المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مآدب زواج ينظمها المسلمون لأولادهم بأميركا أصبحت بديلا مفضلا عن التعارف عبر الإنترنت



موالى
09-20-2006, 03:42 PM
شيكاغو: نيل مافاركهار *


رغم وجود عشرات المواقع الالكترونية للتعارف بين المسلمين من الجنسين بهدف الزواج بحسب الشريعة الإسلامية وتكوين الأسرة نواة المجتمع المسلم في الغرب، الا ان حفلات التعارف بين الأميركيين المسلمين تواجه العديد من الصعوبات. وهناك العشرات من الأسر المسلمة لديها تحفظات على ما يعرف باسم «لقاءات تعارف»، بغض النظر عن مدى قصرها او سرعتها. ولذا فإن حفلات التعارف السريعة في اكبر مؤتمر إسلامي سنوي في أميركا الشمالية، التي تحظى بشعبية كبيرة، اصبحت تعرف باسم جديد يحظى بالاحترام. فقد اطلق عليها «مآدب تزاوج».

وقال الشيخ محمد ماجد من «مركز ادامز» وهو تجمع لسبع مساجد في فرجينا، في مقابلة صحافية «هؤلاء الأطفال نشأوا في اميركا، حيث تعتبر التقاليد الاجتماعية «التعارف» قبل الزواج امرا طبيعيا. ولذا فإن الاولاد محاصرون بين مثاليات الآباء والثقافة المفتوحة حول هذا الموضوع».

ولذا فهناك حاجة للتوصل الى بديل في اميركا الشمالية، ولا سيما للأسر القادمة من باكستان والهند وبنغلاديش، حيث توجد تقاليد الزواج المرتب.

ويقول الشيخ ماجد في إشارة الى دراسة غير رسمية تشير الى ان ثلث حالات الزواج بين المسلمين في الولايات المتحدة تنتهي بالطلاق، الى ان مشاركة الأسر يمكن ان تساهم في تخفيض حالات الطلاق. غير انه أشار الى ان المعدل في غاية الارتفاع، ولكنه اقل من المتوسط العام الأميركي. وقال ان الزواج المختلط قائم، ولكنه لا يزال نادرا نسبيا.

وقد حضر الكثير من الآباء حفلات «التزاوج» لرعاية أولادهم. وقد مر العديد منهم بتجربة الزواج المرتب ـ حيث التقوا بالعريس او العروس التي اختارها الأبوان يوم الزواج. ويعترفون بأن تلك التقاليد غير صالحة في الولايات المتحدة، ولكنهم لا يزالون يرغبون في التأثير على العملية.

وتعتبر المآدب بديلا مفضل للتعارف عبر الانترنت، بالرغم من ان ذلك اصبح عاديا. ومما لا شك فيه ان المأدبة كانت واحدة من نقاط الجذب الرئيسية لمؤتمر الجمعية الإسلامية لأميركا الشمالية، الذي جذب آلافا من المسلمين الى شيكاغو خلال عطلة اسبوع يوم العمل.

وقد اقامت اللجنة المنظمة مأدبتين حضر كلا منهما 150 فتاة و150 شابا، مقابل 55 دولارا للشخص الواحد. وكان كل 10 منهم يجلسون الى الطاولة، وكان يجري استبدال الرجال كل سبع دقائق.

وفي النهاية عقدت «ساعة اجتماعية» حيث سمح للمشاركين بتبادل العناوين الالكترونية وارقام الهواتف خلال تناول عشاء من المكرونة والصودا. وذكر المنظمون ان العديد من النساء كن يطلبن من الشباب الاتصال بأسرهم أولا.

وقبل سنوات اجبر المنظمون على وضع حد لفرد واحد، الأب أو الأم، لمصاحبة أولادهم وبناتهم، ومنعهم من الجلوس على الطاولات الى ان تبدأ «الساعة الاجتماعية» لان العديد منهم يتدخل خلال اللقاء. اما الآن فإن الآباء والأمهات يجلسون في جانب من قاعة الاستقبال، لمراقبة مع من يتحدث الى أولادهم او بناتهن او يتبادلون ارقام الهواتف والصور مع بعضهم البعض.

وتقول عويلا صديقي البالغة من العمر 46 سنة وهي واحدة من الأمهات، ان الحديث «لمدة سبع دقائق ليس كافيا.» وكانت على قناعة إنها تجري اتصالات أفضل مع الأمهات الأخريات.

وقالت صديقي ان ابنتها الخجول، البالغة من العمر 20 سنة، قضت الساعات السابقة حول المأدبة وهي تبكي من ان ابيها يجبرها على القيام بشيء غريب. وأضافت «في باكستان تلتقي الأسر أولا، أنت لا تتزوجين الرجل فقط بل أسرته».

أما سامية عباس وهو مصرية من الاسكندرية فقد اندفعت نحو الطاولات فور بداية «الساعة الاجتماعية» لمعرفة مع من التقت ابنتها عليا البالغة من العمر 29 سنة. هل يجب ان يكون مصريا؟

وردت عليا ضاحكة «هي على استعداد لأي شخص». وعليا فتاة مرحة تعمل مديرة تكنولوجيا في شركة في نيويورك، وأشارت الى ان شرط «صنع في مصر» قد اختفى منذ زمن طويل. وقالت الأم «ابنة عمتها الأصغر لديها أطفال الآن». ويتفاخر المنظمون بأنه تم انجاز 25 حالة زواج في السنوات الست الماضية.

وقد شعرت فاطمة علام، وهي في الخمسين من عمرها، ان ابنها صهيب وهو صيدلي في السادسة والعشرين من عمره، لم يلتق بأي فتاة مميزة في اليوم الأول. وكانت الأم وابنها قد حضرا من هيوستون (تكساس) خصيصا لحضور هذه المناسبة. وتعتقد أن فرصة عثوره على عروس تصل الى 50 في المائة.

وقالت فاطمة، إنها عندما وصلت الى تكساس وعمرها 23 سنة عبر زواج مرتب، شعرت بالغيرة والحسد من الفتيات حولها، ومناقشتهن بخصوص ما يحدث مع الأصدقاء، وان كانت صدمت عندما عرفت كيف تنتقل الفتيات من شاب لآخر وسهولة الطلاق. وبالرغم من ذلك فقد كانت مصممة على ضرورة اختيار أبنائها لشركائهم بأنفسهم.

وقالت «نريد فتاة مسلمة معتدلة، وليس فتاة عصرية للغاية. قيم الأسر هي الشيء الذي أفضله في الوطن. الطلاق هنا مرتفع بسبب الفساد، والاختلاط بالنساء والرجال الآخرين».

وبالنسبة لصهيب فهو يقاوم اقتراحات قوية من والديه بضرورة تغيير الأسلوب وبداية البحث عن فتاة مناسبة في باكستان. ويرفض العديد من المشاركين هذا المنطلق، ويصفون أنفسهم بأنهم «متأمركون» للغاية، بالإضافة الى أن التأشيرة المطلوبة يصعب الحصول عليها الآن بعد هجمات 11 سبتمبر.

ولا يزال صهيب على قناعة بما تعلمه كطفل، من أن الجنس خارج الزواج اكبر الذنوب، ولكنه يريد الزواج من فتاة أميركية مسلمة مهما كانت الصعوبات. وقال بلهجته التكساسية الناعمة «يمكنني الانتظار لسنتين. وكلما تم ذلك بسرعة كان أفضل. ولكن أعتقد انه يمكنني الانتظار الى أن أبلغ الثلاثين من عمري، بالرغم من أن ذلك متأخر بعض الشيء».

* خدمة «نيويورك تايمز»