سلسبيل
10-01-2006, 06:41 AM
أنا من عائلة متدينة.. ونشأت في بيئة ثقافية محصورة بين البحر والسور"
أعده للنشر - إبراهيم هادي الخالدي
عندما يتحدث رجل بثقل د. احمد الربعي ينصت له الجميع وذلك لان ماسيصرح به سيكون خلاصة فكر ناجح وخبرة مديدة بدأت معالمها تبدو جلية عليه وهو لايزال في سنوات عمره الست الاولى والتي عرف فيها ماهية الفكر القومي والناصري.
في حديثه مع الاعلامي الزميل يوسف الجاسم في برنامج »زيارة شخصية« تحدث د. الربعي عن طفولته التي قضاها كغيره من رفقائه انذاك بين البحر من جهة والسور من جهة اخرى مرورا بالمعهد الديني ومن ثم مدرسة المرقاب المتوسطة التي احب فيها العمل الصحافي من خلال صحيفتي الصاعقة والطامة الكبرى والاخيرة اصدرها اخوه علي الربعي, وكذلك المرحلة الجامعية التي قال انه كان محظوظا فيها لدراسة الفلسفة هو وطالب آخر فقط على يد أساتذة كبار شكلوا لبنة فكر د. الربعي الاولى.
الحوار مع الناشط السياسي والمفكر العربي د. احمد الربعي كان ممتعاً فإلى تفاصيله:
\ في البداية نود ان نعرف تاريخ ميلادك وبعض التفاصيل عن نشأتك وطفولتك?
/ انا من مواليد العام 1949 في حي من احيائنا الثلاثة في مدينة الكويت وفي بيئة ذات ثقافة محصورة بعكس ثقافة اطفالنا اليوم فكانت طفولتنا في السابق محصورة بين البحر من جهة والسور وبالتالي كانت ثقافتنا محدودة في 5 كيلو مترات مربعة من المساحة ولكن مع ذلك عشت في ثلاث مدارس مختلفة فدرست المرحلة الابتدائية بسبب كوني من عائلة متدينة الى درجة كبيرة درست في المعهد الديني ويعلق بالذاكرة ذلك التنظيم العجيب والغريب حيث كان اساتذتنا من الازهر وكنا منقسمين الى اربعة مذاهب وكنت انا في الفصل الحنبلي على اعتبار اننا نتبع هذا المذهب وكانت تجربة بالنسبة لنا كأطفال مهمة في اللغة والتواضع
ثم انتقلت الى مدرسة المرقاب المتوسطة وكان بها مجموعة من الاشخاص المهمين ودرست كذلك في مدرسة صلاح الدين المتوسطة حيث كان ناظرها رجلا عسكريا في مصر اسمه عبد الحميد حبش وبعدما كبرنا عرفنا انه صاحب مشروع حضاري حيث كان له هدف حيث كنا منقسمين في المدرسة الى اربع مجموعات بأربعة الوان وسميت المجموعة باسماء ابو بكر وعمر وخالد وصلاح الدين وكنا نتنافس في الدراسة والرسم والرياضة فكانت تجربة غير عادية فكان يحرص على طرح مشروعه الحضاري وكنا ندير المدرسة كطلبة
وفي تلك المرحلة كان تغلغل الفكر القومي في هذه المدرسة وكانت لدينا صحيفتان تصدرهما المدرسة تتنافسان فيما بينهما وكنا كطلبة ننتظر صدورهما فاحداهما كانت اسمها الصاعقة واصدرها الصحافي محمد السعيدان وكانت الصحيفة الثانية اسمها »الطامة الكبرى« وكان يصدرها اخي علي الربعي وكانت كل جريدة تعقب وترد على ماتنشره الاخرى وكانتا تمثلان تيارا ساخرا اجتماعيا وكنا كطلبة ننتظر بشغف تعليق هاتين الصحيفتين على الحائط لنقرأهما وكان الفكر العام السائد في المدرسة الفكر القومي والناصري واذكر ان اول معرفتي بهذا الفكر كانت عندما كان عمري ست سنوات حيث كنت اصلي صلاة الفجر في مسجد الحمد ووزع منشور عن العدوان الثلاثي على مصر وكان يطالب الناس بالتبرع وعندما كبرت تذكرت هذا المنشور وتذكرت بيتا من الشعر كان مكتوبا بها »تبرع لمصر يا اخي بالدمي.. فإن لم يكن فبالدرهمي« وبعد ذلك انتقلت الى ثانوية الشويخ حيث كانت مدرسة داخلية وكانت مدرسة بها صراع للتيارات السياسية فكنت انتمي الى تيار القومية العربية بالاضافة الى تيارات بعثية واسلامية وعلى الرغم من ذلك كان الجميع يؤيد القومية والناصرية حيث كانت العلاقات طيبة بين الكويت ومصر خصوصا بين الامير الراحل الشيخ عبدالله السالم والرئيس جمال عبد الناصر وعلى الرغم من ذلك كان كلما حدث شيئ في مصر تترقب الشرطة في الكويت اي احداث في مدرسة الشويخ بحكم تفاعل الطلبة الكبير مع القضايا العربية والقومية وبشكل عام كانت المدرسة مصدر ثقافتنا.
\ هل كانت التنظيمات السياسية العربية تنتشر فيما بين الطلبة بالمدارس?
/ الحركة القومية في المنطقة كان مركزها الكويت استفادة من الانفتاح وكذلك من حالة التوافق بين الكويت والمد الناصري وكان هناك طلبة خليجيون يدرسون معنا في ثانوية الشويخ وبالتالي نهلوا من الفكر الناصري ومن القومية العربية من الكويت.
اعرف انه اثناء حياتك الدراسية في جامعة الكويت كان لك نشاط سياسي وتوقفت عن الدراسة ثم عدت اليها وانت حصلت على شهادة الدكتوراه من جامعة هارفورد ألم يؤثر تعثرك الدراسي على مستقبلك وكيف درست في هارفورد?
انا من المحظوظين في جامعة الكويت فكنا اثنين فقط في قسم الفلسفة ودرسنا اكبر الاساتذة العرب وهم المرحوم زكي نجيب وفؤاد زكريا وتوفيق الطويل وعبدالرحمن البدوي وغيرهم وكان كل وقتهم لنا, فكانت الدراسة دراسة وتعلمنا منهم اشياء كثيرة فلذلك عندما درسنا في الخارج كنا محصنين مما ساعدنا على الدراسة العليا.
أحمد الربعي شخص مليء بالحركة والحماس هل كانت هذه حالك منذ الصغر وهل هذا منهج قررته لنفسك ام انه امر طبيعي بشخصيتك?
لابد ان نفرق بين المراحل التي مررت بها فوضعي اختلف تماماً عن السابق, فانا لدي قضية ويجب ان اوصلها فعندما صرت وزيراً للتربية دافعت عن قضيتي في اصلاح التعليم فلم اجامل ولم اخفض رأسي ووضعت في اعتباري المبدأ والقانون بغض النظر عن نتائجه السلبية علي, فلذلك لم أجامل احداً وسببت الكثير من الصخب اثناء ما توليت وزارة التربية وتحملت في سبيل هذا المبدأ تعارض مصالح التيارات بل وهجومها علي وصراعها بسبب ما كنت اطرحه او أعمله, فلابد من الانسان ان لا يجامل في اي قضية.
من الذي تعتبره اخذ يدك وادخلك عالم السياسة, ومن الاسماء الذين ترتبط بهم فكرياً سواء من داخل الكويت او خارجها?
لا توجد اسماء معينة فكل الظروف والقضايا التي مررنا بها ساهمت في ان نسعى للدخول في الجانب السياسي.
الا يوجد شخص معين عرض عليك الدخول في المعترك السياسي?
قد يكون د. أحمد الخطيب بحكم انه كان رمزاً لتيار القومية العربية الذي انتهلته في ثانوية الشويخ, فهو رجل قوي صاحب قضية واعتبره قدوتي وتأثرت كذلك باناس لم يكونوا معروفين وكانوا اساتدتنا في مدرسة صلاح الدين المتوسطة.
هل كنت في هذا التيار قياديا أم عضوا عاديا?
كنت عضواً عادياً ولكن احتككت بالقيادات وتربطني بهم علاقات شخصية.
كنت احد الثوار في عُمان هل كانت البداية في عمان ام انه كان انطلاقة نشر فكر عام في الخليج?
بدايات حركة التحرر في عمان كانت في ظفار حين كان هذا الاقليم يرغب في الاستقلال بذاته الى ان صارت القناعة ان ظفار هي جزء من عمان, فالحركة الأولى في ظفار كانت حركة صادقة ذات ردة فعل حقيقية تحاول الاصلاح وذات طابع اندفاعي وبعد ذلك اخذت المسألة مناحي كثيرة وهي مرحلة تستحق التأريخ.
ما رأيك في موقف بعض المثقفين بالعرب الذين وقفوا مع الغزو العراقي للكويت وأيدوه?
برأيي انه يجب ان نفرق بين المثقف وبين المتعلم فليس كل من حمل قلما وحصل على فرصة في التعليم هو مثقف, فالثقافة بها وعي وادراك ومعرفة الابعاد الاخرى التي تمر بها الامم, فما حدث للكويت هو كارثة على الامة والكويت كانت ضحيتها فبالتاريخ هناك اخطاء وخطايا فالاخطاء تصحح انما الخطايا لا يمكن تصحيحها,
وانا ارى ان الكويت لم تتعرض للغزو بل للاغتصاب حيث انه تم تدميرها عبر التخريب والسرقات المنظمة, فالغزو امر بسيط وما حدث للكويت امر اكبر من الغزو, فمثلاً ايام الحرب الايرانية العراقية كنا مجموعة في الكويت ضد صدام حسين بشكل علني على الرغم من ان الشارع كان منقادا وراءه مع هذا تمسكنا برأينا فلذلك نعود الى السؤال عن المثقفين العرب وموقفهم من الغزو ونقول انهم كانوا مغيبين عن الحقيقة ومنقادين وراء اكذوبات وطروحات صدام حسين.
أعده للنشر - إبراهيم هادي الخالدي
عندما يتحدث رجل بثقل د. احمد الربعي ينصت له الجميع وذلك لان ماسيصرح به سيكون خلاصة فكر ناجح وخبرة مديدة بدأت معالمها تبدو جلية عليه وهو لايزال في سنوات عمره الست الاولى والتي عرف فيها ماهية الفكر القومي والناصري.
في حديثه مع الاعلامي الزميل يوسف الجاسم في برنامج »زيارة شخصية« تحدث د. الربعي عن طفولته التي قضاها كغيره من رفقائه انذاك بين البحر من جهة والسور من جهة اخرى مرورا بالمعهد الديني ومن ثم مدرسة المرقاب المتوسطة التي احب فيها العمل الصحافي من خلال صحيفتي الصاعقة والطامة الكبرى والاخيرة اصدرها اخوه علي الربعي, وكذلك المرحلة الجامعية التي قال انه كان محظوظا فيها لدراسة الفلسفة هو وطالب آخر فقط على يد أساتذة كبار شكلوا لبنة فكر د. الربعي الاولى.
الحوار مع الناشط السياسي والمفكر العربي د. احمد الربعي كان ممتعاً فإلى تفاصيله:
\ في البداية نود ان نعرف تاريخ ميلادك وبعض التفاصيل عن نشأتك وطفولتك?
/ انا من مواليد العام 1949 في حي من احيائنا الثلاثة في مدينة الكويت وفي بيئة ذات ثقافة محصورة بعكس ثقافة اطفالنا اليوم فكانت طفولتنا في السابق محصورة بين البحر من جهة والسور وبالتالي كانت ثقافتنا محدودة في 5 كيلو مترات مربعة من المساحة ولكن مع ذلك عشت في ثلاث مدارس مختلفة فدرست المرحلة الابتدائية بسبب كوني من عائلة متدينة الى درجة كبيرة درست في المعهد الديني ويعلق بالذاكرة ذلك التنظيم العجيب والغريب حيث كان اساتذتنا من الازهر وكنا منقسمين الى اربعة مذاهب وكنت انا في الفصل الحنبلي على اعتبار اننا نتبع هذا المذهب وكانت تجربة بالنسبة لنا كأطفال مهمة في اللغة والتواضع
ثم انتقلت الى مدرسة المرقاب المتوسطة وكان بها مجموعة من الاشخاص المهمين ودرست كذلك في مدرسة صلاح الدين المتوسطة حيث كان ناظرها رجلا عسكريا في مصر اسمه عبد الحميد حبش وبعدما كبرنا عرفنا انه صاحب مشروع حضاري حيث كان له هدف حيث كنا منقسمين في المدرسة الى اربع مجموعات بأربعة الوان وسميت المجموعة باسماء ابو بكر وعمر وخالد وصلاح الدين وكنا نتنافس في الدراسة والرسم والرياضة فكانت تجربة غير عادية فكان يحرص على طرح مشروعه الحضاري وكنا ندير المدرسة كطلبة
وفي تلك المرحلة كان تغلغل الفكر القومي في هذه المدرسة وكانت لدينا صحيفتان تصدرهما المدرسة تتنافسان فيما بينهما وكنا كطلبة ننتظر صدورهما فاحداهما كانت اسمها الصاعقة واصدرها الصحافي محمد السعيدان وكانت الصحيفة الثانية اسمها »الطامة الكبرى« وكان يصدرها اخي علي الربعي وكانت كل جريدة تعقب وترد على ماتنشره الاخرى وكانتا تمثلان تيارا ساخرا اجتماعيا وكنا كطلبة ننتظر بشغف تعليق هاتين الصحيفتين على الحائط لنقرأهما وكان الفكر العام السائد في المدرسة الفكر القومي والناصري واذكر ان اول معرفتي بهذا الفكر كانت عندما كان عمري ست سنوات حيث كنت اصلي صلاة الفجر في مسجد الحمد ووزع منشور عن العدوان الثلاثي على مصر وكان يطالب الناس بالتبرع وعندما كبرت تذكرت هذا المنشور وتذكرت بيتا من الشعر كان مكتوبا بها »تبرع لمصر يا اخي بالدمي.. فإن لم يكن فبالدرهمي« وبعد ذلك انتقلت الى ثانوية الشويخ حيث كانت مدرسة داخلية وكانت مدرسة بها صراع للتيارات السياسية فكنت انتمي الى تيار القومية العربية بالاضافة الى تيارات بعثية واسلامية وعلى الرغم من ذلك كان الجميع يؤيد القومية والناصرية حيث كانت العلاقات طيبة بين الكويت ومصر خصوصا بين الامير الراحل الشيخ عبدالله السالم والرئيس جمال عبد الناصر وعلى الرغم من ذلك كان كلما حدث شيئ في مصر تترقب الشرطة في الكويت اي احداث في مدرسة الشويخ بحكم تفاعل الطلبة الكبير مع القضايا العربية والقومية وبشكل عام كانت المدرسة مصدر ثقافتنا.
\ هل كانت التنظيمات السياسية العربية تنتشر فيما بين الطلبة بالمدارس?
/ الحركة القومية في المنطقة كان مركزها الكويت استفادة من الانفتاح وكذلك من حالة التوافق بين الكويت والمد الناصري وكان هناك طلبة خليجيون يدرسون معنا في ثانوية الشويخ وبالتالي نهلوا من الفكر الناصري ومن القومية العربية من الكويت.
اعرف انه اثناء حياتك الدراسية في جامعة الكويت كان لك نشاط سياسي وتوقفت عن الدراسة ثم عدت اليها وانت حصلت على شهادة الدكتوراه من جامعة هارفورد ألم يؤثر تعثرك الدراسي على مستقبلك وكيف درست في هارفورد?
انا من المحظوظين في جامعة الكويت فكنا اثنين فقط في قسم الفلسفة ودرسنا اكبر الاساتذة العرب وهم المرحوم زكي نجيب وفؤاد زكريا وتوفيق الطويل وعبدالرحمن البدوي وغيرهم وكان كل وقتهم لنا, فكانت الدراسة دراسة وتعلمنا منهم اشياء كثيرة فلذلك عندما درسنا في الخارج كنا محصنين مما ساعدنا على الدراسة العليا.
أحمد الربعي شخص مليء بالحركة والحماس هل كانت هذه حالك منذ الصغر وهل هذا منهج قررته لنفسك ام انه امر طبيعي بشخصيتك?
لابد ان نفرق بين المراحل التي مررت بها فوضعي اختلف تماماً عن السابق, فانا لدي قضية ويجب ان اوصلها فعندما صرت وزيراً للتربية دافعت عن قضيتي في اصلاح التعليم فلم اجامل ولم اخفض رأسي ووضعت في اعتباري المبدأ والقانون بغض النظر عن نتائجه السلبية علي, فلذلك لم أجامل احداً وسببت الكثير من الصخب اثناء ما توليت وزارة التربية وتحملت في سبيل هذا المبدأ تعارض مصالح التيارات بل وهجومها علي وصراعها بسبب ما كنت اطرحه او أعمله, فلابد من الانسان ان لا يجامل في اي قضية.
من الذي تعتبره اخذ يدك وادخلك عالم السياسة, ومن الاسماء الذين ترتبط بهم فكرياً سواء من داخل الكويت او خارجها?
لا توجد اسماء معينة فكل الظروف والقضايا التي مررنا بها ساهمت في ان نسعى للدخول في الجانب السياسي.
الا يوجد شخص معين عرض عليك الدخول في المعترك السياسي?
قد يكون د. أحمد الخطيب بحكم انه كان رمزاً لتيار القومية العربية الذي انتهلته في ثانوية الشويخ, فهو رجل قوي صاحب قضية واعتبره قدوتي وتأثرت كذلك باناس لم يكونوا معروفين وكانوا اساتدتنا في مدرسة صلاح الدين المتوسطة.
هل كنت في هذا التيار قياديا أم عضوا عاديا?
كنت عضواً عادياً ولكن احتككت بالقيادات وتربطني بهم علاقات شخصية.
كنت احد الثوار في عُمان هل كانت البداية في عمان ام انه كان انطلاقة نشر فكر عام في الخليج?
بدايات حركة التحرر في عمان كانت في ظفار حين كان هذا الاقليم يرغب في الاستقلال بذاته الى ان صارت القناعة ان ظفار هي جزء من عمان, فالحركة الأولى في ظفار كانت حركة صادقة ذات ردة فعل حقيقية تحاول الاصلاح وذات طابع اندفاعي وبعد ذلك اخذت المسألة مناحي كثيرة وهي مرحلة تستحق التأريخ.
ما رأيك في موقف بعض المثقفين بالعرب الذين وقفوا مع الغزو العراقي للكويت وأيدوه?
برأيي انه يجب ان نفرق بين المثقف وبين المتعلم فليس كل من حمل قلما وحصل على فرصة في التعليم هو مثقف, فالثقافة بها وعي وادراك ومعرفة الابعاد الاخرى التي تمر بها الامم, فما حدث للكويت هو كارثة على الامة والكويت كانت ضحيتها فبالتاريخ هناك اخطاء وخطايا فالاخطاء تصحح انما الخطايا لا يمكن تصحيحها,
وانا ارى ان الكويت لم تتعرض للغزو بل للاغتصاب حيث انه تم تدميرها عبر التخريب والسرقات المنظمة, فالغزو امر بسيط وما حدث للكويت امر اكبر من الغزو, فمثلاً ايام الحرب الايرانية العراقية كنا مجموعة في الكويت ضد صدام حسين بشكل علني على الرغم من ان الشارع كان منقادا وراءه مع هذا تمسكنا برأينا فلذلك نعود الى السؤال عن المثقفين العرب وموقفهم من الغزو ونقول انهم كانوا مغيبين عن الحقيقة ومنقادين وراء اكذوبات وطروحات صدام حسين.