قدسية الحي
09-29-2006, 03:54 PM
حادثة كربلاء ومطاردة المرجع الديني الاعلى السيد محمود الحسني ال صرخة بسم الله الرحمن الرحيم
بعد سقوط النظام السابق الحاكم للعراق، وحيث كان السيد الحسني معتقلا من قبل قوات الامن الصدامي ، وقد صودرت كل كتبه ومؤلفاته وحكم عليه بالاعدام بسبب ما وصل الى اجهزة النظام الصدامي من تقارير من قبل بعض الشخصيات الحوزوية وغير الحوزوية بأن السيد محمود الحسني يحمل افكار الصدرين وانه يسعى لتكوين مرجعية تضاهي مرجعيتيهما ويحقق اهدافهما الا ان الارادة الالهية حالت دون ذلك ، حيث انتفض مجموعة من المؤمنين في مظاهرات استنكارية في مدينة النجف تطالب بأطلاق سراح مرجعهم السيد الحسني اضافة الى اقامة صلاة الجمعة في مسجد الكوفة والمطالبة من خلال خطبتها بأنهاء اعتقال السيد الحسني ، حيث كانت تلك الصلاة بأمامة آية الله الشيخ حازم السعدي احد طلبة السيد الحسني مما اضطر النظام الى التأني في تنفيذ قرار الاعدام الصادر بحق السيد الحسني سراً، وبعد سقوط النظام وسقوط بغداد بيد الاحتلال الامريكي اضطرت اجهزة الامن المسؤولة عن المعتقل الذي كان فيه الحسني الى اطلاق سراحه وسراح المعتقلين معه من انصارة وفي عهد العراق الجديد وجد الحسني نفسه أمام مسؤولية كبرى وهي توعية الشارع العراقي والتحذير من الفتن والطائفية، وتوعيته الى حقوقه المشروعة في الاستقلال التام وحرية الرأي وغيرها من المبادىء الانسانية ، لذلك قام الحسني بفتح عدة مكاتب حوزوية في عدد من المحافظات في العراق ، وقام بفتح عدد من المدارس والمساجد والحسينيات وذلك بالاعتماد على تبرعات بعض المؤمنين من أنصاره ، والذين قام البعض منهم بتفريغ بيته لهذا الامر، وذلك لنشر الوعي بين افراد المجتمع العراقي ...... ولكن بدأ المحتل تحرشاته ومحاولاته لاستفزاز هذه المرجعية فيما تحمل من افكار طيبة للانسانية وللعراقيين وكان اولها اقتحام حسينية الصدر الاول ( قدس سره ) في مدينة النجف الاشرف واتلاف ممتلكاتها والذي يمثل انتهاكاً واضحا لحرمة الاماكن المقدسة والشىء المذهل ان هذه الجريمة حصلت دون ذريعة ودون أي مشكلة سابقة واعقبها بعد ذلك اقتحام مكتب الحسني في مدينة الحلة والاعتداء على عدد من رجال الدين فيها وبدون أي مبرر أيضا ومن ثم حصل الاعتداء الثالث من قبلهم وقد تمثل بأعتقال عدد من رجال الدين وتعذيبهم في مدينة الديوانية بحجة وجود أسلحة بحوزتهم في اثناء قيادتهم لسيارتهم الشخصية وبعد عدد من المظاهرات والاعتصامات اجبرت القوات الامريكية المحتله على اطلاق سراح المعتقلين وتقديم الاعتذار لمكتب السيد الحسني وبعد اتخاذ السيد الحسني مقراً رئيسياً لمرجعيته دعى الحسني لاقامة انتخابات تحت اشراف دول صديقة عربية ومسلمة وبمراقبة من الامم المتحدة لانتخاب حكومة عراقية تتولى ادارة شؤون البلاد الامنية والاقتصادية وغيرها وانهاء الاحتلال الامريكي للعراق بهذه الطريقة السلمية وبأسرع وقت ممكن حذراً من حصول الفتنة الطائفية بين مكونات الشعب العراقي بسبب الاحتلال والذي حصل فعلا الان بعد سنوات من الاحتلال غير ان القوات المحتلة لم تبالي بهذه المطالب الجوهرية الإنسانية لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد وعلى اثر بوادر الطائفية والحرب الأهلية في حادثة التفجير بالقرب من مرقد الإمام علي ( عليه السلام ) والتي راح ضحيتها المئات من المدنيين المصلين وعلى رأسهم آية الله السيد محمد باقر الحكيم وفي ظل هذه الفوضى اضطرت المرجعيات لحماية نفسها بواسطة قواعدها الشعبية وقد وافق الأمريكان على ذلك ولم يعترضوا على احد منهم وبعد التيقن من وجود خطر على مرجعية السيد الحسني ومحاولة عدة جهات لاغتيال السيد الحسني طلب أنصار السيد الحسني من سماحته إن يقوموا بحراسات حول بيته ومكتبه في كربلاء حفاظا على حياة مرجعهم إلا انه رفض قائلا ((أما أنا فلا أريد الحماية لنفسي ولكنكم إن أردتم حماية مرجعكم فلا امانعكم مع احترام الأمن والنظام)) وبالفعل تم تخصيص حراسات حول مكتب وبيت السيد الحسني بواقع شخصين لكل ثلاث ساعات يعملون بنظام البديل إلا إن القوات المحتلة بدأت بتصعيد عسكري ضد السيد الحسني بدءاً بالاعتداء على حرم الحسين ( عليه السلام ) وقتل احد الزائرين في المرقد الشريف لعلمهم إن السيد الحسني لن يسكت تجاه هذه التحرشات وبالفعل فقد دعى سماحته العراقيين إلى التظاهر السلمي لشجب واستنكار هذا الاعتداء الآثم ومطالبة القوات المحتلة لتقديم الاعتذار للشيعة على هذا العمل والتعهد بعدم الدخول إلى هذه المنطقة لكونها من المناطق المقدسة لدى المسلمين وفي صبيحة يوم الخميس الذي كان مقررا إن تنطلق فيه المظاهرات السلمية قام الأمريكان بفعالية إرهابية حول بيت السيد الحسني حيث اخذ عدد من جنودهم وضع الانبطاح في الشارع المقابل لبيت الحسني وقاموا بإطلاق النار على بيته وقد بقيت أثار اطلاقاتهم على الجدران
بعد هذه الحادثة بدأت القوات الأمريكية بالتصعيد تدريجياً ضد السيد الحسني فقامت ولعدة مرات باعتقال أفراد الحراسات الذين تم تكليفهم بحراسته ومن ثم قامت بعمليات خطف لأنصار السيد الحسني أثناء مرورهم بالشوارع المحيطة بمكتبه.
وبعد سلسلة من هذه الاعتداءات بحجة انه يرفضون وجود مسلحين مدنيين في المنطقة قام انصار السيد الحسني بعدة مظاهرات سلمية مستنكرين الاعمال الاستفزازية التي يقوم بها الامريكان وفي احدى المفاوضات مع احد الجنرالات اعترف بوجود تحريضات من جهات ورموز دينية وسياسية في العراق ضد السيد الحسني ، ويذكر بهذا الصدد أن الشيخ عبد المهدي الكربلائي وكيل السيستاني كان يذهب ليلتقي بالامريكان في احد الفنادق ويحرّضهم ضد السيد الحسني اضافة الى انه برر بأن حمل السلاح لايكون الا بأستحصال اجازات لحمله من الجهات الامنية ولان هدف انصار السيد الحسني هو تحقيق النظام وحفظ الامن في البلاد وافق الوفد المتفاوض مع الامريكان على استحصال اجازات للاسلحة الخفيفة المقررة لحماية مكتب الحسني ، وقد ذهبوا في اليوم التالي للحصول على تلك الاجازات الا انه قوبلوا بأنواع التسويف لاجل عدم اعطائهم اجازات ، حتى يأسوا من الحصول عليها .
وفي ذلك استمرت القوات الامريكية المحتلة في منهجها الاستفزازي ، مما ادى الى ان يأمر الحسني بنزع السلاح من الحرس الموجودين حول مكتبه قائلا ( سوف نثبت للناس انهم لايريدون نزع السلاح وانما يريدون قتلي ) وبالفعل فقد تم اعتقال الحرس الموجودين والذين لم يكن لديهم اي نوع من انواع الاسلحة وبعد تكرار هذا العمل الاستفزازي قرر انصار السيد الحسني لحماية مرجعهم بأنفسهم فقامت مجموعات من انصاره بالتعاقب على حراسته يومياً، ولكن دون سلاح سوى بعض بعض الافراد الذين جهزوا انفسهم ببندقيات من نوع كلاشنكوف والذي لايتجاوز عددهم اصابع اليد الواحده ، فقامت القوات الامريكية بتكثيف دورياتهم في المنطقة وفي الشارع الذي يطل عليه مكتب السيد الحسني مع العلم انه كان من البنود المتفاوض عليها والمتفق عليها سابقاً معهم انه يمنع مرورهم في هذا الشارع وان هذا الشارع سوف يكون تحت حماية انصار الحسني .
هذا بالاضافة الى قيامه بعدة استفزازات بالتعاون مع القوات البولندية التي تضم افراداً لم يتعاملوا مع العراقيين على انهم قوات صديقة جاءت لتحرير العراق بل تعاملوا مع العراقيين تعامل محتلين ومستعبدين للعراقيين شأنهم شأن البعثيين .
ليلة ويوم الجريمة
قبل يومين من حادث اغتيال الحسني من قبل الامريكان والبولنديين جرت مصادمات بين ميليشيات مقتدى الصدر وميليشيات بدر او مايسمى بحماية الصحن الحسيني وكانت القوات الامريكية تساند ميليشيات بدر ضد ميليشيا مقتدى الصدر وفرضت حصاراً على افراد من جماعة مقتدى الصدر الكائن في مسجد المخيم في كربلاء ، وعلى اثر ذلك الحصار قامت القوات المحتلة بتكثيف تواجدها في المنطقة ، وقامت بفرض حظر تجوال ليلا ،وبدأت تكثف من تواجدها في الشارع الذي يقع فيه مكتب السيد الحسني وفي ليلة الحادثة جاءت قوات اسبانية بقرب مكتب الحسني وادعت انها سوف تحل محل القوات الامريكية وانها تتعامل مع انصار السيد الحسني كأصدقاء وانها لن تقوم بأي اعمال استفزازية ، فقط انهم تسائلوا عن سبب وجود مسلحين في المنطقة فقام المسؤولين عن الحرس بابلاغهم ان هذا التسليح ليس الا مجرد عملية وقائية ضد خطرا متوقع ضد مرجعنا ، و انهم سعوا للحصول على اجازات للسلاح وترخيصات قانونية بناء على اتفاق سابق مع القوات الامريكية الا انهم لم يحصلوا عليها بسبب المماطلة والتسويف من الجانب الامريكي، فقال لهم الجنرال الاسباني المفاوض آنذاك انه ابقوا وستزودون بإجازات بحمل السلاح ، وبعد ذلك انسحبت القوات الاسبانية، وجائت دورية امريكية وايضا توقفت مقابل مكتب السيد الحسني وسائلتهم ( هل جاء رجل اسمه محمد المهدي ) يزور السيد الحسني ، قالوا لهم لم نعرف احد بهذا الاسم ، والمتضح من هذا السؤال انها محاولة لاثارة أنصار السيد الحسني واستدراجهم للمصادمة مع قوات الاحتلال اذ انهم يعلمون بعقيدة الشيعة بالامام المهدي وانهم يفتدونه بارواحهم وانهم يتكتمون على امره اذا ما استوجب ذلك وانهم يواجهون أي خطر يتعرض له امامهم اضافه الى ان يتضح من هذا السوال أن القوات الأمريكية قد لُقنت هذا السؤال من قبل جهات دينيه اخرى داخل العراق وهي جهات مغرضه ومعاديه لمرجعية الحسني بسبب اعلأنه اعلميته عليهم وانه دعاهم للمناضرة العلمية لاثبات ذلك ،خصوصاَ وان القوات الأمريكية كانت في تلك الفترة تثق كثيراَ بالذين يزودونها بالمعلومات ، مع العلم أن اكثرهم يعملون لصالح الاطلاعات الايرانية ولصالح اتباعهم من العملاء ، فلذلك كان من مصلحة هؤلاء المخبرين ان يثيروا العداء والصدام بين امريكا والحسني كما قد حصل فعلا.
وعلى اثر ذلك انسحبت القوات الامريكية وعادت مابعد الساعة الواحدة صباحا وكثفت من وجودها بشكل كبير الى درجة انها حاصرت المنطقة بعدة مصفحات وقامت المروحيات الامريكية بالتحليق فوق المنطقة ، اضافة الى انه لوحظ انتشار ميليشيات اخرى ترتدي الزي الشعبي متنكرة بالكوفية الشعبية العراقية وهذه الميليشيات كانت موزعة بالاحياء المجاورة لمكتب الحسني ، بل ان المعلومات التي حصل عليها انصار الحسني انه يوجد قناصين في المنطقة المحيطة من مكتب الحسني موزعين على سطوح الدور والعمارات المجاورة لمكتب الحسني لاجل القيام بعمل ما ، وقد قام انصار الحسني بتفتيش بعضها وتم العثور على احد الافراد ولكنه لم يتم القبض عليه لانه هرب بمجرد احساسه بوجوهم ، وهكذا فأن الحادثة جرت بوجود جهات اخرى هدفها تصعيد الاحداث واثارة المعركة بين الطرفين والذي ساعدهم على هذا الامر هو استمرار تواجد الامريكان في المنطقة ومحاولاتهم لاستفزاز حرس مكتب الحسني وبالفعل فيما بين الساعة الواحدة والساعة الثانية بعد منتصف ليلة الجمعة المصادفة للعشرين من شهر شعبان ، جاءت القوات الامريكية بدباباتها وسياراتهم المصفحة ونزل منها جنرال امريكي ومعه مترجم وشرطة عراقية وبعض الجنود واقتربوا من آمر الحرس وتسائلوا عن سبب وجود المسلحين فقالوا لهم انتم تابعون لقيادة واحدة وقيادتكم لها علم بأسباب وجود المسلحين فنحن نستغرب أنكم كلما تمرون تسألون عن سبب وجودهم ، ولكن مع ذلك سوف نعلمكم فأعلموهم ، وطلب امر الحرس من الجنرال الامريكي ان يأمر قواته لرفع رشاشات الهمرات والمصفحات الامريكية والبولندية لان الجنود الامريكان والبولنديين يقومون من خلالها بعمليات استفزازية قد تستغلها حهة ثالثة وفي هذه اللحظه قال له الجنرال ( ok ) سوف امرهم برفعها ، وما ان رفع يده ليأمرهم برفع فوهات الرشاشات حتى بدأت رشاقات الرصاص وبكثافة نحو حراس المكتب من قبل القوات التي جاءت بأمر الجنرال ، وعلى ضوء ذلك حصلت الكارثة وقتل سته من انصار الحسني ، اضافة لشرطي كان يحاول الانضمام الى جهة انصار الحسني حيث أصيب بأطلاقات الجنود الامريكان ، وعلى اثر ذلك قتل الجنرال المفاوض وامر الحرس واحد الشيوخ من حوزة الحسني ، وبدأت القناصات تقنص من الطرفين مماادى الى انسحاب القوات الامريكية وابقاء المنطقة محاصرة ..... وما ان طلع النهار حتى صدر امر من الحسني الى انصاره بالانسحاب من المنطقة لانهاء التوتر وتهدئة الوضع حفاظا على الارواح وايقاف لنزف الدم ولاجل تهدئة الامر خرج الحسني من مكتبه ،وبعد بضع ساعات من خروجه بدأت القوات الامريكية بأقتحام المكتب والدار وقامت بالاعتقالات العشوائية على كل من يتواجد في ذلك المكان ، وبعد ذلك خرج انصار الحسني بعدة مظاهرات استنكارية بهذا العمل الذي يعتبرونه انتهاكا كبيرا لحرمة مرجعهم .
بعد سقوط النظام السابق الحاكم للعراق، وحيث كان السيد الحسني معتقلا من قبل قوات الامن الصدامي ، وقد صودرت كل كتبه ومؤلفاته وحكم عليه بالاعدام بسبب ما وصل الى اجهزة النظام الصدامي من تقارير من قبل بعض الشخصيات الحوزوية وغير الحوزوية بأن السيد محمود الحسني يحمل افكار الصدرين وانه يسعى لتكوين مرجعية تضاهي مرجعيتيهما ويحقق اهدافهما الا ان الارادة الالهية حالت دون ذلك ، حيث انتفض مجموعة من المؤمنين في مظاهرات استنكارية في مدينة النجف تطالب بأطلاق سراح مرجعهم السيد الحسني اضافة الى اقامة صلاة الجمعة في مسجد الكوفة والمطالبة من خلال خطبتها بأنهاء اعتقال السيد الحسني ، حيث كانت تلك الصلاة بأمامة آية الله الشيخ حازم السعدي احد طلبة السيد الحسني مما اضطر النظام الى التأني في تنفيذ قرار الاعدام الصادر بحق السيد الحسني سراً، وبعد سقوط النظام وسقوط بغداد بيد الاحتلال الامريكي اضطرت اجهزة الامن المسؤولة عن المعتقل الذي كان فيه الحسني الى اطلاق سراحه وسراح المعتقلين معه من انصارة وفي عهد العراق الجديد وجد الحسني نفسه أمام مسؤولية كبرى وهي توعية الشارع العراقي والتحذير من الفتن والطائفية، وتوعيته الى حقوقه المشروعة في الاستقلال التام وحرية الرأي وغيرها من المبادىء الانسانية ، لذلك قام الحسني بفتح عدة مكاتب حوزوية في عدد من المحافظات في العراق ، وقام بفتح عدد من المدارس والمساجد والحسينيات وذلك بالاعتماد على تبرعات بعض المؤمنين من أنصاره ، والذين قام البعض منهم بتفريغ بيته لهذا الامر، وذلك لنشر الوعي بين افراد المجتمع العراقي ...... ولكن بدأ المحتل تحرشاته ومحاولاته لاستفزاز هذه المرجعية فيما تحمل من افكار طيبة للانسانية وللعراقيين وكان اولها اقتحام حسينية الصدر الاول ( قدس سره ) في مدينة النجف الاشرف واتلاف ممتلكاتها والذي يمثل انتهاكاً واضحا لحرمة الاماكن المقدسة والشىء المذهل ان هذه الجريمة حصلت دون ذريعة ودون أي مشكلة سابقة واعقبها بعد ذلك اقتحام مكتب الحسني في مدينة الحلة والاعتداء على عدد من رجال الدين فيها وبدون أي مبرر أيضا ومن ثم حصل الاعتداء الثالث من قبلهم وقد تمثل بأعتقال عدد من رجال الدين وتعذيبهم في مدينة الديوانية بحجة وجود أسلحة بحوزتهم في اثناء قيادتهم لسيارتهم الشخصية وبعد عدد من المظاهرات والاعتصامات اجبرت القوات الامريكية المحتله على اطلاق سراح المعتقلين وتقديم الاعتذار لمكتب السيد الحسني وبعد اتخاذ السيد الحسني مقراً رئيسياً لمرجعيته دعى الحسني لاقامة انتخابات تحت اشراف دول صديقة عربية ومسلمة وبمراقبة من الامم المتحدة لانتخاب حكومة عراقية تتولى ادارة شؤون البلاد الامنية والاقتصادية وغيرها وانهاء الاحتلال الامريكي للعراق بهذه الطريقة السلمية وبأسرع وقت ممكن حذراً من حصول الفتنة الطائفية بين مكونات الشعب العراقي بسبب الاحتلال والذي حصل فعلا الان بعد سنوات من الاحتلال غير ان القوات المحتلة لم تبالي بهذه المطالب الجوهرية الإنسانية لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد وعلى اثر بوادر الطائفية والحرب الأهلية في حادثة التفجير بالقرب من مرقد الإمام علي ( عليه السلام ) والتي راح ضحيتها المئات من المدنيين المصلين وعلى رأسهم آية الله السيد محمد باقر الحكيم وفي ظل هذه الفوضى اضطرت المرجعيات لحماية نفسها بواسطة قواعدها الشعبية وقد وافق الأمريكان على ذلك ولم يعترضوا على احد منهم وبعد التيقن من وجود خطر على مرجعية السيد الحسني ومحاولة عدة جهات لاغتيال السيد الحسني طلب أنصار السيد الحسني من سماحته إن يقوموا بحراسات حول بيته ومكتبه في كربلاء حفاظا على حياة مرجعهم إلا انه رفض قائلا ((أما أنا فلا أريد الحماية لنفسي ولكنكم إن أردتم حماية مرجعكم فلا امانعكم مع احترام الأمن والنظام)) وبالفعل تم تخصيص حراسات حول مكتب وبيت السيد الحسني بواقع شخصين لكل ثلاث ساعات يعملون بنظام البديل إلا إن القوات المحتلة بدأت بتصعيد عسكري ضد السيد الحسني بدءاً بالاعتداء على حرم الحسين ( عليه السلام ) وقتل احد الزائرين في المرقد الشريف لعلمهم إن السيد الحسني لن يسكت تجاه هذه التحرشات وبالفعل فقد دعى سماحته العراقيين إلى التظاهر السلمي لشجب واستنكار هذا الاعتداء الآثم ومطالبة القوات المحتلة لتقديم الاعتذار للشيعة على هذا العمل والتعهد بعدم الدخول إلى هذه المنطقة لكونها من المناطق المقدسة لدى المسلمين وفي صبيحة يوم الخميس الذي كان مقررا إن تنطلق فيه المظاهرات السلمية قام الأمريكان بفعالية إرهابية حول بيت السيد الحسني حيث اخذ عدد من جنودهم وضع الانبطاح في الشارع المقابل لبيت الحسني وقاموا بإطلاق النار على بيته وقد بقيت أثار اطلاقاتهم على الجدران
بعد هذه الحادثة بدأت القوات الأمريكية بالتصعيد تدريجياً ضد السيد الحسني فقامت ولعدة مرات باعتقال أفراد الحراسات الذين تم تكليفهم بحراسته ومن ثم قامت بعمليات خطف لأنصار السيد الحسني أثناء مرورهم بالشوارع المحيطة بمكتبه.
وبعد سلسلة من هذه الاعتداءات بحجة انه يرفضون وجود مسلحين مدنيين في المنطقة قام انصار السيد الحسني بعدة مظاهرات سلمية مستنكرين الاعمال الاستفزازية التي يقوم بها الامريكان وفي احدى المفاوضات مع احد الجنرالات اعترف بوجود تحريضات من جهات ورموز دينية وسياسية في العراق ضد السيد الحسني ، ويذكر بهذا الصدد أن الشيخ عبد المهدي الكربلائي وكيل السيستاني كان يذهب ليلتقي بالامريكان في احد الفنادق ويحرّضهم ضد السيد الحسني اضافة الى انه برر بأن حمل السلاح لايكون الا بأستحصال اجازات لحمله من الجهات الامنية ولان هدف انصار السيد الحسني هو تحقيق النظام وحفظ الامن في البلاد وافق الوفد المتفاوض مع الامريكان على استحصال اجازات للاسلحة الخفيفة المقررة لحماية مكتب الحسني ، وقد ذهبوا في اليوم التالي للحصول على تلك الاجازات الا انه قوبلوا بأنواع التسويف لاجل عدم اعطائهم اجازات ، حتى يأسوا من الحصول عليها .
وفي ذلك استمرت القوات الامريكية المحتلة في منهجها الاستفزازي ، مما ادى الى ان يأمر الحسني بنزع السلاح من الحرس الموجودين حول مكتبه قائلا ( سوف نثبت للناس انهم لايريدون نزع السلاح وانما يريدون قتلي ) وبالفعل فقد تم اعتقال الحرس الموجودين والذين لم يكن لديهم اي نوع من انواع الاسلحة وبعد تكرار هذا العمل الاستفزازي قرر انصار السيد الحسني لحماية مرجعهم بأنفسهم فقامت مجموعات من انصاره بالتعاقب على حراسته يومياً، ولكن دون سلاح سوى بعض بعض الافراد الذين جهزوا انفسهم ببندقيات من نوع كلاشنكوف والذي لايتجاوز عددهم اصابع اليد الواحده ، فقامت القوات الامريكية بتكثيف دورياتهم في المنطقة وفي الشارع الذي يطل عليه مكتب السيد الحسني مع العلم انه كان من البنود المتفاوض عليها والمتفق عليها سابقاً معهم انه يمنع مرورهم في هذا الشارع وان هذا الشارع سوف يكون تحت حماية انصار الحسني .
هذا بالاضافة الى قيامه بعدة استفزازات بالتعاون مع القوات البولندية التي تضم افراداً لم يتعاملوا مع العراقيين على انهم قوات صديقة جاءت لتحرير العراق بل تعاملوا مع العراقيين تعامل محتلين ومستعبدين للعراقيين شأنهم شأن البعثيين .
ليلة ويوم الجريمة
قبل يومين من حادث اغتيال الحسني من قبل الامريكان والبولنديين جرت مصادمات بين ميليشيات مقتدى الصدر وميليشيات بدر او مايسمى بحماية الصحن الحسيني وكانت القوات الامريكية تساند ميليشيات بدر ضد ميليشيا مقتدى الصدر وفرضت حصاراً على افراد من جماعة مقتدى الصدر الكائن في مسجد المخيم في كربلاء ، وعلى اثر ذلك الحصار قامت القوات المحتلة بتكثيف تواجدها في المنطقة ، وقامت بفرض حظر تجوال ليلا ،وبدأت تكثف من تواجدها في الشارع الذي يقع فيه مكتب السيد الحسني وفي ليلة الحادثة جاءت قوات اسبانية بقرب مكتب الحسني وادعت انها سوف تحل محل القوات الامريكية وانها تتعامل مع انصار السيد الحسني كأصدقاء وانها لن تقوم بأي اعمال استفزازية ، فقط انهم تسائلوا عن سبب وجود مسلحين في المنطقة فقام المسؤولين عن الحرس بابلاغهم ان هذا التسليح ليس الا مجرد عملية وقائية ضد خطرا متوقع ضد مرجعنا ، و انهم سعوا للحصول على اجازات للسلاح وترخيصات قانونية بناء على اتفاق سابق مع القوات الامريكية الا انهم لم يحصلوا عليها بسبب المماطلة والتسويف من الجانب الامريكي، فقال لهم الجنرال الاسباني المفاوض آنذاك انه ابقوا وستزودون بإجازات بحمل السلاح ، وبعد ذلك انسحبت القوات الاسبانية، وجائت دورية امريكية وايضا توقفت مقابل مكتب السيد الحسني وسائلتهم ( هل جاء رجل اسمه محمد المهدي ) يزور السيد الحسني ، قالوا لهم لم نعرف احد بهذا الاسم ، والمتضح من هذا السؤال انها محاولة لاثارة أنصار السيد الحسني واستدراجهم للمصادمة مع قوات الاحتلال اذ انهم يعلمون بعقيدة الشيعة بالامام المهدي وانهم يفتدونه بارواحهم وانهم يتكتمون على امره اذا ما استوجب ذلك وانهم يواجهون أي خطر يتعرض له امامهم اضافه الى ان يتضح من هذا السوال أن القوات الأمريكية قد لُقنت هذا السؤال من قبل جهات دينيه اخرى داخل العراق وهي جهات مغرضه ومعاديه لمرجعية الحسني بسبب اعلأنه اعلميته عليهم وانه دعاهم للمناضرة العلمية لاثبات ذلك ،خصوصاَ وان القوات الأمريكية كانت في تلك الفترة تثق كثيراَ بالذين يزودونها بالمعلومات ، مع العلم أن اكثرهم يعملون لصالح الاطلاعات الايرانية ولصالح اتباعهم من العملاء ، فلذلك كان من مصلحة هؤلاء المخبرين ان يثيروا العداء والصدام بين امريكا والحسني كما قد حصل فعلا.
وعلى اثر ذلك انسحبت القوات الامريكية وعادت مابعد الساعة الواحدة صباحا وكثفت من وجودها بشكل كبير الى درجة انها حاصرت المنطقة بعدة مصفحات وقامت المروحيات الامريكية بالتحليق فوق المنطقة ، اضافة الى انه لوحظ انتشار ميليشيات اخرى ترتدي الزي الشعبي متنكرة بالكوفية الشعبية العراقية وهذه الميليشيات كانت موزعة بالاحياء المجاورة لمكتب الحسني ، بل ان المعلومات التي حصل عليها انصار الحسني انه يوجد قناصين في المنطقة المحيطة من مكتب الحسني موزعين على سطوح الدور والعمارات المجاورة لمكتب الحسني لاجل القيام بعمل ما ، وقد قام انصار الحسني بتفتيش بعضها وتم العثور على احد الافراد ولكنه لم يتم القبض عليه لانه هرب بمجرد احساسه بوجوهم ، وهكذا فأن الحادثة جرت بوجود جهات اخرى هدفها تصعيد الاحداث واثارة المعركة بين الطرفين والذي ساعدهم على هذا الامر هو استمرار تواجد الامريكان في المنطقة ومحاولاتهم لاستفزاز حرس مكتب الحسني وبالفعل فيما بين الساعة الواحدة والساعة الثانية بعد منتصف ليلة الجمعة المصادفة للعشرين من شهر شعبان ، جاءت القوات الامريكية بدباباتها وسياراتهم المصفحة ونزل منها جنرال امريكي ومعه مترجم وشرطة عراقية وبعض الجنود واقتربوا من آمر الحرس وتسائلوا عن سبب وجود المسلحين فقالوا لهم انتم تابعون لقيادة واحدة وقيادتكم لها علم بأسباب وجود المسلحين فنحن نستغرب أنكم كلما تمرون تسألون عن سبب وجودهم ، ولكن مع ذلك سوف نعلمكم فأعلموهم ، وطلب امر الحرس من الجنرال الامريكي ان يأمر قواته لرفع رشاشات الهمرات والمصفحات الامريكية والبولندية لان الجنود الامريكان والبولنديين يقومون من خلالها بعمليات استفزازية قد تستغلها حهة ثالثة وفي هذه اللحظه قال له الجنرال ( ok ) سوف امرهم برفعها ، وما ان رفع يده ليأمرهم برفع فوهات الرشاشات حتى بدأت رشاقات الرصاص وبكثافة نحو حراس المكتب من قبل القوات التي جاءت بأمر الجنرال ، وعلى ضوء ذلك حصلت الكارثة وقتل سته من انصار الحسني ، اضافة لشرطي كان يحاول الانضمام الى جهة انصار الحسني حيث أصيب بأطلاقات الجنود الامريكان ، وعلى اثر ذلك قتل الجنرال المفاوض وامر الحرس واحد الشيوخ من حوزة الحسني ، وبدأت القناصات تقنص من الطرفين مماادى الى انسحاب القوات الامريكية وابقاء المنطقة محاصرة ..... وما ان طلع النهار حتى صدر امر من الحسني الى انصاره بالانسحاب من المنطقة لانهاء التوتر وتهدئة الوضع حفاظا على الارواح وايقاف لنزف الدم ولاجل تهدئة الامر خرج الحسني من مكتبه ،وبعد بضع ساعات من خروجه بدأت القوات الامريكية بأقتحام المكتب والدار وقامت بالاعتقالات العشوائية على كل من يتواجد في ذلك المكان ، وبعد ذلك خرج انصار الحسني بعدة مظاهرات استنكارية بهذا العمل الذي يعتبرونه انتهاكا كبيرا لحرمة مرجعهم .