زهير
10-05-2006, 03:17 PM
عين العالم عليها
لندن: جوسلين إيليا
عندما تقوم بزيارة بلد ما للمرة الاولى ترجع منه بذكريات وصور وحكايات طريفة تحدث معك أثناء السفر، غير أنك إذا قمت بزيارة الصين سائحا فستعود منها حتما تاجرا.
الصين بمثابة مارد عملاق في مجال التصنيع والتصدير العالمي، تجد فيها معامل ضخمة لأكبر المنتجات العالمية من المشروبات الغازية الى المنتجات الإلكترونية، فيها أسواق شاسعة ومحلاتها التجارية لا تحصى ولا تعد، كل من يذهب إليها يرجع منها بذهنية جديدة لم يعرفها من قبل، فهي تحفز على الاستثمار والربح ووصفة سحرية لوضع العبقرية التجارية في أدمغة أناس عاديين لم يخوضوا المعترك التجاري من قبل.
بكين بالذات تذهب إليها بحقيبة واحدة وترجع منها بسبع حقائب من دون أن تحسب حساب الوزن الزائد وما ينتج عنه من مصاريف إضافية في المطار.
ففي رحلتي أخيرا الى الصين اكتشفت بأن تلك البلاد الشاسعة تتميز بسحر غريب، تشعر فيها بإحساس جديد لا تشعر به في كثير من بلدان العالم، ولم أكن الشخص الوحيد الذي شعر بذلك إنما شاركني الرأي كل من رافقني في الرحلة وكلهم من أبناء مهنة الصحافة، الملاحظة جاءت بعد أن قمنا بزيارة سوق كبير يعرف بسوق الحرير «Silk Shopping». ولو أنه لا يمت للحرير بصلة، غير أنه يشبه خلية نحل، الموظفون الصينيون فيه لا يعرفون الملل ولا الكلل، نشيطون وفرحون بانفتاح بلدهم على العالم وتعرفهم على أجناس من الناس لم يتعرفوا إليها من قبل، وللصدفة وأثناء تجوالنا في ثنايا هذا السوق الشيق، سمعنا أناسا يتحدثون بالعربية وتحديدا باللهجة المصرية، وبعدها سمعنا بعضهم يتكلم باللهجة العراقية، ففرحنا وتقربنا منهم لنعرف السبب الذي أتى بهم الى الصين، فعرفنا منهم بأنهم جاؤوا الى بكين قبل أن تصبح العاصمة السياسية الحقيقية للصين وقبل فترة الانفتاح وتوطيد العلاقات مع العالم، ولكنهم سرعان ما وجدوا أنفسهم تجارا لا يكفون عن زيارة الصين لشراء المنتجعات بأرخص الاسعار وبيعها في محلاتهم في مصر وبلدان عربية أخرى، لدرجة أن بعضهم راح أبعد من ذلك فاشترى له شقة في بكين ليضمن رجوعه إليها.
وقد تظن بأن العلاقات التجارية ما بين الصين والعالم العربي هي وليدة اليوم، لكنها في الحقيقة بدأت منذ 50 سنة، فتربط الصين علاقة تجارية مهمة مع سورية واليمن منذ عام 1956 وتربطها أيضا علاقة بـ22 دولة عربية أخرى تأتي السعودية في مقدمتها (16 مليار دولار أميركي) سنويا والامارات العربية في المرتبة الثانية (10.7 مليار دولار أميركي سنويا).
ففي بكين كمية ضخمة من المنتجات المقلدة التي تباع علنا في المحلات من دون فرض أي قيود عليها، واستوقفتني قصة عن الممثلة الاميركية رينيه زيلويغر بطلة فيلم «مذكرات بريدجيت جونز» عندما صرحت لإحدى مجلات الأزياء العالمية عندما سئلت عن مكانها المفضل لشراء حقائب اليد، وردت قائلة بأنها تفضل شراء حقائب «شانيل» المقلدة من محل معين واقع في بكين مشهور ببضاعته المقلدة بأفضل ما يمكن، ذاكرة اسمه وعنوانه بالكامل، لكن زلة لسان زيلويغر كلفت المحل رخصته وأدت بالتالي الى إغلاقه، ويقال إنه بدأت الصين بوضع وتطبيق قوانين مشددة للحد من هذه الممارسات لدرجة أن الولايات المتحدة الاميركية تقوم بإرسال مندوبيها الى القرى والمدن الصينية لرصد تقليد العلامات التجارية الشهيرة، لكن هذا الاجراء لم يترجم بعد على أرض الواقع.
والدليل على ما قلته آنفا عن العقلية التجارية التي ترجع بها من الصين هو اكتساح المنتجات الصينية معظم دول العالم. الافاق التي تفتحها الصين امام زائريها واسعة، إذ تجد فيها منتجات لم تصل الى أوروبا بعد، وبأسعار زهيدة، لا سيما الإلكترونيات.
فقليل من الشطارة وكثير من الحنكة والصبر، وتصبح تاجر الصين المستقبلي.
لندن: جوسلين إيليا
عندما تقوم بزيارة بلد ما للمرة الاولى ترجع منه بذكريات وصور وحكايات طريفة تحدث معك أثناء السفر، غير أنك إذا قمت بزيارة الصين سائحا فستعود منها حتما تاجرا.
الصين بمثابة مارد عملاق في مجال التصنيع والتصدير العالمي، تجد فيها معامل ضخمة لأكبر المنتجات العالمية من المشروبات الغازية الى المنتجات الإلكترونية، فيها أسواق شاسعة ومحلاتها التجارية لا تحصى ولا تعد، كل من يذهب إليها يرجع منها بذهنية جديدة لم يعرفها من قبل، فهي تحفز على الاستثمار والربح ووصفة سحرية لوضع العبقرية التجارية في أدمغة أناس عاديين لم يخوضوا المعترك التجاري من قبل.
بكين بالذات تذهب إليها بحقيبة واحدة وترجع منها بسبع حقائب من دون أن تحسب حساب الوزن الزائد وما ينتج عنه من مصاريف إضافية في المطار.
ففي رحلتي أخيرا الى الصين اكتشفت بأن تلك البلاد الشاسعة تتميز بسحر غريب، تشعر فيها بإحساس جديد لا تشعر به في كثير من بلدان العالم، ولم أكن الشخص الوحيد الذي شعر بذلك إنما شاركني الرأي كل من رافقني في الرحلة وكلهم من أبناء مهنة الصحافة، الملاحظة جاءت بعد أن قمنا بزيارة سوق كبير يعرف بسوق الحرير «Silk Shopping». ولو أنه لا يمت للحرير بصلة، غير أنه يشبه خلية نحل، الموظفون الصينيون فيه لا يعرفون الملل ولا الكلل، نشيطون وفرحون بانفتاح بلدهم على العالم وتعرفهم على أجناس من الناس لم يتعرفوا إليها من قبل، وللصدفة وأثناء تجوالنا في ثنايا هذا السوق الشيق، سمعنا أناسا يتحدثون بالعربية وتحديدا باللهجة المصرية، وبعدها سمعنا بعضهم يتكلم باللهجة العراقية، ففرحنا وتقربنا منهم لنعرف السبب الذي أتى بهم الى الصين، فعرفنا منهم بأنهم جاؤوا الى بكين قبل أن تصبح العاصمة السياسية الحقيقية للصين وقبل فترة الانفتاح وتوطيد العلاقات مع العالم، ولكنهم سرعان ما وجدوا أنفسهم تجارا لا يكفون عن زيارة الصين لشراء المنتجعات بأرخص الاسعار وبيعها في محلاتهم في مصر وبلدان عربية أخرى، لدرجة أن بعضهم راح أبعد من ذلك فاشترى له شقة في بكين ليضمن رجوعه إليها.
وقد تظن بأن العلاقات التجارية ما بين الصين والعالم العربي هي وليدة اليوم، لكنها في الحقيقة بدأت منذ 50 سنة، فتربط الصين علاقة تجارية مهمة مع سورية واليمن منذ عام 1956 وتربطها أيضا علاقة بـ22 دولة عربية أخرى تأتي السعودية في مقدمتها (16 مليار دولار أميركي) سنويا والامارات العربية في المرتبة الثانية (10.7 مليار دولار أميركي سنويا).
ففي بكين كمية ضخمة من المنتجات المقلدة التي تباع علنا في المحلات من دون فرض أي قيود عليها، واستوقفتني قصة عن الممثلة الاميركية رينيه زيلويغر بطلة فيلم «مذكرات بريدجيت جونز» عندما صرحت لإحدى مجلات الأزياء العالمية عندما سئلت عن مكانها المفضل لشراء حقائب اليد، وردت قائلة بأنها تفضل شراء حقائب «شانيل» المقلدة من محل معين واقع في بكين مشهور ببضاعته المقلدة بأفضل ما يمكن، ذاكرة اسمه وعنوانه بالكامل، لكن زلة لسان زيلويغر كلفت المحل رخصته وأدت بالتالي الى إغلاقه، ويقال إنه بدأت الصين بوضع وتطبيق قوانين مشددة للحد من هذه الممارسات لدرجة أن الولايات المتحدة الاميركية تقوم بإرسال مندوبيها الى القرى والمدن الصينية لرصد تقليد العلامات التجارية الشهيرة، لكن هذا الاجراء لم يترجم بعد على أرض الواقع.
والدليل على ما قلته آنفا عن العقلية التجارية التي ترجع بها من الصين هو اكتساح المنتجات الصينية معظم دول العالم. الافاق التي تفتحها الصين امام زائريها واسعة، إذ تجد فيها منتجات لم تصل الى أوروبا بعد، وبأسعار زهيدة، لا سيما الإلكترونيات.
فقليل من الشطارة وكثير من الحنكة والصبر، وتصبح تاجر الصين المستقبلي.