مجاهدون
10-01-2006, 10:14 AM
محمد عبدالقادر الجاسم ..... المحامي
قبل أن أكمل حديثي حول "الحوسه" التي ستصيب الأسرة الحاكمة فور خلو منصب الإمارة وانتقال الحكم إلى الشيخ نواف الأحمد, أود أن ألفت النظر إلى ما يتداوله الناس بشأن عملية السيطرة على إحدى الشركات المدرجة في البورصة من قبل "مجموعة اقتصادية سياسية متنفذة".
إن قيام مجموعة اقتصادية بعملية السيطرة "تيك أوفر" على هذه الشركة أو تلك هو أمر عادي ومتكرر, وليس فيه ما يستدعي الانتباه سوى بالنسبة للمتعاملين في البورصة. لكن ما حدث مؤخرا من محاولة السيطرة على إحدى الشركات هو خارج عن المألوف, فهذه المحاولة تتم لدوافع سياسية بحتة, وبهدف الانتقام وتصفية الحسابات, وهي بهذا الوصف تعني أن "المجموعة الاقتصادية السياسية" التي تسعى للسيطرة على الشركة المعنية باتت تستخدم كل مالديها من أدوات في سبيل إقصاء من يعارضها ويخالفها الرأي السياسي. ويتردد أن عملية السيطرة الأخيرة ذات صلة مباشرة بالعلاقات السياسية في مجلس الأمة, وهذا يعني أن "الجماعة" يريدون إخضاع كل من هو ضدهم سواء بالرشوة المباشرة أو بالتنفيع أو بحرب المصالح, تحقيقا لطموح "الشراكة في الحكم" الذي عززته أزمة خلافة المرحوم الشيخ جابر الأحمد.
ولو أن الأمر توقف عند هذا الحد, لربما تجاوز المجتمع الكويتي المسألة برمتها, لكن ما استنكره المجتمع وأبدى امتعاضه منه هو توقيت بدء محاولات السيطرة, إذ استغلت "المجموعة الاقتصادية السياسية" انشغال المراد "تأديبهم" بتلقي العزاء في وفاة والدهم وباشرت محاولة السيطرة. إن هذا التوقيت وإن كان لا يحظى بأهمية في عالم المال والنفوذ والسيطرة, إلا أنه يحظى بأهمية قصوى في الجانب الأخلاقي وبقيم المجتمع الكويتي!!
أذكر أنني بعد أن كتبت مقالا انتقد فيه تلك المجموعة منذ فترة, أتصل بي أحد العاملين معهم وقال منبها أو مهددا "دير بالك فعيالهم أخطر من عيال...." وعمار يا كويت!!!
نعود إلى "حوسة الشيوخ" فور خلو منصب الإمارة وانتقال الحكم إلى الشيخ نواف الأحمد فأقول أن ملامح تلك "الحوسة" ظاهرة اليوم من خلال التحالفات الأولية وترتيب المواقع بين الشيوخ. لكن مهما بلغت قوة تلك التحالفات فإنها تحالفات افتراضية سوف تهتز حين تأتي ساعة انتقال الحكم. وإذا كانت أسرة الصباح قد انقسمت إلى فريقين بعد وفاة الشيخ جابر الأحمد, فإنها هذه المرة, وحين يخلو منصب الإمارة, سوف تنقسم إلى أربع فرق على الأقل, وسوف تتعاظم حاجة الشيوخ الذين يتطلعون إلى الحكم أو السيطرة أو لعب دور مؤثر إلى المساعدة "الخارجية", وسوف تتعدد الجهات التي تريد ممارسة دور "صناعة الملوك". إن هذه المسألة إضافة إلى "الضرب تحت الحزام وفوقه" المتوقع بين الشيوخ سوف يقضي على ما تبقى من سمعة ومكانة الأسرة الحاكمة, وسوف يفتح الباب على مصراعيه للتيار النفعي من خارج الأسرة لإحكام سيطرته على مراكز القرار في البلاد ومن ثم تتويج "الشيوخ الجدد"!
إن على الأسرة الحاكمة, أو على العقلاء, منهم أن يتدبروا الأمر منذ هذه اللحظة, ولهم في خلافة المرحوم الشيخ جابر الأحمد ألف عظة وعبرة!
إن ترك الأمور تتفاقم حتى تحين الساعة سوف يأتي بنتائج خطيرة على الأسرة الحاكمة والكويت, ولمنع ذلك اقترح مايلي:
أولا_ يجب إحياء عادة التشاور الجماعي بين كبار الأسرة, أو ما يسمى بمجلس العائلة واشتراك كل من الشيخ سالم العلي والشيخ مبارك عبدالله الأحمد والشيخ نواف الأحمد برعاية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في جلسات يتم فيها تبادل الرأي حول مستقبل الأسرة وترتيب الحكم.
ثانيا_ يجب أن تكون أولويات الأسرة الحاكمة هي منع خروج التنافس بين شيوخ الصف الثالث عن الإطار المقبول, وذلك بإبعاد كل من لديه تطرف وتهور وميل لاستخدام العنف والسلاح أيضا في سبيل تحقيق طموحاته.
ثالثا_ إبعاد العناصر التي غرقت في بحر الفساد من بين شباب الأسرة الحاكمة الذين يعتمدون على سياسة إفساد المجتمع لتحقيق طموح السيطرة لديهم.
رابعا_ تحجيم التيار النفعي المصلحي المتداخل مع الأسرة الحاكمة والذي لعب دور "صانع الملوك" بعد وفاة المرحوم الشيخ جابر الأحمد, فهذا التيار يسعى بكل ما أوتي من "مال" لفرض شراكته في الحكم والقيام بعملية "تيك أوفر"!
خامسا_ على شيوخ الفروع غير الحاكمة, أي من غير ذرية مبارك, أن تتوحد وأن تطالب بمعاملتها المعاملة التي تستحقها, فحجم هذه الفروع وكفاءة شبابها تتطلب أكثر من مجرد تعيين وزير "محلل", وعلى هذه الفروع أن تتخلص من "الانكسار والخوف" التاريخي المصاحب لفكرها ودورها منذ وثوب الشيخ مبارك إلى الحكم, وأن تطرح نفسها كقوة فاعلة في أسرة الصباح والمجتمع, لا كأشخاص "مشكوك" في ولائهم ومطلوب منهم دائما تقديم فروض الطاعة الولاء, وإخفاء طموحهم!
هذه هي بعض الأفكار التي رأيت عرضها للمناقشة العامة, وأهدف منه استباق الأحداث للحيلولة دون تصدع حكم أسرة الصباح.
إنني لا أبالغ في توقعي للخطر القادم, فهناك مؤشرات عديدة تبعث على القلق, سواء ما اتصل منها بطبيعة التنافس المتوقع بين الشيوخ و"أدواته" في مرحلة حكم الشيخ نواف الأحمد, أو ما تعلق منها "بمشروع صناعة الملوك والشراكة في الحكم" الذي تعده مجموعة "التيك أوفر"!!
29/9/2006
قبل أن أكمل حديثي حول "الحوسه" التي ستصيب الأسرة الحاكمة فور خلو منصب الإمارة وانتقال الحكم إلى الشيخ نواف الأحمد, أود أن ألفت النظر إلى ما يتداوله الناس بشأن عملية السيطرة على إحدى الشركات المدرجة في البورصة من قبل "مجموعة اقتصادية سياسية متنفذة".
إن قيام مجموعة اقتصادية بعملية السيطرة "تيك أوفر" على هذه الشركة أو تلك هو أمر عادي ومتكرر, وليس فيه ما يستدعي الانتباه سوى بالنسبة للمتعاملين في البورصة. لكن ما حدث مؤخرا من محاولة السيطرة على إحدى الشركات هو خارج عن المألوف, فهذه المحاولة تتم لدوافع سياسية بحتة, وبهدف الانتقام وتصفية الحسابات, وهي بهذا الوصف تعني أن "المجموعة الاقتصادية السياسية" التي تسعى للسيطرة على الشركة المعنية باتت تستخدم كل مالديها من أدوات في سبيل إقصاء من يعارضها ويخالفها الرأي السياسي. ويتردد أن عملية السيطرة الأخيرة ذات صلة مباشرة بالعلاقات السياسية في مجلس الأمة, وهذا يعني أن "الجماعة" يريدون إخضاع كل من هو ضدهم سواء بالرشوة المباشرة أو بالتنفيع أو بحرب المصالح, تحقيقا لطموح "الشراكة في الحكم" الذي عززته أزمة خلافة المرحوم الشيخ جابر الأحمد.
ولو أن الأمر توقف عند هذا الحد, لربما تجاوز المجتمع الكويتي المسألة برمتها, لكن ما استنكره المجتمع وأبدى امتعاضه منه هو توقيت بدء محاولات السيطرة, إذ استغلت "المجموعة الاقتصادية السياسية" انشغال المراد "تأديبهم" بتلقي العزاء في وفاة والدهم وباشرت محاولة السيطرة. إن هذا التوقيت وإن كان لا يحظى بأهمية في عالم المال والنفوذ والسيطرة, إلا أنه يحظى بأهمية قصوى في الجانب الأخلاقي وبقيم المجتمع الكويتي!!
أذكر أنني بعد أن كتبت مقالا انتقد فيه تلك المجموعة منذ فترة, أتصل بي أحد العاملين معهم وقال منبها أو مهددا "دير بالك فعيالهم أخطر من عيال...." وعمار يا كويت!!!
نعود إلى "حوسة الشيوخ" فور خلو منصب الإمارة وانتقال الحكم إلى الشيخ نواف الأحمد فأقول أن ملامح تلك "الحوسة" ظاهرة اليوم من خلال التحالفات الأولية وترتيب المواقع بين الشيوخ. لكن مهما بلغت قوة تلك التحالفات فإنها تحالفات افتراضية سوف تهتز حين تأتي ساعة انتقال الحكم. وإذا كانت أسرة الصباح قد انقسمت إلى فريقين بعد وفاة الشيخ جابر الأحمد, فإنها هذه المرة, وحين يخلو منصب الإمارة, سوف تنقسم إلى أربع فرق على الأقل, وسوف تتعاظم حاجة الشيوخ الذين يتطلعون إلى الحكم أو السيطرة أو لعب دور مؤثر إلى المساعدة "الخارجية", وسوف تتعدد الجهات التي تريد ممارسة دور "صناعة الملوك". إن هذه المسألة إضافة إلى "الضرب تحت الحزام وفوقه" المتوقع بين الشيوخ سوف يقضي على ما تبقى من سمعة ومكانة الأسرة الحاكمة, وسوف يفتح الباب على مصراعيه للتيار النفعي من خارج الأسرة لإحكام سيطرته على مراكز القرار في البلاد ومن ثم تتويج "الشيوخ الجدد"!
إن على الأسرة الحاكمة, أو على العقلاء, منهم أن يتدبروا الأمر منذ هذه اللحظة, ولهم في خلافة المرحوم الشيخ جابر الأحمد ألف عظة وعبرة!
إن ترك الأمور تتفاقم حتى تحين الساعة سوف يأتي بنتائج خطيرة على الأسرة الحاكمة والكويت, ولمنع ذلك اقترح مايلي:
أولا_ يجب إحياء عادة التشاور الجماعي بين كبار الأسرة, أو ما يسمى بمجلس العائلة واشتراك كل من الشيخ سالم العلي والشيخ مبارك عبدالله الأحمد والشيخ نواف الأحمد برعاية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في جلسات يتم فيها تبادل الرأي حول مستقبل الأسرة وترتيب الحكم.
ثانيا_ يجب أن تكون أولويات الأسرة الحاكمة هي منع خروج التنافس بين شيوخ الصف الثالث عن الإطار المقبول, وذلك بإبعاد كل من لديه تطرف وتهور وميل لاستخدام العنف والسلاح أيضا في سبيل تحقيق طموحاته.
ثالثا_ إبعاد العناصر التي غرقت في بحر الفساد من بين شباب الأسرة الحاكمة الذين يعتمدون على سياسة إفساد المجتمع لتحقيق طموح السيطرة لديهم.
رابعا_ تحجيم التيار النفعي المصلحي المتداخل مع الأسرة الحاكمة والذي لعب دور "صانع الملوك" بعد وفاة المرحوم الشيخ جابر الأحمد, فهذا التيار يسعى بكل ما أوتي من "مال" لفرض شراكته في الحكم والقيام بعملية "تيك أوفر"!
خامسا_ على شيوخ الفروع غير الحاكمة, أي من غير ذرية مبارك, أن تتوحد وأن تطالب بمعاملتها المعاملة التي تستحقها, فحجم هذه الفروع وكفاءة شبابها تتطلب أكثر من مجرد تعيين وزير "محلل", وعلى هذه الفروع أن تتخلص من "الانكسار والخوف" التاريخي المصاحب لفكرها ودورها منذ وثوب الشيخ مبارك إلى الحكم, وأن تطرح نفسها كقوة فاعلة في أسرة الصباح والمجتمع, لا كأشخاص "مشكوك" في ولائهم ومطلوب منهم دائما تقديم فروض الطاعة الولاء, وإخفاء طموحهم!
هذه هي بعض الأفكار التي رأيت عرضها للمناقشة العامة, وأهدف منه استباق الأحداث للحيلولة دون تصدع حكم أسرة الصباح.
إنني لا أبالغ في توقعي للخطر القادم, فهناك مؤشرات عديدة تبعث على القلق, سواء ما اتصل منها بطبيعة التنافس المتوقع بين الشيوخ و"أدواته" في مرحلة حكم الشيخ نواف الأحمد, أو ما تعلق منها "بمشروع صناعة الملوك والشراكة في الحكم" الذي تعده مجموعة "التيك أوفر"!!
29/9/2006