سمير
09-25-2006, 03:54 PM
أ.د. عبدالكريم محمد الأسعد
اعتاد القادة »المناضلون« في العالم العربي طوال عقود المد الثوري في النصف الثاني من القرن الماضي على التحلي بألقاب جوفاء تافهة لم تألف سماعها من قبل آذاننا »الرجعية« وعلى الترويج لهذه الالقاب الممجوجة الزائفة التي صدقها الناس مدة طويلة, وهي ألقاب صدعوا بها رؤوس رعاياهم المساكين الذين اكتشفوا اخيراً وبعد فوات الاوان انها لا تسمن ولا تغني من جوع, وايقنوا- وان كان بعد خراب مالطة- بخوائها وضآلتها وبأنها لا تعني شيئاً ولا تحرر ارضاً ولا تصون استقلالاً ولا تقيم عدلاً ولا تنشر اصلاحاً ولا تأتي بحرية, كما ايقنوا بتفاهة مخترعيها وضعف عقول مردديها وقلة فهمهم, وقليل الفهم- كما يقال- يخدعه الكلام,
ومن هذه الالقاب التي تجلب الهم والغم »الزعيم الرمز« و»الرئيس الضرورة« و»شعب الجبارين« وهي القاب اطلق اثنان منها على كل القادة العرب »التقدميين« ابتداء من عبدالناصر وانتهاء بعرفات, لكن عرفات كان اكثرهم استعمالاً لها, وكان مريدوه ابرع في ترديدها, واعلى صوتاً عند الصياح بها صباح مساء وبشكل كثيف لافت, واذا كان بعض المصريين يعدون عبدالناصر رمزاً محلياً لسبب يعرفونه ولانعرفه نحن فهذا شأنهم, اما الفلسطينيون فمن اغرب الغرائب واعجب العجائب ان يعد عرفات رمزاً لهم, هم شعب مجاهد وهو قائد انهزامي, وهم شعب شجاع يعمل في النور وهو متزعم ظلامي يعمل في الليل الدامس, وهم يتحدثون من فوق »الطاولة« وهو يتحدث من تحتها, وهم صريحون جادون وهو مراوغ دجال مستعد لبيع الوطن كله ولرهن شعبه مقابل سجادة حمراء يستعرض عليها »حرس شرفه« ومقابل سائر مستلزمات هذه السجادة البائسة,
هذا بالاضافة الى ان »العرفاتيين« لم يحققوا نصراً واحداً تحت قيادة »عرفاتهم« الفاشلة الطويلة, بل لم يحافظوا على ما كان بين أيديهم, فلا القدس بقيت, ولا اللاجئون عادوا, ولا الدولة قامت, فأي رمز هو اذن?! ولأي شيء يرمز هذا الذي يحمل كل هذه المخازي والاوزار فضلاً عن العيوب »والبلاوي« الاثقل من الجبال?!
نحن نفهم ان من ضرورات حياة كل شعب ومن دواعي انتظام شؤونه والحفاظ على مصالحه ان يكون له رئيس صالح وقادر ومنتخب من الشعب, ويجب ان يكون هذا الرئيس عادلاً اميناً نزيهاً متصفاً بالفضائل ومتحلياً بالمثل, هذه قاعدة عامة بدهية ولكن ان تقفز نكرة كعرفات وفي معيتها مجموعة من النكرات الى سدة السلطة ولا يعرف احد »قرعة« اباء بعضهم ثم يعد قائدهم نفسه رئيساً »ضرورياً« لا مناص من ترئيسه وحده ولا مفر من قيادته منفرداً ولا رئيس فوقه فهذا هو الذي لا يصدق ابداً, وهو يدل على افلاس الشعب الذي لا يوجد بين ابنائه من يصلح لقيادته ورئاسته سوى فرد واحد جمع كل المواهب والمزايا التي لم يتح جمعها لغيره من الزعماء عبر التاريخ الطويل لكل الشعوب وليس لشعبه وحده, ومن يجمع هذه الحيثيات يستحق ان يسمى »الرئيس الضرورة« وان يتولى الحكم من دون شريك والا مات الشعب من دونه او تحت رئاسة غيره وهلك الناس وانهار الاقتصاد وانعدمت سبل العيش الكريم وانسدت امام المواطنين مسالك التطور والتقدم.
اما شعب الجبارين فقد اخترع هذا اللقب الرئيس القائد الرمز المدعو »أبو عمار« وهو لقب لم استطع فهمه حتى الان مع انني أمعنت النظر فيه طويلاً, فهل هناك في الدنيا شعب كل افراده جبارون, وشعب آخر افراده كلهم خوارون? أنا اعرف ان هناك قضايا بعضها صادق يؤمن به الناس ويخلصون له ويدافعون عنه بأرواحهم واموالهم بجبروت يستحقون معه لقب »شعب الجبارين«, وبعضها كاذب لا يتحمس له الناس ولا ينهضون لمدافعة خصومه مما يعني انهم حسب مقياس الفيلسوف عرفات ليسوا شعباً من الجبارين, ومن الواضح ان عرفات قصد بهذا المصطلح مدح نفسه بطريق غير مباشر على اعتبار انه زعيم شعب الجبارين الاوحد, مما يعني ان اكثر من جبار قهار مقدام شجاع مقاتل الى اخر هذه الترهات.
* استاذ سابق في الجامعة
اعتاد القادة »المناضلون« في العالم العربي طوال عقود المد الثوري في النصف الثاني من القرن الماضي على التحلي بألقاب جوفاء تافهة لم تألف سماعها من قبل آذاننا »الرجعية« وعلى الترويج لهذه الالقاب الممجوجة الزائفة التي صدقها الناس مدة طويلة, وهي ألقاب صدعوا بها رؤوس رعاياهم المساكين الذين اكتشفوا اخيراً وبعد فوات الاوان انها لا تسمن ولا تغني من جوع, وايقنوا- وان كان بعد خراب مالطة- بخوائها وضآلتها وبأنها لا تعني شيئاً ولا تحرر ارضاً ولا تصون استقلالاً ولا تقيم عدلاً ولا تنشر اصلاحاً ولا تأتي بحرية, كما ايقنوا بتفاهة مخترعيها وضعف عقول مردديها وقلة فهمهم, وقليل الفهم- كما يقال- يخدعه الكلام,
ومن هذه الالقاب التي تجلب الهم والغم »الزعيم الرمز« و»الرئيس الضرورة« و»شعب الجبارين« وهي القاب اطلق اثنان منها على كل القادة العرب »التقدميين« ابتداء من عبدالناصر وانتهاء بعرفات, لكن عرفات كان اكثرهم استعمالاً لها, وكان مريدوه ابرع في ترديدها, واعلى صوتاً عند الصياح بها صباح مساء وبشكل كثيف لافت, واذا كان بعض المصريين يعدون عبدالناصر رمزاً محلياً لسبب يعرفونه ولانعرفه نحن فهذا شأنهم, اما الفلسطينيون فمن اغرب الغرائب واعجب العجائب ان يعد عرفات رمزاً لهم, هم شعب مجاهد وهو قائد انهزامي, وهم شعب شجاع يعمل في النور وهو متزعم ظلامي يعمل في الليل الدامس, وهم يتحدثون من فوق »الطاولة« وهو يتحدث من تحتها, وهم صريحون جادون وهو مراوغ دجال مستعد لبيع الوطن كله ولرهن شعبه مقابل سجادة حمراء يستعرض عليها »حرس شرفه« ومقابل سائر مستلزمات هذه السجادة البائسة,
هذا بالاضافة الى ان »العرفاتيين« لم يحققوا نصراً واحداً تحت قيادة »عرفاتهم« الفاشلة الطويلة, بل لم يحافظوا على ما كان بين أيديهم, فلا القدس بقيت, ولا اللاجئون عادوا, ولا الدولة قامت, فأي رمز هو اذن?! ولأي شيء يرمز هذا الذي يحمل كل هذه المخازي والاوزار فضلاً عن العيوب »والبلاوي« الاثقل من الجبال?!
نحن نفهم ان من ضرورات حياة كل شعب ومن دواعي انتظام شؤونه والحفاظ على مصالحه ان يكون له رئيس صالح وقادر ومنتخب من الشعب, ويجب ان يكون هذا الرئيس عادلاً اميناً نزيهاً متصفاً بالفضائل ومتحلياً بالمثل, هذه قاعدة عامة بدهية ولكن ان تقفز نكرة كعرفات وفي معيتها مجموعة من النكرات الى سدة السلطة ولا يعرف احد »قرعة« اباء بعضهم ثم يعد قائدهم نفسه رئيساً »ضرورياً« لا مناص من ترئيسه وحده ولا مفر من قيادته منفرداً ولا رئيس فوقه فهذا هو الذي لا يصدق ابداً, وهو يدل على افلاس الشعب الذي لا يوجد بين ابنائه من يصلح لقيادته ورئاسته سوى فرد واحد جمع كل المواهب والمزايا التي لم يتح جمعها لغيره من الزعماء عبر التاريخ الطويل لكل الشعوب وليس لشعبه وحده, ومن يجمع هذه الحيثيات يستحق ان يسمى »الرئيس الضرورة« وان يتولى الحكم من دون شريك والا مات الشعب من دونه او تحت رئاسة غيره وهلك الناس وانهار الاقتصاد وانعدمت سبل العيش الكريم وانسدت امام المواطنين مسالك التطور والتقدم.
اما شعب الجبارين فقد اخترع هذا اللقب الرئيس القائد الرمز المدعو »أبو عمار« وهو لقب لم استطع فهمه حتى الان مع انني أمعنت النظر فيه طويلاً, فهل هناك في الدنيا شعب كل افراده جبارون, وشعب آخر افراده كلهم خوارون? أنا اعرف ان هناك قضايا بعضها صادق يؤمن به الناس ويخلصون له ويدافعون عنه بأرواحهم واموالهم بجبروت يستحقون معه لقب »شعب الجبارين«, وبعضها كاذب لا يتحمس له الناس ولا ينهضون لمدافعة خصومه مما يعني انهم حسب مقياس الفيلسوف عرفات ليسوا شعباً من الجبارين, ومن الواضح ان عرفات قصد بهذا المصطلح مدح نفسه بطريق غير مباشر على اعتبار انه زعيم شعب الجبارين الاوحد, مما يعني ان اكثر من جبار قهار مقدام شجاع مقاتل الى اخر هذه الترهات.
* استاذ سابق في الجامعة