المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طبيب الفقراء النيبالي أعاد البصر إلى عشرات الآلاف



مجاهدون
10-06-2006, 11:17 AM
http://www.aawsat.com/2006/10/06/images/news.386082.jpg

يعالج 600 شخص يوميا.. والعملية تستغرق 7 دقائق والنجاح 100%


يحتاج الطبيب ساندوك روت لسبع دقائق لإزالة عدسة قاتمة وتركيب جديدة قبل ان يتأكد من استعادة مريضه لبصره.
وتمكن الطبيب، 53 عاما، من إجراء 50 الف عملية متبعا تقنية بسيطة اسهم في تطويرها ولا يزال متحمسا لإجراء آلاف اخرى، خصوصا في المناطق الفقيرة والريفية في النيبال وبلدان اخرى مجاورة.

ولم تمنع الاضطرابات التي شهدتها النيبال مع تغيير 13 حكومة خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، وحركة التمرد الماوية، الطبيب روت من مواصلة جهوده في مكافحة العمى في بلاده الواقعة في جبال الهيملايا، والتي تعد من الدول العشر الاكثر فقرا في العالم، وفي دول اخرى. وروت الذي اصبح مفخرة لبلاده، شخص خجول يرفض الحديث عن عمله، لكنه يستحوذ على اهتمام الصحافة التي تقوم بسرد انجازاته.

وكتب المحرر في صحيفة «نيبالي تايمز» الاسبوعية، كوندا ديكسيت، «اذا ما شعرنا احيانا باليأس حيال مستقبل بلدنا، علينا ان ننظر الى اشخاص مثل روت». بدأ روت عمله جراحا للعين بمساعدة من مؤسسة خيرية استرالية عبر اقامة عيادة صغيرة في كاتماندو سنة 1994 أعدت لمعالجة 60 شخصا في اليوم، اما اليوم فتعالج 600 شخص يوميا.

ويدير مركز تيلغانغا للعيون بنكا للعيون ومستشفيات متنقلة لجراحة العيون في الريف البعيد ويجري نحو ستة الاف عملية سنويا لانسداد عدسة العين (كتاركت). وادى نجاح المستشفيات المتنقلة الى نقل التجربة الى بوتان وكوريا الشمالية واثيوبيا وبنغلاديش والصين والهند. ويعتبر انسداد عدسة العين السبب الرئيسي للإصابة بالعمى في الدول النامية. ولا تعرف أسبابه بعد لكنه غالبا ما يحدث مع التقدم في العمر. وتقول غابي هالوز، ارملة داو هالوز، الطبيب الاسترالي الذي ساعد روت في اطلاق حملته ان «روت طبيب ممتاز وقد يكون أكثر جراح في العالم اجرى عمليات لتغيير عدسة العين». ولد روت في عائلة فقيرة في ريف النيبال ودرس الطب بفضل منحة دراسية في الهند. ونشأ اهتمامه بالطب بسبب موت شقيقته لاصابتها بالسل. تخصص روت في جراحة العيون قبل ان يلتقي جراح العين الاسترالي داو هالوز في الثمانينات ويصبحا صديقين حتى وفاة هالوز سنة 1992.

وكان الاثنان يؤمنان بضرورة تكييف تقنيات الجراحة الحديثة والتجهيزات المستخدمة في الدول الغنية لتتلاءم مع احتياجات الدول الفقيرة.

وقال روت «كنا نعرف انه ان نجحنا في ذلك في النيبال، يعني انه يمكننا فعل ذلك في اي مكان آخر». وواجه روت وهالوز تحديات كثيرة بسبب انتشار الفقر على مستوى واسع والبنية التحتية الهزيلة ووعورة الجبال وصعوبة الوصول الى القرى النائية.

وقال روت «واجهنا صعوبات كثيرة في البداية، فاخترنا المستشفى المتنقل وعملنا على تبسيط الاجراءات والتجهيزات لاجراء العملية» التي تقوم على ازالة العدسة القاتمة من العين ووضع عدسة بلاستيكية مكانها. وبعد آلاف العمليات، تمكن الجراحان من اختصار وقت العملية الى ما بين سبع وعشر دقائق للعين مع معدل نجاح 100%.

وبدلا من التقطيب، يستخدم الطبيب الكهرباء للحم الثقب الذي تحدثه الجراحة في العين فيخفض مخاطر الالتهاب، وخصوصا في المناطق البعيدة. وكانت اسعار العدسات البلاستيكية مرتفعة جدا في البداية، فعمل هالوز وروت على اقامة مصنع محلي لانتاج العدسات. ويقول باجيرات بانيا، مدير مستشفى العيون «في سنة 1995 كانت العدسات المستوردة تكلفنا 85 دولارات، اما اليوم فنبيعها باربعة دولارات».

وينتج المختبر الذي يحمل اسم هالوز كميات اضافية من العدسات يصدرها الى 35 دولة نامية بسعر الكلفة. ويؤكد روت على دور هالوز في كل ذلك، «فهو لم يكن معلما فحسب، بل كان صديقا جيدا. كان انسانا مستقيما ويحب الفقراء». وبالاضافة الى الفقر، تجاوز روت العوائق المتمثلة في الانقسامات السياسية والاثنية وكذلك التمييز على اساس الجنس. وتقول غابي هالوز التي تدير مؤسسة فرد هالوز الخيرية ان «الاضطرابات لم تؤثر فيه قط. الأولوية بالنسبة له كانت دائما للشخص التالي الذي ينتظر ليعيد اليه نظره».

ورغم آلاف العمليات التي اجراها، يقول روت انه لا يزال يتأثر كلما تمكن من اعادة النظر الى مريض.

ويتذكر قبل عشر سنوات عندما اجرى عملية لامرأة في الرابعة والعشرين وصلت الى مستشفى متنقل شرق النيبال وقدماها تنزفان بعدما سارت سبعة ايام. وكانت الأم الشابة تعاني من العمى منذ تسع سنوات بسبت انسداد عدستي عينيها.

ويقول «بعد ان ازلنا الضمادات عن عينيها امسكت ابنها ونظرت لاول مرة الى وجهه. كان موقفا مؤثرا جدا».

منح روت في يونيو (حزيران) الماضي جائزة رامون ماغسايساي، المعروفة باسم جائزة نوبل الآسيوية. قبل روت الجائزة وعاد فورا للعمل والاعداد للمستشفى المتنقل التالي في بوتان. وقال «نحن لا نحب الشهرة. فضلت بعد الجائزة العودة فورا الى العمل بدلا من اجراء مقابلات».