سلسبيل
10-04-2006, 09:05 PM
د أثير محمد شهاب
من حزن إلى حزن
ومن منفى إلى منفى
نغادر أرضنا كُرها
ونترك في خطوط القلب حيفا
الشاعر العراقي عماد جبار
نقاط التشابه بين عنوان مقالتي ( عذابات السيد السيستاني) والفلم الذي يصوّر عذابات السيد المسيح –عليه السلام-(آلام المسيح – لميل غيبسون ) لا تختلف في المعالجة التي نحن بصدد البحث فيها، لان مشهد صلب السيد المسيح –عليه السلام- وما رافق ذلك من عذاب.. لا يختلف عن ساعات العذاب التي يعانيها السيد السيستاني لما يمر العراق به من مأزق تأريخي يضعه في خانة المواجه وتقرير المصير، والإصرار كل الإصرار على إبقاء السيد عند حدود المسألة الصغيرة والكبيرة في هذا البلد الذي امتدت حضارته إلى ألاف السنين..
ثمة فرق واضح بين مفردة (تعذيب) السيد المسيح –عليه السلام – بالصلب كما ورد في نص الكتاب المقدس، ودلالة (عذاب أو عذابات) السيد السيستاني، لاقتران المفردة الأولى بفعل إنساني وحشي تجاه السيد المسيح – عليه السلام- الذي سعى إلى فعل الخير، فيما المفردة الثانية تحمل دلالة عذاب الضمير وتألم النفس من جراء وضع ما، مع اختلاف دلالتهما، إلا أن القصد من كليهما الجانب النفسي المترتب عنهما.
ومع اختلاف أوجه العذاب ...، اجتهدنا في السعي إلى المقارنة بين عذاب السيد المسيح – وهو على صليبه يتألم من الغدر في الفلم، وعذاب السيد من جراء استشهاد ألاف الناس من العراقيين بمشاهد ربما أكثر بشاعة مما صورها الفلم من عذاب تحمله السيد المسيح –عليه السلام-، ولكن استفزاز الحدث الذي صوره الفلم (آلام المسيح ) جعلني في حاجة لان انقل طبيعة المشهد والصعاب التي تحملها شخص كشخص المسيح –عليه السلام-في علاقة تبادلية لما يعيشه السيد السيستاني، والخشية كل الخشية من تلميذ اسخريوطي (يهوذا جديد ).
في زمن كهذا لابد من الحذر من ولادة يهوذا جديد...يتلبس لباس نبي، ويحمل تحت إبطه سكينة بلطجي... أو جزار....
أيها السيستاني...لا تغسل أقدام تلاميذك...ولا تقدم لهم العون....والخشية من غدرهم...
يوميا نحمل على أجسادنا صلبان الموت والعذاب....بسبب الانتماء والعرق والطائفة...فيما العالم يستعين بمقولة الإمام علي – عليه السلام – إلى الاشتر (أما أخ لك في الدين او نظير لك في الخلق )...
المحبة التي نقترحها تتأسس في ضوء دعاء أمي كل صباح بأن يحفظ السيد السيستاني من كل مكروه...:
(ما تبقى هو الحب
هذا رهاني الأخير...
زهرتان على القلب نائمتان
وسبع شموع تنير الضمير
وانتم خذوني بطيبة قلبي
فان المحبة طيبة القلب
والشعر مغفرة
وزمان المحبين
جد قصير) يوسف الصائغ
والسيد يخرج مع الفجر بين أزقة النجف للصلاة....والمسبحة بين يديه ترتجف للمحنة التي يعيشها العراق ...
تتساقط حبات مسبحته ومحبته... والأدعية تصعد إلى السماء والعراق يتساقط في خطيئته.. وأمي تحضر عصر اليوم خبز العباس نذرا لوعد قطعته على نفسها.... والسيد يستقبل جحفلا من سياسي العراق من اجل ترميم المشهد.... والناس تتطلع والابتسامة الكاذبة على وجوهها...والسيد قبل غروب الشمس يبكي...علينا....
الاخرون يضحكون.....
كل الاباء...في كل صباح يفتحون أبواب محبتهم ورزقهم بالدعاء..والتوسل:
- يا رب أبعدنا عن الانفجارات والمفخخات...
ويزدادون تألقا... حينما يرشون الماء عند مداخل أبواب محلاتهم..فيما أزيز الاطلاقات في الهواء تتسارع...وأصوات المفخخات تزهق الكثير من أرواح الأبرياء من كل صوب وحدب....
وعلي وعمر.. يتلفتان بين الأزقة التي يتنقلون فيها خوفا من قتل على الاسم أو اللقب....
بات الناس يخترعون لألقابهم مسميات أخرى تبعدهم عن اطلاقة العذاب التي تقترف بحقهم..والناس لا دخل لهم فيما يجري (لا ناقة لهم ولا جمل ))...
وحبات السيد السيستاني تتساقط...والطاغية يصرخ وسط القاعة..
-أنا الرئيس الشرعي...
والناس تضحك..
والأطفال يصرخون بسبب جثة مرمية وسط الشارع ولا من شخص يكرمها بالدفن..
وأبي يشغل نفسه بقراءة خبر كاذب في جريدة......
والسيد يضع خزانة الأدب جانبا ليتوجه إلى صلاة الظهر.....
موعد الإفطار على الأبواب.... والناس تتطلع إلى الخيط الذي يفرق بين النهار والليل.... ولا من خيط يفرق بين حياتنا ومماتنا...
يجيء الصباح....
- بو...بو...بو
عبوة ناسفة في مدرسة الأطفال الابتدائية....
وأمهات المحلة يتراكضن باتجاه أطفالهن – وهن يصرخن طول الطريق... والعتب كل العتب على عراقنا....
لحظة عتب:
من أكثر الأشياء التي تنخر قلبي والتي لابد من أن يدركها السيد السيستاني، هي:
عندما ذهبت إلى إيران لمعالجة أختي –علاج عيون بالليزر – شاهدت الكثير من المستشفيات – التي تعود إلى من يسكن ارض العراق او من العراقيين..واستغربت من هذا الموقف..لاسيما في مشفى جواد ألائمة..او البصيري لصاحبها هاشم الخوئي..
اقسم بالرب الذي اسكن تحت خيمته...بان أكثر من تسعين بالمئة من مرضى هذه المستشفيات هم عراقيون...فلماذا يتحمل العراقي عناء السفر عبر هذا الطريق الموجع؟؟، فيما نحن أصحاب هذه المستشفيات، اما كان من الاولى والأجدر ان نؤسس مثل هذه المشافي في محافظاتنا الآمنة ( الجنوب ) ونكرم العراقي بمحبتنا..
العراقيون الذين يسمعون بعائدية المشفى للسيد الفلاني..وان الشارع الفلاني قد جهز من قبل السيد الفلاني..وان دور الأيتام أنجزها السيد الفلاني تخنقهم العبرة ويتبدد أملهم في عراق حر، وأنا أتطلع من نافذة السيارة التي ستقلني إلى الحدود العراقية (مهران) الى حزن مرضانا.
العراقيون أجنحتهم مكسورة، وهم يعبرون الوديان بالصلاة على النبي واله...السيارات الكبيرة تعبر الوديان بهدوء، فيما الليل يتساقط على أحزانهم...
ذبحتم غزالا
أكلتم..وصمنا
وعزت علينا عيون الغزال
شاعر عراقي
والى اللقاء
من حزن إلى حزن
ومن منفى إلى منفى
نغادر أرضنا كُرها
ونترك في خطوط القلب حيفا
الشاعر العراقي عماد جبار
نقاط التشابه بين عنوان مقالتي ( عذابات السيد السيستاني) والفلم الذي يصوّر عذابات السيد المسيح –عليه السلام-(آلام المسيح – لميل غيبسون ) لا تختلف في المعالجة التي نحن بصدد البحث فيها، لان مشهد صلب السيد المسيح –عليه السلام- وما رافق ذلك من عذاب.. لا يختلف عن ساعات العذاب التي يعانيها السيد السيستاني لما يمر العراق به من مأزق تأريخي يضعه في خانة المواجه وتقرير المصير، والإصرار كل الإصرار على إبقاء السيد عند حدود المسألة الصغيرة والكبيرة في هذا البلد الذي امتدت حضارته إلى ألاف السنين..
ثمة فرق واضح بين مفردة (تعذيب) السيد المسيح –عليه السلام – بالصلب كما ورد في نص الكتاب المقدس، ودلالة (عذاب أو عذابات) السيد السيستاني، لاقتران المفردة الأولى بفعل إنساني وحشي تجاه السيد المسيح – عليه السلام- الذي سعى إلى فعل الخير، فيما المفردة الثانية تحمل دلالة عذاب الضمير وتألم النفس من جراء وضع ما، مع اختلاف دلالتهما، إلا أن القصد من كليهما الجانب النفسي المترتب عنهما.
ومع اختلاف أوجه العذاب ...، اجتهدنا في السعي إلى المقارنة بين عذاب السيد المسيح – وهو على صليبه يتألم من الغدر في الفلم، وعذاب السيد من جراء استشهاد ألاف الناس من العراقيين بمشاهد ربما أكثر بشاعة مما صورها الفلم من عذاب تحمله السيد المسيح –عليه السلام-، ولكن استفزاز الحدث الذي صوره الفلم (آلام المسيح ) جعلني في حاجة لان انقل طبيعة المشهد والصعاب التي تحملها شخص كشخص المسيح –عليه السلام-في علاقة تبادلية لما يعيشه السيد السيستاني، والخشية كل الخشية من تلميذ اسخريوطي (يهوذا جديد ).
في زمن كهذا لابد من الحذر من ولادة يهوذا جديد...يتلبس لباس نبي، ويحمل تحت إبطه سكينة بلطجي... أو جزار....
أيها السيستاني...لا تغسل أقدام تلاميذك...ولا تقدم لهم العون....والخشية من غدرهم...
يوميا نحمل على أجسادنا صلبان الموت والعذاب....بسبب الانتماء والعرق والطائفة...فيما العالم يستعين بمقولة الإمام علي – عليه السلام – إلى الاشتر (أما أخ لك في الدين او نظير لك في الخلق )...
المحبة التي نقترحها تتأسس في ضوء دعاء أمي كل صباح بأن يحفظ السيد السيستاني من كل مكروه...:
(ما تبقى هو الحب
هذا رهاني الأخير...
زهرتان على القلب نائمتان
وسبع شموع تنير الضمير
وانتم خذوني بطيبة قلبي
فان المحبة طيبة القلب
والشعر مغفرة
وزمان المحبين
جد قصير) يوسف الصائغ
والسيد يخرج مع الفجر بين أزقة النجف للصلاة....والمسبحة بين يديه ترتجف للمحنة التي يعيشها العراق ...
تتساقط حبات مسبحته ومحبته... والأدعية تصعد إلى السماء والعراق يتساقط في خطيئته.. وأمي تحضر عصر اليوم خبز العباس نذرا لوعد قطعته على نفسها.... والسيد يستقبل جحفلا من سياسي العراق من اجل ترميم المشهد.... والناس تتطلع والابتسامة الكاذبة على وجوهها...والسيد قبل غروب الشمس يبكي...علينا....
الاخرون يضحكون.....
كل الاباء...في كل صباح يفتحون أبواب محبتهم ورزقهم بالدعاء..والتوسل:
- يا رب أبعدنا عن الانفجارات والمفخخات...
ويزدادون تألقا... حينما يرشون الماء عند مداخل أبواب محلاتهم..فيما أزيز الاطلاقات في الهواء تتسارع...وأصوات المفخخات تزهق الكثير من أرواح الأبرياء من كل صوب وحدب....
وعلي وعمر.. يتلفتان بين الأزقة التي يتنقلون فيها خوفا من قتل على الاسم أو اللقب....
بات الناس يخترعون لألقابهم مسميات أخرى تبعدهم عن اطلاقة العذاب التي تقترف بحقهم..والناس لا دخل لهم فيما يجري (لا ناقة لهم ولا جمل ))...
وحبات السيد السيستاني تتساقط...والطاغية يصرخ وسط القاعة..
-أنا الرئيس الشرعي...
والناس تضحك..
والأطفال يصرخون بسبب جثة مرمية وسط الشارع ولا من شخص يكرمها بالدفن..
وأبي يشغل نفسه بقراءة خبر كاذب في جريدة......
والسيد يضع خزانة الأدب جانبا ليتوجه إلى صلاة الظهر.....
موعد الإفطار على الأبواب.... والناس تتطلع إلى الخيط الذي يفرق بين النهار والليل.... ولا من خيط يفرق بين حياتنا ومماتنا...
يجيء الصباح....
- بو...بو...بو
عبوة ناسفة في مدرسة الأطفال الابتدائية....
وأمهات المحلة يتراكضن باتجاه أطفالهن – وهن يصرخن طول الطريق... والعتب كل العتب على عراقنا....
لحظة عتب:
من أكثر الأشياء التي تنخر قلبي والتي لابد من أن يدركها السيد السيستاني، هي:
عندما ذهبت إلى إيران لمعالجة أختي –علاج عيون بالليزر – شاهدت الكثير من المستشفيات – التي تعود إلى من يسكن ارض العراق او من العراقيين..واستغربت من هذا الموقف..لاسيما في مشفى جواد ألائمة..او البصيري لصاحبها هاشم الخوئي..
اقسم بالرب الذي اسكن تحت خيمته...بان أكثر من تسعين بالمئة من مرضى هذه المستشفيات هم عراقيون...فلماذا يتحمل العراقي عناء السفر عبر هذا الطريق الموجع؟؟، فيما نحن أصحاب هذه المستشفيات، اما كان من الاولى والأجدر ان نؤسس مثل هذه المشافي في محافظاتنا الآمنة ( الجنوب ) ونكرم العراقي بمحبتنا..
العراقيون الذين يسمعون بعائدية المشفى للسيد الفلاني..وان الشارع الفلاني قد جهز من قبل السيد الفلاني..وان دور الأيتام أنجزها السيد الفلاني تخنقهم العبرة ويتبدد أملهم في عراق حر، وأنا أتطلع من نافذة السيارة التي ستقلني إلى الحدود العراقية (مهران) الى حزن مرضانا.
العراقيون أجنحتهم مكسورة، وهم يعبرون الوديان بالصلاة على النبي واله...السيارات الكبيرة تعبر الوديان بهدوء، فيما الليل يتساقط على أحزانهم...
ذبحتم غزالا
أكلتم..وصمنا
وعزت علينا عيون الغزال
شاعر عراقي
والى اللقاء