المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بوش مخاطباً بن لادن: أميركا ستقبض عليك



هاشم
09-14-2006, 12:14 AM
http://www.aawsat.com/2006/09/13/images/news.382544.jpg


قال إن أمن الولايات المتحدة يعتمد على نتيجة المعركة في شوارع بغداد


واشنطن: منير الماوري


وجه الرئيس الأميركي جورج بوش كلاما مباشرا إلى زعيم تنظيم «القاعدة» في خطاب ألقاه الليلة قبل الماضية بمناسبة الذكرى الخامسة لهجمات 11 سبتمبر (ايلول) فقال: «إلى أسامة بن لادن وأولئك الإرهابيين الفارين: إن رسالتنا إليكم واضحة وهي أن أميركا ستعثر عليكم وتقدمكم للعدالة مهما طال اختباؤكم».

وأشار الرئيس الأميركي في خطابه الذي تزامن مع موسم حملة الانتخابات النصفية لأعضاء الكونغرس، الى أن أسامة بن لادن يعتبر حرب الإرهاب بأنها الحرب العالمية الثالثة ويقول إن «انتصار الإرهابيين في العراق سيعني الخزي والهزيمة لأميركا للأبد». وردا على ذلك قال بوش: «إن أمن أميركا يعتمد على نتيجة المعركة في شوارع بغداد. إذا تركنا العراق لرجال من أمثال بن لادن فإن هذا سيكون أكبر تشجيع لأعدائنا، وسوف يحوزون على مأوى آمن وسيستخدمون ثروات العراق لإيقاد حركتهم المتطرفة». وتابع يقول: «نحن نسمع تهديداتهم بشن هجمات أفظع على شعبنا. نحن ندرك انهم في حال تمكنوا من الحصول على اسلحة دمار شامل فسيستخدمونها ضدنا».

واكد بوش ان هجمات 11 سبتمبر «هدفت الى تركيعنا لكن هذا لا يمكن أن يحدث». وتابع قائلاً: «اننا نواجه عدوا مصمما على نشر الموت والمآسي في منازلنا. اذا لم نحقق النصر في الحرب على الارهابيين اليوم، فسنترك لأولادنا شرق أوسط يعج بدول ارهابية وطغاة متطرفين يمتلكون السلاح النووي. نحن نخوض حربا ستحدد مسار هذا القرن الجديد ومستقبل ملايين الاشخاص في العالم».

وبدا ان الرئيس الاميركي ركز في خطابه على اسامة بن لادن والعراق، اولا لتبرير عدم إلقاء القبض على زعيم «القاعدة» بعد خمس سنوات من الهجمات التي شنتها القاعدة على الولايات المتحدة، وثانيا للدفاع عن الموقف الأميركي في العراق خشية ان يفقد الجمهوريون عددا كبيراً من المقاعد في الكونغرس في الانتخابات النصفية المقبلة، ما يحول الرئيس في آخر سنتين من رئاسته إلى «بطة عرجاء» لا يستطيع اتخاذ القرارات في حال هيمنة الديمقراطيين على مجلسي الكونغرس.

ولذلك، أقر الرئيس الأميركي في خطابه بوجود أخطاء في حرب العراق لكنه شدد على أن الخطأ الأكبر سيكون الانسحاب من المعركة، فقال: «أيا كانت الاخطاء التي ارتكبت في العراق فإن أسوأ غلطة هي الاعتقاد بأننا اذا انسحبنا فان الارهابيين سيتركوننا وشأننا». واوضح قائلاً: «نحن اليوم اكثر امنا لكننا لا نتمتع بالامن المطلق».

وكانت هجمات 11 سبتمبر قد وحدت الشعب الاميركي خلف الرئيس بوش الا ان الكثير من الاميركيين انصرفوا إلى توجيه النقد إليه حينما أدركوا أن حرب العراق أصبحت تكلفهم اكثر مما كان متوقعا. وأعاد بوش التذكير بأن «اميركا لم تسع الى هذه الحرب وكل اميركي يتمنى ان تنتهي، لكن الحرب لم تنته ولن تنتهي قبل ان نخرج نحن او يخرج الارهابيون منتصرين». واضاف قائلاً: «اننا نواجه طريقا صعبا امامنا، الانتصار في هذه الحرب سيحتاج الى الجهود الحازمة لبلد موحد ولهذا يتعين علينا ان نضع خلافاتنا جانبا ونعمل معا لاجتياز الاختبار الذي وضعنا فيه التاريخ».

ودافع بوش كذلك عن دعواته المتكررة لنشر الديمقراطية في المنطقة فقال: «اطلقوا على اسم هذا الصراع صدام الحضارات. في الحقيقة انه صراع من اجل الحضارة. اننا نقاتل من اجل المحافظة على طريقة عيش الدول الحرة». واضاف «اننا نقاتل حتى يتمكن الاناس الطيبون في الشرق الاوسط من بناء مجتمعات تستند الى الحرية والتسامح والكرامة الشخصية». وتابع قائلاً: «بوقوفنا الى جانب زعماء ديمقراطيين واصلاحيين وعبر سماع صوت رجال ونساء طيبين فاننا نمهد لطريق بعيد عن الراديكالية. نحن نجند اقوى قوة من اجل السلام والاعتدال في الشرق الاوسط: رغبة الملايين في ان يكونوا احرارا».

وفي إشارة لاتهامه بالربط الخاطئ بين هجمات سبتمبر والرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، قال بوش: «غالبا ما أسأل لماذا نحن في العراق طالما ان صدام حسين ليس مسؤولا عن هجمات 11 سبتمبر. والجواب هو ان نظام صدام حسين كان يشكل تهديدا فعليا، والعالم بات اكثر أمنا لان صدام حسين لم يعد في السلطة». واعتبر ان «التحدي الآن يتمثل في مساعدة العراقيين على بناء نظام ديمقراطي». يشار إلى أن هذا هو خامس خطاب للأمة يلقيه الرئيس الاميركي من مكتبه البيضاوي في البيت الابيض. وكان اول خطاب ألقاه من المكان ذاته ليلة وقوع هجمات سبتمبر.

ويرى الديمقراطيون أن حرب العراق شتتت جهود الحرب ضد الارهاب، وانتقد بعضهم الرئيس بوش باستخدام الذكرى السنوية لهجمات 11 سبتمبر لالتماس الدعم للحرب في العراق. وقال السناتور الديمقراطي ادوارد كنيدي: «يجب على الرئيس أن يشعر بالخجل من استخدام يوم وطني للحداد لإلقاء خطبة ليس هدفها توحيد البلاد وتخليد ذكرى الضحايا بل التماس الدعم لحرب في العراق اعترف هو بأنها لا علاقة لها بهجمات سبتمبر».

ومضى كنيدي قائلاً: «سيأتي وقت لمناقشة سياسات الرئيس في العراق، لكن 11 سبتمبر ليس هو الوقت». كذلك، قالت نانسي بيلوسي العضو الديمقراطية البارزة في مجلس النواب، انه «يتعين علينا أن نحمي ونصون الشعب الاميركي لاننا الآن لسنا في امان كامل ولم نتعاف بشكل كامل، ولهذا من المهم ان نواصل التكاتف».