فاتن
09-15-2006, 03:29 PM
http://www.champress.net/photo/cowefa04142.jpg
... اصيبت برصاص اسرائيلي مرتين
مَن هي هذه الفتاة؟ وما شأنها بنا أو بإسرائيل؟ هل اختارت بلير <كونه المحتل البريطاني لبلادي إيرلندا الشمالية>؟
تؤكد كويفا، التي نشأت في <منزل حقوق إنسان> والتي أمضت سنواتها السبع والعشرين بين مخيمات لاجئي الغواتيمالا والمكسيك من الشياباس الى الزاباتيست فالزيمباوي مع ضحايا السيدا ففلسطين المحتلة ومخيمات لبنان، إنها لم تكن بالأمس بصفتها الوطنية، <أحب بلادي كثيراً. لكني استخدمت جنسيتي فقط لأستطيع الدخول>. وتضيف الفتاة الطويلة ذات العيون الخضر، والتي كرهت صورتها في الصحف <لأني طالعة بشبه الجمل>، أنها تتمنى لو كانت <لبنانية أو فلسطينية. أي جنسية من هنا. أنا بالقلب من هنا، ولكن من الممكن أن يقال إنني كنت هناك، لأنني إيرلندية وضد الاحتلال البريطاني لشمال إيرلندا، لكني لم أكن كذلك، كنت لأتضامن مكان الناس الذين كانوا في الشارع، استخدمت جنسيتي لأدخل، لكن في الداخل لم أكن إيرلندية، كنت واحدة منهم>.
لكن، كيف اختارت حركتها تلك؟ تقول <قررت ذلك قبل ليلة عندما علمت من الإذاعات أن بلير المجرم آتٍ إلى هنا. وسمعت أنهم منعوا الناس من التظاهر. وبالتالي هو كان يعلم أن هناك تظاهرة ضده في الخارج، لكنه كان مرتاحاً لأنهم كانوا بعيدين، حتى أن صوتهم لم يكن يصل إليه.. لذلك فكرت أنه من الضروري أن أحمل رسالتهم، وأن أرميها بوجهه>. ولكن لماذا اختارت اليافطة ولم تختر رأس البندورة أو البيضة؟ تضحك وتقول بلهجتها الفلسطينية المكسّرة <بفكر أنو عصير البندورة بيلبقلو أحسن، بس ما كان في وقت، كانت اليافطة معي>.
لكن ما الذي جاء بها إلى هنا؟
تقول إنها العام 2001 عادت الى موطنها من غواتيمالا <حتى جمّع مصاري، لأنني أموّل نفسي من عملي لعدة شهور ثم أمضي الشهور الباقية مع الناس الذين أتضامن معهم. ولكن، حصلت 11 ايلول أثناء إقامتي هناك، وكنت على اتصال مع مجموعة عالمية أسمها <أصوات في البرية>، وهي غير حكومية ذهبت معهم إلى عدة أماكن منها بغداد ثم فلسطين حيث بقيت سنة ونصفاً وشاركت في حصار المقاطعة لكني عدت وهربت الى جنين، لأني لم أكن هناك لأتضامن مع السلطة، بل مع الناس والفارق بين بطولة الناس وبطولة السلطة كثير كبير>. تخبرنا كويفا بجانب من حياتها في المخيمات <أحس اليوم أني بنت المخيم> تقول، وخصوصاً مخيم جنين حيث أصيبت مرتين برصاص الجنود <مرة كنت أُحامي عن أطفال كان الجندي يريد إرداءهم، لأنهم رشقوه بالحجارة، فأطلق النار بين أقدامي ليخيفني وأصابتني شظايا، كان ذلك أيلول العام ,2002 ومرة ثانية أصابني قناص في فخذي بعدها بشهرين>. وتردف <تريدين أن تري الأثر؟>. ولا تنتظر الجواب فتكشف عن فخذها وإذ بتجويف عميق في باطن الفخذ. وتضيف وهي تضحك <عادي عادي>.
لكن ألا يخيفها ذلك؟ ألا يخيف اهلها خصوصاً بعد مقتل راشيل كوري؟ تقول <أهلي بالطبع كانوا خايفين عليّ، بالنهاية أمي ولو كانت بطلة على طريقتها، إلا أنها أم، وكذلك أبي. أنا لا أخاف، لكني بعد إصابتي فكرت أنه من غير المناسب أن أموت الآن، وإني ذات فائدة أكثر وانا اعيش. النضال ضد العنصرية طويل، وربما لم يكن من الضروري أن أعرض حياتي كل يوم للخطر>. وتضيف ضاحكة <كل أسبوع ماشي الحال، كل شهر أفضل بس كل يوم عشر مرات مش ضروري>. ثم تقول <كنت مجنونة. أفتش عن الجنود وأتحدّاهم>. أما بالنسبة إلى راشيل فتقول <راشيل شهيدة وليست قتيلة>. أسألها لماذا تقول ذلك فتردّ <لأن هناك مجموعة، صغيرة، في غزة، احتجت عندما طبعوا ملصقات لراشيل مع اسمها: الشهيدة راشيل كوري>، ثم تضيف <لكنهم قلائل>. أما لماذا كانوا يظنون ذلك؟ فتحرج الصبية <لأنها غير مسلمة، ولكنهم قلة، تقول. ثم تضيف <وأنا أتفهّم هذا، فما فعله الغرب في هذه البلاد منذ وعد بلفور ليس هيناً. لن يتقبّل الناس بسهولة أن هناك غربية متضامنة معهم بهذا الشكل، أفهم ذلك>. تتأنّى كويفا في اختيار كلامها لئلا تجرح من تحبّهم من المظلومين.
لكن ألا تقابل بالشك والتشكك بدوافعها، خصوصاً ان موقفها إيجابي لدرجة لا تصدّق؟ تقول <شي طبيعي، وأفهم السبب، ولازم تشك الناس، لأن البلد مليان جواسيس خلال الحرب. لا أزعل. بالعكس أحبّ أن يسألوني ليتأكدوا مني وتكون علاقتنا بعدها سليمة، هذا شيء صحي وطبيعي. معنى هذا أن الناس دايرة بالها على حياتها وأمنها>. لكنها تستدرك <إن جاءني الشك من ناس يعرفونني منذ وقت طويل سأكون حزينة>. ثم تضيف <انتبهي: لن أزعل، سأكون حزينة>.
عن صحيفة السفير
... اصيبت برصاص اسرائيلي مرتين
مَن هي هذه الفتاة؟ وما شأنها بنا أو بإسرائيل؟ هل اختارت بلير <كونه المحتل البريطاني لبلادي إيرلندا الشمالية>؟
تؤكد كويفا، التي نشأت في <منزل حقوق إنسان> والتي أمضت سنواتها السبع والعشرين بين مخيمات لاجئي الغواتيمالا والمكسيك من الشياباس الى الزاباتيست فالزيمباوي مع ضحايا السيدا ففلسطين المحتلة ومخيمات لبنان، إنها لم تكن بالأمس بصفتها الوطنية، <أحب بلادي كثيراً. لكني استخدمت جنسيتي فقط لأستطيع الدخول>. وتضيف الفتاة الطويلة ذات العيون الخضر، والتي كرهت صورتها في الصحف <لأني طالعة بشبه الجمل>، أنها تتمنى لو كانت <لبنانية أو فلسطينية. أي جنسية من هنا. أنا بالقلب من هنا، ولكن من الممكن أن يقال إنني كنت هناك، لأنني إيرلندية وضد الاحتلال البريطاني لشمال إيرلندا، لكني لم أكن كذلك، كنت لأتضامن مكان الناس الذين كانوا في الشارع، استخدمت جنسيتي لأدخل، لكن في الداخل لم أكن إيرلندية، كنت واحدة منهم>.
لكن، كيف اختارت حركتها تلك؟ تقول <قررت ذلك قبل ليلة عندما علمت من الإذاعات أن بلير المجرم آتٍ إلى هنا. وسمعت أنهم منعوا الناس من التظاهر. وبالتالي هو كان يعلم أن هناك تظاهرة ضده في الخارج، لكنه كان مرتاحاً لأنهم كانوا بعيدين، حتى أن صوتهم لم يكن يصل إليه.. لذلك فكرت أنه من الضروري أن أحمل رسالتهم، وأن أرميها بوجهه>. ولكن لماذا اختارت اليافطة ولم تختر رأس البندورة أو البيضة؟ تضحك وتقول بلهجتها الفلسطينية المكسّرة <بفكر أنو عصير البندورة بيلبقلو أحسن، بس ما كان في وقت، كانت اليافطة معي>.
لكن ما الذي جاء بها إلى هنا؟
تقول إنها العام 2001 عادت الى موطنها من غواتيمالا <حتى جمّع مصاري، لأنني أموّل نفسي من عملي لعدة شهور ثم أمضي الشهور الباقية مع الناس الذين أتضامن معهم. ولكن، حصلت 11 ايلول أثناء إقامتي هناك، وكنت على اتصال مع مجموعة عالمية أسمها <أصوات في البرية>، وهي غير حكومية ذهبت معهم إلى عدة أماكن منها بغداد ثم فلسطين حيث بقيت سنة ونصفاً وشاركت في حصار المقاطعة لكني عدت وهربت الى جنين، لأني لم أكن هناك لأتضامن مع السلطة، بل مع الناس والفارق بين بطولة الناس وبطولة السلطة كثير كبير>. تخبرنا كويفا بجانب من حياتها في المخيمات <أحس اليوم أني بنت المخيم> تقول، وخصوصاً مخيم جنين حيث أصيبت مرتين برصاص الجنود <مرة كنت أُحامي عن أطفال كان الجندي يريد إرداءهم، لأنهم رشقوه بالحجارة، فأطلق النار بين أقدامي ليخيفني وأصابتني شظايا، كان ذلك أيلول العام ,2002 ومرة ثانية أصابني قناص في فخذي بعدها بشهرين>. وتردف <تريدين أن تري الأثر؟>. ولا تنتظر الجواب فتكشف عن فخذها وإذ بتجويف عميق في باطن الفخذ. وتضيف وهي تضحك <عادي عادي>.
لكن ألا يخيفها ذلك؟ ألا يخيف اهلها خصوصاً بعد مقتل راشيل كوري؟ تقول <أهلي بالطبع كانوا خايفين عليّ، بالنهاية أمي ولو كانت بطلة على طريقتها، إلا أنها أم، وكذلك أبي. أنا لا أخاف، لكني بعد إصابتي فكرت أنه من غير المناسب أن أموت الآن، وإني ذات فائدة أكثر وانا اعيش. النضال ضد العنصرية طويل، وربما لم يكن من الضروري أن أعرض حياتي كل يوم للخطر>. وتضيف ضاحكة <كل أسبوع ماشي الحال، كل شهر أفضل بس كل يوم عشر مرات مش ضروري>. ثم تقول <كنت مجنونة. أفتش عن الجنود وأتحدّاهم>. أما بالنسبة إلى راشيل فتقول <راشيل شهيدة وليست قتيلة>. أسألها لماذا تقول ذلك فتردّ <لأن هناك مجموعة، صغيرة، في غزة، احتجت عندما طبعوا ملصقات لراشيل مع اسمها: الشهيدة راشيل كوري>، ثم تضيف <لكنهم قلائل>. أما لماذا كانوا يظنون ذلك؟ فتحرج الصبية <لأنها غير مسلمة، ولكنهم قلة، تقول. ثم تضيف <وأنا أتفهّم هذا، فما فعله الغرب في هذه البلاد منذ وعد بلفور ليس هيناً. لن يتقبّل الناس بسهولة أن هناك غربية متضامنة معهم بهذا الشكل، أفهم ذلك>. تتأنّى كويفا في اختيار كلامها لئلا تجرح من تحبّهم من المظلومين.
لكن ألا تقابل بالشك والتشكك بدوافعها، خصوصاً ان موقفها إيجابي لدرجة لا تصدّق؟ تقول <شي طبيعي، وأفهم السبب، ولازم تشك الناس، لأن البلد مليان جواسيس خلال الحرب. لا أزعل. بالعكس أحبّ أن يسألوني ليتأكدوا مني وتكون علاقتنا بعدها سليمة، هذا شيء صحي وطبيعي. معنى هذا أن الناس دايرة بالها على حياتها وأمنها>. لكنها تستدرك <إن جاءني الشك من ناس يعرفونني منذ وقت طويل سأكون حزينة>. ثم تضيف <انتبهي: لن أزعل، سأكون حزينة>.
عن صحيفة السفير