yasmeen
10-04-2006, 05:01 PM
يتبادلون الأحاديث عن الوضع الأمني.. من قتل أو خطف أو من فر خارج البلاد
وسط المعركة اليومية المتواصلة ضد الخوف والعزلة في حياة خلف أبواب مغلقة اكتشف سكان بغداد وسيلة لابقاء مدينتهم حية.. ألا وهي التنقل عبر شبكة الانترنت. وبدلا من الاستمتاع بتناول وجبة بأحد مطاعم الاسماك على ضفاف نهر دجلة تقضي دنيا سعد، 28 عاما، وهي ربة منزل أوقات المساء أمام الكومبيوتر داخل غرفة المعيشة تدردش مع أصدقائها عبر خدمة «ياهو ماسنجر».
ويعيش أغلب أقاربها على الضفة الاخرى من نهر دجلة وتعد مشاهدتهم رأي العين أمرا شبه مستحيل. وتنهدت قائلة «من المحزن ألا ترى أصدقاءك كما في الايام الطيبة الخوالي». غير أنها تضيف «لكن الدردشة عبر الانترنت جعلت الامور أفضل». ومنذ أشعل تفجير مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري في مدينة سامراء في فبراير (شباط) موجة من العنف الطائفي تحول الانترنت من هواية للمولعين العالمين بالتكنولوجيا الى بديل شامل للتعاملات اليومية الخاصة بالحياة في المدينة.
فالمتاجر تغلق أبوابها مبكرا في بغداد ولا يسمح للسيارات بالمرور بعد التاسعة مساء، كما أن مناطق كثيرة بالمدينة تصبح مهجورة بالكامل مع غروب الشمس. واضطر مئات الالاف من السكان الى الانتقال الى مناطق بالمدينة لا يعرفون فيها جيرانهم. وقالت زينب، 35 عاما، والتي تعمل سكرتيرة بمكتب وطلبت ذكر اسمها الاول فقط «لا أخرج سوى للامور الطارئة مثل حضور جنازة أو زيارة طبيب». وأضافت «بصراحة.. الجنون في الخارج يفقدني السيطرة على أعصابي».
ولم تر زينب أصدقاءها منذ شهور. وبدلا من ذلك تلتقي بهم عبر الدوائر التلفزيونية المغلقة على شبكة الانترنت. وقالت «نتحدث أغلب الوقت عن الوضع الامني. من قُتل أو خُطف أو فرّ من البلاد». وتحويل بغداد الى شبكة من أجهزة الكومبيوتر عمل من ابداعات السوق الحرة.
وربما كانت الكهرباء هي الجزء الاصعب. وكانت معظم مناطق بغداد تحصل على الكهرباء لفترات تتراوح بين 12 و18 ساعة يوميا قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003. أما الان فتحصل أغلب الضواحي على الكهرباء من الشبكة لمدة تتراوح بين أربع وست ساعات يوميا فقط.
وأغلب الاسر من الطبقة المتوسطة تحصل على الكهرباء من مولدات في الحي تعمل بالديزل تزودها بكهرباء مقابل ما يعادل نحو 10 دولارات للامبير تدفع شهريا لاصحابها. وعادة ما تكون ستة أو سبعة أمبيرات كافية لتشغيل كومبيوتر وتلفزيون ومبرد. وسيقوم مقهى انترنت باحدى الضواحي ببيع اشتراك للحصول على خدمته الخلوية عبر القمر الصناعي مقابل نحو 40 دولارا.
ولم يمارس أغلب العراقيين الدخول على الانترنت الا بعد سقوط نظام صدام حسين في عام 2003. وكان صدام حسين قد ربط العراق رسميا بشبكة الانترنت عندما أنشأت حكومته شركة لخدمات الانترنت في عام 2000. غير أن الاتصالات الخاصة كانت محظورة وأغلق مزود الخدمة القانوني الوحيد الوصول الى مواقع البريد الالكتروني ومواقع الدردشة.
أما اليوم فقد انتشرت الشركات في أنحاء بغداد مستغلة الاتصالات الجديدة عالية التردد عبر الاقمار الصناعية والتي تجعل من الممكن انشاء مزود صغير بخدمة الانترنت بدون الاعتماد على الاطلاق على أي بنية تحتية تخضع لسيطرة مركزية.
ويقول علي يوسف الذي تدير شركته «انفوزون» أربعة مزودات بخدمة الانترنت في مناطق مختلفة ببغداد انه يشترك في اتصالات عالية التردد عبر القمر الصناعي لدى شركات بالكويت والامارات العربية المتحدة. ويتمتع أحد مزودات الخدمة التابعة له بسرعة اتصال تصل الى اثنين ميجابايت في الثانية وتتكلف نحو سبعة الاف دولار شهريا عبر القمر الصناعي.
وهذه السرعة مشابهة لسرعة الاتصال عبر التردد العالي من منزل واحد في معظم البلدان الغربية. ويبيع هذا المزود الخدمة الى 200 مشترك في ثلاث ضواحي ببغداد محققا عائدا اجماليا يبلغ نحو ثمانية الاف دولار. وتقوم المولدات الخاصة بتزويد المناطق التي توجد بها مستقبلات لاسلكية بالكهرباء خلال النهار بواسطة بطاريات تنتج نحو 200 أمبير حتى تظل عاملة بدون انقطاع خلال الليل.
وسط المعركة اليومية المتواصلة ضد الخوف والعزلة في حياة خلف أبواب مغلقة اكتشف سكان بغداد وسيلة لابقاء مدينتهم حية.. ألا وهي التنقل عبر شبكة الانترنت. وبدلا من الاستمتاع بتناول وجبة بأحد مطاعم الاسماك على ضفاف نهر دجلة تقضي دنيا سعد، 28 عاما، وهي ربة منزل أوقات المساء أمام الكومبيوتر داخل غرفة المعيشة تدردش مع أصدقائها عبر خدمة «ياهو ماسنجر».
ويعيش أغلب أقاربها على الضفة الاخرى من نهر دجلة وتعد مشاهدتهم رأي العين أمرا شبه مستحيل. وتنهدت قائلة «من المحزن ألا ترى أصدقاءك كما في الايام الطيبة الخوالي». غير أنها تضيف «لكن الدردشة عبر الانترنت جعلت الامور أفضل». ومنذ أشعل تفجير مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري في مدينة سامراء في فبراير (شباط) موجة من العنف الطائفي تحول الانترنت من هواية للمولعين العالمين بالتكنولوجيا الى بديل شامل للتعاملات اليومية الخاصة بالحياة في المدينة.
فالمتاجر تغلق أبوابها مبكرا في بغداد ولا يسمح للسيارات بالمرور بعد التاسعة مساء، كما أن مناطق كثيرة بالمدينة تصبح مهجورة بالكامل مع غروب الشمس. واضطر مئات الالاف من السكان الى الانتقال الى مناطق بالمدينة لا يعرفون فيها جيرانهم. وقالت زينب، 35 عاما، والتي تعمل سكرتيرة بمكتب وطلبت ذكر اسمها الاول فقط «لا أخرج سوى للامور الطارئة مثل حضور جنازة أو زيارة طبيب». وأضافت «بصراحة.. الجنون في الخارج يفقدني السيطرة على أعصابي».
ولم تر زينب أصدقاءها منذ شهور. وبدلا من ذلك تلتقي بهم عبر الدوائر التلفزيونية المغلقة على شبكة الانترنت. وقالت «نتحدث أغلب الوقت عن الوضع الامني. من قُتل أو خُطف أو فرّ من البلاد». وتحويل بغداد الى شبكة من أجهزة الكومبيوتر عمل من ابداعات السوق الحرة.
وربما كانت الكهرباء هي الجزء الاصعب. وكانت معظم مناطق بغداد تحصل على الكهرباء لفترات تتراوح بين 12 و18 ساعة يوميا قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003. أما الان فتحصل أغلب الضواحي على الكهرباء من الشبكة لمدة تتراوح بين أربع وست ساعات يوميا فقط.
وأغلب الاسر من الطبقة المتوسطة تحصل على الكهرباء من مولدات في الحي تعمل بالديزل تزودها بكهرباء مقابل ما يعادل نحو 10 دولارات للامبير تدفع شهريا لاصحابها. وعادة ما تكون ستة أو سبعة أمبيرات كافية لتشغيل كومبيوتر وتلفزيون ومبرد. وسيقوم مقهى انترنت باحدى الضواحي ببيع اشتراك للحصول على خدمته الخلوية عبر القمر الصناعي مقابل نحو 40 دولارا.
ولم يمارس أغلب العراقيين الدخول على الانترنت الا بعد سقوط نظام صدام حسين في عام 2003. وكان صدام حسين قد ربط العراق رسميا بشبكة الانترنت عندما أنشأت حكومته شركة لخدمات الانترنت في عام 2000. غير أن الاتصالات الخاصة كانت محظورة وأغلق مزود الخدمة القانوني الوحيد الوصول الى مواقع البريد الالكتروني ومواقع الدردشة.
أما اليوم فقد انتشرت الشركات في أنحاء بغداد مستغلة الاتصالات الجديدة عالية التردد عبر الاقمار الصناعية والتي تجعل من الممكن انشاء مزود صغير بخدمة الانترنت بدون الاعتماد على الاطلاق على أي بنية تحتية تخضع لسيطرة مركزية.
ويقول علي يوسف الذي تدير شركته «انفوزون» أربعة مزودات بخدمة الانترنت في مناطق مختلفة ببغداد انه يشترك في اتصالات عالية التردد عبر القمر الصناعي لدى شركات بالكويت والامارات العربية المتحدة. ويتمتع أحد مزودات الخدمة التابعة له بسرعة اتصال تصل الى اثنين ميجابايت في الثانية وتتكلف نحو سبعة الاف دولار شهريا عبر القمر الصناعي.
وهذه السرعة مشابهة لسرعة الاتصال عبر التردد العالي من منزل واحد في معظم البلدان الغربية. ويبيع هذا المزود الخدمة الى 200 مشترك في ثلاث ضواحي ببغداد محققا عائدا اجماليا يبلغ نحو ثمانية الاف دولار. وتقوم المولدات الخاصة بتزويد المناطق التي توجد بها مستقبلات لاسلكية بالكهرباء خلال النهار بواسطة بطاريات تنتج نحو 200 أمبير حتى تظل عاملة بدون انقطاع خلال الليل.