سلسبيل
09-28-2006, 08:41 AM
اعتبرن هذه الخطوة بداية الانحراف
الرياض: هدى الصالح
شهدت احدى القرى التابعة لمنطقة الرياض، مشادة كلامية بين مجموعة من طالبات احدى مدارس المرحلة المتوسطة، لتتجاوز ذلك وتتحول إلى اشتباك بالأيادي بين ثلاث طالبات ضد واحدة، حيث أبرحنها ضربا حتى أغشي عليها.
وعقب سيطرة الهيئة الإدارية على الموقف، بررت الطالبات تعديهن بالضرب على الطالبة لتجرئها على تناول مشروب «الطاقة»، الذي ليس سوى بداية الانحراف، كما ذكرن «لشرب الخمر» بعد ذلك.
إلى ذلك عزا تربويون واجتماعيون شيوع ممارسات شاذة وتفشي الفكر المتشدد في المدارس القروية، إلى تنامي عدد القرى والهجر يوما بعد آخر، في الوقت الذي تعاني منه المدارس القروية من تهميش، جراء مركزية التعليم في المدن الرئيسية.
وحول ذلك، أكدت اعتماد شعيب، مساعدة مديرة الاشراف التربوي بجدة، ان هناك اهمالا من ادارات التعليم والاشراف التربوي لمدارس القرى، وعدم اخضاعها لدورات، الى جانب القيام بزيارات ميدانية لتبادل الخبرات، مشددة على ضرورة أن تأخذ حقها من قبل المسؤولين.
وقالت شعيب: ان العبء الأكبر لربط طلاب وطالبات المدارس القروية، بالمستجدات الحديثة ومنع تفشي الفكر المتشدد يقع على ادارات التعليم والاشراف التربوي بالمدن القريبة من القرى، وذلك ببذل الجهد لعدم ابقاء المدارس القروية في عزلة.
وطالبت بضرورة انشاء مجالس حوار للطلاب والطالبات، اسوة بمجالس حوار الهيئة التعليمية، على ان يكون الاعضاء منتخبين من كل مرحلة وفصل دراسي، لنشر ثقافة الحوار والاختلاف فيما بينهم، ويتم من خلاله بث ثقافة جديدة بين منسوبي المدرسة بصورة عملية، مع ضرورة تأهيل الكادر التعليمي والاداري في المدارس لخلق القدوة المثالية للطلاب والطالبات.
وذكرت شعيب، ان التطرف عائد الى تشدد الأسر والمدرسة والادارة التعليمية في بعض الاوقات دون مراعاة للجوانب النفسية للطلاب والطالبات، التي ادت في نهاية المطاف الى معاناتهم من الاكتئاب والامراض النفسية.
ونادت بضرورة تشجيع المجتمع المدني القروي، من خلال تنشيط الاعمال التطوعية واشغال الاسر القروية والاهالي بها، وفتح مراكز للاعمال الحرفية الخاصة بالنساء والرجال، كتقديم دورات للتجميل والاشغال اليدوية واخرى مختلفة ستساعد كما ذكرت في النهاية على تصحيح المفاهيم بصورة محببة.
ورغم ما تميزت به الحياة الاجتماعية في المجتمعات القروية بكونها الاكثر انفتاحا من الحواضر، وهو ما يلمس بوضوح في تراثهم الثقافي والفني، حيث عرفت في مجتمعاتهم رقصات مختلفة «كالدحة والدبكة» في شمال الجزيرة، و«العرضة» لأهل نجد، و«الخطوة» في منطقة عسير، التي اشترك في ادائها النساء والرجال معا، الى جانب اهتمامهم بالأدب والشعر والعزف على بعض الآلات الموسيقية «كالربابة»، الا انه سرعان ما انعكس الوضع وشاع الانغلاق وطمست مبادئ اهل البادية، كما في المدن منذ الستينات واشتداد الامر في السبعينات والثمانينات.
من جهته انتقد الدكتور عبد العزيز الغريب، استاذ علم الاجتماع بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية، اسلوب الادارات التعليمية المركزي وقلة المتابعة، الى جانب الافتقار الى ادارات فرعية، متسببا ذلك في استقلالية المدارس القروية واتخاذها قرارات فردية.
وافاد الغريب، أن دراسات سعودية بينت وجود تغيرا في التركيبة البنيوية للاسر القروية من حيث استخدام التقنية والتعليم، مطالبا بايجاد نقدا داخليا لبعض العادات لديهم والاستعانة بالوسائل الحديثة لأداء واجباتهم اليومية الى جانب تغير في حجم الأسر.
واستدرك حديثه بعدم تواؤم التغير الخارجي بالتغير الداخلي الفكري، وذلك ببقاء الفكر القروي على ذات النمط، دون ان يتغير، مضيفا أن فرض القيم على المجتمعات القروية بحاجة الى وقت وصبر.
وطالب الغريب بضرورة استغلال المناهج التعليمية ومراعاة «خصوصية المناهج» بألا تتطابق وتتوحد مناهج المدارس القروية مع مدارس الحاضرة، داعيا الى ضرورة تطوير المناهج القروية وتعديل القيم المطروحة لتسهيل ادماجهم بالمناطق الحضرية مستقبلا، الى جانب انشاء مدارس نموذجية.
واستنكر استاذ علم الاجتماع، عدم الاستقرار في التعليم القروي، حيث يرفض المعلمون الاقامة والاستمرار في المدارس القروية، الى جانب افتقار المدارس في القرى للكثير من الخدمات والتي تكون بمثابة طرد حتى من ابنائها، مؤكدا ان الفصل ما بين النهضة التعليمية والاجتماعية والاقتصادية في القرى، يؤدي الى صعوبة تغيير المجتمع القروي في الوقت الحالي كما ذكر، فالتغيير بحاجة الى رؤية منهجية متكاملة وشاملة.
الرياض: هدى الصالح
شهدت احدى القرى التابعة لمنطقة الرياض، مشادة كلامية بين مجموعة من طالبات احدى مدارس المرحلة المتوسطة، لتتجاوز ذلك وتتحول إلى اشتباك بالأيادي بين ثلاث طالبات ضد واحدة، حيث أبرحنها ضربا حتى أغشي عليها.
وعقب سيطرة الهيئة الإدارية على الموقف، بررت الطالبات تعديهن بالضرب على الطالبة لتجرئها على تناول مشروب «الطاقة»، الذي ليس سوى بداية الانحراف، كما ذكرن «لشرب الخمر» بعد ذلك.
إلى ذلك عزا تربويون واجتماعيون شيوع ممارسات شاذة وتفشي الفكر المتشدد في المدارس القروية، إلى تنامي عدد القرى والهجر يوما بعد آخر، في الوقت الذي تعاني منه المدارس القروية من تهميش، جراء مركزية التعليم في المدن الرئيسية.
وحول ذلك، أكدت اعتماد شعيب، مساعدة مديرة الاشراف التربوي بجدة، ان هناك اهمالا من ادارات التعليم والاشراف التربوي لمدارس القرى، وعدم اخضاعها لدورات، الى جانب القيام بزيارات ميدانية لتبادل الخبرات، مشددة على ضرورة أن تأخذ حقها من قبل المسؤولين.
وقالت شعيب: ان العبء الأكبر لربط طلاب وطالبات المدارس القروية، بالمستجدات الحديثة ومنع تفشي الفكر المتشدد يقع على ادارات التعليم والاشراف التربوي بالمدن القريبة من القرى، وذلك ببذل الجهد لعدم ابقاء المدارس القروية في عزلة.
وطالبت بضرورة انشاء مجالس حوار للطلاب والطالبات، اسوة بمجالس حوار الهيئة التعليمية، على ان يكون الاعضاء منتخبين من كل مرحلة وفصل دراسي، لنشر ثقافة الحوار والاختلاف فيما بينهم، ويتم من خلاله بث ثقافة جديدة بين منسوبي المدرسة بصورة عملية، مع ضرورة تأهيل الكادر التعليمي والاداري في المدارس لخلق القدوة المثالية للطلاب والطالبات.
وذكرت شعيب، ان التطرف عائد الى تشدد الأسر والمدرسة والادارة التعليمية في بعض الاوقات دون مراعاة للجوانب النفسية للطلاب والطالبات، التي ادت في نهاية المطاف الى معاناتهم من الاكتئاب والامراض النفسية.
ونادت بضرورة تشجيع المجتمع المدني القروي، من خلال تنشيط الاعمال التطوعية واشغال الاسر القروية والاهالي بها، وفتح مراكز للاعمال الحرفية الخاصة بالنساء والرجال، كتقديم دورات للتجميل والاشغال اليدوية واخرى مختلفة ستساعد كما ذكرت في النهاية على تصحيح المفاهيم بصورة محببة.
ورغم ما تميزت به الحياة الاجتماعية في المجتمعات القروية بكونها الاكثر انفتاحا من الحواضر، وهو ما يلمس بوضوح في تراثهم الثقافي والفني، حيث عرفت في مجتمعاتهم رقصات مختلفة «كالدحة والدبكة» في شمال الجزيرة، و«العرضة» لأهل نجد، و«الخطوة» في منطقة عسير، التي اشترك في ادائها النساء والرجال معا، الى جانب اهتمامهم بالأدب والشعر والعزف على بعض الآلات الموسيقية «كالربابة»، الا انه سرعان ما انعكس الوضع وشاع الانغلاق وطمست مبادئ اهل البادية، كما في المدن منذ الستينات واشتداد الامر في السبعينات والثمانينات.
من جهته انتقد الدكتور عبد العزيز الغريب، استاذ علم الاجتماع بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية، اسلوب الادارات التعليمية المركزي وقلة المتابعة، الى جانب الافتقار الى ادارات فرعية، متسببا ذلك في استقلالية المدارس القروية واتخاذها قرارات فردية.
وافاد الغريب، أن دراسات سعودية بينت وجود تغيرا في التركيبة البنيوية للاسر القروية من حيث استخدام التقنية والتعليم، مطالبا بايجاد نقدا داخليا لبعض العادات لديهم والاستعانة بالوسائل الحديثة لأداء واجباتهم اليومية الى جانب تغير في حجم الأسر.
واستدرك حديثه بعدم تواؤم التغير الخارجي بالتغير الداخلي الفكري، وذلك ببقاء الفكر القروي على ذات النمط، دون ان يتغير، مضيفا أن فرض القيم على المجتمعات القروية بحاجة الى وقت وصبر.
وطالب الغريب بضرورة استغلال المناهج التعليمية ومراعاة «خصوصية المناهج» بألا تتطابق وتتوحد مناهج المدارس القروية مع مدارس الحاضرة، داعيا الى ضرورة تطوير المناهج القروية وتعديل القيم المطروحة لتسهيل ادماجهم بالمناطق الحضرية مستقبلا، الى جانب انشاء مدارس نموذجية.
واستنكر استاذ علم الاجتماع، عدم الاستقرار في التعليم القروي، حيث يرفض المعلمون الاقامة والاستمرار في المدارس القروية، الى جانب افتقار المدارس في القرى للكثير من الخدمات والتي تكون بمثابة طرد حتى من ابنائها، مؤكدا ان الفصل ما بين النهضة التعليمية والاجتماعية والاقتصادية في القرى، يؤدي الى صعوبة تغيير المجتمع القروي في الوقت الحالي كما ذكر، فالتغيير بحاجة الى رؤية منهجية متكاملة وشاملة.