الجيش الإسرائيلي يهدد بحرب على سورية

[سلسبيل]

أوساط سياسية بتل أبيب تتساءل عن أسباب هذا التغيير المفاجئ

تل أبيب: نظير مجلي

أثارت التهديدات الجديدة بالحرب على سورية أوساطا سياسية عديدة في اسرائيل، راحت تتساءل عن هذا التغيير المفاجئ في الموقف من دمشق.
وكان العديد من السياسيين الاسرائيليين قد أعلنوا خلال أسابيع عدة مرات، استعدادهم للانسحاب من الجولان مقابل السلام مع سورية. واستند هؤلاء الى موقف الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية «امان» التي قالت انها تلاحظ تطورا ايجابيا في موقف الرئيس بشار الأسد من السلام مع اسرائيل. إلا ان هذه الاستخبارات نفسها غيرت موقفها فانجرف وراءها السياسيون.

ففي تقرير قدم الى الحكومة ونشرت بعض فقراته، أمس، جاء ان سورية أحدثت تغييرا في مواقفها تجاه اسرائيل في أعقاب تقويمات مشتركة لها ولايران ولحزب الله اللبناني حول حرب لبنان، وانها باتت مقتنعة بأن عليها ألا تسقط خيار الحرب لتحرير هضبة الجولان المحتلة وتعزيز مكانتها في المنطقة وصد الهجمة الأميركية عليها. وقالت ان سورية ترى في مقاومة حزب الله نموذجا يحتذى في الحرب القادمة مع اسرائيل.

وفي محاولة لتثبيت هذا التقويم، يذكر التقرير سلسلة اجراءات يدعي حدوثها في الفترة الأخيرة، منها: وصول كميات كبيرة من الصواريخ متوسطة المدى وبعيدة المدى من كوريا الشمالية وايران الى دمشق، والبارجة التي أوقفت في قبرص وتم تحريرها الى سورية قبل ايام هي شحنة واحدة فقط من مجموعة شحنات. والعودة الى لبنان بواسطة تخفي مئات الجنود السوريين بلباس عمال مدنيين. ومواصلة سورية عملية تزويد حزب الله بالأسلحة طيلة فترة الحرب الأخيرة وبعد وقف اطلاق النار. ويقولون في اسرائيل ان هذه الأسلحة تصل عبر البحر وعبر البر، وان هناك 25 مخزن أسلحة توفرها سورية حاليا على حدودها مع لبنان وتقوم بإرسال الأسلحة منها الى حزب الله بواسطة مهربين محترفين. ومع ان التقرير يشير الى ان سورية لم تتخذ قرارا بالخيار الحربي مع اسرائيل وان المسألة ما زالت في حدود «التصريحات المتشددة» التي أطلقت خلال الحرب وجرى التفاهم عليها في حينه بين اسرائيل وسورية واتفق على ان الطرفين ليسا معنيين بالتصادم العسكري، والحرب الكلامية، إلا ان معدي التقرير أضافوا جملة تلخيصية تقول: «الأفكار عادة تتحول الى أفعال». وكان قادة حزب الليكود المعارض أول من تجاوب مع هذه الروح الحربية ضد سورية، فخرج سيلفان شالوم، وزير الخارجية السابق، بتصريحات مطلع الأسبوع اتهم فيها الحكومة بانتهاج سياسة تغضب الادارة الأميركية في الشأن السوري، حيث ان واشنطن ترفض أي اتصال مع سورية كي لا تفك عزلتها. وعاد رئيس الليكود بنيامين نتنياهو ليكرر الاتهام نفسه، أمس. ليفزع رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، ويرد على هذه الاتهامات في جلسة الحكومة، أول من أمس، بتوبيخ وزرائه الذين يتحدثون بشكل ايجابي حول سورية. وقال ان هذه التصريحات مخالفة لسياسة الحكومة فسورية ليست شريكا لنا في عملية سلام وطالما أنا رئيس حكومة فإن الجولان هو جزء لا يتجزأ من اسرائيل. وحاول بعض الوزراء الاعتراض على هذا الموقف، فهدد اولمرت بمعاقبة الوزراء الذين لا يلتزمون بالموقف الرسمي من الموضوع السوري. ولمح الى انه سيقيلهم، إذ قال: «من لا يلتزم بالموقف يستطيع ان يصرح بما يريد ولكن من موقع آخر هو موقع خارج الحكومة».

ورأت بعض المصادر السياسية ان هذا الموقف الاسرائيلي الحربي هو الذي دفع القادة السياسيين والعسكريين في اسرائيل الى الاتفاق على تعيين الجنرال جادي آيزنقوط، قائدا للواء الشمالي للجيش مكان الجنرال المستقيل أودي آدم.

يذكر أن آيزنقوط مقبول لدى الولايات المتحدة ومعروف بمواقف متشددة من سورية ويرى مهمته الأساسية في المنصب الجديد هي اعادة بناء ليس فقط تنظيم الجيش الاسرائيلي بل بناء هيبته التي تمرغت بالتراب في الحرب. ولكي يفعل ذلك لا بد من عمليات حربية كبيرة يخرج الجيش الاسرائيلي منها منتصرا.