المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المخرج المسرحي محمد الجزاف :رفض نص «جراحات الحسين» مبني على تقييم طائفي



JABER
09-23-2006, 08:34 AM
البحرين أجازته والكويت رفضته وأعمالي لا تتعدى الخطوط الحمراء


الوطن - كتب أحمد زكريا

اكد مدير عام المركز الاسلامي للانتاج الفني والمسرحي محمد الجزاف ان المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مازال يرفض اجازة نص مسرحية «جراحات الحسين» موضحا ان تقييم لجنة رقابة النصوص بالمجلس كان تقييما طائفيا وليس فنيا.

وكان المخرج محمد الجزاف قد تقدم بطلب اجازة لنصه المسرحي «جراحات الحسين» من قبل المجلس فتم رفض هذا الطلب، وجاء في حيثيات رفض المجلس لاجازة النص ان النص يتعرض الى الرسول صلى الله عليه وسلم وآل البيت بالألفاظ السيئة على لسان بعض الشخصيات،
وأشارت اللجنة في حيثيات الرفض الى ان النص ألصق صفة الضعف بشخصية الحسين عندما بين طلبه العزيمة والثبات من السيف بدلا من الله عز وجل.

وجاء في حيثيات الرفض ايضا ورود اسم الرسول صلى الله عليه وسلم في اكثر من موضوع دون الصلاة عليه.
وأفاد تقرير لجنة اجازة النصوص المسرحية بالمجلس انه تم عرض النص على الجهة المختصة في وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية والتي ارتأت بدورها ان النص يتضمن نصوصا تخالف ما ورد في المصادر الموثوق بها فضلا عما تثيره من الفتنة والاساءة الى التاريخ الاسلامي.
وشدد الجزاف على ان نصوصه المسرحية لا تتعدى الخطوط الحمراء ولا تمس ثوابت الامة، موضحا ان رفض الترخيص يعتبر رفضا واقصاء للآخر، مؤكدا ان هناك نية مبيتة لرفض عمله المسرحي مستبعدا ان يلجأ لمخاطبة جهات حقوقية لطرح قضيته.

وأشار الجزاف في حديثه مع «الوطن» الى ان اعماله المسرحية كانت سببا في اعتناق اثنين من المسيحيين البريطانيين للاسلام بعد اطلاعهم على هذه الاعمال الفنية.
وشدد على ان وزير الاوقاف اكد لاحد المسؤولين بالمركز ان الوزارة ليست لها علاقة بمسألة مراقبة هذه النصوص والأعمال وأوضح الجزاف انه استشار المرجعيات الدينية قبل كتابة هذا النص المسرحي مبديا استغرابه من استدعاء الادارة العامة للمباحث الجنائية له موضحا انه ليس بارهابي او تكفيري.
ونفى الجزاف ان تكون هناك اي نية لمحاولة اثارة القضية مع جهات حقوقية حتى لا يؤثر سلبا على سمعة الكويت، مؤكدا ان قادة الكويت قدموا دروسا في الحفاظ على هذا البلد الحبيب.
وأعرب عن اسفه حيث ان البحرين اجازت هذا النص المسرحي الذي ترفض الكويت ان تجيزه، وفيما يلي نص اللقاء:

ما موضوع النص المسرحي «جراحات الحسين»؟
ـ موضوع انساني يتعلق بحرية الانسان وثقافته وأخلاقه والحفاظ على كرامته وحقوقه، ويتناول النص حياة سيد الشهداء ابي عبدالله الحسين عليه السلام الذي لا يزال صوته يقرع سمع الوجود مناديا بني الانسان.. «كونوا أحرارا في دنياكم».

هل صحيح ان النص يحوي بعض العبارات الطائفية؟
ـ مطلقا، لا توجد اي رائحة لطائفية بغيضة او عصبية ممقوتة او اهواء بل نهجنا نهج العقل والحكمة والفطرة السليمة.

متى تقدمتم بطلب الترخيص؟
ـ منذ عام 2004 ونحن نحاول الحصول على اجازة لهذا النص المسرحي، بعد ان تعالت الاصوات لتخدش في قانونية ممارسة المركز لتلك الاعمال التطوعية.

هل توقعتم ان يتم رفض اجازة النص؟
ـ كان أملنا كبيرا ان يقف المجلس الى جانبنا خصوصا انهم اطلعوا على نصوصنا وأعمالنا الفنية والمسرحية، ولقد أخبرني احد المسؤولين بالمجلس عندما التقيته شخصيا ان حصولنا على الترخيص سيسكت الأفواه، وأكد لي انه على علم بكل ما صدر باسم المركز الاسلامي للانتاج الفني والمسرحي من اعمال، وأكد انها جميعا نصوص جيدة ولا تتعدى الخطوط الحمراء ولا تمس ثوابت الامة.

كم مرة تم رفض الترخيص؟
ـ مرتين في عامي 2004 و.2005

ما مبررات هذا الرفض؟
ـ اعتقد ان الاعمال الفنية التي تخاطب العقل اصبحت ممنوعة وغير مرغوبا فيها في الوقت الذي نرى فيه الاعمال المسرحية التي تحوى تهكما وسخرية وازدراء لا تتعثر في طريق الحصول على اجازة قانونية.

لماذا تمت احالة النص لوزارة الأوقاف؟
ـ هذا ما يحيرني ويجعلني اتساءل أليس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب صرحا يضم ادباء ونقاد ومفكرين وذوي عقول لهم القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ، اعتقد ان المجلس لم يكن ليقبل هذا النص فأراد ان يكون رفضه عن طريق وزارة الاوقاف.

هل يحوي النص اي عبارات طائفية؟
ـ ان نصوصنا لم تضرب اي دين او نحلة ينتحلها البشر فكيف نتعرض لديننا الاسلامي، يكفي ان اذكر لك ان مسرحية «المسيح والحسين» نالت اشادة من عدد غفير من القساوسة ورجال الدين المسيحي، بل كانت أعمالنا سببا في اعتناق اثنين من المسيحيين البريطانيين للديانة الاسلامية، وقد طلبت منا احدى الجهات الخارجية التي تدعى مؤسسة الانتفاضة العربية بهولندا ان يحضر كامل طاقم المركز الفني لهولندا على نفقة تلك المؤسسة لعرض مسرحية جراحات الحسين هناك.

هل لديكم تصميم على مواصلة طلب الحصول على ترخيص للنص المسرحي؟
ـ التقينا منذ عدة ايام بمسؤول بالمجلس الوطني وتباحثنا هذا الموضوع وسنكثف جهودنا في هذا السبيل حتى يتسنى لنا الحصول على الترخيص.

لماذا لم تفلح محاولات تدخل بعض اعضاء مجلس الامة؟
ـ مركزنا مركز مستقل لا ينتمي لاي حزب او تيار فكري او سياسي، ولكننا قد امتلكنا جماهير غفيرة ومنقطعة النظير حتى من خارج الكويت، أما فيما يتعلق بفشل مساعي بعض اعضاء مجلس الامة لاجازة هذا العمل فليس لدينا علم بسبب فشل تلك المساعي.

هل هناك نية مبيتة لهذا الرفض؟
ـ نعم، هناك نية مبيتة لهذا الرفض.

هل تنوي مخاطبة جهات حقوقية خارج الكويت؟
ـ نحن لا نقبل ان نشوه سمعة الكويت، بل نسعى لاظهار الحرية الفكرية التي تتمتع بها الكويت، ولقد علمنا قادة الكويت دروسا في الحفاظ على بلدنا الحبيب وسمعته بين كافة شعوب وبلدان العالم، ولكن هناك من لا يريد مصلحة هذا الوطن فيقوم بممارسة الضغوط التي من شأنها ظهور اعمال بصورة غير قانونية وحدوث ردود فعل عكسية.

هل قراءة اللجنة للنص المسرحي كانت طائفية؟
ـ من يطلع على الورقة التي قدمها لنا المجلس التي تحمل قرار رفض اجازة النص سيدرك ان القراءة طائفية وليست فنية.

لماذا تم استدعاؤك من قبل الادارة العامة للمباحث الجنائية؟
ـ لا أدري، فلم أكن في يوم من الايام ارهابيا او تكفيريا ولم اسئ الى احد قط، تم الاتصال بي هاتفيا ولم أكن ادري ما السبب وطلب مني الحضور لمبنى الادارة العامة للمباحث الجنائية، لم يكن يخطر ببالي ان يكون السبب هو عملي المسرحي، اتصلت بأحد أعضاء مجلس الامة وتوجهت حيث تم استقبالي بشكل جيد وأخبرني احد المسؤولين بأن المركز يؤدي رسالة سامية ولكن طلب مني ان يكون عمل المركز ضمن اطار قانوني، حاولت أن أشرح لهم ان عمل المركز تطوعي، ولكنهم ألزموني بكتابة تعهد بعدم عرض اي عمل مسرحي دون ترخيص وبالفعل كتبت هذا التعهد.

ما حيثيات رفض وزارة الاوقاف لاجازة النص؟
ـ الوزارة ادعت ان النص يحتوي على التعرض الى الرسول صلى الله عليه وسلم وآل البيت بالألفاظ السيئة عن طريق بعض الشخصيات وهذا لا يجوز حتى وان كانت هذه الشخصيات شريرة مع ان القرآن الكريم قد حوى ما ذكره البعض من عتاة الطغاة والاشرار في حق الانبياء والأولياء.
انني انصح الوزارة ألا تنتخب افرادا كهؤلاء كي لا تسيء الى سمعتها ومكانتها في هذا البلد.

هل ناقشتم وزارة الاوقاف في هذا الرفض؟
ـ وزير الاوقاف اكد لاحد المسؤولين في المركز بأنه ليس للوزارة علاقة بمسألة مراقبة هذه النصوص والأعمال.

هل استشرت المرجعيات الدينية قبل كتابة النص؟
ـ بكل تأكيد، فهذا أمر لابد منه فهم أهل العلم والبحث والنظر ويهمنا رأيهم في مقام الجرح والتعديل.

هل شعرتم بالاحباط بعد اجازة البحرين للنص الكويتي الذي تمنعه الكويت؟
ـ نعم، شعرت بالاحباط بعد اجازة المسؤولين بمملكة البحرين لنص المسرحية خصوصا اننا في بلد اعتبرته بلدان العالم عاصمة للثقافة العربية ومهد للعلم والمعرفة ومنارا للحرية والديموقراطية.

ماذا لو تمت اجازة هذا النص المسرحي؟ هل ستقدمونه على خشبة المسرح؟
ـ نعم، فهدفنا ايصال رسالتنا الانسانية بأسرها في ظل الدستور والقانون.

هل لديك اعمال مسرحية أخرى؟
ـ نعم، لدينا العديد من الاعمال المسرحية الجديدة فنحن مستمرون وستكمل الاجيال مسيرتنا من بعدنا.
من جانبه، اكد مدير ادارة الرقابة والنصوص بالمركز الاسلامي للانتاج الفني والمسرحي عبدالله اشكناني ان المركز يرفض الاساءة للصحابة «عليهم السلام» وامهات المؤمنين موضحا انها شخصيات مقدسة بالنسبة للمسلمين.
واستغرب اشكناني ان يستغرق اجازة النص المسرحي الذي لا يتجاوز عدد صفحاته اربعين صفحة اشهرا عديدة حتى يتم البت في اجازته موضحا ان تعامل المجلس مع النص كان تعاملا هلاميا على حد وصفه.
واستبعد اشكناني ان يكون هناك مسرحا هادفا في الوطن العربي معللا ذلك بأن هناك تخوفا من الفكر الجاد الذي يثير نوعا من التخوف.