شبوط
09-22-2006, 08:02 PM
عقد اللقاء الوحيد مع السيد نصر الله خلال العدوان
وتلقى رسالة تقدير من قائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي
أين يكمن سرّ السيد فضل الله
وما وراء مواقفه الثورية الأخيرة؟
قاسم قصير
المراقب لمواقف المرجع الإسلامي السيد محمد حسين فضل الله خلال العدوان الصهيوني الأخير على لبنان وما بعده، يلحظ وجود لغة "جديدة" فيها واتجاه متشدّد لم "يعهد" عند السيد فضل الله في السنوات الأخيرة.
فقد شنّ "السيد" مؤخراً حملة قاسية على زيارة رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير ودعا الحكومة اللبنانية لرفض استقباله، كما أعلن "عدم جواز شرعاً المطالبة بنزع سلاح المقاومة"، وشن "حملة قاسية على قوى 14 آذار" وبعض "القيادات الدينية" التي لم تتخذ المواقف الداعمة للمقاومة في مواجهة العدوان".
إضافة إلى ذلك فقد صعّد "السيد" حملته ضد السياسة الأميركية والرئيس جورج بوش محملاً إياه مسؤولية العدوان الصهيوني على لبنان والجرائم الصهيونية التي ارتكبت خلاله. كما حذّر من دور "القوات الدولية" في جنوب لبنان، داعياً إلى انتشارها خلف الحدود الفلسطينية (الصهيونية) وليس في الأراضي اللبنانية.
كل هذه المواقف جعلت بعض الأوساط السياسية تصنف "السيد فضل الله" بأنه يقف إلى "يمين حزب الله" واعتماد "اللغة الثورية" بعد أن كان سابقاً مُتهماً بأنه يميل إلى الواقعية ودعم "خيار اللبننة".
فأين يكمن "سرّ التشدّد" لدى "السيد"؟ وما هي الأسباب التي دفعته لاتخاذ هذه "المواقف الثورية"؟
وأين أصبحت العلاقة بين السيد فضل الله وحزب الله وإيران، بعدما مرت سابقاً في الكثير من الفترات الحرجة والصعبة؟
وما مدى تأثير هذه المواقف على البيئة الإسلامية عامة والشيعة بشكل خاص؟
بين الثبات والتغيير
الأوساط المقربة من السيد فضل الله تعتبر أن مواقف سماحته ليست جديدة بل هي تنطلق من الثوابت الأساسية التي التزم بها طيلة مسيرته الإسلامية، وخصوصاً على صعيد دعم المقاومة الإسلامية ومواجهة المشاريع الأميركية ـ الصهيونية. لكن وضوح هذه المواقف وتشدّدها خلال العدوان الأخير، ينبع من رؤية "السيد" لطبيعة هذه "المعركة الاستئصالية" التي كانت تستهدف المجتمع المقاوم في لبنان وخصوصاً الواقع الإسلامي. كما أن هذه المعركة تختلف عن غيرها من المعارك والحروب التي شهدها لبنان طيلة الثلاثين سنة الماضية، فلأول مرة يتم استهداف البنى الاجتماعية والاقتصادية والدينية والثقافية، ولا يقتصر العمل العسكري على مواجهة المقاومين أو البنية الحزبية".
وتضيف "وخلال هذه المعركة تعرض سماحته (كما قيادات حزب الله)، إلى عملية استئصالية استهدفت منزله ومقرات عمله وكانت تهدف لاغتياله مع عائلته، إضافة لاستهداف معظم مؤسسات جمعية المبرات الخيرية التي يرعاها في مختلف المناطق اللبنانية مما أدى لتدمير قسم كبير منها، وهذا يشير إلى قساوة هذه المعركة وأهدافها البعيدة في تدمير كل المؤسسات الإسلامية وصولاً إلى تدمير الطائفة الإسلامية الشيعية التي تشكل البيئة الأساسية الحاضنة للمقاومة، بهدف إخضاع لبنان للمشروع الأميركي ـ الصهيوني، ومحاصرة سوريا وإيران والقوى الفلسطينية المقاومة. ولذا فإن "السيد"، وكما كان دائماً في المعارك الأساسية، وقف إلى جانب المقاومة ولا يرضى أن يبقى محايداً في هذا الصراع الاستراتيجي".
من أسرار المعركة
وتكشف الأوساط القريبة من "السيد" انه "خلال هذه المعركة القاسية بقي سماحته مقيماً في الضاحية الجنوبية ولم يغادر أحياءها إلا حين توقف العدوان، وفضّل الصمود إلى جانب قيادات المقاومة ومجاهديها رغم ما واجهه من خطر، وخصوصاً عمليات التدمير والقصف التي طالت معظم أحياء الضاحية حيث كان يقيم. وكان هناك تواصل دائم مع قيادة المقاومة وقد عُقد لقاء مطول بينه وبين الأمين العام لـ حزب الله السيد حسن نصر الله خلال العدوان لتقويم المعركة وكيفية استمرار المواجهة والصمود، وكان هذا هو اللقاء الوحيد الذي جمع بين السيد نصر الله وأية شخصية سياسية أو دينية خلال الحرب".
وتتابع: "إضافة إلى التواصل مع قيادة المقاومة وحزب الله، فإن العلاقة مع الجمهورية الإسلامية في إيران شهدت خلال هذه المرحلة تطوراً مهماً على صعيد التواصل والتنسيق، وتلقى سماحته رسالة تقدير من قائد الجمهورية الإسلامية السيد علي الخامنئي على مواقفه أكد فيها على الدور الكبير الذي لعبه سماحته لتحقيق الانتصار والصمود".
وتشير إلى "أن السيد كان حريصاً خلال هذه المواجهة القاسية على متابعة دوره في كافة المجالات، سواء على صعيد إطلاق المواقف السياسية والتعبوية أو إقامة مراسم صلاة الجمعة عندما تسمح الظروف الأمنية بذلك، إضافة إلى متابعة هموم الناس من المهجرين وعوائل الشهداء والجرحى ومؤسسات جمعية المبرات التي تعرضت لعملية تدمير كبيرة. وقد سارع سماحته إلى إقامة صلاة الجمعة في مسجد الإمامين الحسنين عليهما السلام في حارة حريك على الرغم من الدمار الكبير الذي تعرضت له الضاحية الجنوبية وذلك دعماً لمسيرة العودة وإعادة الإعمار.
ومع أن الظروف الأمنية والعملية لم تسمح "للسيد" بالعودة إلى الإقامة في مقره السابق (بسبب تدميره) فإنه عاد لاستقبال الشخصيات السياسية والإعلامية والناس العاديين في الضاحية الجنوبية مع مراعاة الضغوط الأمنية المستجدة".
الإنعكاسات في البيئة الإسلامية
لكن ما هي انعكاسات المواقف التي يطلقها "سماحة السيد" على صعيد الواقع الإسلامي عامة والشيعي بشكل خاص؟
تشير الأوساط القريبة منه إلى "أن هذه المواقف ساهمت بشكل كبير في توحيد الرؤية الإسلامية على صعيد لبنان والعالمين العربي والإسلامي حول المقاومة وكيفية مواجهة المشروع الأميركي ـ الصهيوني، وذلك نظراً لما لسماحته من علاقات وتأثير من خلال موقعه المرجعي والحركي. ولقد تجلت وحدة الموقف الإسلامي من خلال سلسلة المواقف والبيانات التي أطلقتها القيادات والحركات الإسلامية، إضافة لمواجهة محاولات إثارة الفتنة المذهبية أو تحريض بعض الجهات ضد المقاومة".
وتتابع: "أما على الصعيد الإسلامي الشيعي في لبنان، فإن وحدة الموقف (رغم وجود بعض الأصوات الإنتقادية) تساهم في الوقوف بوجه المحاولات الهادفة لتحقيق مكاسب سياسية وميدانية لم ينجح العدو الصهيوني وأميركا في تحقيقها عبر العملية العسكرية. وان المرحلة الحالية تتطلب العمل لتعزيز الوحدة الداخلية واستيعاب الأجواء المتشنجة والابتعاد عن المساجلات الحادة التي برزت أخيراً، وان وحدة الموقف الإسلامي الشيعي تهدف إلى العمل لتعزيز الوحدة الوطنية وليس لايجاد اصطفافات طائفية".
وتختم: "أن "السيد" انطلق دائماً في حياته للدعوة إلى استمرار الحوار سواء على صعيد الحوار الديني أو الحوار بين الإسلام والغرب، وحتى للحوار مع اليهود – ممن لا علاقة لهم مع الكيان الغاصب - ، كذلك الأمر على صعيد الحوار اللبناني ـ اللبناني، وان اطلاق المواقف الداعمة للمقاومة والرافضة للعدوان الصهيوني المدعوم أميركياً وبريطانياً لا تعني أبداً القطيعة مع أحد. وان "السيد" كان يحث جميع الدول الغربية (كبريطانيا وفرنسا) والأمم المتحدة على إجراء حوار مع الحركات الإسلامية وخصوصاً حزب الله وحماس لكن بدل أن تلعب بريطانيا دوراً وسطياً لمعالجة أزمة المنطقة وقفت إلى جانب العدوان والمطلوب اليوم إجراء مراجعة شاملة لنتائج ما حصل من أجل التوصل إلى حلول جذرية لمشاكل المنطقة بعيداً عن منطق الحرب والتهديد، ولبناء الدولة اللبنانية القوية والعادلة والقادرة على حماية أبنائها".
وتلقى رسالة تقدير من قائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي
أين يكمن سرّ السيد فضل الله
وما وراء مواقفه الثورية الأخيرة؟
قاسم قصير
المراقب لمواقف المرجع الإسلامي السيد محمد حسين فضل الله خلال العدوان الصهيوني الأخير على لبنان وما بعده، يلحظ وجود لغة "جديدة" فيها واتجاه متشدّد لم "يعهد" عند السيد فضل الله في السنوات الأخيرة.
فقد شنّ "السيد" مؤخراً حملة قاسية على زيارة رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير ودعا الحكومة اللبنانية لرفض استقباله، كما أعلن "عدم جواز شرعاً المطالبة بنزع سلاح المقاومة"، وشن "حملة قاسية على قوى 14 آذار" وبعض "القيادات الدينية" التي لم تتخذ المواقف الداعمة للمقاومة في مواجهة العدوان".
إضافة إلى ذلك فقد صعّد "السيد" حملته ضد السياسة الأميركية والرئيس جورج بوش محملاً إياه مسؤولية العدوان الصهيوني على لبنان والجرائم الصهيونية التي ارتكبت خلاله. كما حذّر من دور "القوات الدولية" في جنوب لبنان، داعياً إلى انتشارها خلف الحدود الفلسطينية (الصهيونية) وليس في الأراضي اللبنانية.
كل هذه المواقف جعلت بعض الأوساط السياسية تصنف "السيد فضل الله" بأنه يقف إلى "يمين حزب الله" واعتماد "اللغة الثورية" بعد أن كان سابقاً مُتهماً بأنه يميل إلى الواقعية ودعم "خيار اللبننة".
فأين يكمن "سرّ التشدّد" لدى "السيد"؟ وما هي الأسباب التي دفعته لاتخاذ هذه "المواقف الثورية"؟
وأين أصبحت العلاقة بين السيد فضل الله وحزب الله وإيران، بعدما مرت سابقاً في الكثير من الفترات الحرجة والصعبة؟
وما مدى تأثير هذه المواقف على البيئة الإسلامية عامة والشيعة بشكل خاص؟
بين الثبات والتغيير
الأوساط المقربة من السيد فضل الله تعتبر أن مواقف سماحته ليست جديدة بل هي تنطلق من الثوابت الأساسية التي التزم بها طيلة مسيرته الإسلامية، وخصوصاً على صعيد دعم المقاومة الإسلامية ومواجهة المشاريع الأميركية ـ الصهيونية. لكن وضوح هذه المواقف وتشدّدها خلال العدوان الأخير، ينبع من رؤية "السيد" لطبيعة هذه "المعركة الاستئصالية" التي كانت تستهدف المجتمع المقاوم في لبنان وخصوصاً الواقع الإسلامي. كما أن هذه المعركة تختلف عن غيرها من المعارك والحروب التي شهدها لبنان طيلة الثلاثين سنة الماضية، فلأول مرة يتم استهداف البنى الاجتماعية والاقتصادية والدينية والثقافية، ولا يقتصر العمل العسكري على مواجهة المقاومين أو البنية الحزبية".
وتضيف "وخلال هذه المعركة تعرض سماحته (كما قيادات حزب الله)، إلى عملية استئصالية استهدفت منزله ومقرات عمله وكانت تهدف لاغتياله مع عائلته، إضافة لاستهداف معظم مؤسسات جمعية المبرات الخيرية التي يرعاها في مختلف المناطق اللبنانية مما أدى لتدمير قسم كبير منها، وهذا يشير إلى قساوة هذه المعركة وأهدافها البعيدة في تدمير كل المؤسسات الإسلامية وصولاً إلى تدمير الطائفة الإسلامية الشيعية التي تشكل البيئة الأساسية الحاضنة للمقاومة، بهدف إخضاع لبنان للمشروع الأميركي ـ الصهيوني، ومحاصرة سوريا وإيران والقوى الفلسطينية المقاومة. ولذا فإن "السيد"، وكما كان دائماً في المعارك الأساسية، وقف إلى جانب المقاومة ولا يرضى أن يبقى محايداً في هذا الصراع الاستراتيجي".
من أسرار المعركة
وتكشف الأوساط القريبة من "السيد" انه "خلال هذه المعركة القاسية بقي سماحته مقيماً في الضاحية الجنوبية ولم يغادر أحياءها إلا حين توقف العدوان، وفضّل الصمود إلى جانب قيادات المقاومة ومجاهديها رغم ما واجهه من خطر، وخصوصاً عمليات التدمير والقصف التي طالت معظم أحياء الضاحية حيث كان يقيم. وكان هناك تواصل دائم مع قيادة المقاومة وقد عُقد لقاء مطول بينه وبين الأمين العام لـ حزب الله السيد حسن نصر الله خلال العدوان لتقويم المعركة وكيفية استمرار المواجهة والصمود، وكان هذا هو اللقاء الوحيد الذي جمع بين السيد نصر الله وأية شخصية سياسية أو دينية خلال الحرب".
وتتابع: "إضافة إلى التواصل مع قيادة المقاومة وحزب الله، فإن العلاقة مع الجمهورية الإسلامية في إيران شهدت خلال هذه المرحلة تطوراً مهماً على صعيد التواصل والتنسيق، وتلقى سماحته رسالة تقدير من قائد الجمهورية الإسلامية السيد علي الخامنئي على مواقفه أكد فيها على الدور الكبير الذي لعبه سماحته لتحقيق الانتصار والصمود".
وتشير إلى "أن السيد كان حريصاً خلال هذه المواجهة القاسية على متابعة دوره في كافة المجالات، سواء على صعيد إطلاق المواقف السياسية والتعبوية أو إقامة مراسم صلاة الجمعة عندما تسمح الظروف الأمنية بذلك، إضافة إلى متابعة هموم الناس من المهجرين وعوائل الشهداء والجرحى ومؤسسات جمعية المبرات التي تعرضت لعملية تدمير كبيرة. وقد سارع سماحته إلى إقامة صلاة الجمعة في مسجد الإمامين الحسنين عليهما السلام في حارة حريك على الرغم من الدمار الكبير الذي تعرضت له الضاحية الجنوبية وذلك دعماً لمسيرة العودة وإعادة الإعمار.
ومع أن الظروف الأمنية والعملية لم تسمح "للسيد" بالعودة إلى الإقامة في مقره السابق (بسبب تدميره) فإنه عاد لاستقبال الشخصيات السياسية والإعلامية والناس العاديين في الضاحية الجنوبية مع مراعاة الضغوط الأمنية المستجدة".
الإنعكاسات في البيئة الإسلامية
لكن ما هي انعكاسات المواقف التي يطلقها "سماحة السيد" على صعيد الواقع الإسلامي عامة والشيعي بشكل خاص؟
تشير الأوساط القريبة منه إلى "أن هذه المواقف ساهمت بشكل كبير في توحيد الرؤية الإسلامية على صعيد لبنان والعالمين العربي والإسلامي حول المقاومة وكيفية مواجهة المشروع الأميركي ـ الصهيوني، وذلك نظراً لما لسماحته من علاقات وتأثير من خلال موقعه المرجعي والحركي. ولقد تجلت وحدة الموقف الإسلامي من خلال سلسلة المواقف والبيانات التي أطلقتها القيادات والحركات الإسلامية، إضافة لمواجهة محاولات إثارة الفتنة المذهبية أو تحريض بعض الجهات ضد المقاومة".
وتتابع: "أما على الصعيد الإسلامي الشيعي في لبنان، فإن وحدة الموقف (رغم وجود بعض الأصوات الإنتقادية) تساهم في الوقوف بوجه المحاولات الهادفة لتحقيق مكاسب سياسية وميدانية لم ينجح العدو الصهيوني وأميركا في تحقيقها عبر العملية العسكرية. وان المرحلة الحالية تتطلب العمل لتعزيز الوحدة الداخلية واستيعاب الأجواء المتشنجة والابتعاد عن المساجلات الحادة التي برزت أخيراً، وان وحدة الموقف الإسلامي الشيعي تهدف إلى العمل لتعزيز الوحدة الوطنية وليس لايجاد اصطفافات طائفية".
وتختم: "أن "السيد" انطلق دائماً في حياته للدعوة إلى استمرار الحوار سواء على صعيد الحوار الديني أو الحوار بين الإسلام والغرب، وحتى للحوار مع اليهود – ممن لا علاقة لهم مع الكيان الغاصب - ، كذلك الأمر على صعيد الحوار اللبناني ـ اللبناني، وان اطلاق المواقف الداعمة للمقاومة والرافضة للعدوان الصهيوني المدعوم أميركياً وبريطانياً لا تعني أبداً القطيعة مع أحد. وان "السيد" كان يحث جميع الدول الغربية (كبريطانيا وفرنسا) والأمم المتحدة على إجراء حوار مع الحركات الإسلامية وخصوصاً حزب الله وحماس لكن بدل أن تلعب بريطانيا دوراً وسطياً لمعالجة أزمة المنطقة وقفت إلى جانب العدوان والمطلوب اليوم إجراء مراجعة شاملة لنتائج ما حصل من أجل التوصل إلى حلول جذرية لمشاكل المنطقة بعيداً عن منطق الحرب والتهديد، ولبناء الدولة اللبنانية القوية والعادلة والقادرة على حماية أبنائها".