سلسبيل
10-06-2006, 01:25 AM
http://www.alwatan.com.kw/Data/site1/News/Issues200610/lc18-100606.pc.jpg
تعاون الحكومتين الكويتية والعراقية كفيل بتفويت الفرصة على المخربين أعداء البلدين
حاوره عباس دشتي:
أكد السيد عمار الحكيم الامين العام لمؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الاسلامي والعضو القيادي في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ان الاتفاق الذي ابرم بين قيادات الكتل السياسية هو مشروع مصالحه بكل ما له من ايجابيات على الارض ويعطي فرصة جديدة للتفاؤل خاصة في المبادرة السعودية لعقد مؤتمر علماء المسلمين وغيره في مكة المكرمة خلال الايام القليلة القادمة وسيكون خطوة ايجابية في هذا الاتجاه.
وقال الحكيم في حوار مع «الوطن» ان العراق استعاد ثروته ويصدر النفط بكميات مقبولة حسب الظروف الفعلية منوها بانه ليس صحيحا بان العراق كله غير امن فهناك الكثير من المناطق الامنة ولكن بنسب متفاوته وان حصلت بعض الخروقات فهي ذات طابع خبائي تقوم بها عصابات السلب والتهريب ومن السهل السيطرة على هذه الحالات لانها ليست ذات خلفية سياسية وتحدث عن الفيدرالية التي يدعو ويعمل عليها البعض مؤكدا بان هذه الطروحات لا تأتي على خلفية طائفية كما يحلو للبعض الباسها هذا الجلباب ولعل هذا هو خير شاهد على الحرية والديموقراطية بوجود مؤيد ومعارض في المذهب الواحد ما يؤكد بانها تقوم على اساس جغرافي اداري لاسيما وان الدستور كفل الحق لهذا الشعب والاليات والتي توضع لاعطاء الفرصة للشعب لاختيار الزمان والحجم وتفاصيل اخرى فليس هناك ثمة ما يقلق اذا كنا نؤمن بان الشعب هو صاحب القرار اضافة الى ذلك فان الفيدرالية خطوة صحيحة نحو تعزيز الوحدة الوطنية.
واستبعد الحكيم وقوع حرب اهلية في العراق مستندا في ذلك الى ان هذا الامر لا يشكل دافعا عند الناس لوجود قاعدة متشابكة ومتصالحة وترابط النسيج الاجتماعي والعلاقات الانسانية حيث انه ليس هناك مناطق مقفلة على الشيعة او السنة فهم يتعايشون وهناك تشابك في المصالح وقوة ارادة من اجل العيش المشترك، وهناك سبب جوهري وهام وهو ان المحيط الاقليمي لا يسمح بذلك ودول الجوار بدأت تتصور بان لديها المساهمة في المساعدة على حل الكثير من المشاكل خاصة تلك التي تربطها علاقات تاريخية قديمة مع العراق.
وطالب الحكيم الدول العربية الشقيقة بدعم العراق مشيدا بالدور الكويتي البارز في هذا المجال مؤكدا بان تعاون البلدين الشقيقين كفيل باسقاط كل المحاولات التي تحاول الاساءة الى العلاقات التاريخية والاخوية
وفيما يلي نص الحوار:
تفاؤل وشوائب
¼ كيف ترى الاوضاع في العراق بعد السنة الثالثة لسقوط صدام؟
- الخط البياني للسنوات الثلاث متصاعد، حيث بدأنا بتجربة فتية وبسيادة منقوصة في مجلس الحكم وتطورت الى الانتخابات الى صياغة الدستور الى انتخابات اخرى حتى تشكيل حكومة وحدة وطنية، اذن خلال ثلاث سنوات قطعنا مشواراً طويلا مهماً في هذا الاطار.
وان اردنا ان نقيم الواقع العراقي من الناحية السياسية فهناك تكيف اكثر بين المكونات العراقية الداخلية وهناك فرص أكبر للتواصل والانفتاح الاقليمي والدولي اما على المستوى الاقتصادي فاستطاع العراق استعادة ثروته وتصدير النفط بكميات مقبولة حسب الظروف الفعلية.
فهناك تصدير مليون وثمانمائة الف برميل يوميا، لذا فهناك موارد مالية جيدة في العراق وعلى المستوى الامني ليس صحيحا بان العراق كله غير آمن، فهناك في كردستان ثلاث محافظات كلها آمنة، وتسع محافظات في جنوب بغداد فيها نسبة معقولة جدا من الامن وان حصلت بعض الخروقات في هذه المحافظات فهي ذات طابع جنائي جراء عصابات السلب والنهب والتهريب وليست حالة ارهابية، ومن السهل السيطرة على هذه الحالات لانها ليست ذات خلفيات سياسية، وان اردنا التركيز على بغداد ومحافظات شمال وغرب بغداد ايضا سنجد محافظتي صلاح الدين، ونينوى الموصل هناك تطور بشكل محسوس، ومحافظة الانبار تشهد تطورا مهما وتحتاج لعمل اكبر وكذلك بعض الاعمال الجادة في بغداد وهي الاخرى بحاجة الى معالجات، المهم ان هذه الامور على خلفيات سياسية بالدرجة الاولى وكلما حصلت معالجة للمشكلة السياسية تخلصنا من هذه الظروف، طبعا هناك فارق بين الحالات الارهابية التي حصلت في الكويت والسعودية وبين ما يحدث في العراق، حيث ان العمليات الارهابية في العراق تأتي بلقاءات وخلفيات واجندة سياسية بعثية وان استطعنا معالجة هذه الخلفيات سنكون قادرين على حل المشكلة حول الاتفاق الذي ابرم امس الاول بين قيادات الكتل السياسية وهو مشروع للمصالحة بكل ما له من تداعيات على الارض يعطي فرصة ومفاجآت جديدة تدعو للتفاؤل خاصة في مبادرة المملكة العربية السعودية لعقد مؤتمر علماء المسلمين وغيرها في مكة المكرمة خلال الايام القليلة القادمة سيكون خطوة ايجابية نحو هذا الاتجاه، اذن هناك مبادرات لوضع الحلول، ما يجعلنا نقيم المشروع العام بانه يدعو للتفاؤل مع وجود بعض الشوائب والتلكؤات والتعثر الموجود هنا وهناك.
إمكانيات محدودة
¼ ما سبب عدم استطاعة الحكومات المتوالية من القضاء على العمليات الارهابية والاجرام واستتباب الامن؟
- هناك نسب متفاوته في معالجة النواحي الامنية لاشك هناك تجارب فنية تقابل تضحيات كبيرة وتحديات، وكذلك فان دول الجوار والدول الاقليمية كانت تشوبها المخاوف تجاه التجربة العراقية الجديدة خلافاً للظروف السابقة، مما جعلها لم تتحمس بالشكل المطلوب والكافي لاسناد هذه التجربة فالحكومات التي مرت بالعراق لم يكن بامكانها ان تقدم اكثر ما قدم.
مستقبل أفضل
¼ اذا ما مستقبل الحكومات القادمة؟
- لاشك ان الحكومة الفعلية حكومة وحدة وطنية وحكومة زوابع مع سنوات حديث تعطي الثورة لقيام المسؤول والتعرف على تفاصيل العمل عكس ان يأتي بحكومة مؤقتة او انتقالية حيث يقوم بمداهنة التكتلات والاحزاب ويجاري التيارات السياسية المختلفة والايزعج احد حتى يحظى بخصوصية الحكومة القادمة دون معرفة خصوصياتها، واما الآن فهناك فرصة للخطاب ووضع البرامج وتخصيص ميزانيات، لذا فان الوزراء بدأوا بوضع خطط خماسية لعدة سنوات قادمة مع وضع برنامج للبنية التحتية واعمارها نتيجة الدمار الذي لحقه، وهذا لابد بحاجة الى فترات طويلة، لذا فنحن في وضع افضل في اطار هذه الحكومة الثابتة.
ردود الفعل
¼ للاسف انه في ظل الحكومة الحالية كثرت العمليات الارهابية خاصة في بغداد، فما سبب ذلك؟
- ان اردنا ان نرصد الظروف والاعمال الماضية نجد ان مثل هذه الممارسات اشتدت وتيرتها وبدأت بشكل واضح بعد استهداف مرقد الامامين العسكريين عليهما السلام، الذي كان تجاوز لكل ما يمكن ان يشار اليه، فجاءت نداءات من المرجعيات والتيارات السياسية اقل تأثيرا من الماضي حول نبض الشارع العراقي، وارجع هناك ردود فعل كانت لمدة ثلاث سنوات قائمة، ولاشك ان هذا الفعل ورد الفعل غير مقبول ومدان بشكل صريح وواقع من اي طرف كان، هو الذي ادى لمثل هذا القبيل وهذا ما اشرت اليه سابقا بان المشكلة سياسية، فان حصل ذلك في العراق واعتقد كل فريق بان هناك فريقاً اخر له حصة وفرصة للمساهمة والمشاركة والتعايش ان حصلت هذه الادارة فمن الممكن ان يزول هذا العنف تماما.
خطوة للتصحيح
¼ هل تعتقد ان معاهدة رمضان كافية لانهاء الاقتتال الطائفي؟
- هي ليست كافية ولكنها خطوة نحو الاتجاه الصحيح، وعندما تتلاحق هذه الخطوات تجد الادارة الاقليمية والقرار الاقليمي، ومثالاً على ذلك فاننا نتمنى ان يكون مؤتمر مكة خطوة مهمة نحو المستقبل.
والمسألة معقدة وتتشابك فيها المصالح ونحتاج الى عدة خطوات حتى تحصل على معالجات كاملة.
فالقرار الاقليمي والعراقي مهم والضرب بيد من حديد على يد اولئك التكفيريين الذين لا يريدون للعراقيين ان يتعايشوا ويبنوا بلادهم، فان اجتمعت هذه الخطوات في محصلتها ومجموعها تؤدي وتشكل الحلول الناجحة لحل الازمة في العراق.
استكمال المصالحة
¼ هل تعتقد ان معاهدة رمضان اعلان ضمني لفشل مشروع المصالحة، ام خطوة حول استكمال المشروع؟
- بالتأكيد انها خطوة لاستكمال مشروع المصالحة، وللعلم فان المصالحة ليست شيئا خارج هذا الغطاء، فنرى ان العشائر اجتمعوا وكذلك منظمات المجتمع الوطني والعلماء والقوى السياسية جميعهم اجتمعوا ضمن اطار مشروع المصالحة، ولا اعتقد انها معاهدة طارئة او جديدة.
الفيدرالية تقسيم جغرافي
¼ هناك خلاف شيعي - شيعي حول الفيدرالية فالتيار الصدري والفضيلة يرفضانها والسيد الحكيم يصر عليها - فما رأيكم حول ذلك؟
- لابد ان نؤكد بدعوة تشكيل اقليم في الوسط والجنوب ومناطق اخرى ولا نأتي على خلفية طائفية كما يحلو للبعض الباسها هذا الجلباب، ولعل هذا خير شاهد على الحرية والديموقراطية بوجود مؤيد ومعارض في المذهب الواحد، مما يعني ان القضية ليست على بعد طائفي بل على اساس جغرافي اداري حيث اسم المشروع وسط وجنوب أي الفرات الاوسط والمحافظات في الجنوب.
كما يمكن القول بانه لا يوجد رافض حول الائتلاف حيث ان الكل يؤيد عملية الفيدرالية، لكن نحن بحاجة الى التوقيت والحجم، فالاخوة في التيار الصدري يعتقدون ان تشكيل هذه الاقاليم يرجح بعد خروج القوات الاجنبية من العراق، وحزب الفضيلة يؤكدون على الفيدرالية ولكن لهم وجهة نظر في حجم هذه الفيدرالية، فالمناقشة لازالت تدور حول تفاصيل معينة ترتبط بحجم وزمان التشكيل وليس بأصل الموضوع.
ووجود هذه الاصوات ظاهرة صحية في بلد يريد ان يعيش الديموقراطية والتعددية ولاسيما ان الدستور كفل الحق لهذا الشعب والآليات التي توضع لاعطاء الفرصة للشعب في اختيار الزمان والتوقيت والحجم وتفاصيل اخرى، فليس هناك ثمة شيء يقلق ان كنا نؤمن بان الشعب هو صاحب القرار، وان كل رأي يجب ان يطرح على مسامع الناس ويدافع عن وجهة نظره، وليس هناك ثمة ما يثير الخوف والقلق.
الفيدرالية فرصة لإحقاق الجميع
¼ هل تعتقد ان هذه الفيدرالية خطوة صحيحة نحو تعزيز الوحدة الوطنية؟
بالتأكيد، ويمكننا السؤال لماذا هذه المشاكل والتدافع والمحاصصات والاحتقان، يمكن الاجابة عليها بعبارة مختصرة بان كل هذه المشاكل ناجمة عن ان كل الاطراف يشعرون بالقلق تجاه مصالحهم وتثبيت هذه المصالح، فعلينا ان نتحدث بوضوح فان الشيعة والاكراد عانوا من حرمان تاريخي في العراق فهم يخشون ان تتكرر من جديد واخواننا السنة العرب يخشون الان انعدام فرص حقيقية الان كما كان لهم في الماضي اما في حالة وجود اقاليم يعني اثبات حقوق للجميع في كل المواقع العراقية وفرصاً للمشاركة عندها ليس ثمة ما يدعو للتدافع وعندها يمكن الانتهاء من كافة المشاكل، فيمكن تنويع القيادات السياسية حسب المذهب فيمكن ان يكون رئيس الوزراء شيعيا او سنيا او كرديا وهكذا بالنسبة لرئيس الجمهورية، فالجميع على الارض لديهم فرص المشاركة وضمانات حقيقية ودخولهم ضمن قاعدة الحكم والعملية السياسية في العراق، وسحب كل المخاوف التي من شأنها ان تعزز هذا الاحتقان وتحقق الاندماج والوحدة الوطنية الحقيقية، وللعلم فان 69 دولة مارست هذا الحق وهذه تجارب جديرة بالاهتمام حينما نتصفح هذه الدول وندرس خصوصياتها لابد ان نتوصل الى قناعة بان الدول التي بها تعدديات سياسية مذهبية قومية يمكن ان تقوم على نظام تشكيل فيدرالي كحل لاعطاء فرص حقيقية على الارض للجميع لعدم شعور اي فرد بالغبن والحرمان، ومن خلال ذلك يمكن بناء حكومة عراقية واحدة مقتدرة عزيزة لديها حكومة مركزية تتابع القضايا المشتركة ولها اقاليم تهتم وترعى تفاصيل الحياة اليومية.
تغيير الخطاب الوطني
¼ وماذا عن التكتلات السياسية بالعراق؟
ـ انا شخصيا اجلس مع الجميع ومع كافة الاطياف والاحزاب والقيادات في الكتل السياسية المختلفة لا أجد من لديه قناعات يتحرك بمنطلقات قومية او طائفية او عرقية وخير شاهد بان الخطاب السياسي كان خطابا وطنيا، ولكن عندما بدأ استهداف اهل البيت عليهم السلام والشهيد الحكيم والمراجع والعلماء ومسؤولين، ومثال على ذلك ان رئيس مجلس الحكم في الدولة الوحيد الذي استهدف هو الشهيد عز الدين سليم وهو معروف بهويته المذهبية والمرجع الوحيد الذي استهدف في العراق كان الشهيد الحكيم وايضا معروف بهويته، واستمرت تصفيات شاملة لاهل البيت في كل المواقع، ومع السكوت العام وتهنئة البعض على هذه المواقف سواء في الداخل او المحيط الاقليمي ولا اريد ان أنكأ الجراح واعيد الماضي، هذه الافعال ولدت ردود افعال، وان كنا نريد ان نكون منصفين يجب الا ننظر الى النتائج بمعزل عن خلفياتها واسبابها وتداعياتها والدوافع التي ادت لها، بل النظر للنتيجة من الاول اذ نلاحظ خلفيات هذه النتائج مهمة جدا لمعرفة وتكوين تصور كامل عن الحدث وتفاصيلة وكيفية معالجته.
الحرب الاهلية
¼ في ظل الفيدرالية والتكتلات السياسية، هل يمكن القول ان العراق مقدم للقضاء على الحرب الاهلية ام هناك امور اخرى؟
ـ انا شخصيا لا اعتقد بان العراق مقدم على حرب اهلية لعدة اسباب السبب الاول يعود الى الناس انفسهم حيث انه لا وجود لدوافع للاقتتال بين السني والشيعي وهذا مهم جدا لوجود قاعدة متشابكة ومتصالحة وترابط النسيج الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية، حيث انه ليس هناك مناطق مقفلة على الشيعة او على السنة، فالجميع يتعايشون وهناك تشابك في المصالح وقوة ارادة العيش.
السبب الثاني حول القوى السياسية الكبيرة والفاعلة ايضا لديها هذا العزم والاصرار لان تتعايش معا والمساهمة للحل وان الفرد الوحيد يحس منهم انه يعيش في نفق مظلم ولا يحقق نتيجة، كما ان الحرب الطائفية لم تحقق اية نتيجة في اي مكان.
والسبب الثالث ان المحيط الاقليمي ودول الجوار بدأت تتصور لديها المساهمة في المساعدة والتي تساعد على حل الكثير من المشاكل، خاصة وان هناك دولاً كثيرة لديها علاقات تاريخية قديمة مع العراق ولها تأثيرها على الشخصيات ونفوذ على القوى السياسية والفعاليات اذ ان كانت لدى هذه الدول قناعة وتدل للمساعدة من المؤكد ان يكون لها دور ايجابي في حل المشاكل.
على كل لا اعتقد بان الامور مرشحة للتفاقم بل للتهدئة.
المقاومة والميليشيات
¼ مع هذا النسيج الاجتماعي القوي نرى الميليشيات العراقية التي لها سيطرة على الساحة العراقية، الى متى ستظل هذه الميليشيات؟ وما سبب تأخير عزلها؟
ـ في الحقيقة ارى انه من الأفضل ان تكون الامور شفافة وواضحة والسؤال الذي يطرح نفسه هو من هي الميليشيات وعلى من نطلق هذا المسمى، فالمعروف حسب المنطق العربي هناك ميليشيا وهناك مقاومة، فالصداميون الذين قتلوا الشعب العراقي والتكفيريون والقاعدة واصحاب المفخخات يطلق عليهم مقاومة شريفة يجب ان تقدر وغيرها، ولكن اولئك الذين قاتلوا صدام وعملوا على اسقاط النظام ووفروا الحرية للشعب العراقي وهم من ابناء هذا الشعب ومن الشرفاء والمسجونين والمطاردين جراء النظام السابق هؤلاء يطلق عليهم ميليشيا وطالب البعض بابعاد هؤلاء واحترام الاخرين بل اعادتهم وتمكينهم من البلاد كالصداميين، هذه معادلة يتحدث بها من يتحدث وهي غير مقنعة للشارع العراقي فكثرة الحديث عن الميليشيات عزز دور هذه في قلوب الناس واعطى غطاء اكبر لها ان تتحرك على الارض وهذه بعبارة مكشوفة وصريحة وانا صريح بعباراتي واحاديثي.
ولكن في حالة القول بان الميليشيا من يحمل السلاح خارج اطار الحكومة سواء كان سنيا او شيعيا او صداميا او غير ذلك ويعتدي على حقوق الناس هذه ميليشيا ونعمل على متابعتهم ولانكسوهم بكساء المقاومة والجهاد في سبيل الله.
ثانيا: انه غالبا يتم التركيز على مجموعة بدر، ونعلم جليا انه قبل هذه الضغوط وقف الشهيد الحكيم في حياته بمدينة كربلاء المقدسة وبحضور حشد كبير من الناس والفضائيات واعلن حل فيلق بدر وتحويله الى منظمة سياسية، حيث ان مهمة الفيلق كانت مهمته مواجهة نظام صدام وبعد سقوط صدام يتحول الفيلق الى منظمة سياسية وليس هناك اي دليل قاطع حول الاتهامات المغرضة على فيلق بدر بالقتل والسلب والنهب وهناك مسألة اخرى حول وجود مجاميع شعبية بعد ان تعرضت بعض المناطق لعمليات ارهابية عشوائية للدفاع عن مناطقهم واعراضهم هؤلاء ليسوا ميليشيات لانهم مجموعات وقتية وعندما تقوم الحكومة بالدفاع عن الشعب فهؤلاء يتفقون مع الحكومة مع اننا نجزم بالدافع بان المؤسسة الامنية العراقية غير قادرة على الدفاع مما يجعل القوات الاجنبية مازالت موجودة في العراق.
فالمؤسسة الامنية غير قادرة على توفير الامن الكامل في الظرف الراهن لوجود اختراقات، وضعف التجربة والتدريب والتسليح وقلة العدد وغيرها من الامور، وبالتالي هناك اعتداءات ارهابية على الناس، ولا يمكن القول للناس ان يكفوا عن الدفاع وهو يقتلون وينهبون من قبل جماعات اخرى، لذا يجب وضع الامور في سياقات جيدة ووصف الحالة بدقة لكي نرى المشكلة ومعالجتها.
¼ هل سبب ضعف الناحية الامنية الحكومات العراقية ام وجود القوات الاجنبية؟
- هناك اسباب عديدة حيث ان هذه المؤسسات فتية يراد تأسيسها من الصفر في اجواء صعبة ومعقدة وكذلك القرارات الخاطئة التي اتخذت منذ البداية بفتح باب التطوع منذ اليوم الاول وبشكل عشوائي للانخراط في الجيش والشرطة حيث انخرط لا يقل عن مائة وخمسين الف فرد، دون ان يكون هناك اختيار وتمحيص ندخل البعثيين والمجرمين الذين كانوا في السجون في المؤسسة الامنية، فحدثت الخروقات فهناك عدد من العصابات يقومون باعمال ارهابية وهم يرتدون زي الشرطة سواء بالقتل او السلب انه نهب الثروات وغيرها، وهذا الاستقطاب الكبير والعشوائي وبدون تمحيص احد اسباب المشكلة وكذلك ضعف التدريب وعدم التسليح يمثل مشكلة اخرى وعدم وجود قرار سيادي امني عراقي مستقل، فالقوات الاجنبية لديها رؤيتها واولوياتها في الملف الامني طبعا هذا يربك في بعض الحالات وعدم تعاون المحيط الاقليمي مع المؤسسة الامنية، حيث ان الاستخبارات يجب ان تكون لديها معلومات دقيقة مما يساهم في معالجة المشاكل.
وكذلك المشكلة السياسية التي لديها دور كبير في هذا الموضوع.
شعارات الدفاع
ولكن العمليات الارهابية تتواجد فقط في بغداد بكثرة، فما سبب ذلك؟
- المعروف ان الارهاب يبحث عن قاعدة وموضع قدم ومناخ مناسب له ومكان يأويه، وجعلت بعض الاماكن حاضنة لأولئك الذين قيل عنهم مهمشين ومغيبين واقاموا شعارات الدفاع واعطاؤهم فرصة لتواجد هؤلاء تحت شعار الدفاع عن مصالح طائفة أو جماعة معينة، ولكن كشفت الاوراق حيث ان عشائر الانبار هم الذين يتصدون ويلاحقون هؤلاء التكفيريون ويقتلون من يقتلون ويقوموا بتسليم الآخرين للعدالة وكذلك في الموصل وديالي، اذا نحن مقبلون على ظرف جديد واصبح واضحا بعد هذا الكم الهائل من القتلى وسفك الدماء والمفخخات النوايا السيئة التي يستخدمها الصداميون والتكفيريون واصبح كلامهم غير مقنع وغير مؤثر في جمهور اكثر المناطق.
اجتثاث البعث
لا يزال حزب البعث متواجدا على الرغم من ان الدستور العراقي ينص على اجتثاث البعث؟
- لقد صرحنا منذ ثلاث سنوات ومع ذلك هناك الكثير من الذين صُمت آذانهم حيث اشرنا الى أن اجتثاث البعث ليس هو اجتثاثاًَ لكل البعثيين بل خمسة في المائة فقط من هؤلاء، ولعل من وضع هذا الاسم على هذه العملية كان سببا في اعطاء هذه الايحاءات، لأن الاجتثاث لا يشتمل الا على اعضاء الفرق والشعب يعني القيادات العليا في حزب البعث وليس ما دونهم يعني اكثر من %95 هؤلاء غير مشمولين، وكذلك فإن الاجتثاث ليس بمعنى القتل ولكن يعني عدم العمل في المواقع الرسمية، بل يمكنه العمل في أي مكان آخر، فكيف يسمح باعادة قادة الحزب للعمل في المراكز الحكومية.
لذا تعديل الاجتثاث لم يكن موفقا في هذه العملية، ولا اعتقد ان اية دولة في العالم تعاملت مع جزارها الذي توغل وتورط بدم خمسة ملايين عراقي حسب الاحصائيات الرسمية خلال 35 عاما بهذا الشكل، والحقيقة انه شيء مذهل عندما نرى الدفاع المذهل عن هذا العدد القليل من مجرمين أو متورطين أو متهمين بالاجرام، فلماذا هذا الدفاع المستميت عنهم؟
اما البعث كحزب الذي يربي روح الكراهية في داخل الشعب العراقي ليحصد ملايين من البشر وكوارث كبرى في داخل العراق والمنطقة، هذا الفكر غير صالح ان يستنشق في عبق الحرية التي نعيشها، فالنازية حتى اليوم محظورة في المانيا وهي من الدول الديموقراطية العريقة ولا احد يتشكل على ذلك، لأنه فكر هدام، فالصداميون كانوا ولا يزالون العدو الاول للشعب العراقي واليوم هم متورطون بالجرائم التي تحدث للعراقيين، فكيف نسمح لهذا الحزب والفكر الهدام ان يتحرك ويعبئ الناس من جديد وان يكيد بالتجربة السياسية في العراق من جديد.
تعاون الحكومتين الكويتية والعراقية كفيل بتفويت الفرصة على المخربين أعداء البلدين
حاوره عباس دشتي:
أكد السيد عمار الحكيم الامين العام لمؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الاسلامي والعضو القيادي في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ان الاتفاق الذي ابرم بين قيادات الكتل السياسية هو مشروع مصالحه بكل ما له من ايجابيات على الارض ويعطي فرصة جديدة للتفاؤل خاصة في المبادرة السعودية لعقد مؤتمر علماء المسلمين وغيره في مكة المكرمة خلال الايام القليلة القادمة وسيكون خطوة ايجابية في هذا الاتجاه.
وقال الحكيم في حوار مع «الوطن» ان العراق استعاد ثروته ويصدر النفط بكميات مقبولة حسب الظروف الفعلية منوها بانه ليس صحيحا بان العراق كله غير امن فهناك الكثير من المناطق الامنة ولكن بنسب متفاوته وان حصلت بعض الخروقات فهي ذات طابع خبائي تقوم بها عصابات السلب والتهريب ومن السهل السيطرة على هذه الحالات لانها ليست ذات خلفية سياسية وتحدث عن الفيدرالية التي يدعو ويعمل عليها البعض مؤكدا بان هذه الطروحات لا تأتي على خلفية طائفية كما يحلو للبعض الباسها هذا الجلباب ولعل هذا هو خير شاهد على الحرية والديموقراطية بوجود مؤيد ومعارض في المذهب الواحد ما يؤكد بانها تقوم على اساس جغرافي اداري لاسيما وان الدستور كفل الحق لهذا الشعب والاليات والتي توضع لاعطاء الفرصة للشعب لاختيار الزمان والحجم وتفاصيل اخرى فليس هناك ثمة ما يقلق اذا كنا نؤمن بان الشعب هو صاحب القرار اضافة الى ذلك فان الفيدرالية خطوة صحيحة نحو تعزيز الوحدة الوطنية.
واستبعد الحكيم وقوع حرب اهلية في العراق مستندا في ذلك الى ان هذا الامر لا يشكل دافعا عند الناس لوجود قاعدة متشابكة ومتصالحة وترابط النسيج الاجتماعي والعلاقات الانسانية حيث انه ليس هناك مناطق مقفلة على الشيعة او السنة فهم يتعايشون وهناك تشابك في المصالح وقوة ارادة من اجل العيش المشترك، وهناك سبب جوهري وهام وهو ان المحيط الاقليمي لا يسمح بذلك ودول الجوار بدأت تتصور بان لديها المساهمة في المساعدة على حل الكثير من المشاكل خاصة تلك التي تربطها علاقات تاريخية قديمة مع العراق.
وطالب الحكيم الدول العربية الشقيقة بدعم العراق مشيدا بالدور الكويتي البارز في هذا المجال مؤكدا بان تعاون البلدين الشقيقين كفيل باسقاط كل المحاولات التي تحاول الاساءة الى العلاقات التاريخية والاخوية
وفيما يلي نص الحوار:
تفاؤل وشوائب
¼ كيف ترى الاوضاع في العراق بعد السنة الثالثة لسقوط صدام؟
- الخط البياني للسنوات الثلاث متصاعد، حيث بدأنا بتجربة فتية وبسيادة منقوصة في مجلس الحكم وتطورت الى الانتخابات الى صياغة الدستور الى انتخابات اخرى حتى تشكيل حكومة وحدة وطنية، اذن خلال ثلاث سنوات قطعنا مشواراً طويلا مهماً في هذا الاطار.
وان اردنا ان نقيم الواقع العراقي من الناحية السياسية فهناك تكيف اكثر بين المكونات العراقية الداخلية وهناك فرص أكبر للتواصل والانفتاح الاقليمي والدولي اما على المستوى الاقتصادي فاستطاع العراق استعادة ثروته وتصدير النفط بكميات مقبولة حسب الظروف الفعلية.
فهناك تصدير مليون وثمانمائة الف برميل يوميا، لذا فهناك موارد مالية جيدة في العراق وعلى المستوى الامني ليس صحيحا بان العراق كله غير آمن، فهناك في كردستان ثلاث محافظات كلها آمنة، وتسع محافظات في جنوب بغداد فيها نسبة معقولة جدا من الامن وان حصلت بعض الخروقات في هذه المحافظات فهي ذات طابع جنائي جراء عصابات السلب والنهب والتهريب وليست حالة ارهابية، ومن السهل السيطرة على هذه الحالات لانها ليست ذات خلفيات سياسية، وان اردنا التركيز على بغداد ومحافظات شمال وغرب بغداد ايضا سنجد محافظتي صلاح الدين، ونينوى الموصل هناك تطور بشكل محسوس، ومحافظة الانبار تشهد تطورا مهما وتحتاج لعمل اكبر وكذلك بعض الاعمال الجادة في بغداد وهي الاخرى بحاجة الى معالجات، المهم ان هذه الامور على خلفيات سياسية بالدرجة الاولى وكلما حصلت معالجة للمشكلة السياسية تخلصنا من هذه الظروف، طبعا هناك فارق بين الحالات الارهابية التي حصلت في الكويت والسعودية وبين ما يحدث في العراق، حيث ان العمليات الارهابية في العراق تأتي بلقاءات وخلفيات واجندة سياسية بعثية وان استطعنا معالجة هذه الخلفيات سنكون قادرين على حل المشكلة حول الاتفاق الذي ابرم امس الاول بين قيادات الكتل السياسية وهو مشروع للمصالحة بكل ما له من تداعيات على الارض يعطي فرصة ومفاجآت جديدة تدعو للتفاؤل خاصة في مبادرة المملكة العربية السعودية لعقد مؤتمر علماء المسلمين وغيرها في مكة المكرمة خلال الايام القليلة القادمة سيكون خطوة ايجابية نحو هذا الاتجاه، اذن هناك مبادرات لوضع الحلول، ما يجعلنا نقيم المشروع العام بانه يدعو للتفاؤل مع وجود بعض الشوائب والتلكؤات والتعثر الموجود هنا وهناك.
إمكانيات محدودة
¼ ما سبب عدم استطاعة الحكومات المتوالية من القضاء على العمليات الارهابية والاجرام واستتباب الامن؟
- هناك نسب متفاوته في معالجة النواحي الامنية لاشك هناك تجارب فنية تقابل تضحيات كبيرة وتحديات، وكذلك فان دول الجوار والدول الاقليمية كانت تشوبها المخاوف تجاه التجربة العراقية الجديدة خلافاً للظروف السابقة، مما جعلها لم تتحمس بالشكل المطلوب والكافي لاسناد هذه التجربة فالحكومات التي مرت بالعراق لم يكن بامكانها ان تقدم اكثر ما قدم.
مستقبل أفضل
¼ اذا ما مستقبل الحكومات القادمة؟
- لاشك ان الحكومة الفعلية حكومة وحدة وطنية وحكومة زوابع مع سنوات حديث تعطي الثورة لقيام المسؤول والتعرف على تفاصيل العمل عكس ان يأتي بحكومة مؤقتة او انتقالية حيث يقوم بمداهنة التكتلات والاحزاب ويجاري التيارات السياسية المختلفة والايزعج احد حتى يحظى بخصوصية الحكومة القادمة دون معرفة خصوصياتها، واما الآن فهناك فرصة للخطاب ووضع البرامج وتخصيص ميزانيات، لذا فان الوزراء بدأوا بوضع خطط خماسية لعدة سنوات قادمة مع وضع برنامج للبنية التحتية واعمارها نتيجة الدمار الذي لحقه، وهذا لابد بحاجة الى فترات طويلة، لذا فنحن في وضع افضل في اطار هذه الحكومة الثابتة.
ردود الفعل
¼ للاسف انه في ظل الحكومة الحالية كثرت العمليات الارهابية خاصة في بغداد، فما سبب ذلك؟
- ان اردنا ان نرصد الظروف والاعمال الماضية نجد ان مثل هذه الممارسات اشتدت وتيرتها وبدأت بشكل واضح بعد استهداف مرقد الامامين العسكريين عليهما السلام، الذي كان تجاوز لكل ما يمكن ان يشار اليه، فجاءت نداءات من المرجعيات والتيارات السياسية اقل تأثيرا من الماضي حول نبض الشارع العراقي، وارجع هناك ردود فعل كانت لمدة ثلاث سنوات قائمة، ولاشك ان هذا الفعل ورد الفعل غير مقبول ومدان بشكل صريح وواقع من اي طرف كان، هو الذي ادى لمثل هذا القبيل وهذا ما اشرت اليه سابقا بان المشكلة سياسية، فان حصل ذلك في العراق واعتقد كل فريق بان هناك فريقاً اخر له حصة وفرصة للمساهمة والمشاركة والتعايش ان حصلت هذه الادارة فمن الممكن ان يزول هذا العنف تماما.
خطوة للتصحيح
¼ هل تعتقد ان معاهدة رمضان كافية لانهاء الاقتتال الطائفي؟
- هي ليست كافية ولكنها خطوة نحو الاتجاه الصحيح، وعندما تتلاحق هذه الخطوات تجد الادارة الاقليمية والقرار الاقليمي، ومثالاً على ذلك فاننا نتمنى ان يكون مؤتمر مكة خطوة مهمة نحو المستقبل.
والمسألة معقدة وتتشابك فيها المصالح ونحتاج الى عدة خطوات حتى تحصل على معالجات كاملة.
فالقرار الاقليمي والعراقي مهم والضرب بيد من حديد على يد اولئك التكفيريين الذين لا يريدون للعراقيين ان يتعايشوا ويبنوا بلادهم، فان اجتمعت هذه الخطوات في محصلتها ومجموعها تؤدي وتشكل الحلول الناجحة لحل الازمة في العراق.
استكمال المصالحة
¼ هل تعتقد ان معاهدة رمضان اعلان ضمني لفشل مشروع المصالحة، ام خطوة حول استكمال المشروع؟
- بالتأكيد انها خطوة لاستكمال مشروع المصالحة، وللعلم فان المصالحة ليست شيئا خارج هذا الغطاء، فنرى ان العشائر اجتمعوا وكذلك منظمات المجتمع الوطني والعلماء والقوى السياسية جميعهم اجتمعوا ضمن اطار مشروع المصالحة، ولا اعتقد انها معاهدة طارئة او جديدة.
الفيدرالية تقسيم جغرافي
¼ هناك خلاف شيعي - شيعي حول الفيدرالية فالتيار الصدري والفضيلة يرفضانها والسيد الحكيم يصر عليها - فما رأيكم حول ذلك؟
- لابد ان نؤكد بدعوة تشكيل اقليم في الوسط والجنوب ومناطق اخرى ولا نأتي على خلفية طائفية كما يحلو للبعض الباسها هذا الجلباب، ولعل هذا خير شاهد على الحرية والديموقراطية بوجود مؤيد ومعارض في المذهب الواحد، مما يعني ان القضية ليست على بعد طائفي بل على اساس جغرافي اداري حيث اسم المشروع وسط وجنوب أي الفرات الاوسط والمحافظات في الجنوب.
كما يمكن القول بانه لا يوجد رافض حول الائتلاف حيث ان الكل يؤيد عملية الفيدرالية، لكن نحن بحاجة الى التوقيت والحجم، فالاخوة في التيار الصدري يعتقدون ان تشكيل هذه الاقاليم يرجح بعد خروج القوات الاجنبية من العراق، وحزب الفضيلة يؤكدون على الفيدرالية ولكن لهم وجهة نظر في حجم هذه الفيدرالية، فالمناقشة لازالت تدور حول تفاصيل معينة ترتبط بحجم وزمان التشكيل وليس بأصل الموضوع.
ووجود هذه الاصوات ظاهرة صحية في بلد يريد ان يعيش الديموقراطية والتعددية ولاسيما ان الدستور كفل الحق لهذا الشعب والآليات التي توضع لاعطاء الفرصة للشعب في اختيار الزمان والتوقيت والحجم وتفاصيل اخرى، فليس هناك ثمة شيء يقلق ان كنا نؤمن بان الشعب هو صاحب القرار، وان كل رأي يجب ان يطرح على مسامع الناس ويدافع عن وجهة نظره، وليس هناك ثمة ما يثير الخوف والقلق.
الفيدرالية فرصة لإحقاق الجميع
¼ هل تعتقد ان هذه الفيدرالية خطوة صحيحة نحو تعزيز الوحدة الوطنية؟
بالتأكيد، ويمكننا السؤال لماذا هذه المشاكل والتدافع والمحاصصات والاحتقان، يمكن الاجابة عليها بعبارة مختصرة بان كل هذه المشاكل ناجمة عن ان كل الاطراف يشعرون بالقلق تجاه مصالحهم وتثبيت هذه المصالح، فعلينا ان نتحدث بوضوح فان الشيعة والاكراد عانوا من حرمان تاريخي في العراق فهم يخشون ان تتكرر من جديد واخواننا السنة العرب يخشون الان انعدام فرص حقيقية الان كما كان لهم في الماضي اما في حالة وجود اقاليم يعني اثبات حقوق للجميع في كل المواقع العراقية وفرصاً للمشاركة عندها ليس ثمة ما يدعو للتدافع وعندها يمكن الانتهاء من كافة المشاكل، فيمكن تنويع القيادات السياسية حسب المذهب فيمكن ان يكون رئيس الوزراء شيعيا او سنيا او كرديا وهكذا بالنسبة لرئيس الجمهورية، فالجميع على الارض لديهم فرص المشاركة وضمانات حقيقية ودخولهم ضمن قاعدة الحكم والعملية السياسية في العراق، وسحب كل المخاوف التي من شأنها ان تعزز هذا الاحتقان وتحقق الاندماج والوحدة الوطنية الحقيقية، وللعلم فان 69 دولة مارست هذا الحق وهذه تجارب جديرة بالاهتمام حينما نتصفح هذه الدول وندرس خصوصياتها لابد ان نتوصل الى قناعة بان الدول التي بها تعدديات سياسية مذهبية قومية يمكن ان تقوم على نظام تشكيل فيدرالي كحل لاعطاء فرص حقيقية على الارض للجميع لعدم شعور اي فرد بالغبن والحرمان، ومن خلال ذلك يمكن بناء حكومة عراقية واحدة مقتدرة عزيزة لديها حكومة مركزية تتابع القضايا المشتركة ولها اقاليم تهتم وترعى تفاصيل الحياة اليومية.
تغيير الخطاب الوطني
¼ وماذا عن التكتلات السياسية بالعراق؟
ـ انا شخصيا اجلس مع الجميع ومع كافة الاطياف والاحزاب والقيادات في الكتل السياسية المختلفة لا أجد من لديه قناعات يتحرك بمنطلقات قومية او طائفية او عرقية وخير شاهد بان الخطاب السياسي كان خطابا وطنيا، ولكن عندما بدأ استهداف اهل البيت عليهم السلام والشهيد الحكيم والمراجع والعلماء ومسؤولين، ومثال على ذلك ان رئيس مجلس الحكم في الدولة الوحيد الذي استهدف هو الشهيد عز الدين سليم وهو معروف بهويته المذهبية والمرجع الوحيد الذي استهدف في العراق كان الشهيد الحكيم وايضا معروف بهويته، واستمرت تصفيات شاملة لاهل البيت في كل المواقع، ومع السكوت العام وتهنئة البعض على هذه المواقف سواء في الداخل او المحيط الاقليمي ولا اريد ان أنكأ الجراح واعيد الماضي، هذه الافعال ولدت ردود افعال، وان كنا نريد ان نكون منصفين يجب الا ننظر الى النتائج بمعزل عن خلفياتها واسبابها وتداعياتها والدوافع التي ادت لها، بل النظر للنتيجة من الاول اذ نلاحظ خلفيات هذه النتائج مهمة جدا لمعرفة وتكوين تصور كامل عن الحدث وتفاصيلة وكيفية معالجته.
الحرب الاهلية
¼ في ظل الفيدرالية والتكتلات السياسية، هل يمكن القول ان العراق مقدم للقضاء على الحرب الاهلية ام هناك امور اخرى؟
ـ انا شخصيا لا اعتقد بان العراق مقدم على حرب اهلية لعدة اسباب السبب الاول يعود الى الناس انفسهم حيث انه لا وجود لدوافع للاقتتال بين السني والشيعي وهذا مهم جدا لوجود قاعدة متشابكة ومتصالحة وترابط النسيج الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية، حيث انه ليس هناك مناطق مقفلة على الشيعة او على السنة، فالجميع يتعايشون وهناك تشابك في المصالح وقوة ارادة العيش.
السبب الثاني حول القوى السياسية الكبيرة والفاعلة ايضا لديها هذا العزم والاصرار لان تتعايش معا والمساهمة للحل وان الفرد الوحيد يحس منهم انه يعيش في نفق مظلم ولا يحقق نتيجة، كما ان الحرب الطائفية لم تحقق اية نتيجة في اي مكان.
والسبب الثالث ان المحيط الاقليمي ودول الجوار بدأت تتصور لديها المساهمة في المساعدة والتي تساعد على حل الكثير من المشاكل، خاصة وان هناك دولاً كثيرة لديها علاقات تاريخية قديمة مع العراق ولها تأثيرها على الشخصيات ونفوذ على القوى السياسية والفعاليات اذ ان كانت لدى هذه الدول قناعة وتدل للمساعدة من المؤكد ان يكون لها دور ايجابي في حل المشاكل.
على كل لا اعتقد بان الامور مرشحة للتفاقم بل للتهدئة.
المقاومة والميليشيات
¼ مع هذا النسيج الاجتماعي القوي نرى الميليشيات العراقية التي لها سيطرة على الساحة العراقية، الى متى ستظل هذه الميليشيات؟ وما سبب تأخير عزلها؟
ـ في الحقيقة ارى انه من الأفضل ان تكون الامور شفافة وواضحة والسؤال الذي يطرح نفسه هو من هي الميليشيات وعلى من نطلق هذا المسمى، فالمعروف حسب المنطق العربي هناك ميليشيا وهناك مقاومة، فالصداميون الذين قتلوا الشعب العراقي والتكفيريون والقاعدة واصحاب المفخخات يطلق عليهم مقاومة شريفة يجب ان تقدر وغيرها، ولكن اولئك الذين قاتلوا صدام وعملوا على اسقاط النظام ووفروا الحرية للشعب العراقي وهم من ابناء هذا الشعب ومن الشرفاء والمسجونين والمطاردين جراء النظام السابق هؤلاء يطلق عليهم ميليشيا وطالب البعض بابعاد هؤلاء واحترام الاخرين بل اعادتهم وتمكينهم من البلاد كالصداميين، هذه معادلة يتحدث بها من يتحدث وهي غير مقنعة للشارع العراقي فكثرة الحديث عن الميليشيات عزز دور هذه في قلوب الناس واعطى غطاء اكبر لها ان تتحرك على الارض وهذه بعبارة مكشوفة وصريحة وانا صريح بعباراتي واحاديثي.
ولكن في حالة القول بان الميليشيا من يحمل السلاح خارج اطار الحكومة سواء كان سنيا او شيعيا او صداميا او غير ذلك ويعتدي على حقوق الناس هذه ميليشيا ونعمل على متابعتهم ولانكسوهم بكساء المقاومة والجهاد في سبيل الله.
ثانيا: انه غالبا يتم التركيز على مجموعة بدر، ونعلم جليا انه قبل هذه الضغوط وقف الشهيد الحكيم في حياته بمدينة كربلاء المقدسة وبحضور حشد كبير من الناس والفضائيات واعلن حل فيلق بدر وتحويله الى منظمة سياسية، حيث ان مهمة الفيلق كانت مهمته مواجهة نظام صدام وبعد سقوط صدام يتحول الفيلق الى منظمة سياسية وليس هناك اي دليل قاطع حول الاتهامات المغرضة على فيلق بدر بالقتل والسلب والنهب وهناك مسألة اخرى حول وجود مجاميع شعبية بعد ان تعرضت بعض المناطق لعمليات ارهابية عشوائية للدفاع عن مناطقهم واعراضهم هؤلاء ليسوا ميليشيات لانهم مجموعات وقتية وعندما تقوم الحكومة بالدفاع عن الشعب فهؤلاء يتفقون مع الحكومة مع اننا نجزم بالدافع بان المؤسسة الامنية العراقية غير قادرة على الدفاع مما يجعل القوات الاجنبية مازالت موجودة في العراق.
فالمؤسسة الامنية غير قادرة على توفير الامن الكامل في الظرف الراهن لوجود اختراقات، وضعف التجربة والتدريب والتسليح وقلة العدد وغيرها من الامور، وبالتالي هناك اعتداءات ارهابية على الناس، ولا يمكن القول للناس ان يكفوا عن الدفاع وهو يقتلون وينهبون من قبل جماعات اخرى، لذا يجب وضع الامور في سياقات جيدة ووصف الحالة بدقة لكي نرى المشكلة ومعالجتها.
¼ هل سبب ضعف الناحية الامنية الحكومات العراقية ام وجود القوات الاجنبية؟
- هناك اسباب عديدة حيث ان هذه المؤسسات فتية يراد تأسيسها من الصفر في اجواء صعبة ومعقدة وكذلك القرارات الخاطئة التي اتخذت منذ البداية بفتح باب التطوع منذ اليوم الاول وبشكل عشوائي للانخراط في الجيش والشرطة حيث انخرط لا يقل عن مائة وخمسين الف فرد، دون ان يكون هناك اختيار وتمحيص ندخل البعثيين والمجرمين الذين كانوا في السجون في المؤسسة الامنية، فحدثت الخروقات فهناك عدد من العصابات يقومون باعمال ارهابية وهم يرتدون زي الشرطة سواء بالقتل او السلب انه نهب الثروات وغيرها، وهذا الاستقطاب الكبير والعشوائي وبدون تمحيص احد اسباب المشكلة وكذلك ضعف التدريب وعدم التسليح يمثل مشكلة اخرى وعدم وجود قرار سيادي امني عراقي مستقل، فالقوات الاجنبية لديها رؤيتها واولوياتها في الملف الامني طبعا هذا يربك في بعض الحالات وعدم تعاون المحيط الاقليمي مع المؤسسة الامنية، حيث ان الاستخبارات يجب ان تكون لديها معلومات دقيقة مما يساهم في معالجة المشاكل.
وكذلك المشكلة السياسية التي لديها دور كبير في هذا الموضوع.
شعارات الدفاع
ولكن العمليات الارهابية تتواجد فقط في بغداد بكثرة، فما سبب ذلك؟
- المعروف ان الارهاب يبحث عن قاعدة وموضع قدم ومناخ مناسب له ومكان يأويه، وجعلت بعض الاماكن حاضنة لأولئك الذين قيل عنهم مهمشين ومغيبين واقاموا شعارات الدفاع واعطاؤهم فرصة لتواجد هؤلاء تحت شعار الدفاع عن مصالح طائفة أو جماعة معينة، ولكن كشفت الاوراق حيث ان عشائر الانبار هم الذين يتصدون ويلاحقون هؤلاء التكفيريون ويقتلون من يقتلون ويقوموا بتسليم الآخرين للعدالة وكذلك في الموصل وديالي، اذا نحن مقبلون على ظرف جديد واصبح واضحا بعد هذا الكم الهائل من القتلى وسفك الدماء والمفخخات النوايا السيئة التي يستخدمها الصداميون والتكفيريون واصبح كلامهم غير مقنع وغير مؤثر في جمهور اكثر المناطق.
اجتثاث البعث
لا يزال حزب البعث متواجدا على الرغم من ان الدستور العراقي ينص على اجتثاث البعث؟
- لقد صرحنا منذ ثلاث سنوات ومع ذلك هناك الكثير من الذين صُمت آذانهم حيث اشرنا الى أن اجتثاث البعث ليس هو اجتثاثاًَ لكل البعثيين بل خمسة في المائة فقط من هؤلاء، ولعل من وضع هذا الاسم على هذه العملية كان سببا في اعطاء هذه الايحاءات، لأن الاجتثاث لا يشتمل الا على اعضاء الفرق والشعب يعني القيادات العليا في حزب البعث وليس ما دونهم يعني اكثر من %95 هؤلاء غير مشمولين، وكذلك فإن الاجتثاث ليس بمعنى القتل ولكن يعني عدم العمل في المواقع الرسمية، بل يمكنه العمل في أي مكان آخر، فكيف يسمح باعادة قادة الحزب للعمل في المراكز الحكومية.
لذا تعديل الاجتثاث لم يكن موفقا في هذه العملية، ولا اعتقد ان اية دولة في العالم تعاملت مع جزارها الذي توغل وتورط بدم خمسة ملايين عراقي حسب الاحصائيات الرسمية خلال 35 عاما بهذا الشكل، والحقيقة انه شيء مذهل عندما نرى الدفاع المذهل عن هذا العدد القليل من مجرمين أو متورطين أو متهمين بالاجرام، فلماذا هذا الدفاع المستميت عنهم؟
اما البعث كحزب الذي يربي روح الكراهية في داخل الشعب العراقي ليحصد ملايين من البشر وكوارث كبرى في داخل العراق والمنطقة، هذا الفكر غير صالح ان يستنشق في عبق الحرية التي نعيشها، فالنازية حتى اليوم محظورة في المانيا وهي من الدول الديموقراطية العريقة ولا احد يتشكل على ذلك، لأنه فكر هدام، فالصداميون كانوا ولا يزالون العدو الاول للشعب العراقي واليوم هم متورطون بالجرائم التي تحدث للعراقيين، فكيف نسمح لهذا الحزب والفكر الهدام ان يتحرك ويعبئ الناس من جديد وان يكيد بالتجربة السياسية في العراق من جديد.