موالى
10-04-2006, 01:35 AM
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperBackOffice/ArticlesPictures/4-10-2006//207416_560006.jpg
فريق عمل مسلسل 'حبل المودة'
متى سنبقى نردد 'هذا عبدالحسينِِ!!'
04/10/2006
كتب أحمد ناصر
العمل الفني ابداع بالدرجة الاولى قبل النظر الى من يقدمه او إلى بطله، لان الفن احساس وخيال قبل ان يكون واقعا وتمثيلا، ولذلك عندما قدم كيفن كوستنر (كان اجره انذاك 22 مليون دولار) فيلمه الشهير 'عالم الماء' لم يحقق سوى اربعة ملايين دولار فقط، على الرغم من ان عمره الفني كان اكثر من عشرين عاما وله اكثر من 43 فيلما، بينما حقق الشاب ديكابريو في فيلمه 'تايتنك' اعلى دخل حققته السينما الاميركية حتى اليوم، وكان اجره انذاك لم يتجاوز مليونا واحدا ولم تكن له حصيلة سوى 13 فيلما فقط.. النجاح الفني اذن لا يعتمد على الخبرة الفنية والاسم العالي بقدر ما يعتمد على الابداع الفني والعمل ال'صح'.
نذكر هذين المثلين لنقول اننا يجب ان ننظر الى المسلسل المحلي 'حبل المودة' على انه عمل فني قبل ان ننظر الى انه من بطولة الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا اذا اردنا ان نشاهده. لاننا تعبنا ونحن نذكر دائما ونفرح بان نجم الخليج الاول سيقدم عملا جديدا.. في النهاية لا نشاهد امامنا سوى نموذج متهالك من نماذج الاعمال الراقية ونسخة غير جيدة من تلك المسلسلات التي كان يقدمها عبدالحسين عبدالرضا.
لا يختلف اثنان على ان هذا الفنان الكبير اصبح علامة خاصة وماركة مسجلة في عالم الفن الخليجي، ولكن هذا لا يعني ان نضحك على انفسنا ونقول ان ما يقدمه في 'حبل المودة' عمل جيد او فن يليق بمقام فنان بحجم عبدالحسين عبدالرضا، لان الجمهور الان لم يعد يجامل كما كان في السابق، ولم يعد تلفزيون الكويت لوحده في الساحة، بل اصبح الوضع الان مختلفا تماما عما مضى ويجب على الفنان الكبير ان يدرك ذلك.
تكرار
'حبل المودة' يحكي قصة رجل يعمل في التجارة الحرة، ولكي يكون اللوكيشن مضحكا اختار عبدالحسين ان تكون التجارة في الاجهزة 'الخردة' واختارها لكي يستطيع ان يجعل من اصحابها اضحوكة المشاهد سواء في الشكل او اللهجة او الملابس او المواقف المحرجة. نحن نتفق مع عبدالحسين بان هذه الاماكن فيها الكثير من المواقف المحرجة المضحكة، ولكن المشاهد مل وهو يشاهد عبدالحسين يقدم له المكان والناس أنفسهم، ففي 'سوق المقاصيص' قدم القصة ذاتها مع فارق بسيط، وكان هو السيد المطاع الذي ينادي الجميع باسمه ويلتفون حوله، حتى اننا لم نكن نسمع سوى اسمه فقط، وفي 'قاصد خير' الموضوع نفسه.. بوردح الذي يعمل في مهن متواضعة وحوله الناس يلهجون بذكره وليس لهم حديث سواه، وفي 'زمان الاسكافي' كذلك وغيرها من الاعمال.
خلال سنوات طويلة لم يقدم النجم الكبير عبدالحسين عبدالرضا شيئا جديدا سوى الطبقة الدنيا من الناس ليضحك عليهم المشاهدين، فنحن نتابع العيدروسي منذ ان كنا صغارا، ولكن لم يعد الوقت الان كما كان في السابق، واذا كنانضحك في السابق على التهريج، فنحن اليوم نختلف عن الماضي والعالم كله كذلك.
الموضوع الذي يقدمه مسلسل 'حبل المودة' متهالك جدا ويقدم بطريقة مسرحية اي اننا نشاهد امامنا تلفزيونا مسرحيا، يقف عبد الحسين ومعه العيدروسي ثم طارق العلي واحمد السلمان ثم محمد العجيمي ومعهم سعاد علي وهيا الشعيبي.. كل هذه الاسماء مشهورة جدا في المسرح وها هي تقدم حبل المودة بطريقة مسرحية بحتة، ليس فيها من الابداع التلفزيوني اي شيء.
نجوم كبار وأدوار متواضعة
المشكلة ان عبدالحسين يعتمد على نجومية فنانين كبار لهم وزنهم الفني، ولكنهم امام اغراء العمل الى جانب عبدالحسين مستعدون لتقديم اي تنازلات، فدور فنانة مثل سعاد علي لا يوحي بشيء سوى انها لا تدري ما تقول، وفنان مثل محمد جابر 'العيدروسي' يقدم دورا لا يحتوي على شيء سوى انه يعكس دور عبدالحسين في البيت، والسلمان يقدم دورا باردا ليس فيه سوى ان يخلق نوعا من الدعابة في دكان عبد الحسين وطارق العلي ليس لدوره اي بعد سوى ان يعطي لعبدالحسين فرصة لمزيد من الافيهات (النكات) والعجيمي دوره متواضع جدا فقط ليحرك العيدروسي للضغط على عبدالحسين.. وسعاد علي وهيا الشعيبي ليس لهما دور يذكر.
وماذا بعد ذلك، اليس في العمل غير عبدالحسين؟ كل اولئك النجوم الكبار انا من اشد المعجبين بهم ولكنهم رضوا بهذه الادوار المتواضعة من اجل العمل إلى جانب عبدالحسين فقط.
ان فرص النجاح كلها اتيحت للنجم الكبير عبدالحسين عبدالرضا، ولكنه على ما يبدو لم يعد يفكر بما سيقدمه للجمهور بقدر ما يفكر بان يقدم عملا وهو واثق بان الجمهور سيشاهده لانه من بطولة عبدالحسين عبدالرضا، ومن هنا فإننا نتمنى من الغيورين على الفن الخليجي ان يقنعوا عبدالحسين بضرورة ان يبحث له عن كاتب مبدع يخلق له صورة فنية جديدة، لأنه لم يعد قادرا على مواكبة العصر الحالي، وهذا طبيعي في كل مكان فأنتوني كوين قدم دورا بسيطا لم يتجاوز عشرين دقيقة في فيلم 'الانتقام' ومع ذلك حقق نجاحا منقطع النظير.
فريق عمل مسلسل 'حبل المودة'
متى سنبقى نردد 'هذا عبدالحسينِِ!!'
04/10/2006
كتب أحمد ناصر
العمل الفني ابداع بالدرجة الاولى قبل النظر الى من يقدمه او إلى بطله، لان الفن احساس وخيال قبل ان يكون واقعا وتمثيلا، ولذلك عندما قدم كيفن كوستنر (كان اجره انذاك 22 مليون دولار) فيلمه الشهير 'عالم الماء' لم يحقق سوى اربعة ملايين دولار فقط، على الرغم من ان عمره الفني كان اكثر من عشرين عاما وله اكثر من 43 فيلما، بينما حقق الشاب ديكابريو في فيلمه 'تايتنك' اعلى دخل حققته السينما الاميركية حتى اليوم، وكان اجره انذاك لم يتجاوز مليونا واحدا ولم تكن له حصيلة سوى 13 فيلما فقط.. النجاح الفني اذن لا يعتمد على الخبرة الفنية والاسم العالي بقدر ما يعتمد على الابداع الفني والعمل ال'صح'.
نذكر هذين المثلين لنقول اننا يجب ان ننظر الى المسلسل المحلي 'حبل المودة' على انه عمل فني قبل ان ننظر الى انه من بطولة الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا اذا اردنا ان نشاهده. لاننا تعبنا ونحن نذكر دائما ونفرح بان نجم الخليج الاول سيقدم عملا جديدا.. في النهاية لا نشاهد امامنا سوى نموذج متهالك من نماذج الاعمال الراقية ونسخة غير جيدة من تلك المسلسلات التي كان يقدمها عبدالحسين عبدالرضا.
لا يختلف اثنان على ان هذا الفنان الكبير اصبح علامة خاصة وماركة مسجلة في عالم الفن الخليجي، ولكن هذا لا يعني ان نضحك على انفسنا ونقول ان ما يقدمه في 'حبل المودة' عمل جيد او فن يليق بمقام فنان بحجم عبدالحسين عبدالرضا، لان الجمهور الان لم يعد يجامل كما كان في السابق، ولم يعد تلفزيون الكويت لوحده في الساحة، بل اصبح الوضع الان مختلفا تماما عما مضى ويجب على الفنان الكبير ان يدرك ذلك.
تكرار
'حبل المودة' يحكي قصة رجل يعمل في التجارة الحرة، ولكي يكون اللوكيشن مضحكا اختار عبدالحسين ان تكون التجارة في الاجهزة 'الخردة' واختارها لكي يستطيع ان يجعل من اصحابها اضحوكة المشاهد سواء في الشكل او اللهجة او الملابس او المواقف المحرجة. نحن نتفق مع عبدالحسين بان هذه الاماكن فيها الكثير من المواقف المحرجة المضحكة، ولكن المشاهد مل وهو يشاهد عبدالحسين يقدم له المكان والناس أنفسهم، ففي 'سوق المقاصيص' قدم القصة ذاتها مع فارق بسيط، وكان هو السيد المطاع الذي ينادي الجميع باسمه ويلتفون حوله، حتى اننا لم نكن نسمع سوى اسمه فقط، وفي 'قاصد خير' الموضوع نفسه.. بوردح الذي يعمل في مهن متواضعة وحوله الناس يلهجون بذكره وليس لهم حديث سواه، وفي 'زمان الاسكافي' كذلك وغيرها من الاعمال.
خلال سنوات طويلة لم يقدم النجم الكبير عبدالحسين عبدالرضا شيئا جديدا سوى الطبقة الدنيا من الناس ليضحك عليهم المشاهدين، فنحن نتابع العيدروسي منذ ان كنا صغارا، ولكن لم يعد الوقت الان كما كان في السابق، واذا كنانضحك في السابق على التهريج، فنحن اليوم نختلف عن الماضي والعالم كله كذلك.
الموضوع الذي يقدمه مسلسل 'حبل المودة' متهالك جدا ويقدم بطريقة مسرحية اي اننا نشاهد امامنا تلفزيونا مسرحيا، يقف عبد الحسين ومعه العيدروسي ثم طارق العلي واحمد السلمان ثم محمد العجيمي ومعهم سعاد علي وهيا الشعيبي.. كل هذه الاسماء مشهورة جدا في المسرح وها هي تقدم حبل المودة بطريقة مسرحية بحتة، ليس فيها من الابداع التلفزيوني اي شيء.
نجوم كبار وأدوار متواضعة
المشكلة ان عبدالحسين يعتمد على نجومية فنانين كبار لهم وزنهم الفني، ولكنهم امام اغراء العمل الى جانب عبدالحسين مستعدون لتقديم اي تنازلات، فدور فنانة مثل سعاد علي لا يوحي بشيء سوى انها لا تدري ما تقول، وفنان مثل محمد جابر 'العيدروسي' يقدم دورا لا يحتوي على شيء سوى انه يعكس دور عبدالحسين في البيت، والسلمان يقدم دورا باردا ليس فيه سوى ان يخلق نوعا من الدعابة في دكان عبد الحسين وطارق العلي ليس لدوره اي بعد سوى ان يعطي لعبدالحسين فرصة لمزيد من الافيهات (النكات) والعجيمي دوره متواضع جدا فقط ليحرك العيدروسي للضغط على عبدالحسين.. وسعاد علي وهيا الشعيبي ليس لهما دور يذكر.
وماذا بعد ذلك، اليس في العمل غير عبدالحسين؟ كل اولئك النجوم الكبار انا من اشد المعجبين بهم ولكنهم رضوا بهذه الادوار المتواضعة من اجل العمل إلى جانب عبدالحسين فقط.
ان فرص النجاح كلها اتيحت للنجم الكبير عبدالحسين عبدالرضا، ولكنه على ما يبدو لم يعد يفكر بما سيقدمه للجمهور بقدر ما يفكر بان يقدم عملا وهو واثق بان الجمهور سيشاهده لانه من بطولة عبدالحسين عبدالرضا، ومن هنا فإننا نتمنى من الغيورين على الفن الخليجي ان يقنعوا عبدالحسين بضرورة ان يبحث له عن كاتب مبدع يخلق له صورة فنية جديدة، لأنه لم يعد قادرا على مواكبة العصر الحالي، وهذا طبيعي في كل مكان فأنتوني كوين قدم دورا بسيطا لم يتجاوز عشرين دقيقة في فيلم 'الانتقام' ومع ذلك حقق نجاحا منقطع النظير.