي والى اعضاء قائمة التوافق والى الساسة في البرلمان، الذين قصدوا خدمة العراق»، اتهمهم فيها بمشاركة الحكومة «المسؤولية في ما يجري على ارض العراق من احداث جسام، لإنكم ارتضيتم ان تكونوا جزءا من هذه الحكومة، وبالتالي، نرى لزاما علينا ان نتواصل في نصحكم، لكن هذه المرة عبر رسالة محررة، لان نصحنا من قبل كان يلقى الى قادتكم شفاها». وعلق الدكتور عمر عبد الستار عضو المكتب السياسي للحزب الاسلامي العراقي وعضو مجلس النواب (البرلمان) العراقي على مضمون الرسالة قائلا: «لقد عودتنا هيئة العلماء المسلمين على اتهاماتها للاخرين وما ورد في الرسالة ليس جديدا».

وخاطبت الرسالة المطولة، التي تسلمت «الشرق الاوسط» نسخة منها، وهي النسخة الوحيدة، التي وصلت الى وسيلة اعلامية، الحزب الاسلامي العراقي، قائلة: «كنتم ممثلين في هيئة علماء المسلمين، منذ الايام الاولى لتأسيسها، لان الهيئة قامت على اساس ان يمثل فيها مجتمعنا الاسلامي بكل مكوناته واطيافه. وكنا نعول عليكم في الشأن السياسي بصفتكم تنظيما سياسيا يملك حينها قاعدة شعبية عريضة، وله تاريخ في العمل السياسي، فاقتصرت جهودنا في الاشهر الاولى من الاحتلال، على الحفاظ على مساجدنا، والاهتمام بتوعية جماهيرنا بخطورة الاحتلال، والعمل على احتواء الفتنة الطائفية، الذي سعى الاحتلال الى اشعالها في وقت مبكر».

واضافت، «كنتم تشاطروننا هذه الجهود، حتى جاءت اللحظة المشؤومة في تاريخ العراق بعد الاحتلال، بتشكيل مجلس الحكم (...) وقد فاجأتمونا بالمشاركة في هذا المجلس، ولم يصل ذلك الى علمنا الا بعد ان شاهدنا مسؤول حزبكم انذاك الدكتور محسن عبد الحميد على شاشة التلفاز يدخل المنطقة الخضراء ليجتمع شمله مع الساسة الآخرين». واضافت الهيئة قائلة في رسالتها، «بدأ القلق يساورنا من حماسكم في أداء مجلس الحكم، فقد كنتم تظنون ان فيه حلا للمشكلة العراقية، وكانت لكم مشاركة فاعلة في إقرار قانون ادارة الدولة المؤقت سيئ الصيت، بل امتدح القانون مسؤولكم انذاك الدكتور محسن بانه قانون لم تجد المنطقة افضل منه، كما دأب بعض سياسييكم على عدم وصف القوات الغازية بقوات الاحتلال، والدعوة الى اعتبار ما يجري أمرا واقعا، وضرورة التسليم للتعامل معه على هذا الاساس، فضلا عن تصريحات أخرى كان يشم منها عدم الرضا عن مشروع المقاومة العراقية».

واتهمت هيئة العلماء المسلمين الحزب الاسلامي بالوقوف الى جانب القوات الاميركية في تصديها «للمقاومة في مدينة الفلوجة»، وتطرقت الرسالة الى موضوع رفض الحزب الاسلامي بالاستفتاء على الدستور، «وفي خضم هذه التعبئة الميدانية التي كانت مثيرة للاعجاب بحق، نتفاجأ ويتفاجأ معنا كل العراقيين، بمن فيهم جماهيركم وقواعدكم، وقبل اقل من 48 ساعة من يوم الاستفتاء بخبر مفاده ان السيد طارق الهاشمي يدعو العراقيين ليقولوا: نعم للدستور. لم يصدق الناس الخبر اول الامر، حتى ظهر السيد الهاشمي بنفسه يعلن عن هذه الدعوة، مبررا انه استطاع ان يضيف مادة في مسودة الدستور برقم 142 تسمح بتغيير أي فقرة من فقرات الدستور».