المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضل الله : لبنان سيبقى «ساحة» ولن يكون «دولة» والطائفة الشيعية قوية



زوربا
09-25-2006, 12:13 PM
ولا أرضية لفتنة سنية ـ شيعية

قال لـ«الشرق الأوسط» إن لا دور سياسيا فاعلا لإيران وسورية بين الشيعة

بيروت: ثائر عباس

اكد المرجع الشيعي اللبناني السيد محمد حسين فضل الله انه لا يتخوف من فتنة سنية ـ شيعية في لبنان «لأنه لا ارضية لها»، معتبرا ان «العلاقات السياسية والدينية بين الطائفتين الاسلاميتين لا تسمح بذلك». وابدى في حديث الى «الشرق الأوسط» اعتقاده ان لبنان سيبقى «ساحة» للصراعات الخارجية «لأنه انشئ ليكون ساحة». وقال فضل الله ان الطائفة الشيعية اليوم قوية وموحدة «اكثر من اي وقت مضى»، ولكن هذا لا يعني ان كل الشيعة يتفقون مع المقاومة. وأخذ على الحكومة اللبنانية « وقوفها على الحياد في الصراع بين المقاومة واسرائيل»

. وفي ما يأتي نص الحوار:


> ماذا بعد الحرب الاسرائيلية، هل ما حدث نصر ؟

ـ إني اعتقد ان هذا الانتصار الذي قد لا يوافق البعض على استعماله كمصطلح، كان صمودا قويا استطاعت المقاومة ان تحرزه في ساحة الحرب مع اسرائيل... اننا نعتقد ان لبنان استطاع ان ينتصر في هذه الحرب، سواء كان ذلك في ساحة المعركة او في ساحة الشعب اللبناني الذي صمد ووقف متمردا على كل خطط السقوط الذي اريد ان يقع فيه.

> هل تغير دور لبنان بعد هذه الحرب؟

ـ انني اتصور ان هذه المعركة استطاعت ان تحقق على المستوى السياسي نقلة نوعية باسقاط السياسة الاميركية في لبنان، لأن اميركا بوش ارادت ان يتحول لبنان الى قاعدة للنفوذ الاميركي.

> خلال الحرب تعالت اصوات لبنانية تنتقد تفرد فئة واحدة بقرار الحرب والسلم؟

ـ اننا عندما ندرس المسألة دراسة موضوعية بعقل بارد، فاننا لا نجد ان المقاومة الاسلامية تفردت بقرار الحرب. لاننا عندما ندرس الحدث، وهو اسر الجنديين، من خلال ما احاط به من مواجهة يتبين ان المقاومة لم تكن تفكر في اعلان الحرب. وهذا ما ورد في ادبيات المقاومة بعد هذا الحادث... كما ان المقاومة لم تبادر الى قصف شمال الكيان الصهيوني، انما ردت على العدوان الذي استهدفها واستهدف لبنان، فكانت حربها رد فعل على العدوان... لذلك نقول ان من يتحدث عن ان المقاومة تفردت بقرار الحرب هو مخطئ ولا يدرس الامور دراسة دقيقة. ان المقاومة ردت على العدوان الاسرائيلي الذي استهدفها مباشرة واستهدف المدنيين اللبنانيين في الوقت الذي تبرأت فيه الحكومة من المقاومة ووقفت على الحياد على اساس انها ليست مسؤولة، لكننا نلاحظ في هذا المجال وفي هذا الضعف الرسمي اللبناني ان اسرائيل لم تقبل بذلك انما حملت الحكومة اللبنانية المسؤولية.

> هل ترى إمكاناً لاستمرار المقاومة ؟

ـ هناك نقطة طرحت في جلسات الحوار وهي: ما هي استراتيجية الدفاع عن لبنان في غياب الامكانات الواقعية العملانية والعسكرية للجيش اللبناني في مواجهة اسرائيل... ان الجيش اللبناني لا نناقش في اخلاصه من خلال قيادته وضباطه وجنوده وعقيدته الوطنية، لكن الحكومات لم تستطع ان تحقق له موازين القوة. كما اننا نعرف انه حتى الان، لا تريد الولايات المتحدة ان يكون الجيش اللبناني قوة تمتلك القدرة على مواجهة اي عدوان اسرائيلي. لذلك كانت المقاومة تطرح الاتفاق على استراتيجية للدفاع عن لبنان لتكون المقاومة جزءا من هذه الاستراتيجية. وقد صرحت قيادات المقاومة انها تتفق مع كل اللبنانيين من اجل العمل على انشاء دولة قوية قادرة، تملك القدرة على الدفاع عن البلد بقواتها الخاصة وعند ذلك لا تكون هناك حاجة للمقاومة.

> ما هي تأثيرات مع حصل على الوضع الشيعي اللبناني والى العلاقة مع الطوائف الاخرى؟

ـ لن أتكلم عن الشيعة طائفيا، بل كفئة من اللبنانيين استطاعت ان تحقق للبنان ما لم تحققه اي طائفة اخرى وهذا ما تمثل بتحرير الارض اللبنانية على يد المقاومة الاسلامية التي هي ـ بين قوسين ـ مقاومة شيعية لبنانية وطنية استطاعت ان تحرر لبنان وتهزم اسرائيل. ونحن نلاحظ بشدة ان الجمهور الشيعي قد خرج من هذه الحرب اكثر قوة ووحدة. لكن ليس معنى ذلك ان كل الشيعة يتفقون مع المقاومة في هذا المجال.

نحن نقول ان هناك في الواقع الاسلامي الشيعي حالة انفتاح في الداخل والخارج. ولذلك نحن لا ننكر على الذين يملكون بعض الملاحظات على موقع هنا وموقع هناك. لكن على الجميع ان يعرفوا ـ من الشيعة وغيرهم ـ ان اي وطن اذا كان في حالة حرب مع العدو على الجميع ان ينطلقوا مع عنفوان المعركة خصوصا اذا تحقق صمود ـ لمن يحب ان يتحدث عن الصمود ـ او نصر. نحن لا ننكر على احد ان يتحدث عن السلبيات او الاخطاء، فلا احد معصوم عن الخطأ، لكن نقول انه في حال الحرب لا بد من ان تكون كل الاصوات للمعركة.

> ماذا عن العلاقة مع الطوائف الأخرى؟

ـ ان الطائفة الشيعية لا تزال منفتحة على الطائفة الاسلامية السنية والطائفة الدرزية والطوائف المسيحية بكل تنوعاتها. ان الشيعة لا يمثلون طائفة انعزالية، بل طائفة وطنية منفتحة على لبنان كله ولا وطن للشيعة الا لبنان. وهم لا يستبدلون بلبنان اي بلد اخر ولا يوافقون على اي وصاية تصادر ارادتهم سواء كانت عربية او غير عربية. وينكرون على الاخرين الذين يتهمونهم بانهم يتحركون على اساس الوصاية السورية او الايرانية...اذا كانوا يتهمون الاخرين بانهم يخضعون اقليميا لسورية وايران، فلماذا يتألمون عندما يتهمهم الاخرون بالخضوع لاميركا وفرنسا ؟

> ما هي حقيقة النفوذ السوري والايراني داخل الطائفة الشيعية؟

ـ اننا لا نعتقد ان هناك دورا سياسيا فاعلا. وان القول ان الشيعة ياخذون تعليماتهم من سورية ليس صحيحا، لكننا نعلم ايضا الى جانب ذلك انه ما من دولة في العالم الا تحاول ان تتحرك من خلال ما تعتبره مصلحة لها في هذا المجال او ذاك. اذا كانت سورية او ايران تجد بعض المصلحة في بعض اوضاع لبنان، فماذا عن اميركا وفرنسا؟

هناك من يتحدث اليوم عن انه لا يريد للبنان ان يكون ساحة، ولكننا نعرف ان لبنان ولد ساحة وسيبقى ساحة لان النظام الطائفي الذي ينفتح على ثغرة هنا وثغرة هناك ينفذ منها الاخرون ولأن لبنان الحرية يفسح المجال امام كل من يريد الاستفادة منها... مشكلة لبنان انه وطن الحرية في منطقة لا حريات فيها.

> ألا تخشى على لبنان الوطن من لبنان الساحة؟

ـ صنع لبنان الوطن ليكون الساحة وذلك من خلال ان لبنان يمثل البلد الذي يخضع لنظام طائفي. ولهذا فاننا نقرأ هذه الايام تحليلات عن الدور المسيحي او السني او الشيعي. اذا كان لبنان وطنا لمواطنيه فلا معنى للعنصر الطائفي. ان لبنان يمثل ولايات غير متحدة وليس وطنا موحدا لبنيه.

> لقد وصمت من يطالب بنزع سلاح المقاومة بالخيانة، وبعد انتشار الجيش والقوات الدولية في الجنوب، هل سيكون هناك مجال بعد للعمل المقاوم؟

ـ لم أرد تخوين احد، لكن لو طرح في اي بلد نزع سلاح الدولة في حال الحرب ألا يكون هذا بمثابة الخيانة؟

كنت افكر بهذا المنطق. لان الذين يطرحون نزع سلاح المقاومة وهي القوة الوحيدة في لبنان التي تملك الدفاع عنه، على الاقل في هذه الظروف الخاصة، ويبقى السلاح الاسرائيلي الذي يدمر لبنان. فهل يكون هذا من الوطنية والاخلاص للبنان؟

عندما تكون هناك ضمانات حقيقية بان اسرائيل لن تعتدي على لبنان وبان الدولة عندما تصل الى مستوى من القوة في تعزيز الجيش اللبناني لتكون دولة قوية قادرة عادلة فلن تكون هناك حاجة الى سلاح المقاومة.