المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفرق بين نصرالله واولمرت .. بقلم : يوئيل ماركوس



فاطمي
09-29-2006, 08:15 AM
بقلم : يوئيل ماركوس - محلل سياسي اسرائيلي
هآرتس

الخميس 28/09/2006
ليس مهما اذا كان حسن نصر الله قد تلقى ضربة عسكرية، فهو يخرج في نظر أتباعه وأبناء شعبه منتصرا من هذه المواجهة. وليس مهما اذا كانت اسرائيل قد افترست أوراق حزب الله وخرجت بانجاز سياسي متجسد بالقوة الدولية في جنوب لبنان، فالمعركة ترسخت في عقولنا كفشل ايهود اولمرت.
الفرق بين الاثنين هو أن نصر الله يمثل نصف الشعب اللبناني والشيعة كلهم، ويعتبر حليفا متقدما لايران، وبامكانه اعتبار المعركة انتصارا إلهيا. ثلثا لبنان قد دمر، ومعه اغلبية البنى التحتية والقواعد والقيادات والمخازن والبنوك والشركات المالية.

جزء ملموس من قيادات حزب الله قد دمر ومليون شخص قد نزحوا من بيوتهم وربع مليون هربوا الى الخارج. في ظل هذه المعطيات هناك حاجة لدرجة كبيرة من الغطرسة من قبل نصر الله حتى يظهر في تظاهرة حاشدة تضم مئات الآلاف كبطل ومخلص، وهو يواصل التهديد ويقول ان لديه عشرين ألف صاروخ وأنه لا توجد قوة في العالم قادرة على نزع سلاحه.

اولمرت لا يستمد قوته من الله وانما من مينا تسيمح، ومعطياتها الأخيرة تشير الى أنه صاحب أقل شعبية من بين رؤساء وزراء اسرائيل عبر كل الأزمنة (7 في المائة). ليس صدفة أن اولمرت مثل نصر الله، الذي اضطر للتوضيح لأبناء شعبه وتبرير تسببه بالكارثة لهم، استغل رأس السنة العبرية حتى يصد هجمات منتقديه من خلال سبع مقابلات صحفية.

الصحفيون في بلادنا ليسوا عبدة أوثان، وقد طرحوا اسئلة صعبة ليس فقط حول الحرب والقتلى الذين لا داعي لهم والاحتياط الذين يشعرون بالمرارة.
هم سألوا كيف لم نعرف أن حزب الله قادر على اطلاق 200 صاروخ يوميا على التجمعات السكانية الداخلية. كما سئل اولمرت حول عقاراته وشققه وتعييناته السياسية وغيرها من القضايا التي تنبعث منها رائحة الفساد.

اولمرت الذي يجيد الكلام تذمر واشتكى من الصحفيين الأشرار، وأكثر ما أغاظه كان سؤال حاييم يافين المباشر: سيدي رئيس الوزراء، هل أنت فاسد؟.
ناحوم برنياع، أحد الصحفيين الذين أجروا مقابلات مع اولمرت، وصفه بأنه فصيح بدرجة مدهشة جدا.

كلما ازدادت فصاحته أصبح أقل فاعلية. وبالفعل كان من الصعب عليه ابتلاع غضب الجمهور والانتقادات الموجهة اليه والفوضى التي دبت في الجيش، تلك الانتقادات التي اضطرته الى تشكيل لجنة تحقيق رسمية قد تحدد مصيره فيما بعد. هو قد شرع باعداد الملفات والأشرطة ويوجه الاتهامات لموفاز وموشيه يعلون الذي وصف الحرب على انها صرعة اعلامية. باختصار، أمامنا كل المؤشرات التي تدل على شخص قد تضررت مسيرته السياسية بصورة صعبة جدا.

اولمرت يقول لمن أجروا المقابلات معه انه ليس من وظيفته أن يكون حاضنة للجيش. هذه مقولة مثيرة للاستغراب في ظل حقيقة أنه هو صاحب القرار في الخروج الى الحرب. فإما أن لا يكون قد سأل الاسئلة الصحيحة أو أن يكون قد سألها إلا أنه تعرض للتضليل. في كل الاحوال لو كان على قناعة بأن الجيش قد فشل، لكان عليه أن يقيل دان حلوتس الذي قاد الجيش وابتدع الاستراتيجية.
اولمرت وعد في أحد خطاباته السياسية بشرق اوسط مختلف وقصد بذلك الى تصميم حدود جديدة في خطة الانطواء. إلا أن تفويت الحسم العسكري قد يؤدي الى شرق اوسط جديد لم يقصده: خطر سيطرة الشيعة على الحكم في لبنان، فتصبح ايران على حدودنا تماما.

مع مثل هذه المخاطر في الأجواء كان رده غريبا على السؤال: أما زلت تعتقد أننا سنكون بعد اربع سنوات دولة يطيب العيش فيها؟ نحن من الآن دولة يطيب العيش فيها. إلا أن جوابه الغريب جاء على سؤال هآرتس عن أجندته؟ ليس من الواجب أن يكون لرئيس الوزراء أجندة، ومهمته هي ادارة الدولة. ليست هناك حاجة الى أجندة؟ وماذا حدث مع أجندة الانطواء التي فاز في الانتخابات على أساسها؟ أي حق في البقاء يبقى لكديما من دون مواصلة طريق اريئيل شارون، ومن دون مواصلة نهج اريئيل شارون؟ في هذا السباق من المقابلات والخطابات يبرز نصر الله كقائد وحيد مع أجندة في حارتنا. هذه ليست بشارة جيدة للسنة القادمة.