بركان
10-02-2006, 10:51 AM
الحلقة الاولى
نبيل شرف الدين
أدرك جيداً أن هذه منطقة ألغام خطرة، وساحة للتشنج لا قرار لها، لكن لا مفر من فتح الجراح وتنظيفها بدلاً من إهالة التراب عليها، والابتعاد عن الخوض فيها إيثاراً للسلامة، وفي البداية ألفت نظر وزير التعليم المصري إلى اعتبار هذه السطور بلاغاً رسمياً يطالب بالتصدي بكل شجاعة لظاهرة نقاب التلميذات والمدرسات في مصر، وتفعيل القوانين واللوائح التي تحظر ذلك على الأقل في المدارس والجامعات.
ولنبدأ سرد القصة من بدايتها، فقبل نحو ربع قرن لم تكن هناك محجبة واحدة في مصر، كانت هناك بالفعل ملايين المحتشمات على الطريقة المصرية، لكنني هنا أقصد ذلك الزي الذي جرى استيراده من دول النفط لم تعرفه المصريات أبداً خاصة النقاب الذي أفزعني أن أشاهد بنات في سن الطفولة ترتدين هذا الزي بدلاً من الزي المدرسي، وقد شاهدت هذا بأم عيني أمام عدة مدارس في القاهرة والإسكندرية وغيرها واستوقفت إحداهن التي كانت بعمر ابنتي ذات الاثنتي عشر ربيعاً، سألتها عن سبب ارتدائها ذلك النقاب، وهي لم تزل بعد في عمر الطفولة غير المكلفة شرعاً، فأشاحت بوجهها بعيداً عني بغضب ولم ترد، وتطوعت زميلة لها كانت محجبة فقط ترتدي الخمار، لتخبرني أن زميلتها المنتقبة لا تحدث الرجال، خشية الفتنة، هكذا قالتها حرفياً، وأسقط في يدي، واكتفيت بابتسامة رضا لأنني لم أزل أشكل مصدر "فتنة" لبنات في عمر طفلتي.
ولا يجادل عاقل في أهمية دراسة ظاهرة تفشي هذا الزي البدوي المسمى بالنقاب فضلاً عن الحجاب في ربوع مصر، وهنا لن أخوض في معضلات فقهية كفرضية هذا النقاب، أو كونه يعد مجرد تنطع لا أساس له في الشرع، خاصة وأن الصلاة والحج ـ وهما من أركان الإسلام ـ لا يصح أداؤهما بالنقاب، لكن غاية ما أطمح إليه هو دراسة حجم انتشار هذه الظاهرة، ومحاولة الوقوف على أسبابها ونتائجها، وكيف ستكون البنية النفسية لطفلة صودرت طفولتها مبكراً تحت هذا الرداء القمعي، الذي أصبح هوية تجبرها على سلوك لا يتسق مع حقوق الأطفال في الاستمتاع بنزق هذه المرحلة الرائعة من عمر الإنسان.
ورغم أنه لا جديد في هذا الأمر، بعد أن أصبح النقاب والحجاب سلوكاً شبه يومي في مصر، حتى صار ينظر لغير المحجبة بشئ ليس قليلاً من الشك والريبة، واعتبارها "مشروع فريسة"، وكثيراً ما تواجهها أسئلة وربما دعوات لارتداء الحجاب، سواء جرى ذلك في محيطها الاجتماعي، أو في مدرستها أو جامعتها أو عملها، أو حتى داخل عربات مترو الأنفاق، التي تحولت مؤخراً إلى أحدث ساحة للتحريض العلني المسكوت عنه رسمياً لأسباب لا أدعي معرفتها، وإن كانت لا تخرج عن احتمالات ثلاثة ، هي : الإهمال ورخاوة الدولة، أو التواطؤ والاتفاق الضمني غير المكتوب، أو المزايدة على المتطرفين بمزيد من التطرف وبلا أدنى ادعاء زائف للحكمة والموضوعية، أجدني مضطراً إلى التماس ألف عذر وعذر لهؤلاء الفتيات فهن في نهاية المطاف مجرد ضحايا لإلحاح يومي من كل اتجاه يحرض على الغضب ويدعو إلى الحقد، ويراكم طبقات الكراهية، ويضاعف مستوى الإحباط، ومن هنا فلا يحق لي ولا لغيري اتهام فتاة في ربيع عمرها وترك الجناة الحقيقيين في السلطة والإعلام والمنابر، ناهيكم عن الأفاقين وسماسرة التحريض وتجار الحروب الأهلية من أدعياء الثقافة أو التأسلم أو متعهدي الأوطان والأديان، وأصحاب براءة اختراع "يا خيل الله اركبي".
وحتى لا تقودنا التفاصيل إلى استطرادات لا يتسع لها هذا المقال، اتساءل باحثاً بصدق عن جواب شافٍ، ودون ملاسنات ولا هجوم أرعن، أو تشنج لا يليق بخطورة قضية تمس مستقبل الأجيال في مصر، أتساءل عما إذا كان نقاب الفتيات خاصة في سن الطفولة ظاهرة صحية أم مرضية، ولعل إطلالة واحدة على جمهور حفلات "أم كلثوم" وكيف لم تكن بينهن سيدة محجبة واحدة، فهل هذا يعني مثلاً أنهن كنّ ـ والعياذ بالله ـ ساقطات؟، والجواب بالتأكيد هو النفي، فهؤلاء "الهوانم" هن أمهاتنا وخالاتنا وعماتنا، وهن سيدات فضليات، كافحن مع أزواجهن ونجحن في الوصول لبر الأمان بأسرهن، حتى انتهى الأبناء من التعليم والعمل والزواج، بل لعلي لا أتجاوز الحقيقة حين أرى أن جيل إمهاتنا أكثر تقدمية وتحضرا من جيل شقيقاتنا، ليس فقط في المظهر، بل ـ وهذا هو الأهم ـ في المخبر، فأمهاتنا صلبات، عملن يداً بيد حتى قبل أن يتزوجن، واستمر عطاؤهن حتى جرت إحالتهن على التقاعد، ولديهن مخزون هائل من التسامح والاستنارة، بينما معظم بنات جيل شقيقاتنا بين متشنجات ومتعصبات ومنسحبات من الحياة.
باختصار لقد وقعت مصر ضحية عملية "غزو بالتخلف"، جرت فصولها عبر عدة ساحات، يأتي في مقدمتها ذلك الدور الذي اطلع به تنظيم "العائدون من النفط"، الذين جلبوا معهم حزمة من القيم السائدة في الفيافي التي عملوا بها، والخطير في هذا المضمار أن هذه "العادات" أسبغت عليها صفة "العبادات"، ومن ثم انتشرت على نحو وبائي مفزع، وتحولت إلى بيزنس واسع، فهناك آلاف المحال في مصر تبيع ما يسمى "الإسدال" و"الملفحة" فضلاً عن النقاب ولوازمه، واخترقت هذه الظاهرة كافة الطبقات، وأصبح مجرد التطرق إليها عملاً غير مأمون العواقب، فأبسط ما قد يتعرض له من يسعى للفهم أو المناقشة أن يتهم في دينه وأخلاقه، وهذه هي الخطوة الأولى لاغتياله معنوياً، وربما تصفيته جسدياً، وهذا الإرهاب الفكري صنع طبقة عازلة سميكة حول الظاهرة، وحولتها إلى "تابو" لا يجوز المساس به، وكما يحدث دائماً ركب الموجة الأدعياء والأفاقون الذين وجدوا في هذه الظاهرة ساحة بكرا
حققوا من خلالها مكاسب مادية ضخمة، أو سعوا عبرها لتصفية حسابات تاريخية مع المشروع المصري ـ العلوي ـ نسبة إلى محمد علي باشا ـ الذي اصطدم مبكراً بالمشروع البدوي الوهابي، ووصل الصدام بينهما لحد المواجهة العسكرية المسلحة مرتين على الأقل، الأولى في "الدرعية"، حين أرسل الباشا ابنه القائد إبراهيم باشا ليتصدى لهم، أما الثانية فكانت اليمن مسرحها، وبعد ذلك اتخذت المواجهة أشكالاً أخرى، خاصة بعد تفجر النفط، بينما كانت مصر مازالت تدفع فواتير الحروب، وسفر ملايين المصريين لصحارى النفط، ثم عودتهم محملين بمنظومة قيم بدلت وجه الحياة في مصر، ناهيك عن اختراق مؤسسات بالغة الأهمية كالإعلام والتعليم والأزهر، ومازالت الحرب مستعرة ولا يمكن التنبؤ بما قد تنتهي إليه.
ولعلنا لا نتجنى على أحد بل ندافع فقط عن هويتنا المصرية الخاصة بنا، حين نشير إلى أنه ومنذ ظهور الحركة الوهابية في جزيرة العرب وهي تتربص بمصر وتتحرش بها وتكيد لها، والسر وراء هذا الموقف العدائي واضح إذ يتعلق بوضع مصر التي ظلت دائما حجر عثرة في طريق انتشار هذه الحركة الظلامية المتعصبة. إذ كان ـ ولم يزل ـ الوهابيون أشبه بالخفافيش التي لا تحيا سوى في الظلام، بينما كانت مصر منارة ومنصة للحرية في المنطقة، ومن هنا فقد كان الصدام حتمياً وبالفعل اشتعلت الحرب الحضارية بين المشروعين، أما تفاصيل هذه الحرب فسوف نستعرضها في مقالات لاحقة إن كان في العمر بقية.
والله المستعان
Nabil@elaph.com
نبيل شرف الدين
أدرك جيداً أن هذه منطقة ألغام خطرة، وساحة للتشنج لا قرار لها، لكن لا مفر من فتح الجراح وتنظيفها بدلاً من إهالة التراب عليها، والابتعاد عن الخوض فيها إيثاراً للسلامة، وفي البداية ألفت نظر وزير التعليم المصري إلى اعتبار هذه السطور بلاغاً رسمياً يطالب بالتصدي بكل شجاعة لظاهرة نقاب التلميذات والمدرسات في مصر، وتفعيل القوانين واللوائح التي تحظر ذلك على الأقل في المدارس والجامعات.
ولنبدأ سرد القصة من بدايتها، فقبل نحو ربع قرن لم تكن هناك محجبة واحدة في مصر، كانت هناك بالفعل ملايين المحتشمات على الطريقة المصرية، لكنني هنا أقصد ذلك الزي الذي جرى استيراده من دول النفط لم تعرفه المصريات أبداً خاصة النقاب الذي أفزعني أن أشاهد بنات في سن الطفولة ترتدين هذا الزي بدلاً من الزي المدرسي، وقد شاهدت هذا بأم عيني أمام عدة مدارس في القاهرة والإسكندرية وغيرها واستوقفت إحداهن التي كانت بعمر ابنتي ذات الاثنتي عشر ربيعاً، سألتها عن سبب ارتدائها ذلك النقاب، وهي لم تزل بعد في عمر الطفولة غير المكلفة شرعاً، فأشاحت بوجهها بعيداً عني بغضب ولم ترد، وتطوعت زميلة لها كانت محجبة فقط ترتدي الخمار، لتخبرني أن زميلتها المنتقبة لا تحدث الرجال، خشية الفتنة، هكذا قالتها حرفياً، وأسقط في يدي، واكتفيت بابتسامة رضا لأنني لم أزل أشكل مصدر "فتنة" لبنات في عمر طفلتي.
ولا يجادل عاقل في أهمية دراسة ظاهرة تفشي هذا الزي البدوي المسمى بالنقاب فضلاً عن الحجاب في ربوع مصر، وهنا لن أخوض في معضلات فقهية كفرضية هذا النقاب، أو كونه يعد مجرد تنطع لا أساس له في الشرع، خاصة وأن الصلاة والحج ـ وهما من أركان الإسلام ـ لا يصح أداؤهما بالنقاب، لكن غاية ما أطمح إليه هو دراسة حجم انتشار هذه الظاهرة، ومحاولة الوقوف على أسبابها ونتائجها، وكيف ستكون البنية النفسية لطفلة صودرت طفولتها مبكراً تحت هذا الرداء القمعي، الذي أصبح هوية تجبرها على سلوك لا يتسق مع حقوق الأطفال في الاستمتاع بنزق هذه المرحلة الرائعة من عمر الإنسان.
ورغم أنه لا جديد في هذا الأمر، بعد أن أصبح النقاب والحجاب سلوكاً شبه يومي في مصر، حتى صار ينظر لغير المحجبة بشئ ليس قليلاً من الشك والريبة، واعتبارها "مشروع فريسة"، وكثيراً ما تواجهها أسئلة وربما دعوات لارتداء الحجاب، سواء جرى ذلك في محيطها الاجتماعي، أو في مدرستها أو جامعتها أو عملها، أو حتى داخل عربات مترو الأنفاق، التي تحولت مؤخراً إلى أحدث ساحة للتحريض العلني المسكوت عنه رسمياً لأسباب لا أدعي معرفتها، وإن كانت لا تخرج عن احتمالات ثلاثة ، هي : الإهمال ورخاوة الدولة، أو التواطؤ والاتفاق الضمني غير المكتوب، أو المزايدة على المتطرفين بمزيد من التطرف وبلا أدنى ادعاء زائف للحكمة والموضوعية، أجدني مضطراً إلى التماس ألف عذر وعذر لهؤلاء الفتيات فهن في نهاية المطاف مجرد ضحايا لإلحاح يومي من كل اتجاه يحرض على الغضب ويدعو إلى الحقد، ويراكم طبقات الكراهية، ويضاعف مستوى الإحباط، ومن هنا فلا يحق لي ولا لغيري اتهام فتاة في ربيع عمرها وترك الجناة الحقيقيين في السلطة والإعلام والمنابر، ناهيكم عن الأفاقين وسماسرة التحريض وتجار الحروب الأهلية من أدعياء الثقافة أو التأسلم أو متعهدي الأوطان والأديان، وأصحاب براءة اختراع "يا خيل الله اركبي".
وحتى لا تقودنا التفاصيل إلى استطرادات لا يتسع لها هذا المقال، اتساءل باحثاً بصدق عن جواب شافٍ، ودون ملاسنات ولا هجوم أرعن، أو تشنج لا يليق بخطورة قضية تمس مستقبل الأجيال في مصر، أتساءل عما إذا كان نقاب الفتيات خاصة في سن الطفولة ظاهرة صحية أم مرضية، ولعل إطلالة واحدة على جمهور حفلات "أم كلثوم" وكيف لم تكن بينهن سيدة محجبة واحدة، فهل هذا يعني مثلاً أنهن كنّ ـ والعياذ بالله ـ ساقطات؟، والجواب بالتأكيد هو النفي، فهؤلاء "الهوانم" هن أمهاتنا وخالاتنا وعماتنا، وهن سيدات فضليات، كافحن مع أزواجهن ونجحن في الوصول لبر الأمان بأسرهن، حتى انتهى الأبناء من التعليم والعمل والزواج، بل لعلي لا أتجاوز الحقيقة حين أرى أن جيل إمهاتنا أكثر تقدمية وتحضرا من جيل شقيقاتنا، ليس فقط في المظهر، بل ـ وهذا هو الأهم ـ في المخبر، فأمهاتنا صلبات، عملن يداً بيد حتى قبل أن يتزوجن، واستمر عطاؤهن حتى جرت إحالتهن على التقاعد، ولديهن مخزون هائل من التسامح والاستنارة، بينما معظم بنات جيل شقيقاتنا بين متشنجات ومتعصبات ومنسحبات من الحياة.
باختصار لقد وقعت مصر ضحية عملية "غزو بالتخلف"، جرت فصولها عبر عدة ساحات، يأتي في مقدمتها ذلك الدور الذي اطلع به تنظيم "العائدون من النفط"، الذين جلبوا معهم حزمة من القيم السائدة في الفيافي التي عملوا بها، والخطير في هذا المضمار أن هذه "العادات" أسبغت عليها صفة "العبادات"، ومن ثم انتشرت على نحو وبائي مفزع، وتحولت إلى بيزنس واسع، فهناك آلاف المحال في مصر تبيع ما يسمى "الإسدال" و"الملفحة" فضلاً عن النقاب ولوازمه، واخترقت هذه الظاهرة كافة الطبقات، وأصبح مجرد التطرق إليها عملاً غير مأمون العواقب، فأبسط ما قد يتعرض له من يسعى للفهم أو المناقشة أن يتهم في دينه وأخلاقه، وهذه هي الخطوة الأولى لاغتياله معنوياً، وربما تصفيته جسدياً، وهذا الإرهاب الفكري صنع طبقة عازلة سميكة حول الظاهرة، وحولتها إلى "تابو" لا يجوز المساس به، وكما يحدث دائماً ركب الموجة الأدعياء والأفاقون الذين وجدوا في هذه الظاهرة ساحة بكرا
حققوا من خلالها مكاسب مادية ضخمة، أو سعوا عبرها لتصفية حسابات تاريخية مع المشروع المصري ـ العلوي ـ نسبة إلى محمد علي باشا ـ الذي اصطدم مبكراً بالمشروع البدوي الوهابي، ووصل الصدام بينهما لحد المواجهة العسكرية المسلحة مرتين على الأقل، الأولى في "الدرعية"، حين أرسل الباشا ابنه القائد إبراهيم باشا ليتصدى لهم، أما الثانية فكانت اليمن مسرحها، وبعد ذلك اتخذت المواجهة أشكالاً أخرى، خاصة بعد تفجر النفط، بينما كانت مصر مازالت تدفع فواتير الحروب، وسفر ملايين المصريين لصحارى النفط، ثم عودتهم محملين بمنظومة قيم بدلت وجه الحياة في مصر، ناهيك عن اختراق مؤسسات بالغة الأهمية كالإعلام والتعليم والأزهر، ومازالت الحرب مستعرة ولا يمكن التنبؤ بما قد تنتهي إليه.
ولعلنا لا نتجنى على أحد بل ندافع فقط عن هويتنا المصرية الخاصة بنا، حين نشير إلى أنه ومنذ ظهور الحركة الوهابية في جزيرة العرب وهي تتربص بمصر وتتحرش بها وتكيد لها، والسر وراء هذا الموقف العدائي واضح إذ يتعلق بوضع مصر التي ظلت دائما حجر عثرة في طريق انتشار هذه الحركة الظلامية المتعصبة. إذ كان ـ ولم يزل ـ الوهابيون أشبه بالخفافيش التي لا تحيا سوى في الظلام، بينما كانت مصر منارة ومنصة للحرية في المنطقة، ومن هنا فقد كان الصدام حتمياً وبالفعل اشتعلت الحرب الحضارية بين المشروعين، أما تفاصيل هذه الحرب فسوف نستعرضها في مقالات لاحقة إن كان في العمر بقية.
والله المستعان
Nabil@elaph.com