مجاهدون
09-22-2006, 07:35 AM
مهرجان 'النصر الإلهي': الصواريخ مستنفرة والدبلوماسيون مطمئنون
22/09/2006 بيروت ـ نبيه البرجي
ماذا يحدث إذا ظهرت الطائرات الاسرائيلية، فجأة، فوق الجماهير فيما أمين عام 'حزب الله' السيد حسن نصرالله يلقي كلمته في يوم 'النصر الالهي' في ضاحية بيروت الجنوبية؟
قبل ذلك، هل صحيح ان نصرالله سيتكلم فوق احد الأمكنة التي نقل اليها ابان الحرب الأخيرة والتي جهزت بصورة لا تؤثر فيها لا الصواريخ ولا حتى القنابل الذكية، حتى اذا ما ظهرت الطائرات، كان الهبوط السريع الى الملاذ الآمن؟ هذا ليس صحيحا، كما قيل ل'القبس' ف'السيد' ليس من النوع الذي يحمي نفسه فيما الجماهير في العراء!
هل من ضمانات؟ وهل من احد يستطيع ان يأمن للدولة العبرية؟ المؤكد ان منصات الصواريخ في حالة استنفار قصوى، وان بطاريات صواريخ مضادة للطائرات قد انتشرت في أمكنة مختلفة في لبنان، وحتى في أعالي الجبال وبالتنسيق مع الجهات المعنية، وان كان باستطاعة الطائرات ان تضرب حتى من اجواء الدولة العبرية.
اسئلة، ومخاوف، وكثيرون تمنوا لو أن 'السيد' يرجئ ظهوره. التوجس ازداد بعد اعلان رئيس هيئة الأركان الجنرال دان حالوتس تأجيل الانسحاب الى ما بعد يوم الجمعة، هذا لكي يحد من أهمية اللحظة التي يخاطب فيها نصرالله جمهوره وجمهور الحلفاء من التيار الوطني الحر (ميشال عون) الى تيار المردة (سليمان فرنجية)، الى القوى الفلسطينية، حتى ان هناك تأكيدات بأن عشرات آلاف العرب سيشاركون، مشرقا ومغربا.
الزحف بدأ
آلاف بدأوا زحفهم سيرا على الأقدام من الجنوب والبقاع، أكدوا انهم سيبقون مكانهم حتى ولو اغارت عليهم الطائرات الاسرائيلية، هل هذا ممكن حقا أم ان مجرد سماع أزيز الطائرات وهي على علو منخفض سيثير البلبلة داخل ذلك الحشد الذي سيكون الأضخم في سلسلة مهرجانات 'حزب الله' القادر، لوجستيا وسياسيا، على تعبئة انصاره.
شاشات عملاقة استقدمت من ايطاليا وقبرص، اذ من غير الممكن للمكان الذي سيقام فيه المهرجان ومساحته 119 ألف متر مربع ان يتسع لكل المشاركين، اذا، الشاشات تقوم بالواجب.
بالطبع، المسألة لا تخلو، أحيانا، من الدعابة السياسية، هل الذي سيتكلم هو بديل عن نصرالله؟ علما بأن ابن خالته الشيخ هاشم صفي الدين يشبهه على نحو كبير، المسألة لا تتطلب أكثر من بعض الشعيرات البيضاء.
ولكن من أين يؤتى بالكارزما وبالطلاقة الخطابية والبلاغية؟
خطاب مهم وتاريخي
الدعوة لم توجه الى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة للحضور، هذا كان يحدث في السابق، خطأ آخر أم ان الأمور وصلت الى حد القطيعة، وهو الأمر الذي جعل رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي وصفه النائب بطرس حرب ب'الإطفائي' يتريث حتى في الاتصال ببعض قادة الاكثرية ريثما يلقي أمين عام 'حزب الله' خطابه الذي يتوقع مسؤولون في 'حزب الله' ان يكون 'مهما' و'تاريخيا'، فيما الساحة الداخلية هي على مستوى 'هائل' من الهشاشة والاهتزاز.
أشياء كثيرة معلقة على كلمة اليوم: العلاقات مع الاكثرية، وبوجه خاص مع تيار المستقبل، الوضع الحكومي، الموقف من سوريا والبلدان العربية الأخرى، وان كانت كل الأمور متصلا بعضها ببعض، خصوصا مع قناعة قيادة 'حزب الله' بأن أشياء كثيرة تجري على الأرض، من انتشار القوات الدولية شمال الليطاني، وفي البحر بتلك الكثافة اللافتة.
هذا فيما تكشف 'القبس' ان دبلوماسيا أوروبيا قام بنقل رسالة الى مقربين من 'حزب الله' ومفادها ان الانتشار الدولي المكثف هو لمصلحة لبنان، إذ ان اسرائيل، وسواء بقيت بزعامة إيهود أولمرت، أو بزعامة بنيامين نتانياهو، تعد لحرب ضد لبنان الذي ـ بالتأكيد ـ تحميه تلك القوة الضاربة، وان كان هذا الكلام لا يقنع 'حزب الله' الذي يعتبر ان ابعاده عن الخط الازرق، أي عن الخط الساخن، يجعله داخل الثلاجة وتحت رحمة القرار ،1559 وليس فقط القرار .1701
'القبس' استطلعت آراء دبلوماسيين عرب وأجانب، هناك اطمئنان لأن يمر اليوم بسلام، ولكن مع التمني ان تكون كلمة نصرالله اليوم لكل اللبنانيين لأن أي موقف هجومي في الداخل سيترك انعكاسات خطيرة على العلاقات بين الفئات اللبنانية المختلفة.
22/09/2006 بيروت ـ نبيه البرجي
ماذا يحدث إذا ظهرت الطائرات الاسرائيلية، فجأة، فوق الجماهير فيما أمين عام 'حزب الله' السيد حسن نصرالله يلقي كلمته في يوم 'النصر الالهي' في ضاحية بيروت الجنوبية؟
قبل ذلك، هل صحيح ان نصرالله سيتكلم فوق احد الأمكنة التي نقل اليها ابان الحرب الأخيرة والتي جهزت بصورة لا تؤثر فيها لا الصواريخ ولا حتى القنابل الذكية، حتى اذا ما ظهرت الطائرات، كان الهبوط السريع الى الملاذ الآمن؟ هذا ليس صحيحا، كما قيل ل'القبس' ف'السيد' ليس من النوع الذي يحمي نفسه فيما الجماهير في العراء!
هل من ضمانات؟ وهل من احد يستطيع ان يأمن للدولة العبرية؟ المؤكد ان منصات الصواريخ في حالة استنفار قصوى، وان بطاريات صواريخ مضادة للطائرات قد انتشرت في أمكنة مختلفة في لبنان، وحتى في أعالي الجبال وبالتنسيق مع الجهات المعنية، وان كان باستطاعة الطائرات ان تضرب حتى من اجواء الدولة العبرية.
اسئلة، ومخاوف، وكثيرون تمنوا لو أن 'السيد' يرجئ ظهوره. التوجس ازداد بعد اعلان رئيس هيئة الأركان الجنرال دان حالوتس تأجيل الانسحاب الى ما بعد يوم الجمعة، هذا لكي يحد من أهمية اللحظة التي يخاطب فيها نصرالله جمهوره وجمهور الحلفاء من التيار الوطني الحر (ميشال عون) الى تيار المردة (سليمان فرنجية)، الى القوى الفلسطينية، حتى ان هناك تأكيدات بأن عشرات آلاف العرب سيشاركون، مشرقا ومغربا.
الزحف بدأ
آلاف بدأوا زحفهم سيرا على الأقدام من الجنوب والبقاع، أكدوا انهم سيبقون مكانهم حتى ولو اغارت عليهم الطائرات الاسرائيلية، هل هذا ممكن حقا أم ان مجرد سماع أزيز الطائرات وهي على علو منخفض سيثير البلبلة داخل ذلك الحشد الذي سيكون الأضخم في سلسلة مهرجانات 'حزب الله' القادر، لوجستيا وسياسيا، على تعبئة انصاره.
شاشات عملاقة استقدمت من ايطاليا وقبرص، اذ من غير الممكن للمكان الذي سيقام فيه المهرجان ومساحته 119 ألف متر مربع ان يتسع لكل المشاركين، اذا، الشاشات تقوم بالواجب.
بالطبع، المسألة لا تخلو، أحيانا، من الدعابة السياسية، هل الذي سيتكلم هو بديل عن نصرالله؟ علما بأن ابن خالته الشيخ هاشم صفي الدين يشبهه على نحو كبير، المسألة لا تتطلب أكثر من بعض الشعيرات البيضاء.
ولكن من أين يؤتى بالكارزما وبالطلاقة الخطابية والبلاغية؟
خطاب مهم وتاريخي
الدعوة لم توجه الى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة للحضور، هذا كان يحدث في السابق، خطأ آخر أم ان الأمور وصلت الى حد القطيعة، وهو الأمر الذي جعل رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي وصفه النائب بطرس حرب ب'الإطفائي' يتريث حتى في الاتصال ببعض قادة الاكثرية ريثما يلقي أمين عام 'حزب الله' خطابه الذي يتوقع مسؤولون في 'حزب الله' ان يكون 'مهما' و'تاريخيا'، فيما الساحة الداخلية هي على مستوى 'هائل' من الهشاشة والاهتزاز.
أشياء كثيرة معلقة على كلمة اليوم: العلاقات مع الاكثرية، وبوجه خاص مع تيار المستقبل، الوضع الحكومي، الموقف من سوريا والبلدان العربية الأخرى، وان كانت كل الأمور متصلا بعضها ببعض، خصوصا مع قناعة قيادة 'حزب الله' بأن أشياء كثيرة تجري على الأرض، من انتشار القوات الدولية شمال الليطاني، وفي البحر بتلك الكثافة اللافتة.
هذا فيما تكشف 'القبس' ان دبلوماسيا أوروبيا قام بنقل رسالة الى مقربين من 'حزب الله' ومفادها ان الانتشار الدولي المكثف هو لمصلحة لبنان، إذ ان اسرائيل، وسواء بقيت بزعامة إيهود أولمرت، أو بزعامة بنيامين نتانياهو، تعد لحرب ضد لبنان الذي ـ بالتأكيد ـ تحميه تلك القوة الضاربة، وان كان هذا الكلام لا يقنع 'حزب الله' الذي يعتبر ان ابعاده عن الخط الازرق، أي عن الخط الساخن، يجعله داخل الثلاجة وتحت رحمة القرار ،1559 وليس فقط القرار .1701
'القبس' استطلعت آراء دبلوماسيين عرب وأجانب، هناك اطمئنان لأن يمر اليوم بسلام، ولكن مع التمني ان تكون كلمة نصرالله اليوم لكل اللبنانيين لأن أي موقف هجومي في الداخل سيترك انعكاسات خطيرة على العلاقات بين الفئات اللبنانية المختلفة.