الأمازيغي
09-21-2006, 10:26 AM
تعودنا في تقديم الأعمال الأدبية على الاستئناس بمقاطع أو شواهد منها ندعم بها مذهبنا واستنتاجاتنا، لكننا في حالة رواية الكاتب الجزائري المغترب أنور بن مالك، الصادرة أخيرا بعنوان ''أو ماريا'' عن منشورات ''فايار'' الفرنسية، لا نجرؤ على دعم التقديم بشواهد من النص لأننا لو فعلنا لأثرنا من حولنا موجة من السخط لا قبل لنا بها· ذلك أنها تحمل جرعة مهولة من الحقد على الرسول (ص) والإسلام والمسلمين ترجمها الكاتب إلى مقاطع كاملة من سب وشتم وتجريح في مقدساتهم ورموز عقيدتهم لا تستطيع الأوراق حملها، فما بالك بالعقول والأفئدة؟
يعود أنور بن مالك في روايته إلى إسبانيا نهاية القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر، وهي الفترة التي تلت سقوط الأندلس وشهدت إقامة ''النصرانيين الجدد'' لمحاكم التفتيش ضد المسلمين واليهود· حينها اضطرت عائشة الموريسكية، أو ماريا فيما بعد، إلى مرافقة أهلها لجبال كاستيان هربا من بطش المفتشين قبل أن تصل إليهم يد مجموعة من صيادي العبيد الذين قضوا على الوالد والعمة وأسروها ليبتاعها منهم فنان تشكيلي قرر أن يجعل منها نموذجا لمريم العذراء في لوحاته الإنجيلية·
تعرضت ماريا إلى اغتصاب سيدها بعد اكتشافه علاقتها بشاب مراهق ثم طردها لتقع في يد غاسبار البناء الذي اقتادها إلى بيته حيث وضعت ابنها خوان ثم استخرجت له شهادة النبل وأرسلته إلى روما فتعلم فن الخزف قبل أن يعود لمسقط رأسه ويكتشف هول ما لحق بأمه وأهلها ويقرر الثأر· ولأنه أدرك بأن النفس الذي حبك به روايته سطحي وهزيل ولا يمكّنه من إنتاج الإثارة الجمالية والإبداعية المرجوة لدى القراء والنقاد والضرورية لنجاح أي عمل أدبي، اختار أنور بن مالك، كما عودنا ومجموعة أخرى من باعة الكلام القبيح في أسواق النخاسة الفرنسية، اقتفاء أثر الهندي سلمان رشدي فاستعان بحيلة الاستفزاز وإمعان الخنجر المسموم في العواطف الدينية المرهفة لقومه وبني جلدته فالوقت صار مناسبا لتقديم المزيد من فروض الطاعة والولاء لدافعي إيجار البيت بباريس ولممولي مشاريع الإصدارات ولمتعهدي الليالي الحمراء والصفراء الذين لن يجدوا أحسن من أقلام كهذه تحمل نفس أسمائنا وجنسيتنا ولون جواز سفرنا ليغذوا نارهم التي أوقدوها ويوقدونها ضد الإسلام والمسلمين من أجل استدراجهم إلى معركة الصدام الأخي··· معركة الحسم الحضاري· وعملا بالقاعدة التي تقول بأن قاضي الحاجة مولع بطلب المزيد من صاحبها، أراد أنور بن مالك خوض جزء من الحرب على الإسلام والمسلمين بالوكالة عن مروجي سلعته الأدبية الكاسدة، فهو يمتلك الجرأة الكافية التي تمكنه من فعل أحسن مما فعلوا وما سيفعلون· فصامويل هنتنغتون عراب (الصدام الأخير) لم يتجرأ على قرن رائحة الإسلام والمسلمين بتلك الصادرة عن فضلات البشر، لكن أنور بن مالك فعلها في الصفحة .288 وكان أشجع من رئيس الحكومة الإيطالي المهزوم سيلفيو برليشكوني عندما وصف في الصفحة 245 القرآن الكريم بـ ''المخطوط المحرف'' والمثير لأحقر غرائز الإنسان وأكثرها حيوانية· وفعل صاحب الرواية أكثر مما فعله رسامو الكاريكاتير الدانماركيون عندما وصف النبي، عليه الصلاة والسلام، بـ ''هاوي الفتيات الصغيرات''، وفعل أكثر مما فعله بابا الفاتيكان، الذي أثارتنا تصريحاته الأخيرة، فهذا الأخير لم يتجرأ على وصف الله، عز وجل، بـ ''الظالم''، حتى وإن كان يعتقد بأنه إله مفبرك أو أنه في أحسن الحالات إله المسلمين وحدهم، لكن بن مالك تجرأ عندما اختار في الصفحة 308 لبطلته الحاملة اسم عائشة، أصغر زوجات النبي وأقربهن إلى قلبه قبل أن تستبدله بـ ماريا، أقدس نساء الأرض عند المسلمين والمسيحيين على حد سواء، طريقة جديدة لحساب عدد المرات التي تريد فيها تكرار ممارسة الرذيلة··· طريقة مبنية على قاعدة عدد أسماء الله الحسنى التسعة والتسعين· وتبدو المقاطع التي استشهد بها البابا من كتاب الإمبراطور الروماني أقل إساءة للإسلام إذا ما قارنّها بتلك التي أوردها صاحب ''أو ماريا'' في الصفحة 68 عندما تطاول على الذات الإلهية المنزهة بشكل لم يسبقه إليه حامل قلم· لم يكن أنور بن مالك في روايته الأخيرة مبدعا ولا حياديا، فقد جاء عمله أقرب إلى البيان الأيديولوجي الموجه منه إلى إنتاج الجمال· ولهذا فإن عليه أن يتحمل إلى الآخر مسؤولية اختياره وأن لا يطالب نقاده وقارئيه في الجزائر وفي العالمين العربي والإسلامي أن يكونوا حياديين مع نصه· ولا عقدة من قيمة الحرية التي ربما استنجد بها ليدفع بعض المواقف فقد أسقط حجتها عنه لأنه أخذ منها الحق وترك الواجب
يعود أنور بن مالك في روايته إلى إسبانيا نهاية القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر، وهي الفترة التي تلت سقوط الأندلس وشهدت إقامة ''النصرانيين الجدد'' لمحاكم التفتيش ضد المسلمين واليهود· حينها اضطرت عائشة الموريسكية، أو ماريا فيما بعد، إلى مرافقة أهلها لجبال كاستيان هربا من بطش المفتشين قبل أن تصل إليهم يد مجموعة من صيادي العبيد الذين قضوا على الوالد والعمة وأسروها ليبتاعها منهم فنان تشكيلي قرر أن يجعل منها نموذجا لمريم العذراء في لوحاته الإنجيلية·
تعرضت ماريا إلى اغتصاب سيدها بعد اكتشافه علاقتها بشاب مراهق ثم طردها لتقع في يد غاسبار البناء الذي اقتادها إلى بيته حيث وضعت ابنها خوان ثم استخرجت له شهادة النبل وأرسلته إلى روما فتعلم فن الخزف قبل أن يعود لمسقط رأسه ويكتشف هول ما لحق بأمه وأهلها ويقرر الثأر· ولأنه أدرك بأن النفس الذي حبك به روايته سطحي وهزيل ولا يمكّنه من إنتاج الإثارة الجمالية والإبداعية المرجوة لدى القراء والنقاد والضرورية لنجاح أي عمل أدبي، اختار أنور بن مالك، كما عودنا ومجموعة أخرى من باعة الكلام القبيح في أسواق النخاسة الفرنسية، اقتفاء أثر الهندي سلمان رشدي فاستعان بحيلة الاستفزاز وإمعان الخنجر المسموم في العواطف الدينية المرهفة لقومه وبني جلدته فالوقت صار مناسبا لتقديم المزيد من فروض الطاعة والولاء لدافعي إيجار البيت بباريس ولممولي مشاريع الإصدارات ولمتعهدي الليالي الحمراء والصفراء الذين لن يجدوا أحسن من أقلام كهذه تحمل نفس أسمائنا وجنسيتنا ولون جواز سفرنا ليغذوا نارهم التي أوقدوها ويوقدونها ضد الإسلام والمسلمين من أجل استدراجهم إلى معركة الصدام الأخي··· معركة الحسم الحضاري· وعملا بالقاعدة التي تقول بأن قاضي الحاجة مولع بطلب المزيد من صاحبها، أراد أنور بن مالك خوض جزء من الحرب على الإسلام والمسلمين بالوكالة عن مروجي سلعته الأدبية الكاسدة، فهو يمتلك الجرأة الكافية التي تمكنه من فعل أحسن مما فعلوا وما سيفعلون· فصامويل هنتنغتون عراب (الصدام الأخير) لم يتجرأ على قرن رائحة الإسلام والمسلمين بتلك الصادرة عن فضلات البشر، لكن أنور بن مالك فعلها في الصفحة .288 وكان أشجع من رئيس الحكومة الإيطالي المهزوم سيلفيو برليشكوني عندما وصف في الصفحة 245 القرآن الكريم بـ ''المخطوط المحرف'' والمثير لأحقر غرائز الإنسان وأكثرها حيوانية· وفعل صاحب الرواية أكثر مما فعله رسامو الكاريكاتير الدانماركيون عندما وصف النبي، عليه الصلاة والسلام، بـ ''هاوي الفتيات الصغيرات''، وفعل أكثر مما فعله بابا الفاتيكان، الذي أثارتنا تصريحاته الأخيرة، فهذا الأخير لم يتجرأ على وصف الله، عز وجل، بـ ''الظالم''، حتى وإن كان يعتقد بأنه إله مفبرك أو أنه في أحسن الحالات إله المسلمين وحدهم، لكن بن مالك تجرأ عندما اختار في الصفحة 308 لبطلته الحاملة اسم عائشة، أصغر زوجات النبي وأقربهن إلى قلبه قبل أن تستبدله بـ ماريا، أقدس نساء الأرض عند المسلمين والمسيحيين على حد سواء، طريقة جديدة لحساب عدد المرات التي تريد فيها تكرار ممارسة الرذيلة··· طريقة مبنية على قاعدة عدد أسماء الله الحسنى التسعة والتسعين· وتبدو المقاطع التي استشهد بها البابا من كتاب الإمبراطور الروماني أقل إساءة للإسلام إذا ما قارنّها بتلك التي أوردها صاحب ''أو ماريا'' في الصفحة 68 عندما تطاول على الذات الإلهية المنزهة بشكل لم يسبقه إليه حامل قلم· لم يكن أنور بن مالك في روايته الأخيرة مبدعا ولا حياديا، فقد جاء عمله أقرب إلى البيان الأيديولوجي الموجه منه إلى إنتاج الجمال· ولهذا فإن عليه أن يتحمل إلى الآخر مسؤولية اختياره وأن لا يطالب نقاده وقارئيه في الجزائر وفي العالمين العربي والإسلامي أن يكونوا حياديين مع نصه· ولا عقدة من قيمة الحرية التي ربما استنجد بها ليدفع بعض المواقف فقد أسقط حجتها عنه لأنه أخذ منها الحق وترك الواجب