المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحمدي نجاد.. هل يصمد في وجه العاصفة?



سمير
09-17-2006, 11:40 AM
كتاب يحمل شهادة هيكل في الأزمة الإيرانية النووية

/ صدر كتاب جديد بعنوان: أحمدي نجاد - رجل في قلب العاصفة - المواجهة والتحدي - تأليف عادل الجوجري عن دار الكتاب العربي بدمشق والقاهرة يقع الكتاب في نحو 350 صفحة من القطع المتوسط ويضم بين دفتيه مقدمة وثمانية فصول هي: موعد مع العاصفة الصعود.. بزوغ شمس الثورة الجديد طموحات الوطن وهموم المواطن احمدي نجاد والعرب جبهة عالمية ضد الامبريالية ضد اسرائيل والحركة الصهيونية الشيطان الاكبر, والعاصفة النووية, وملاحق الكتاب وهي عبارة عن وثائق وشهادات وصور.

كما يتضمن الكتاب شهادة للكاتب الشهير محمد حسنين هيكل حول الازمة الايرانية النووية. يحاول المؤلف الاجابة عن عدة تساؤلات مهمة يطرحها موضوع الكتاب منها: من هو الرئيس الايراني احمدي نجاد.. وكيف استطاع ان يجمع بين اسطورة المحارب في الحرس الثوري ودرجة الدكتوراه في الهندسة واستاذ الجامعة في المحراب الاكاديمي. اي ريح وضعته على اعتاب السلطة ما بين الظل والضوء حين صار محافظاً للعاصمة طهران يطارد الفساد في الليل ويطارد الكسالى في وضح النهار? وكيف استطاع »احمدي نجاد« ان يحصل على ثقة 17 مليون ناخب ايراني وان يطيح بالكبار في لعبة الكراسي الديمقراطية وكأنه يواعد النجوم وينتظر المطر? ولماذا صاحبته العواصف الغربية والصهيونية والاميركية وكأنها كانت تختبىء وراء الباب في انتظار الرجل الذي يستدعيها بتصريحات ثورية عن مستقبل اسرائيل وباجراءات عملية لبناء القدرة النووية الايرانية.

الكتاب يحاول الاجابة على هذه الاسئلة من خلال الوثائق والشهادات والتحليل السياسي الموضوعي والمحايد لمسيرة رجل حظي باهتمام وحب وتقدير ملايين البشر في العالم الثالث وبخاصة العالم الاسلامي ربما لانه رجل قال (نعم) للوطن فأصبح قادراً على أن يقول (لا) للاجنبي المتغطرس وربما لانه ادرك قوانين الجغرافيا والتاريخ التي تحكم بلاده في محيطها الاقليمي فالجغرافيا ليس ان تجلس فوق الجبل وتقطف عطراً قد يحتمل الامر ان تقطف الصواريخ والطائرات والقنابل!! يقول المؤلف عن شخصية الكتاب: ثمة رجال لا يتسع لهم المكان نفوذهم اوسع من مواقعهم ادوارهم اكبر من القابهم جاذبيتهم غير قابلة للتطويق او الاستنزاف او الحصار واحلامهم بحجم وطن او وقع زلزال واحسب ان الرئيس احمدي نجاد هو من سلالة الزعماء الذين رضعوا من لبن الام ثقافة نبوية رفيعة وهل ثمة ثقافة ارفع من حديث نبوي للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول فيه: »رأس الامر وعموده وذروة سنامه الجهاد?! قفزت صورته من بين عشرات الصور المتداخلة في نشرة الاخبار تنبىء بأن زعيما جاء الى المنطقة في الزمن الصعب رجل بسيط في مظهره العام متقشف في ملابسه غير متكلف في سلوكه.
وصلت صورته الى القلب فاستقرت بسرعة البرق دخل قلوب العرب بشجاعته وحسمه وروحه مجاهد في زمن التراجع ثائر في زمن الواقعية الرمادية حازم ضد الغرب لكنه واسع الافق صبور خصوصاً وهو يقول (اريد ان تهب ثقافات كل الاراضي بمحاذاة منزلي وبكل حرية لكني ارفض ان انقلب بهبوب اية واحدة منها) ان رجلا يجمع بين ثقافة الاسلام وشجاعة الحسين بن علي رضي الله عنهما هو لاشك رجل من ايران التي هي جسر التواصل بين الثقافات والديانات والحضارات وهي ارض الصدام بين الغزاة واولاد الارض.

وقد اورد المؤلف شهادة الكاتب محمد حسنين هيكل التي يقول فيها: اعتقد ان ايران »الثورة الايرانية« بداية من اول يوم كانت تشعر بأنها مستهدفة ونواجه الحقيقة ان الثورة التي حدثت في ايران هي اكبر تغيير استراتيجي جرى في المنطقة في الجزء الاخير من القرن العشرين وايضاً هي مستهدفة وكانت تشعر باستمرار انها في خطر وكأي دولة كانت تسعى للخيار النووي في الفترة الاخيرة قابلت ناساً لهم علاقة بهذا الملف وقد قابلت الدكتور محمد البرادعي مرتين في الفترة الاخيرة وقابلت محمد خاتمي لساعات عدة في الفترة الاخيرة وكوفي عنان والموقف في ايران حيث ان الايرانيين لعبوا بارادتهم بذكاء شديد جداً وكان واضحاً انهم مصممون على تحقيق هدف التخصيب وهنا يتضح قضيتان: قضية ان ايران تسعى لامتلاك قوة تردع اخرين عن المساس بها وهناك اخرون يريدون ان يمنعوها بكل وسيلة من حاجتها: المعرفة حيث ان المعرفة هي العالم وهي المستقبل والزمن والعصر الشيء الثاني هو الرغبة في تغيير النظام وعندما يقوم احد بدراسة تصرفات الرئيس الاميركي بوش والادارة الاميركية كلها يعتقد انه فعلاً هذا هو الهدف الموجود فالنظام هنا انا اعتقد انه واحد لم يخف نواياه قال منذ البداية انا اسعى الى هذا واسعى الى المعرفة ولا اسعى الى الاسلحة ولكن الاسرائيليين كانوا يعرفون انه في هذه المسألة ليس هناك هذا الفاصل الكبير بين المعرفة وبين الاسلحة وبالتالي كانوا يحاولون ان يمنعوا ايران ولا يزالون.

ثم يوضح المؤلف ان الايرانيين وامامهم الثورة.. فكانت ثم ارادوا التكنولوجيا النووية فجاء احمدي نجاد عبر صندوق الاقتراع في ثورة ديمقراطية جديدة هي استكمال للثورة الشعبية التي انطلقت عام 1978 وقت كان كثيرون يظنون ان (السافاك) يحكم سيطرته على البلاد والعباد وان تحالف الرجعية الامبريالية يفرض كلمته وفرض احمدي نجاد نفسه على الخارطة العالمية من خلال حلمه الكبير حلم شعب ايران الذي عشق عبارة رائعة للزعيم الاشتراكي جان جوريس (علينا ان نبحث في الماضي عن الجذوة المتقدة ولا نكتفي من الماضي بالرماد) فتاريخ شعب ايران هو تاريخ العناد هو تاريخ التحقق وقد قال ماوتسي تونج (من لم يتحقق لا حق له في الكلام).

يضيف هيكل في شهادته قوله: ان الايرانيين لعبوا بأوراقهم بذكاء وانهم لم يخفوا نواياهم في أي وقت من الاوقات وان الخطر في الاطراف عند السياسة الدولية الناس يقولون النوايا اكبر من قدراتهم لكن الايرانين استطاعوا ان يفعلوا وانها نقطة لابد ان تسجل لهم انهم قالوا نوايا واعلنوا عنها بطريقة مختلفة وبلهجات ونبرات متفاوتة بين القوة والهدوء حيث كان هدوء في خطاب خاتمي وفي وقت كان رفسنجاني له تعبير بطريقة اخرى واحمدي نجاد هو التعبير بشكل اخر ولكن هم لم يخفوا نواياهم.

اسم الكتاب: أحمد نجاد - رجل في قلب العاصفة.
الكاتب: عادل الجوجري.
اصدار: دار الكتاب العربي - دمشق القاهرة - الطبعة الاولى/ .2006