المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زهير المحميد : حركة التوافق الوطني مستقلة القرار ذاتية التمويل



جمال
10-03-2006, 08:13 AM
http://www.alraialaam.com/03-10-2006/ie5/local8.jpg

كتب علي العلاس - «الرأي العام»

اكد الأمين العام لحركة التوافق الوطني الإسلامية الدكتور زهير المحميد «تمتع الحركة بالاستقلالية التامة في صياغة قراراتها وطرق تمويلها».
ونفى ان تكون الحركة امتدادا لأي جهة داخلية او خارجية مؤكدا انها من هيئات المجتمع المدني في الكويت.

وذكر المحميد في حوار مع «الرأي العام» ان «الحركة تتيح الانتساب الى عضويتها لكل عضو تتوافر فيه المقومات الأساسية بغض النظر عن مذهبه او طائفته» مشيرا الى ان الحركة تسمح لغير الكويتيين بالانتساب الى عضويتها ليكون لهم جميع الحقوق والواجبات ما عدا حق الترشيح لعضوية مجلس شورى الحركة.

وقال المحميد في حال تم تقنين عملية اشهار الأحزاب في الكويت فإن الحركة ستباشر عملية التسجيل كحزب سياسي مشيرا الى ان أهم أركان العمل الديموقراطي هي الحريات الفردية والعامة.
وفيما اذا كانت الحركة ستحاول تكرار تجربتها في اختيار مرشحين يمثلونها في الانتخابات البرلمانية او غيرها اوضح ان الحركة ستقوم بدراسة الساحة من الناحية السياسية والاجتماعية بخصوص الانتخابات التشريعية والبلدية حتى يتم تحديد دورها من حيث الدعم والاسناد والترشيح والتنسيق مع التجمعات الاخرى.

وحول الملف النووي الايراني وما يمثله من تهديدات لامن المنطقة حذر المحميد من الانجرار لتنفيذ اجندات سياسية لقوى خارجية تحرك الملفات وتفتعلها بناء على اهدافها الاستراتيجية.
ولفت الى اهمية الاحتكام الى الحكمة في العلاقات الديبلوماسية مشيرا الى ان قيادات المنطقة تعاملت برشد مع هذا الملف مما منع تشنج العلاقات عبر ضفتي الخليج.

وعاب المحميد على بعض مرشحي مجلس الامة الذين تاجروا بقضايا ابناء الطائفة الشيعية لمصالحهم وعملوا على دغدغة مشاعرهم بقوله «انه من الافضل ان يتم طرح قضايا الوطن الاساسية ضمن برنامج عمل متكامل للمرشح».

وكشف المحميد ان الحركة بصدد اقامة مؤتمر القدس السنوي الرابع لهذا العام في شهر رمضان الجاري يومي 19 ،20 اكتوبر من هذا الشهر بعنوان «مواجهة التحديات الحضارية حيث يتم طرح ابحاث ودراسات تعالج الموضوع علميا من خلال اربعة محاور هي التوازن بين ثقافة حوار الحضارات ومواجهة التحديات، استراتيجية المواجهة القانونية الدولية مع الصهاينة، استراتيجية المواجهة الميدانية بمختلف الاصعدة مع الصهاينة، الدور الثقافي الاعلامي للعالم الإسلامي لمواجهة التحديات.

وتناول في الحوار عددا آخر من الموضوعات المطروحة على الساحة، وفيما يلي نص الحوار:


• بعد مرور سنوات عدة على تأسيس ونشأة حركة التوافق الوطني الإسلامية هل من لمحة عن تاريخ الحركة وهيكلها التنظيمي الى جانب اهم الاهداف الرئيسية من وراء إنشائها؟

- نشأت فكرة التوافق مع مختلف التجمعات الاخرى بالمجتمع الكويتي بناء على طموحات ورغبات يتبناها كل مواطن وذلك بعد تلمس الحاجة الملحة لدى عدد كبير من افراد المجتمع لنبذ الخلافات والإيمان بالتعددية، ترجمت هذه الفكرة الى برنامج عمل على مدى سنتين حيث تم الشروع بوضع مسودة لجميع ادبيات الحركة، حتى تكون واضحة للجميع في مجتمعنا، ومن اجل ترسيخ العمل المؤسسي فقد تم التشاور والتباحث مع المهتمين من ذوي الخبرة والكفاءة والقدرة على التشخيص من مجتمعنا حول هذه الافكار، وبعد ذلك تم اعتماد النظام الاساسي في الجمعية العمومية التأسيسية التي انعقدت في 25 ديسمبر 2002 وانتهت في 7 يناير 2003. وانطلاقا من هويتنا الإسلامية فإن اسم الحركة يعني اننا ملتزمون بالتوافق مع جميع التجمعات الاخرى التي ترغب في العمل بالمشتركات لخدمة وطننا واعمالا لمبدأ «مشاركة الناس في عقولهم» وكذلك مبدأ «الناس صنفان اما أخ لك في الدين او نظير لك في الخلق» وان الناس يتكاملون من خلال المشاركة الفعالة بينهم دون اللجوء لإلغاء الغير ممن نختلف معهم، ونود هنا ان نوضح بأن وضع البرامج السياسية من الأمور التي يتصدى لها اهل البلد كل في مجتمعه، وان جميع البرامج السياسية والثقافية والاجتماعية في الحركة تنبع من مهمة رسالة واهداف استراتيجية وبرامج عمل مؤسسية مدروسة من قبل مجلس الشورى للحركة، وتؤخذ باستقلالية تامة تماشيا مع نظامها الاساسي وخطابها السياسي والأسس والقيم التي تتبناها، وكل هذه الادبيات معلنة بالحركة، ومن منطلق الهوية الاسلامية والوطنية، والحركة تعمل على تبني القرارات التي تحاكي تلك الهوية.

اما بالنسبة للمكاتب التي تتبع الحركة فهي سبعة مكاتب عاملة منها مكتب الدراسات الاستراتيجية ويختص بإعداد الدراسات الاستراتيجية والملفات كما يضع الخطط الاستراتيجية ويشرف على التنفيذ والتقييم ويقوم ايضا بتدريب العاملين على التفكير والعمل الاستراتيجي وكذلك الادارة الاستراتيجية المكتب السياسي ويختص بالاشراف على الحركة السياسية للحركة وكذلك المشاركة الفعالة في الانتخابات السياسية على جميع مستوياتها الوطنية مكتب تنمية الموارد البشرية ويختص بجذب وتطوير الكوادر العاملة للحركة مكتب الشؤون العقائدية ويختص بالانشطة العقائدية والتربوية، مكتب الشؤون الاجتماعية بالاضافة الى مكتب الشؤون الاعلامية والمكتب الاقتصادي.

• من المعروف ان الحركة لها نهج وخط مميز تفردت به عن الكثير من الحركات والتجمعات، فما المعايير الاساسية التي تحكم فكر الحركة؟

- تؤمن الحركة بممارسة الديموقراطية في جميع اعمالها ومكاتبها وفي جميع مراكز صناعة القرار فيها مثل ممارستها في المجتمع حتى تتكامل المفاهيم مع الممارسات ويكون العقل مصداقا للقول، كما تعمل علي ترشيد القرارات فيها حيث انها التجمع الاول الذي يملك مكتبا للدراسات الاستراتيجية ما يساعد متخذي القرار فيها وكذلك تمتاز الحركة بمكتب تنمية الموارد البشرية ايمانا منها بأن العنصر البشري هو الاساس، كما تنطلق الحركة من خلال خطاب سياسي محدد المعالم بالنسبة لقضايا الامة الاسلامية والعربية والقضايا الوطنية حسب اولوياتها وتعتبرها قضاياها وتعمل على مساندتها بالسبل المتاحة لها ومن خلال الاليات التي كفلها دستور البلاد والعمل الشعبي في موطنها الكويت وتتمثل هذه القضايا في القضايا الاسلامية والانسانية فالحركة تعتبر ان قضية تحرير فلسطين وبما تحويها من مقدسات اسلامية على رأس قضاياها الاسلامية والعربية كذلك تتبنى الحركة القضايا الاسلامية لأمتها وتعتبرها قضاياها وتعمل على مساندتها بجميع الوسائل المتاحة لها ضمن امكانيات العمل الشعبي بالكويت، كذلك تعمل الحركة على مساندة القضايا الانسانية والحقوقية ضمن اطر الاسلام وتبنياته والمشاركة الفعالة في المؤتمرات الشعبية الدولية مساندة وتعزيزا لقضايانا الاسلامية والوطنية هذا بخصوص القضايا الاسلامية والانسانية اما القضايا المحلية التي تهتم بها الحركة فهي تتمثل في الدفاع عن قضايانا ومصالحنا الوطنية وتعزيز العمل الوطني المشترك بين القوى السياسية والاجتماعية بالمجتمع الكويتي من خلال نشر ثقافة التسامح وتهذيب الاختلاف وفق الدوائر والمحاور المشتركة للعيش والمصير المشترك بالاضافة الى مساندة التشريعات والمقترحات الداعمة للمزيد من الحريات وتحقيق العدالة والرفاه لأفراد المجتمع الكويتي مساندة وتعزيز دور المرأة في تحمل مسؤولياتها تجاه مجتمعها بدعم حقوقها السياسية عمليا كما ان الحركة تتبنى التوجهات الرئيسية للقضايا الوطنية من خلال القنوات الدستورية والقانونية لدولة الكويت ومنها التعددية السياسية، القضية الاسكانية - الاقتصاد الوطني، قضية غير محددي الجنسية، القضايا الحقوقية، الثقافة والاعلام، والتربية والتعليم والسياسة الخارجية الامن بمفهومه العام، البيئة.

• في كل عام تعقد الحركة مؤتمرا سنويا تناقش فيه قضايا وتتطرق الى مواضيع ربما تكون اجتماعية اكثر مما هي عقائدية أليس كذلك؟

- انطلاقا من رسالة الحركة ومن مبدأ ترشيد القرار في الحركة والمجتمع اهتمت الحركة بالبحث العلمي والدراسات مما حدا بنا الى الاهتمام بالامور الفكرية بمختلف جوانبها فقد عقدت الحركة عددا من المؤتمرات السنوية الدورية وكذلك الندوات ذات الطابع السياسي والاستراتيجي والعقائدي والاقتصادي وعقدت ثلاثة مؤتمرات علمية سنوية بعنوان مؤتمر التوافق السنوي وكانت هذه المؤتمرات معنية بالشأن العام.

• بعض الحركات والتجمعات في الكويت والاحزاب في الدول الاخرى تضم في عضويتها خليطا من الأعضاء المنتمين الى عقائد ومذاهب مختلفة فهل يسمح لأشخاص غير منتمين الى الطائفة الشيعية بالانضمام الى عضوية الحركة؟

صحيح لأن بعض الحركات والتجمعات تضم خليطا من الاعضاء وحركة التوافق من هذا البعض، حيث ان شروط العضوية في الحركة بسيطة وهي مذكورة في المادة 32 من النظام الاساسي حيث يشترط في العضو ان يكون مؤمنا بالأسس والقيم التي تتبناها الحركة وكذلك خطابها السياسي. ومعتقد بوجوب العمل الاسلامي والوطن المشترك اي انها حركة منهجية، كما يمكن الانضمام للحركة لغير الكويتيين ولهم جميع الحقوق والواجبات ما عدا الترشيح لعضوية مجلس الشورى للحركة فقط، حيث يقتصر ذلك على الاعضاء الكويتيين الا يمكنهم حضور جلسات مجلس الشورى بصفتهم اعضاء في الحركة، كما يمكنهم المشاركة في صياغة قرارات الحركة من خلال المكاتب العاملة، فحركة التوافق لا تشترط اعتناق مذهب معين، وحاليا لدى الحركة اعضاء من مختلف المذاهب والمدارس الفكرية والاعراف، ما يشكل ثراء للحركة من الناحية الفكرية والاجتماعية والثقافية، وذلك عائد لمنهجية العمل المعتمد في الحركة.

• هل الحركة مستقلة بذاتها أم هي امتداد لإحدي جهات اخرى؟

- تتمتع الحركة باستقلالية تامة من حيث صياغة قرارها وكذلك تمويلها ولا تعتبر امتدادا لأي جهة داخلية او خارجية بل هي من هيئات المجتمع المدني في الكويت، كما اننا في الحركة نتابع الاحداث والتطورات الفكرية على الساحة الاسلامية والعربية بشكل خاص والدولية بشكل عام انطلاقا من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «من بات ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم» كما نستفيد من الافكار والنظريات الإيجابية المختلفة التي تخدم رسالة الحركة والتي تم ذكرها آنفا، وهذا الانفتاح الفكري من مزايا المواطنين الكويتيين على مختلف مشاربهم منذ القدم، ما اثرى المجتمع الكويتي من الناحية الفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية.

• قبل عام تقريبا أعلن عن تأسيس ائتلاف التجمعات الوطني حيث ضم اكثر من تجمع، والحركة كانت احدى هذه التجمعات، فماذا يضيف هذا الائتلاف للحركة؟

- تأسيس ائتلاف التجمعات الوطني من المشاريع الاساسية التي طرحتها وساهمت فيها حركة التوافق الوطني الاسلامية تفعيلا لمبادئها وانطلاقا من احترام الحقوق والحريات العامة التي كفلها الدستور، وتفعيلا لمبدأ العمل الوطني المشترك وتعزيزا لدور هيئات المجتمع المدني والقوى السياسية الوطنية في تنمية المجتمع واحتراما لأساسيات التعايش الحسن التي قامت عليها اركان المجتمع الكويتي الكريم التي تدعو لنبذ العنف والتطرف ونبذ الثقافة التكفيرية وتقوية للنسيج الاجتماعي الكويتي ووحدته. فقد شاركت تجمعات شتى من ابناء الكويت من الناشطين في المجال السياسي لتنظيم صفوفها وتوحيد جهودها من اجل النهوض بعمل جماعي مشترك يزيد من تماسك فئات المجتمع دون التأطر بإطار قبلي او طائفي او غير ذلك تلبية لدعوة الله سبحانه وتعالى «وامرهم شورى بينهم».

وقد كان الهدف من وراء ذلك المساهمة في العمل الاجتماعي والثقافي والسياسي في البلاد جنبا الى جنب مع اخواننا من سائر التجمعات والقوى السياسية الكويتية، كما ان ائتلاف التجمعات الوطني يهدف الى دعم المصالح الوطنية العليا وفقا للرؤى المشتركة، والعضوية مفتوحة لجميع القوى السياسية الكويتية بمختلف مشاريعها ومدارسها الفكرية للمشاركة في الائتلاف وذلك للرقي في العمل السياسي في الكويت نحو بناء خطاب سياسي مشترك حول ادنى المشتركات للتوجه نحو التنمية الوطنية، كما ان الهدف من ذلك هو تهذيب الاختلاف واستخدامه للبناء والتنمية وتحاشي تحويله الى خلاف او نزاعات سياسية تؤثر سلبا على مصالح الوطن والمواطنين فالائتلاف هو عبارة عن محاولة جادة لترسيخ مفهوم الوحدة الوطنية دون إلغاء الهوية الخاصة لكل تجمع من التجمعات، حيث تم تأسيس الائتلاف بناء على ميثاق عمل يضمن ذلك وقد احتوى هذا الميثاق على البنود الثمانية الآتية الالتزام بإبراز المشتركات وتقويتها بين جميع الاطراف عمليا في الساحة العامة الالتزام بالحوار الموضوعي في اي نقطة خلافية دون العلن او التشهير احترام خصوصية الفرد باختيار المرجع واحترام آراء المراجع، حفظ خصوصية النهج السياسي للأطراف المشاركة بالميثاق في حدود الشريعة الاسلامية والدستور الكويتي، التصدي للحملات الاعلامية المشوهة والاشاعات بالتنسيق بين جميع الاطراف الموقعة على الميثاق ايجاد وسائل يتفق عليها ويحتكم إليها في حال بروز خلافات بين اي من الاطراف الموقعة على الميثاق، وضع لوائح تنفيذية لتنظيم آلية العمل.

• الكثير من علماء الدين الشيعة ورجال الفكر اكدوا في اكثر من مناسبة انه لا يوجد ما يسمى بتجمع علماء المسلمين الشيعة في الكويت، فما ردكم؟

- تجمع علماء المسلمين الشيعة في الكويت تجمع له كيانه ونظامه الاساسي وهو موجود على الساحة الكويتية ويمثله سماحة السيد محمد باقر المهري بصفته الامين العام للتجمع، والتجمع يعتبر عضوا مؤسسا في ائتلاف التجمعات الوطني ويمثله في الائتلاف الشيخ احمد حسين نائب الامين العام، فتجمع علماء المسلمين الشيعة ليس كباقي التجمعات السياسية الاخرى من حيث الهيكلية والعضوية فهو تجمع للروحانيين يمتاز بقيادة روحانية تعتبر من الناحية المعنوية مؤثرة جدا في المساهمة في تشكيل الرأي العام وثقافة المجتمع انطلاقا من موقعية الروحانيين في عملية التوجيه والارشاد في مختلف مناحي الحياة، وقد اصدر التجمع نظامه الاساسي الذي يوضح الغرض من تأسيسه وعضويته واهدافه كما ان سماحة امين عام التجمع وباقي الاعضاء الروحانيين يمكنهم ان يفصلوا اكثر بالنسبة لتجمعهم.

• في حال اشهار الاحزاب واتاحة الفرصة اما للحركات او للتجمعات بأن تشكل لنفسها احزابا فهل سيكون للحركة حزب خاص بها؟

- نعم في حال تقنين عملية إشهار الاحزاب في الكويت فإن حركة التوافق الوطني الاسلامية ستباشر عملية التسجيل كحزب سياسي تماشيا مع الخطاب السياسي للحركة، حيث ان من اهم اركان العمل الديموقراطي الحريات الفردية والحريات العامة ما يجعل تعدد الآراء والخيارات امرا واقعا يحث على التدافع نحو الافضل والاكمل بشكل عقلاني، وهذا بدوره يؤسس لمبدأ التعددية بالضرورة وسيتدرج موضوع تنظيم هذه التعددية وتقنينها لنظم شؤون المجتمع بالتوافق بين شرائحه من خلال آليات العمل بدءا بالتشاور وانتهاء بأعمال التنفيذ والمتابعة للتقييم والتقويم الدائم نحو الكمال، كما ان المراد بالتعددية السياسية هو وجود الاحزاب والفصائل والتيارات السياسية وسائر هيئات المجتمع المدني التخصصية والتي يصب الناشطون السياسيون في قالبها آراءهم ومواقفهم على اساس رؤاهم ومناهجهم ففي المجتمع الذي توجد فيه تعددية يتم ضمان الوحدة السياسية الوطنية والقيم التي يؤمن بها ذلك المجتمع على اساس مجموعة من الاصول والمبادئ المقبولة التي تشكل الثقافة المجتمعية لدى جميع الفصائل والتيارات والشرائح، كما ان بناء هيئات المجتمع المدني شرط اساسي لمشاركة الشعب وتمتع البلاد بأجواء الشفافية والوضوح وهذا ما يسلب بعض التيارات فرصة اخفاء مواقفها تحت لواء الحرية او الإسلام او الثورة بل سيكون اولئك مسؤولين حيال الدفاع عن مواقفهم وافكارهم وتقدم المؤسسات المدنية عونا كبيرا لحركة الاصلاحات في البلاد ولا سيما فيما يتصل بالحكومة والسلطة ونرى ان الحالة السلمية للعمل السياسي مرتكزة على هيئات المجتمع المدني إلا ان هذه الهيئات عليها ان تعمل بشفافية تامة، اولا من حيث تقبلهم للدستور الذي ارتضاه الشعب الكويتي وثانيا تقديم وثائق واضحة لما يمتلكون من نظام اساسي ولائحة داخلية واهداف وبرامج تعرف عامة الناس بشكل جلي عن مكنوناتها دون لبس.

• في الانتخابات البرلمانية الفائتة، رشحت الحركة مرشحا لها ودعمته بقوة إلا أن الحظ لم يحالفه، فهل هناك مشروع لتكرار هذا الموضوع مرة اخرى؟

- بما ان الانتخابات مبدأ حضاري تتبناه الحركة فإنها تقوم بدراسة الساحة من الناحية السياسية والاجتماعية بخصوص الانتخابات التشريعية والبلدية وغيرها بشكل دوري كما انها تتشاور مع التجمعات الاخرى بناء على خطابها السياسي وبعدها يتم تحديد دور الحركة من حيث الدعم والاسناد والترشيح والتنسيق مع التجمعات الاخرى ومرشحيهم حسب المشتركات المتفق عليها، فقد شرعت الحركة ومن خلال المكتب السياسي بوضع برنامج تدريبي يتضمن تسع دورات قيادية تخصصية لإعداد مرشحين قادرين على تحمل المسؤولية للأعمال النيابية العامة يحتم على الاعضاء بالحركة الراغبين بخوض المنافسة اجتيازها بنجاح لاعتمادهم كمرشحين من الحركة لخدمة بلدهم. علاوة على هذا ستكون هناك مشاركات اخرى لمرشحي الحركة في الانتخابات العامة وعلى مستوياتها المختلفة بغض النظر عن النتائج لانتخابات مجلس الامة 2006 حيث ان لدى الحركة عددا من الشخصيات من الرجال والنساء من هم مؤهلون لخوض العمل السياسي العام وخدمة وطنهم.

• في اطار الانتخابات نفسه، البعض اتهم الحركة بأنها وقفت وساعدت مرشحين على حساب مرشحين آخرين في بعض المناطق اثناء عملية الانتخابات!

- عملية الترشيح او مساندة مرشحين معينين من الاعمال السياسية التي يقوم بها الافراد وكذلك التجمعات والاحزاب ويكون ذلك مبني على المشتركات بمختلف انواعها، لذا وبناء على ذلك اعتقد بأن كل من ساهم في العملية الانتخابية سلبا او ايجابا يواجه التهمة نفسها الا ان هذه التهمة هي اساس العمل السياسي والاجتماعي فإنه من الطبيعي ان تقوم الحركة وبناء على مكنونات خطابها السياسي ان تدعم من يشترك معها في خطابها السياسي وبنسب متفاوتة لتحقيق اهدافها في التنمية الوطنية.

• على الصعيد الخارجي هناك حرب غير معلنة بين السنة والشيعة في العراق، فهل تتوقع ان يمتد تأثيرها الى الكويت؟

- من الطبيعي جدا ان تتأثر الكويت بما يحدث في الدول المحاذية لها، فإن استقرار المنطقة ودولها هو من استقرار الكويت، ومسؤولية الامن في منطقتنا تعتبر مسؤولية جماعية لجميع الدول المعنية فلا يمكن ان تنعم دول المنطقة بالاستقرار والازدهار، بينما تعاني احدى دوله من الحروب والارهاب والدمار بشكل يومي فهذه الدول بشكل عام مرتبطة مع بعضها البعض جغرافيا ومن النواحي الثقافية والفكرية والعقائدية والاجتماعية وكذلك الاقتصادية ما يرجح عملية التأثير والتأثر بالاحداث ومجريات الامور، اما بالنسبة لما يجري بالعراق الشقيق لا نعتقد بأنه حرب بين السنة والشيعة كما تتم تسميته، انما عمليات ارهابية بغيضة من قبل متطرفين تكفيريين تبرأ منهم المسلمون من اهل السنة والشيعة ويتمتع العراق بمرجعية راشدة من الناحية العقائدية والاخلاقية وسياسته تعمل كصمام امان للتصدي للفتن الطائفية الا ان ذلك لا يعصمنا ولا يزيل عنا مهمة العمل والتحصين لمجتمعنا في الكويت ضد هذه التهديدات الارهابية التي تأمل وتعمل الجماعات التكفيرية بشكل كبير لإذكاء نار الفتنة الطائفية بين المسلمين. ولذلك يتحتم علينا العمل بجد لمواجهة الفكر التكفيري في اي جهة كانت، والعمل على تنقية مناهجنا ودور العبادة وباقي هيئات المجتمع المدني المختلفة من الافكار التفكيرية، وتعزيز ثقافة التسامح والسلم الاهلي في مجتمعنا ليتحمل الجميع مسؤولياته للدفاع عن الوطن ضد الفتن او التدخلات الخارجية، لا سيما وان الحفاظ على الوطن لا يقتصر على اجهزة الحكم، انما بالدرجة الاولى المعني بذلك هو المواطن نفسه وهيئات المجتمع المدني في الكويت فهي الحاضن الاساسي للثقافة المجتمعية.

جمال
10-03-2006, 08:15 AM
بما ان الحركة تمتلك مكتبا للدراسات الاستراتيجية - ما موقفكم من الحرب الاسرائيلية على حزب الله في لبنان في يوليو الماضي من هذا العام؟

- الحرب هي شكل من اشكال العلاقات الدولية يستخدم فيها العنف المسلح بالاضافة الى ادوات اخرى من ادوات السياسة وبمعنى اشمل هي استخدام القوة بين جماعتين من البشر تخضعان لنظامين متعارضين لهما مصالح متعارضة فقد عمد العدو الصهيوني وحليفه الاستراتيجي الى الاستفادة من الة الدمار العسكرية بشن حرب شاملة على لبنان الشقيق وساندهم في ذلك البعض بشكل واع او غير واع من خلال وصف اي عمل عسكري او مقاوم بمختلف اشكاله الميدانية للكيان الصهيوني بأنه عمل غير عقلاني او متهور وغيره من الاوصاف التي تدلل على ردود الافعال الخيالية من التدبر والحكمة، بينما تم وصف اعمال المفاوضات من خلال القنوات الدولية الرسمية وفي اطار النظام العالمي الجديد بأنها هي الاقرب للعقل وهي الخيار الاستراتيجي الوحيد المتاح لدى العرب والمسلمين، وانه علينا ان نقبل بالواقع العملي والعمل ضمن آلياته ومعطياته ودون ذلك يعني التهلكة والدمار للدول العربية والاسلامية.

فالمعارضون للعمل الميداني من العرب والمسلمين يطالبون بالعمل من خلال القنوات الرسمية والديبلوماسية فقط دون سواها، ومن الطبيعي ان تكون المنظمات الدولية كهيئة الامم المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية وغيرها من التجمعات الاقليمية والدولية من هذه الادوات الا انه وبعد قراءة متأنية لأداء هذه المنظمات وقراراتها نخلص لما يتعارض مع طرح المعارضين للعمل الميداني من حيث النتائج لأعمال هذه المنظمات وفعاليتها علما بأنه لم يتم تنفيذ اي من قرارات الامم المتحدة الصادرة عن مجلس الامن والتي قد تفسر ولو جزئيا بأنها لصالح العرب والمسلمين بل ان هذه المنظمة عاجزة حتى عن التعبير عن رأيها عبر بيانات هزيلة للاستنكار وذلك عائد لنظام عملها ولوائحها التي تعطى للدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن حق النقض «فيتو» لأي قرار، في المقابل نرى فعالية عالية لهذه المنظمة

- عندما يتعلق الامر بقرارات ترغب بها الدول العظمى، وعلى سبيل المثال لا الحصر، عندما تعارضت مصالح الولايات المتحدة مع الأمم المتحدة بموضوع العراق، شرعت بغزو العراق دون نظام قانوني دولي كما هي العادة، وقد جوبه عملها بعجز تام من قبل هيئة الامم المتحدة، وذلك عائد لنظام العمل واتخاذ القرار بهذه المنظمة وتعاملت هذه المنظمة الاممية مع الامر على انه واقع وشرعت بالتقنين له لاحقا وشرعنته، خلافا لهذا الطرح. فقد قام عدد من المنظمات الشعبية الاسلامية والوطنية في فلسطين ولبنان بالعمل على الخيار الميداني وتقديمه على سائر الخيارات الاخرى لتغيير الواقع المعاش في المواجهة الميدانية مع الكيان الصهيوني، وقد كانت من ابرز هذه المواجهات الميدانية من حيث التخطيط والتنفيذ والفعالية هي تلك المواجهة التي دارت بين حزب الله في لبنان والكيان الصهيوني الذي احتل الاراضي اللبنانية منذ العام 1982 الى العام 2000، حيث تم للمرة الاولى في تاريخ الكيان الصهيوني طرد قواتهم العسكرية النظامية من اراض احتلوها وذلك بقوة السلاح وبشكل مذل ومهين لهم ولكبريائهم، فقد عجزت الدول العربية مجتمعة قبل ذلك عن الفعل ذاته، وبهذا فقد كسر حزب الله في لبنان من خلال ذراعه العسكرية اسطورة الجيش الذي لا يقهر ومرغ كبرياء هذا الجيش ونال من سمعته وروحه المعنوية وعلى وقع انتصار المقاومة الاسلامية في لبنان على جيش الكيان الصهيوني العام 2000 شن الصهاينة حربهم السادسة وهذه المرة على لبنان ايضا وبشكل شامل من 12 يوليو 2006 الى 14 اغسطس 2006 لاستعادة هيبتهم وسمعتهم العسكرية الرادعة وتنفيذا لمشروع الشرق الاوسط الجديد والذي اعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية بأن العدوان الصهيوني على لبنان ما هو إلا مخاض ينبئ بولادة هذا المشروع لإعادة تشكيل الخارطة الجيوسياسية للمنطقة بأسرها الا ان المقاومة الاسلامية في لبنان ولدهشة الجميع كانت على استعداد وبفعالية عالية لهذا الاعتداء وقد انهت بلا رجعة اسطورة الجيش الذي لا يقهر في هذه الحرب واثبتت أن جيش الكيان الصهيوني ما هو إلا جيش كسائر الجيوش وامكانية الحاق الهزيمة به ميسورة بعد الاخذ بأسباب القوة والتدبر المحكم كما ان المقاومة الاسلامية في لبنان وبصددها مع الشعب اللبناني وانتصارها على هذا الجيش قد حققت انتصارا اكبر من حجم لبنان الجغرافي بكثير فهو في الحقيقة منعطف على المستوى الاستراتيجي والتخطيط للمنطقة ومستقبلها حيث اسقط حزب الله في لبنان عددا كبيرا من المعادلات والمخططات الاستراتيجية، بل انه اصبح من اللاعبين والراسمين لقوانين اللعبة الاستراتيجية الجديدة على المستوى الدولي وقد فاق بذلك الأنظمة العربية الرسمية والتي لعبت طوال هذه السنين ادوارا هامشية مكملة لاستراتيجيات الغير.

• الملف النووي الايراني من الملفات الدولية الساخنة التي يتم تداولها على مستوى عال والوتيرة تأخذ شكلا تصاعديا قد يؤثر على السلام في المنطقة، ألا يمثل ذلك خطرا على الكويت؟

- الاحداث في منطقة الخليج مترابطة من حيث العواقب على دولة إلا انه وعندما نتحدث عن الملف النووي الايراني علينا ان نعي تفاصيل هذا الملف والقوى الدافعة له واغراضها السياسية من خلال هذا الدافع فالطاقة النووية ليست وليدة اليوم وقد كانت ايران مهتمة بذلك منذ زمن نظام الشاه السابق وكانت هذه المشاريع برعاية دولية ودعم من نفس القوى التي ألهبته الان كما ان الطاقة النووية واستخداماتها محكمة بمعاهدات دولية تراقب تطوراتها وتصدر التقارير والدراسات بشأنها من النواحي التقنية والفنية الا انه قد تم تسييس هذا الملف بالذات دون غيره علما بأن اساس الطاقة النووية في ايران هو للأغراض السلمية ولم تثبت اي من تقارير وكالة الطاقة الذرية اي اعمال لتصنيع اسلحة نووية من قبل ايران» في المقابل يتم التغاضي عن الاسلحة النووية للكيان الصهيوني والتي لا تخضع امورها للمعاهدات والتفتيش الدولي لأي من الهيئات الدولية وهذا يعتبر تهديدا مباشرا وحاضرا للدول العربية كما ان اي تلوث او استخدام للأسلحة النووية للكيان الصهيوني يؤثر مباشرة علينا علما بأنه في حالة عداء مع العرب

والمسلمين وذلك لا يقال بالنسبة للجارة المسلمة ايران التي تتمتع بعلاقات مع محيطها العربي والاسلامي وتعتبر الكيان الصهيوني عدوا لها، الحكمة في العلاقات الديبلوماسية تعتبر عدو - عدوي صديقي، وعليه يتحتم بناء العلاقة على هذا المفهوم وليس الانجرار لتنفيذ اجندات سياسية لقوى خارجية تحرك الملفات وتفعلها بناء على اهدافها الاستراتيجية والتي لا تتماشى بالضرورة مع مصالح دول المنطقة المطلة على الخليج فقد تعاملت قيادات المنطقة برشد مع هذا الملف ما منع تشنج العلاقات عبر ضفتي الخليج.

• هناك من يراهن على ان المنطقة مقبلة على صراعات طائفية تشق اللحمة الوطنية لدولها، حيث يتم تحريك الطوائف المختلفة بناء على ميولها المذهبي خصوصا بالنسبة للنفوذ الايراني في العراق وكذلك التجمعات الشيعية في دول مجلس التعاون، ما مدى واقعية هذا التهديد لاستقرار المنطقة؟

- هناك من يعمل على ادخال المنطقة في صراعات طائفية تهلك الحرث والنسل في دولها وذلك في توظيف الملف العراقي وذلك من خلال تخويف دول المنطقة من النفوذ الايراني ووصمه وكأنه نفوذ شيعي بحت للسيطرة على المنطقة بالكامل وهذا امر مع الاسف يجرى الترويج له من حين لآخر وعلى المستويات الرسمية احيانا من خلال التحذير من الهلال الشيعي او ولاء الطائفة الشيعية لإيران هذا التهديد لن يكون واقعيا الا اذا انجرفنا نحو هذه الفتن الطائفية ودفعنا بها، كما انه بيدنا واستنادا لحقائق المنطقة التاريخية ان ندفع هذه الفتن عنا - فلا يمكن لنا ان نصف اي من الطوائف في المنطقة بأن ولاءها لدول اخرى لمجرد انها تتبع احدى المدارس الفكرية او العقائدية فإذا اخذنا بذلك فإننا نوصم الجميع في المنطقة وبلا استثناء بالولاء لغير اوطانهم وهذا يجري على الحاكم والمحكوم وعلى جميع الاديان والمذاهب والمدارس الفكرية وبذلك تدخل في النفق المظلم من خلال عملية تخويف لكل من يختلف عنا ثقافيا وفكريا وعقائديا وهذا مدعاة لهدم الدول والحضارات. ان الحقائق التاريخية تثبت ولاء ومعزة شعوب المنطقة لأوطانها بغض النظر عن انتمائهم العقائدي، فيجب قطع الطريق على كل من يحاول افتعال مثل هذه الاطروحات الطائفية كما يتوجب على العقلاء من الروحانيين والسياسيين والمثقفين التصدي لأي طرح يستخدم المعتقد لإلغاء الآخر او تخوينه، فلا مصلحة في ذلك الطرح الا لأعداء المسلمين والعرب.

• هل يمكن وبصفتكم امين عام حركة التوافق الوطني الاسلامية ان توضحوا لنا الاستراتيجية المستقبلية للحركة؟

- رسالتنا في الحركة «الرقي بالعلاقات الحضارية للمجتمع الكويتي نحو التكامل الانساني» وسننطلق من هذه الرسالة بالعمل التوافقي مع مختلف التجمعات في مجتمعنا بناء على المشتركات في مختلف المجالات مع احترام الاختلاف في الخصوصيات ونبذ اللجوء لمحاكمة النوايا كما اننا ننطلق في جميع اعمالنا بناء على آليات عمل واضحة ومدونة في اطار عمل مؤسسي متكامل يمكن جميع الاعضاء من حرية التعبير والنقد البناء والانسياب الحر للأفكار ومحاسبة اعضاء الحركة على اعمالهم من خلال النظام الاساسي وسائر ادبيات الحركة الاخرى، كما ستعمل الحركة وفق برامج عمل استراتيجية على مختلف الاصعدة حيث تتم المشاركة بوضعها من قبل الاعضاء العاملين بناء على دراسات استراتيجية متخصصة يشرف عليها مكتب الدراسات الاستراتيجية لضمان الرشد في اتخاذ القرارات ايضا تعتبر الحركة العنصر البشري من اهم الثروات لديها.