هاشم
10-01-2006, 05:53 PM
http://www.arabs48.com/article-images/b06929181137.jpg
هاشم حمدان
يبدو أن مكانة المركفاه بعد الحرب قد هبطت إلى حضيض يثير السخرية، مما دفع بأحد ضباط المدرعات إلى القول:" إن مواصلة التسلح بالمركفاه، يذكّر بإصرار الجيش البولندي، عشية الحرب العالمية الثانية، على الإبقاء على كتيبة الفرسان..
لم تنجح بسالة المقاومة اللبنانية في تحطيم مقولة "الجيش الذي لا يقهر"، فحسب، وإنما دفعت بتداعيات لا تزال تتفاعل بعد انتهاء الحرب، ولعل آخرها وربما أهمها مساهمة مقاتلي حزب الله في حسم النقاش الدائر في إسرائيل بشأن وقف إنتاج الديناصور العسكري الضخم "دبابة المركفاه"، وإنهاء صلاحيتها ووضعها إلى جانب سيارة الكرتون "سوسيتا" الإسرائيلية المنقرضة..
وقد أكد ذلك صحيفة "غلوبوس" الإقتصادية الصادرة يوم الخميس، 28/09/2006، فكشفت أن الجيش الإسرائيلي قرر مؤخراً إغلاق خط إنتاج دبابة "المركفاه" خلال 4 سنوات، والذي يعتبر أحد أكثر المشاريع العسكرية كلفة في تاريخ الصناعة الأمنية.
ورغم مكابرة بعض العسكريين، إلا أنه لم يعد خافياً أن هناك شبه إجماع على أن الحرب على لبنان كشفت أن الدبابة بتدريعها الأقوى في العالم، والتي يفترض أنه تم تصنيعها لتخوض حروباً كلاسيكية، دبابات مقابل دبابات، لم تكن محصنة أمام صواريخ مقاتلي حزب الله.
ونذكر في هذا السياق تصريحات أحد كبار الضباط في وحدة المدرعات بأن المركفاه واجهت خطراً لم تعرف مثله منذ عقود، في حين يعترف ضابط آخر في وحدة المدرعات، أيضاً، أنه لا يمنح دبابة المركفاه أكثر من علامة "متوسط" من جهة فاعليتها في الحرب على لبنان.
ويضيف:" لا أستطيع تفسير لماذا لم نستطع التقدم في العمق اللبناني أكثر من 4 كيلومترات عن الحدود. ومن الواضح أن الحرب قد جعلت مقاتل حزب الله "داوود"، مقابل الدبابة الإسرائيلية "جليات". ومن المؤكد أنهم، أي مقاتلو حزب الله، حفروا في وعيهم أنهم انتصروا في الحرب".
ولم يكن بالإمكان تجاهل تصاعد انتقادات كبار الضباط في الجيش حول أداء الدبابة أثناء الحرب، وحول ضرورتها الإقتصادية على طول السنين، وطرح السؤال: هل يجب مواصلة الإستثمار في دروع أداة الحرب المركزية للقوات البرية. وبالنظر إلى نتائج الحرب الأخيرة على لبنان، فقد توصلت عناصر في الجهاز العسكري إلى إن الدبابة لم تعد ملائمة لساحات القتال العصري!
ويعترف ضباط آخرون في وحدات المدرعات، بأن التكنولوجيا استغلت إلى أقصى حد منظومة الحماية للمركفاة 4. ويقول ضابط كتيبة مدرعات:" في نهاية الأمر، فإن للحجم والوزن حدوداً في الفيزياء". وهنا تجدر الإشارة إلى أن الصناعات العسكرية الإسرائيلية التي تعتبر المركفاه مصدر فخر لها، تستورد محرك الدبابة وعلبة التروس الآلية فيها من ألمانيا، وقامت بتركيب منظومات ألكترونية ومكيفات هوائية تقوم أيضاً بتنقية الهواء من الغازات السامة، إلا أن الجهد الأساسي هو زيادة أطنان من الفولاذ على هيكل الدبابة من أجل رفع مستوى تدريعها، الأمر الذي ترك أثره على سرعتها، وجعلها كتلة هائلة من الحديد تتحرك ببطء شديد نسبياً في مواجهة مقاتلين مدربين ومسلحين بصواريخ مضادة..
وبالنظر إلى تطور الصواريخ المضادة للدبابات، والذي لا يمكن مقارنة كلفته المادية بالتكاليف الهائلة التي صرفت على هذه الكتلة الحديدية الضخمة، فإن ذلك يبدد جهود آلاف العمال الذين عملوا في أكثر من مائتي مصنع ذي صلة بإنتاج الدبابة، بتكلفة فاقت 10 ملايين الدولارات منذ العام 1969. ويعترف غيورا آيلاند، الذي أشغل في السابق منصب رئيس شعبة التخطيط والعمليات في الجيش، ورئيس المجلس للأمن القومي، أن تطوير الصواريخ المضادة للدبابات كان أعلى نسبياً من التطوير الذي أدخل على دبابات المركفاه.
ويبدو أن مكانة المركفاه بعد الحرب قد هبطت إلى حضيض يثير السخرية، مما دفع بأحد ضباط المدرعات إلى القول:" إن مواصلة التسلح بالمركفاه، يذكّر بإصرار الجيش البولندي، عشية الحرب العالمية الثانية، على الإبقاء على كتيبة الفرسان"!!
هاشم حمدان
يبدو أن مكانة المركفاه بعد الحرب قد هبطت إلى حضيض يثير السخرية، مما دفع بأحد ضباط المدرعات إلى القول:" إن مواصلة التسلح بالمركفاه، يذكّر بإصرار الجيش البولندي، عشية الحرب العالمية الثانية، على الإبقاء على كتيبة الفرسان..
لم تنجح بسالة المقاومة اللبنانية في تحطيم مقولة "الجيش الذي لا يقهر"، فحسب، وإنما دفعت بتداعيات لا تزال تتفاعل بعد انتهاء الحرب، ولعل آخرها وربما أهمها مساهمة مقاتلي حزب الله في حسم النقاش الدائر في إسرائيل بشأن وقف إنتاج الديناصور العسكري الضخم "دبابة المركفاه"، وإنهاء صلاحيتها ووضعها إلى جانب سيارة الكرتون "سوسيتا" الإسرائيلية المنقرضة..
وقد أكد ذلك صحيفة "غلوبوس" الإقتصادية الصادرة يوم الخميس، 28/09/2006، فكشفت أن الجيش الإسرائيلي قرر مؤخراً إغلاق خط إنتاج دبابة "المركفاه" خلال 4 سنوات، والذي يعتبر أحد أكثر المشاريع العسكرية كلفة في تاريخ الصناعة الأمنية.
ورغم مكابرة بعض العسكريين، إلا أنه لم يعد خافياً أن هناك شبه إجماع على أن الحرب على لبنان كشفت أن الدبابة بتدريعها الأقوى في العالم، والتي يفترض أنه تم تصنيعها لتخوض حروباً كلاسيكية، دبابات مقابل دبابات، لم تكن محصنة أمام صواريخ مقاتلي حزب الله.
ونذكر في هذا السياق تصريحات أحد كبار الضباط في وحدة المدرعات بأن المركفاه واجهت خطراً لم تعرف مثله منذ عقود، في حين يعترف ضابط آخر في وحدة المدرعات، أيضاً، أنه لا يمنح دبابة المركفاه أكثر من علامة "متوسط" من جهة فاعليتها في الحرب على لبنان.
ويضيف:" لا أستطيع تفسير لماذا لم نستطع التقدم في العمق اللبناني أكثر من 4 كيلومترات عن الحدود. ومن الواضح أن الحرب قد جعلت مقاتل حزب الله "داوود"، مقابل الدبابة الإسرائيلية "جليات". ومن المؤكد أنهم، أي مقاتلو حزب الله، حفروا في وعيهم أنهم انتصروا في الحرب".
ولم يكن بالإمكان تجاهل تصاعد انتقادات كبار الضباط في الجيش حول أداء الدبابة أثناء الحرب، وحول ضرورتها الإقتصادية على طول السنين، وطرح السؤال: هل يجب مواصلة الإستثمار في دروع أداة الحرب المركزية للقوات البرية. وبالنظر إلى نتائج الحرب الأخيرة على لبنان، فقد توصلت عناصر في الجهاز العسكري إلى إن الدبابة لم تعد ملائمة لساحات القتال العصري!
ويعترف ضباط آخرون في وحدات المدرعات، بأن التكنولوجيا استغلت إلى أقصى حد منظومة الحماية للمركفاة 4. ويقول ضابط كتيبة مدرعات:" في نهاية الأمر، فإن للحجم والوزن حدوداً في الفيزياء". وهنا تجدر الإشارة إلى أن الصناعات العسكرية الإسرائيلية التي تعتبر المركفاه مصدر فخر لها، تستورد محرك الدبابة وعلبة التروس الآلية فيها من ألمانيا، وقامت بتركيب منظومات ألكترونية ومكيفات هوائية تقوم أيضاً بتنقية الهواء من الغازات السامة، إلا أن الجهد الأساسي هو زيادة أطنان من الفولاذ على هيكل الدبابة من أجل رفع مستوى تدريعها، الأمر الذي ترك أثره على سرعتها، وجعلها كتلة هائلة من الحديد تتحرك ببطء شديد نسبياً في مواجهة مقاتلين مدربين ومسلحين بصواريخ مضادة..
وبالنظر إلى تطور الصواريخ المضادة للدبابات، والذي لا يمكن مقارنة كلفته المادية بالتكاليف الهائلة التي صرفت على هذه الكتلة الحديدية الضخمة، فإن ذلك يبدد جهود آلاف العمال الذين عملوا في أكثر من مائتي مصنع ذي صلة بإنتاج الدبابة، بتكلفة فاقت 10 ملايين الدولارات منذ العام 1969. ويعترف غيورا آيلاند، الذي أشغل في السابق منصب رئيس شعبة التخطيط والعمليات في الجيش، ورئيس المجلس للأمن القومي، أن تطوير الصواريخ المضادة للدبابات كان أعلى نسبياً من التطوير الذي أدخل على دبابات المركفاه.
ويبدو أن مكانة المركفاه بعد الحرب قد هبطت إلى حضيض يثير السخرية، مما دفع بأحد ضباط المدرعات إلى القول:" إن مواصلة التسلح بالمركفاه، يذكّر بإصرار الجيش البولندي، عشية الحرب العالمية الثانية، على الإبقاء على كتيبة الفرسان"!!