سمير
09-28-2006, 01:38 AM
بوتفليقة يعترف بفشله في محاربة الظاهرة
الجزائر - رمضان بلعمري
أخذت ظاهرة اللصوصية أبعادا خطيرة في الجزائر خصوصا في شهر رمضان الكريم، ولم يكد المواطن الجزائري يفيق من "صدمة" غلاء أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية كالحليب و الخبز بالإضافة إلى الارتفاع الكبير في أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء سواء أكانت طازجة أو مجمدة، إلا و هو يجد نفسه أمام " جيوش" من اللصوص و النشالين الذين آلوا على أنفسهم تحقيق ثروة في شهر "البركة" وفق منطقهم طبعا.
ورغم أن مديرية الأمن الوطني رفعت من درجة التأهب في كل بلديات وولايات الوطن، خصوصا في عاصمة البلاد حيث تم تخصيص 8000 شرطي لضمان أمن العاصميين، إلا أن نشاط اللصوص خلال الأيام الأولى من رمضان الكريم بالجزائر قد فاق كل التوقعات لدرجة أنهم فرضوا ما يشبه بــ "حظر للتجول "، وبعدما كانت السرقة تتم في الأزقة الضيقة و الأماكن الخالية من المارة، أصبح السارق أو النشال يقوم بفعلته في نهار رمضان وكيفما اتفق له، و ليس هناك فرق بين الطريق العام أو السوق أو حافلات النقل أو تحت الجسور أو الأنفاق.
وأصبح في هذا السياق، من الصعب أن يرد شخص ما على مكالمة هاتفية عبر الجوال في شوارع العاصمة الجزائرية لأن النتيجة ستكون بأنه يبدأ المكالمة وتترك مهمة مواصلتها لمن يسرق الموبايل، وقد حدثت مواقف تبدو طريفة وحزينة في الوقت نفسه لمواطنين كانوا ضحية لصوص محترفين، حيث غافل أحد هؤلاء المحترفين مواطنا بسوق من الأسواق الشعبية كان بصدد دفع ثمن القفة (سلة يضع فيها مشترياته)، في الوقت الذي تكفل اللص بأخذها .
وإذا كانت ظاهرة اللصوصية موجودة في كل المجتمعات بدون استثناء و ليست مقتصرة على المجتمع الجزائري، فإن الميزة التي تتميز بها في الجزائر تتمثل في كونها امتدادا لظاهرة الإرهاب الذي تراجعت حدته، فقد أصبح مألوفا مشاهد تعرض فتيات للجرح بشفرة حلاقة أو نزيف دم من أذنيها جراء سرقة الذهب الذي كانت تضعه، أو حتى مشهد شيخ ساقط على الأرض بعد تعرضه لاعتداء عنيف من مراهق في سوق كسوق بومعطي بالحراش، حيث تكثر الأحياء المحرومة.
و من المفارقات كذلك تحول رجال شرطة إلى لصوص، حيث أقدمت المديرية العامة للأمن الوطني على توقيف عدد منهم (بعضهم برتبة ضباط) بتهم مختلفة منها السطو والاعتداء و إقامة حواجز مزيفة كتلك التي كانت الجماعات الإرهابية تنصبها لابتزاز المواطنين، ففي عز الصيف الماضي مثلا قام شرطيان بنصب حاجز مزيف لشاحنة نقل أموال، تبين في ما بعد أنها تحمل فقط بطاقات تعبئة تابعة لشركة اتصالات في الهاتف النقال.
بوتفليقة يعترف بالفشل
من جانب آخر جدد الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة اليوم الأربعاء 27-09-2006 استياءه من استمرار عجز السلطات عن مكافحة ظاهرة اللصوصية، بل تجاوزه إلى التساؤل بمرارة عن هذا الوضع بالقول: " ما زلت أتساءل: لماذا يستمر قطاع العدالة على ما هو عليه من مظاهر العجز عن الوفاء التام بما ينتظر منه المجتمع من فعالية ومصداقية وأثر إيجابي رغم الإمكانيات الضخمة التي ترصدها له الدولة.
وتابع الرئيس الجزائري تساؤلاته: "لماذا لا يظهر لعمل العدالة أثر في الحد من تفاقم الإجرام واستفحاله في بلادنا..لماذا نراه يبلغ نسبا تبعث على التشاؤم والتوجس. لماذا لاتزال صورة العدالة مهزوزة في أعين غالبية المواطنين".
الجزائر - رمضان بلعمري
أخذت ظاهرة اللصوصية أبعادا خطيرة في الجزائر خصوصا في شهر رمضان الكريم، ولم يكد المواطن الجزائري يفيق من "صدمة" غلاء أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية كالحليب و الخبز بالإضافة إلى الارتفاع الكبير في أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء سواء أكانت طازجة أو مجمدة، إلا و هو يجد نفسه أمام " جيوش" من اللصوص و النشالين الذين آلوا على أنفسهم تحقيق ثروة في شهر "البركة" وفق منطقهم طبعا.
ورغم أن مديرية الأمن الوطني رفعت من درجة التأهب في كل بلديات وولايات الوطن، خصوصا في عاصمة البلاد حيث تم تخصيص 8000 شرطي لضمان أمن العاصميين، إلا أن نشاط اللصوص خلال الأيام الأولى من رمضان الكريم بالجزائر قد فاق كل التوقعات لدرجة أنهم فرضوا ما يشبه بــ "حظر للتجول "، وبعدما كانت السرقة تتم في الأزقة الضيقة و الأماكن الخالية من المارة، أصبح السارق أو النشال يقوم بفعلته في نهار رمضان وكيفما اتفق له، و ليس هناك فرق بين الطريق العام أو السوق أو حافلات النقل أو تحت الجسور أو الأنفاق.
وأصبح في هذا السياق، من الصعب أن يرد شخص ما على مكالمة هاتفية عبر الجوال في شوارع العاصمة الجزائرية لأن النتيجة ستكون بأنه يبدأ المكالمة وتترك مهمة مواصلتها لمن يسرق الموبايل، وقد حدثت مواقف تبدو طريفة وحزينة في الوقت نفسه لمواطنين كانوا ضحية لصوص محترفين، حيث غافل أحد هؤلاء المحترفين مواطنا بسوق من الأسواق الشعبية كان بصدد دفع ثمن القفة (سلة يضع فيها مشترياته)، في الوقت الذي تكفل اللص بأخذها .
وإذا كانت ظاهرة اللصوصية موجودة في كل المجتمعات بدون استثناء و ليست مقتصرة على المجتمع الجزائري، فإن الميزة التي تتميز بها في الجزائر تتمثل في كونها امتدادا لظاهرة الإرهاب الذي تراجعت حدته، فقد أصبح مألوفا مشاهد تعرض فتيات للجرح بشفرة حلاقة أو نزيف دم من أذنيها جراء سرقة الذهب الذي كانت تضعه، أو حتى مشهد شيخ ساقط على الأرض بعد تعرضه لاعتداء عنيف من مراهق في سوق كسوق بومعطي بالحراش، حيث تكثر الأحياء المحرومة.
و من المفارقات كذلك تحول رجال شرطة إلى لصوص، حيث أقدمت المديرية العامة للأمن الوطني على توقيف عدد منهم (بعضهم برتبة ضباط) بتهم مختلفة منها السطو والاعتداء و إقامة حواجز مزيفة كتلك التي كانت الجماعات الإرهابية تنصبها لابتزاز المواطنين، ففي عز الصيف الماضي مثلا قام شرطيان بنصب حاجز مزيف لشاحنة نقل أموال، تبين في ما بعد أنها تحمل فقط بطاقات تعبئة تابعة لشركة اتصالات في الهاتف النقال.
بوتفليقة يعترف بالفشل
من جانب آخر جدد الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة اليوم الأربعاء 27-09-2006 استياءه من استمرار عجز السلطات عن مكافحة ظاهرة اللصوصية، بل تجاوزه إلى التساؤل بمرارة عن هذا الوضع بالقول: " ما زلت أتساءل: لماذا يستمر قطاع العدالة على ما هو عليه من مظاهر العجز عن الوفاء التام بما ينتظر منه المجتمع من فعالية ومصداقية وأثر إيجابي رغم الإمكانيات الضخمة التي ترصدها له الدولة.
وتابع الرئيس الجزائري تساؤلاته: "لماذا لا يظهر لعمل العدالة أثر في الحد من تفاقم الإجرام واستفحاله في بلادنا..لماذا نراه يبلغ نسبا تبعث على التشاؤم والتوجس. لماذا لاتزال صورة العدالة مهزوزة في أعين غالبية المواطنين".